سودانايل:
2025-07-04@08:23:26 GMT

كلُّ تقدُّمٍ… لكي يصبح حقيقيًا!

تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT

في عالم السياسة السودانية، حيث تتكرر الأزمات وتُعاد إنتاج الأخطاء، يبدو التقدُّم كحلم معطّل، أو ربما كذبة تُسَوَّق في كل مرحلة باسمٍ جديد. فكلما ظنّ الناس أنهم تجاوزوا الماضي، عاد إليهم بأقنعة مختلفة.
منذ الاستقلال، كانت معركة السودان الكبرى مع التقدُّم، لكنه ظلَّ مؤجلاً، إما بسبب القادة الذين استبدلوا الولاء للوطن بولاءات أخرى، أو بسبب الأحزاب التي جعلت الديمقراطية شعارًا دون أن تمارسها داخليًا، أو بسبب الحركة الإسلامية التي قادت السودان لعقود، لكنها لم تستطع خلق مشروع يوازن بين الدين والسياسة دون أن يتحوّل إلى أداة تسلطية.


الإسلاميون بين الأيديولوجيا والسلطة
الحركة الإسلامية السودانية، التي حملت شعار "الإصلاح والتغيير"، وجدت نفسها في مأزق مزدوج: بين منطق الدعوة ومتطلبات الحكم، بين خطاب المبادئ وحسابات المصالح، وبين خطاب "التمكين" الذي انتهى إلى عزلة سياسية ومجتمعية. كانت قيادة الترابي للمؤتمر الشعبي مثالًا على هذا التخبّط، فبينما أراد أن يكون مجددًا، أدار الأمور أحيانًا بعاطفية أقرب إلى الرغبة في الانتقام ممن خاصموه سياسيًا.
أما الإسلاميون الذين بقوا في السلطة، فقد تورطوا في الدولة العميقة التي صنعوها بأنفسهم، ولم يعد السؤال: "هل هم جزء من الحل؟" بل: "هل يمكنهم الخروج من كونهم جزءًا من المشكلة؟"
الأحزاب التقليدية... ديمقراطية بالخطابات فقط!
الحديث عن غياب الديمقراطية داخل الأحزاب السودانية ليس جديدًا. منذ الأربعينيات، كانت الأحزاب تُدار بعقلية "الزعيم الملهم"، وكلما تغيّر الزمن، لم تتغير العقليات. لا تزال الزعامات تُورَّث، والخلافات لا تُحسم بالتصويت، بل بالانشقاقات والتكتلات.
كيف لحزب أن ينادي بالديمقراطية في الدولة، وهو لا يمارسها داخله؟ كيف لحزب أن يتحدث عن التجديد، وهو يعيد إنتاج نفس القيادات التي ظلت في الواجهة لعقود؟
الولاء المزدوج... بين الخارج والداخل
من أكبر معضلات السياسة السودانية أن كثيرًا من الفاعلين السياسيين لا ينتمون للسودان وحده. بعضهم يدين بالولاء لتنظيمات عابرة للحدود، وبعضهم يرتبط بقوى خارجية تموّله، وبعضهم يوازن بين "الخطاب الوطني" والعلاقات الخاصة التي لا تُقال في العلن.
هذا الولاء المزدوج يجعل التقدُّم مستحيلاً، لأن القرارات تُصنع بناءً على حسابات خارجية، لا على ما يحتاجه الشعب. كيف يمكن الحديث عن استقلالية القرار الوطني، إذا كانت بعض القوى السياسية تنتظر الإشارة من الخارج قبل أن تتحرك؟
ما بعد العيد... هل سنفكر؟
نعود بعد كل أزمة إلى نقطة الصفر، نعيد نفس النقاشات، ونحاول أن نصلح ما فسد، ثم تتكرر الأخطاء، وكأن السودان محكوم بلعنة الدوران في نفس الحلقة.
لكن إذا كان هناك شيء واحد بقي للفقراء في هذا البلد، فهو الضحك. إنها النعمة الوحيدة التي نجت من الخراب، والتي سنحملها معنا من فجر التاريخ إلى نهايته. وسأظل أنا، الضاحك الأعزب الفقير، أرى جيلاً قادمًا من الرجال سيعيش هذه المتناقضات في نموذج أكثر تطورًا، كأنهم "الفقير الروبوت" في عصر الذكاء الاصطناعي!
أما السياسة؟ فستبقى تدور في دوائرها، حتى نجد لحظة حقيقية لنسأل أنفسنا: هل كل تقدُّم هو تقدُّم حقيقي؟ أم أننا فقط نتحرك... في المكان؟

zuhair.osman@aol.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ستيف كالزادا يشيد بالتجربة السعودية: شغف حقيقي وتفوق على مشروع الصين

ماجد محمد

أكد ستيف كالزادا، أحد أبرز المراقبين الدوليين لمشهد كرة القدم الآسيوية، أن مشروع السعودية الكروي يتفوق بفارق واضح عن نظيره الصيني، مشددًا على أن الفرق الجوهري يكمن في “الحضور الجماهيري والشغف الحقيقي بكرة القدم”.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام دولية، قال كالزادا: “في السعودية، العشق للكرة متأصل، الجماهير تبدأ بتشجيع أنديتها المحلية أولًا قبل الأندية الأوروبية. أما في الصين، فالمشروع كان مصطنعًا إلى حد كبير، بلا قاعدة جماهيرية حقيقية، ولهذا لم ينجح”.

وتحدث كالزادا عن فوز الهلال التاريخي على مانشستر سيتي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية 2025، قائلاً: “هذا الانتصار ليس مفاجأة لنا. نعلم أن لدينا دوريًا تنافسيًا وكرة قدم تستحق المتابعة على مستوى العالم”.

وأضاف: “لقد سبق وتعادل الهلال مع ريال مدريد، والآن يهزم مانشستر سيتي، رغم غياب أسماء بارزة مثل ميتروفيتش. كانت هذه فرصة رائعة ليشاهد العالم مستوى الكرة السعودية، ونحن الآن ننتظر المباراة المقبلة لاستكمال هذا المشوار”.

ويخوض الهلال تحديًا جديدًا في ربع نهائي مونديال الأندية، بعدما بات محط أنظار المتابعين عالميًا، إثر الأداء الاستثنائي الذي قدمه في البطولة.

مقالات مشابهة

  • كنز حقيقي .. وزير الشباب: 137 مليون فرصة استفادة مباشرة من أنشطة الوزارة
  • إسرائيل تقصف مدرسة كانت تؤوي نازحين في غزة
  • نهيان بن مبارك: رئيس الدولة نصير حقيقي للسلام والتعايش
  • بنسعيد: المغرب قادر على أن يصبح لاعبا رئيسيا في صناعة الألعاب الإلكترونية إقليميا ودوليا
  • أيمن الرمادي يشيد بعبد الله السعيد: "مثال حقيقي للاعب المحترف"
  • ستيف كالزادا يشيد بالتجربة السعودية: شغف حقيقي وتفوق على مشروع الصين
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • أبو العينين: لا تعاون حقيقي دون إرساء لأسس السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط
  • الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة.. نزولٌ حقيقيٌ عن الشجرة أم خداعٌ استراتيجيٌ جديدٌ
  • برلماني: قانون الإيجار القديم يمثل جورًا حقيقيًا على حق المالك