الجزيرة:
2025-12-05@05:17:24 GMT

في رحاب الشام يزور أسواق دمشق ويتعرف على تاريخها

تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT

ووفقا لحلقة 2025/4/3 من برنامج "في رحاب الشام" فإن التاجر الشامي يبدأ يومه بصلاة الفجر في الجامع الأموي أو غيره من المساجد القريبة من السوق.

وبعد الصلاة، يفتح التاجر باب محله ويرش قليلا من المياه أمامه ثم يبدأ بقراءة القرآن الكريم انتظارا لقدوم أول الزبائن الذي يعتبرونه دليلا على ما سيكون عليه اليوم كله.

فإذا كان أول زبون هينا لينا منحهم شعورا بأن يومهم سيكون سهلا وافر الرزق، وإذا كان صعبا كثير الجدل اعتبروه دليلا على أنه سيكون يوما صعبا.

وقديما، كان التاجر الذي يستفتح يرفع كرسيه من أمام باب محله فإذا دخل عليه زبون جديد أرسله إلى أحد جيرانه الذين لم يبيعوا شيئا بعد، وهي عادة كانت تدل على الحميمية التي كانت تحكم علاقتهم ببعضهم.

أسواق متعددة

وتوجد في دمشق العديد من الأسواق التي غالبا ما تحمل أسماء السلع التي تبيعها مثل أسواق النحاسين، والهال، والمناخلية، والحرير، والعطارين، وخان الزيت. واللافت في هذه الأسواق أنها تفضي جميعا إلى بعضها.

ولكن دمشق تضم أسواقا أخرى مهمة مثل سوق مدحت باشا وهو الأطول في العاصمة السورية ويقطعها من الشرق للغرب، وكانوا يسمونه السوق الطويل.

ويعود عمر هذا السوق لآلاف السنين حيث تأسس في عهد والي الشام مدحت باشا، وكان عبارة عن شارع طويل جدا قبل تقسيمه لعدد من الأسواق.

إعلان

وخلال مسيرك ستجد على يمينك ويسارك العديد من الأسواق الفرعية، وهو أيضا يعج بمحلات العسل والزيت والملابس والعطارة التي تبيع آلاف النباتات المزروعة كلها في سوريا.

وتم سقف هذا السوق بالحديد في عهد الوالي حسين ناظم باشا مطلع القرن العشرين لحمايته من الحريق، ويمنح هذا السقف الزائرين شعورا بالجو التاريخي القديم.

ويحرص التجار على أداء الصلوات بالمسجد فيضع الواحد منهم كرسيا على باب محله في إشارة إلى أنه دخل المسجد.

أسواق مرتبطة بالتاريخ

ولا تنفصل أسواق دمشق عن التاريخ فكل واحد منها محاط بالعديد من المعالم القديمة، ففي محيط سوق البذورية على سبيل المثال ستجد قصر العظم وقصر أسعد باشا وحمام نور الدين، وكلها مناطق أثرية قديمة.

كما أن البناء القديم لهذه الأسواق ليس مجرد جدران قديمة ولكنه دليل على تفكير من أسسوا هذه الأماكن، ففي سوق الصاغة القديم كانت توجد أيضا محلات القباقيب التي تساعد على المشي فترات طويلة دون تعب، كما يقول أحد الباعة.

وتعتبر زيارة سوق الحميدية وتذوق بوظة بكداش من أهم الأمور التي يحرص عليها زوار دمشق التي تشير أسواقها إلى ما كانت عليه أخلاق السابقين واهتمامهم بمعاني الأشياء.

كما أن المباني مرتبطة بشكل واضح بتاريخ البلاد السياسي والعسكري والاقتصادي، وأخلاق الشعب وقيمه ومبادئه الحضارية التي جعلت هذه الآثار باقية حتى اليوم.

3/4/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

حافظ حسن باشا.. رمز الكفاءة الوطنية والإصلاح الحقيقي

حافظ حسن باشا كان مثالا نادرا للوزير الإداري المحنك، رجل اجتمع فيه الخبرة والحكمة والقدرة على إدارة الملفات الصعبة، سواء في العاصمة القاهرة أو عبر توليه عدة حقائب وزارية مهمة. 

