تقرر : يحيى جارالله ..

رغم قناعتها بعدم جدوى عدوانها الإجرامي في تغيير مواقف الشعب اليمني وقيادته، تواصل أمريكا تصعيد هجماتها بشكل هستيري على العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات في محاولة يائسة لمنع اليمن من مواصلة دوره المساند للشعب الفلسطيني.

لم يحقق العدوان الأمريكي على اليمن أي نتائج سوى قتل المدنيين داخل المنازل والأحياء السكنية، وتدمير المنشآت المرتبطة بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين مثل المستشفيات ومؤسسات المياه والكهرباء والاتصالات، والمصانع الإنتاجية وغيرها من المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية.



فالهجمات الأمريكية على اليمن لم تحد ولو بنسبة واحد بالمائة من عمليات القوات المسلحة اليمنية التي تشهد تصاعدًا مستمرًا على مستوى الحصار الذي تفرضه على الملاحة الإسرائيلية، والاستهداف المباشر للعدو الصهيوني، وكذا الرد القوي على العدو الأمريكي بالقصف المكثف على بوارجه وحاملات طائراته.

لم تلق الولايات المتحدة بالا لكل ما تلقته من نصائح وتحذيرات من العواقب الوخيمة لما تقوم به من تصعيد غير مبرر في اليمن، وعسكرة للبحر الأحمر، والذي بات يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، باعتبار أن الجمهورية اليمنية جزءًا مهمًا من المنطقة وأن زعزعة استقرار اليمن يهدد استقرار المنطقة برمتها.

وكون أمريكا أكثر البلدان المستفيدة من استقرار الوضع في المنطقة لما يربطها بها من مصالح، فإن زيادة التوترات في اليمن والبحر الأحمر ستؤدي بلا شك إلى نتائج عكسية تلحق الضرر بالمصالح الإستراتيجية الأمريكية وستكون المتضرر الأول والخاسر الأكبر من تأجيج الصراع.

تواصل أمريكا قصف المدن والقرى اليمنية بلا هوادة، وعلى مرأى من كل الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع، لا لشيء سوى لأن اليمن هو الدولة العربية الوحيدة التي تدعم وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بالنيابة عن كل الدول العربية التي تركت الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة القتل والاجرام الصهيوني.

ويؤكد الكثير من المراقبين أن الهجوم الأمريكي السافر الذي يواجهه اليمن على خلفية موقفه البطولي في حظر الملاحة الإسرائيلية واستهداف عمق العدو الصهيوني ضمن موقف المناصر لفلسطين، يستدعي من كل الدول العربية والمجتمع الدولي أيضًا إعادة النظر في مواقفها وتعاملها مع هذه التطورات وتبني مواقف وقرارات حازمة تجاه الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية في فلسطين واليمن.

وأشاروا إلى أن ذلك، أقل واجب بعد أكثر من عام ونصف من الخذلان والتنصل عن المسؤولية في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني.

تُدرك كل دول الجوار العربي، أن تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن لن يغير شيء على الأرض ولن يكون له أي تأثير على موقف اليمن المساند لغزة، بقدر ما ستكون له تداعيات واسعة على المنطقة والعالم، كونه لن تؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بل يهدد أيضا استقرار المنطقة وما يُرتبط بها من مصالح دولية، لكنها لم تحرك ساكنا إزاء ذلك.

وبهذا الصدد يرى خبراء ومختصون في الشؤون الدولية، أن تصعيد وتكثيف الهجمات الأمريكية على اليمن، سيؤدي إلى توسيع نطاق عمليات اليمن دعمًا للشعب الفلسطيني، ما يعني اتساع دائرة المواجهات ورقعة الاشتباكات في البحر الأحمر وحتى منطقة الخليج، مما سيؤثر بشكل مباشر على أمن الطرق التجارية العالمية.

وبحسب الخبراء، فإن ذلك التصعيد سيؤدي إلى زيادة الضغوط الاقتصادية وأزمة الطاقة، لأن أي اضطراب في مضيق باب المندب، الذي يُعد من الممرات التجارية الرئيسية في العالم، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتعطيل سلاسل التوريدات عالميًا، وهذه التداعيات من شأنها إلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بكل الدول وحتى بالاقتصاد العالمي.

ومن وجهة نظر تحليلية، يمثل استمرار الهجمات الأمريكية على اليمن تعميدًا للفشل الإستراتيجي لأمريكا، التي شاركت بكل قوة في الهجمات العدوانية على اليمن طيلة السنوات العشر الماضية، دون أن يحقق تحالفها أي نتيجة أو يتمكن من النيل من الشعب اليمني الحر والمقاوم.

بل على العكس من ذلك، اكتسب الشعب اليمني من ذلك العدوان وما ترتب عليه من تداعيات، المزيد من الصلابة والقوة، ودفعه ذلك للتركيز بشكل أكبر على تطوير قدراته العسكرية بالاعتماد على ما يمتلكه من كفاءات محققا بذلك الكثير من الإنجازات التي لم تقتصر على الجانب العسكري بل تعدته لتشمل كافة الجوانب الأمنية والاقتصادية وغيرها.

