وكالة الصحافة المستقلة:
2025-05-28@18:20:11 GMT

فرص الدبلوماسية بين واشنطن وإيران

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

مارس 27, 2025آخر تحديث: مارس 27, 2025

محمد حسن الساعدي

خطاب التصعيد الذي تمارسه الادارة الامريكية ضد طهران لإخضاعها للمفاوضات مرة اخرى بعد إلغائها من واشنطن لا يمكنه أن يقدم شيئاً في التهدئة والسير نحو الاستقرار في المنطقة عموماً، لاسيما وان الخطاب ليس خطاباً مرناً بل يحمل نبرة تهديد واستعلاء على العالم وهذا ما لا يقبله أغلب دول العالم، وأن تبقى هذه الدول محكومة بمزاجيات وقرارات البيت الابيض، لذلك أرسلت طهران اشارات أنها على استعداد لاستئناف المفاوضات على ان تكون جادة في رفع العقوبات على ايران منذ أربعون عاماً، والذي يبدو أنه من غير المرجح تحقيق أي تطور دبلوماسي بهذا الاتجاه.

هناك احتمالية واردة في عودة المحادثات بين الجانبين ويعود ذلك لأسباب منطقية هو نية الرئيس الامريكي الخروج من دائرة الحروب واستخدام الجيش الامريكي خارج الحدود، بالإضافة الى تراجع النفوذ الايراني في المنطقة بعد احداث لبنان وسوريا والتي أفقدته عنصر القوة في التفاوض، إذ وبمجرد أنتشار خبر توجيه الرئيس الامريكي دونالد ترامب رسالة الى الجمهورية الاسلامية عبر دولة الامارات يطلب فيها إجراء محادثات، سارعت الحكومة الايرانية الى رفض أي تفاوض مع واشنطن ما لم تكن هناك جدية في رفع الحصار، كما انها بينت ان بعض الحكومات الأجنبية والشخصيات تصر على المفاوضات في حين أن هدفها ليس حل المشكلات بل فرض السيطرة وفرض أجندتها الخاصة.

من الصعب في المرحلة الحالية تحديد الرد الإيراني الفعلي، على المطالب الامريكية، ويمكن اعتبار تصريح الامام الخامنئي بمثابة تحذير من الافراط بالثقة بالولايات المتحدة ولكنه لا يعني بالضرورة رفض فكرة المحادثات على أسس جدية وجديدة اولها رفع الحصار المفروض على إيران وإطلاق الاموال الايرانية المجمدة في البنوك العالمية كما أن بعثة الأمم المتحدة تحاول التأكيد على أن أي محادثات يجب أن تتعلق بالصياغات الضيقة المحدودة وربما لا تزال واشنطن وطهران في مرحلة قراءة المشهد حول المحادثات.

تعد روسيا هي المحاور الرئيسي في تبادل الرسائل الأمريكية الإيرانية الحالية، وأن الرئيس فلاديمير بوتين قد عرض روسيا كشريك وسيط في هذه المحادثات، والتي تضمنت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى طهران لادارة المناقشات حول البرنامج النووي الإيراني ومن المرجح أن يكون النزاع النووي بين الولايات المتحدة وإيران قد تم مناقشته، إذ أن روسيا كانت جزءا من العملية الدبلوماسية التي أسفرت عن خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015 الذي لم تنسحب منه على الرغم من انسحاب أمريكا.

في الآونة الاخيرة عززت إيران وروسيا علاقاتهما العسكرية حيث زودت إيران روسيا بآلاف الطائرات المسيرة في حربها ضد أوكرانيا بينما زودت روسيا إيران تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وقطع الغيار والجوانب التي تتعلق بالبرنامج النووي، بالمقابل كان لاستراتيجية الضغط الأقصى التي فرضتها إدارة ترامب الأولى تأثير اقتصادي على إيران، وان حملة الضغط التي اقرها ترامب مؤخرا اذا ما تم تطبيقها بالكامل  ستعمل على تخفيض صادرات ايران بشكل كبير، وتأتي حملة العقوبات الجديدة في وقتٍ صعبٍ للغاية بالنسبة لإيران حيث تعاني البلاد من ارتفاع معدل التضخم الذي يبلغ حاليًا حوالي 35% وتباطؤ النمو.

يبقى السؤال الاهم والمطروح هل إيران مستعدة لتقديم تنازلات جوهرية لرفع العقوبات خلال إدارة ترامب ، والتي رفضت عرض الحوار مع أمريكا وحملت الولايات المتحدة مسؤولية الانسحاب من خطة العمل الشاملة فيما إن إشارات ايران واضحة في ان مسؤولية العودة الى الاتفاق هي مسؤولية أمريكا وحدها.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

إيران: مستعدون للتوصل إلى تسوية مع ترامب.. وأمريكا تتفهم خطوطنا الحمراء

(CNN)-- قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لشبكة CNN إن طهران منفتحة على التوصل إلى تسوية بشأن برنامجها النووي في المحادثات مع الولايات المتحدة، لكن تخصيب اليورانيوم لا يزال غير قابل للتفاوض، مشيرًا إلى أن واشنطن تتفهم هذا الموقف.

وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في طهران الاثنين: "إذا كانت النية هي ضمان عدم تسليح البرنامج النووي الإيراني، فأعتقد أن هذا أمر يمكننا القيام به ببساطة".

وعندما سألته CNN عن كيفية التوصل إلى تسوية في المحادثات، قال بقائي: "هناك طرق عديدة" دون تحديد.

ومع ذلك، أضاف أنه يجب حماية حق إيران في الطاقة النووية، مكررًا الموقف الإيراني الراسخ بشأن المحادثات.

وأضاف: "إذا كانت نية (الولايات المتحدة) هي حرمان الإيرانيين من حقهم في الطاقة النووية السلمية، فأعتقد أن ذلك سيكون إشكاليًا للغاية لدرجة أنه سيشكل تحديًا حقيقيًا للعملية برمتها".

بعد أن أحرزت المحادثات الأمريكية الإيرانية تقدمًا طفيفًا مع انطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات في روما، الجمعة، أعرب الرئيس دونالد ترامب الأحد عن تفاؤله بإحراز تقدم.

وقال ترامب للصحفيين في ولاية نيوجيرسي، الأحد: "أجرينا محادثات جيدة للغاية مع إيران أمس واليوم، ولنرَ ما سيحدث. لكنني أعتقد أننا قد نتلقى أخبارًا سارة على الصعيد الإيراني".

مقالات مشابهة

  • عاجل. ترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًا
  • مكالمة حادة بين نتنياهو وترامب حول إيران.. كيف توترت المحادثة؟
  • مسئول أمريكي: ترامب حذر نتنياهو من تقويض الجهود الدبلوماسية مع إيران
  • إيران: مستعدون للمساومة مع ترامب بخصوص برنامجنا النووي
  • إيران: مستعدون للتوصل إلى تسوية مع ترامب.. وأمريكا تتفهم خطوطنا الحمراء
  • إيران: لن نعلّق تخصيب اليورانيوم لإبرام اتفاق نووي
  • ترامب: المفاوضات النووية مع إيران “جيدة جدا”
  • ترامب يصف مفاوضات النووي بالجيدة جدا فماذا قالت إيران وعمان؟
  • ترامب يلمّح لإعلان وشيك بشأن تقدم المحادثات النووية مع إيران
  • ترامب عن آخر جولة للمحادثات مع إيران: هناك فرصة ولا أريد سقوط القنابل