ومثلما صمد اليمنيون لعشر سنوات في مواجهة قوى العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي وحققوا الكثير من الانتصارات على التحالف ومرتزقته، يواصلون اليوم المسار نفسه في مواجهة أمريكا ومستعدون لخوض الأهوال في سبيل الانتصار لقضية الأمة "فلسطين".

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: على الیمن فی الیمن کل الدول

إقرأ أيضاً:

برلماني: خطة الاحتلال بالسيطرة على غزة تهدد استقرار المنطقة بأكملها

أكد النائب مصطفي الكحيلي عضو مجلس الشيوخ ، أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن احتلال قطاع غزة ، يمثل تصعيداً خطيراً واستمرار لسياسة الكيان المحتل بالتهجير القسري للفلسطينين من أراضيهم ، مضيفاً أن هذا يمثل تحدياً صارخاً لمبادي القانون الدولي وحقوق الإنسان ، وهو ما دأب عليه الاحتلال الإسرائيلي في ظل إصراره علي احتلال قطاع غزة بالكامل وبالتالي استمرار سياسة التجويع والحصار.

برلماني: احتلال غزة جريمة مكتملة.. والصمت العالمي مريببعد تحسن مؤشرات الاقتصاد.. برلماني يطالب بآليات واضحة لإلزام التجار بخفض الأسعارصرف معاش تكافل وكرامة 15 سبتمبر.. وبرلماني: القانون يضمن استمرار صرفه دائمًابرلماني: احتلال غزة انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد للأمن بالمنطقة

وأشار" الكحيلي" ، إلى أن خطة السيطرة علي غزة بالكامل وفقاً لما وافق عليه مجلس الوزراء الإسرائيلي ستودي إلي مزيد من الصراع في الشرق الأوسط وتهدد الأمن والإستقرار الإقليمي والدولي متابعاً : أن الشعب الفلسطيني الاعزل منذ أحداث  السابع من اكتوبر وهو يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة من خلال التجويع والحصار ، والعدوان الغاشم 

وأوضح " الكحيلي"، أن مصر منذ اليوم الاول لأحداث السابع من أكتوبر 2023 وهي ترب ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة، مؤكداً ان مصر قيادو وحكومة وشعباً ترفض التهجير القسري للفلسطينين من أراضيهم حتي لا يتم تصفية القضية الفلسطينية ، مصر تعمل مع الشركاء الدوليين علي ضرورة وقف الحرب 

ولفت إلى أن مصر تستخدم كل قنواتها الدبلوماسية، سواء في مجلس الأمن أو من خلال اتصالاتها المباشرة مع الأطراف الإقليمية والدولية، لوقف الحرب وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات لافتاً أن ما قدمته مصر من مساعدات للأشقاء يصل لـ80% من حجم المساعدات المقدمة في محاولة لكسر الحصار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الأعزل.

وطالب " الكحيلي "  المجتمع الدولي  وفي مقدمته مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف سياسة فرض الأمر الواقع بالتهجير القسري ، والإبادة الجماعية وهذا ما يؤدي  إلي تقويض فرص السلام العادل والشامل.

طباعة شارك مصطفي الكحيلي مجلس الشيوخ قطاع غزة التهجير القسري

مقالات مشابهة

  • اجتماع سوري أردني أمريكي في العاصمة الأردنية عمان يبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الأطراف الثلاثة بما يخدم استقرار الجمهورية العربية السورية وسيادتها وأمنها الإقليمي.
  • انطلاق اجتماعات اللجنة الثلاثية الأردنية-السورية-الأمريكية لبحث استقرار سوريا وإعادة البناء
  • استقرار العقود الآجلة للأسهم الأمريكية وسط ترقب بيانات تضخم هامة
  • وزير الخارجية: اليمن لن يخضع للضغوط الأمريكية لتسييس المساعدات
  • الأمن الإقليمي وغزة وسوريا تتصدر مباحثات فؤاد حسين وعلي لاريجاني
  • أرمينيا وأذربيجان.. فتح صفحة جديدة بالعلاقات تعزز الأمن الإقليمي
  • شبكة بيكر تلي العالمية توسّع حضورها الإقليمي بإطلاق شركة جديدة في الإمارات
  • كيف اعاد اليمن صياغة القواعد في المنطقة ؟
  • برلماني: خطة الاحتلال بالسيطرة على غزة تهدد استقرار المنطقة بأكملها
  • البطاقة الجديدة التي تفرضها حكومة المرتزقة.. تهديد للأمن القومي وتكريس للانفصال:صنعاء تؤكد رفضها لإجراءات حكومة المرتزقة الاحادية وتطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره في حماية وحدة اليمن واستقراره