الرجل الذي بدأ مسيرته كمحافظ للقاهرة بين عامي 1920 و1922، لم يكن مجرد مسؤول عادي، بل كان قائدا يفهم نبض العاصمة ويدرك حجم التحديات التي تواجهها. 

وبعد أن انتدب وكيلا لوزارة الداخلية في أواخر عام 1922، وعين لاحقا عضوا في مجلس الشيوخ عام 1939، صنع لنفسه مسارا طويلا في الخدمة العامة، مسارا يثبت أن الإدارة الفعالة والشخصية الوطنية يمكن أن تتحد في شخص واحد.

حين تولى وزارة الأوقاف من 11 يونيو 1923 إلى 27 يناير 1924، خلفا لأحمد علي باشا، لم يكن دوره مجرد إدارة روتينية للمساجد والوقف، بل جاء ليضع بصمته على النظام المالي والإداري للوزارة. 

حافظ باشا لم يكن وزيرا يقتصر اهتمامه على الصرامة الإدارية، بل حرص على أن تكون المساجد حيادية وأن يؤدي كل مسجد دوره الدعوي دون أي تدخل سياسي أو تضليل. 

كان يؤمن أن الدعوة إلى الله رسالة سامية يجب أن تبقى بعيدة عن أي لعبة سياسية، وهذا ما جعله يحظى باحترام الجميع، من العاملين في الأوقاف إلى المواطنين العاديين.

إصلاحاته كانت شاملة وواضحة، شملت تنظيم مواعيد الانصراف وفتح الكباري، ووضع نظام واضح للبوابين وتحديد واجباتهم، وتنظيم عمل الدفاترخانة، ومراجعة العقود قبل التوقيع، وإصدار نشرة شهرية بمحتويات محددة، كل ذلك بهدف ضبط الأداء المالي والإداري للوزارة. 

كما عمل على متابعة الإيرادات والمصروفات والموازنة، وضمان حقوق الوقف وحمايته من أي تلاعب، لم يكتف بذلك، بل أعاد ترتيب الوظائف داخل الوزارة، فحول ملاحظي المساجد إلى مساعدين لمفتشي المساجد لضمان أداء أفضل، وحافظ على المساجد من أي تأثير سياسي، محافظا على دورها الدعوي الخالص.

إن مسيرة حافظ حسن باشا لا تقتصر على وزارة الأوقاف فقط، فقد شغل مناصب مهمة أخرى، مثل وزارة الأشغال العمومية في أكثر من فترة، ووزارة الزراعة بين 1930 و1933، ووزارة المعارف العمومية من 1926 حتى 1930. 

لم يكن مجرد وزير يمر على الوزارة، بل كان يسعى دائما لتطويرها وتحسين أدائها، حتى في مسألة تدريب خريجي المدارس الزراعية والطب البيطري، حيث اقترح تدريبا عمليا لأربعة أشهر مع مكافآت تشجع الخريجين على اكتساب الخبرة العملية، رغم أن بعض هذه الاقتراحات واجهت رفضا من بعض المتدربين، إلا أن الهدف كان دائما خدمة الوطن ورفع مستوى الكفاءة الوطنية.

ولعل ما يبرز أكثر في شخصيته الوطنية هو حرصه على التقدير الدولي للخبرة المصرية، فقد حصل على وسام الجدارة المجري من الدرجة الأولى تقديرا لاهتمامه بتطوير الأعمال الزراعية، وهو تكريم يعكس تقدير العالم لكفاءته واهتمامه بالنهضة الزراعية في مصر.

هذا الرجل لم يكن يسعى للسلطة من أجل المنصب فقط، بل كان يسعى دائما لتطبيق رؤية واضحة لخدمة الوطن، رؤية توازن بين الإدارة الصارمة والحرص على مصالح الشعب، بين الأداء العملي والبعد الوطني.

حين ننظر إلى مسيرة حافظ حسن باشا، نجد مثالا حيا لما يمكن أن يحققه المسؤول الوطني حين يجمع بين الحكمة، الخبرة، والالتزام بالواجب الوطني. 

رجل لم يترك وراءه مجرد مناصب شغلها، بل ترك إرثا من التنظيم والإصلاح، إرثا يذكرنا دائما بأن مصر تحتاج إلى رجال على قدر المسؤولية، رجال يضعون مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر، ويحافظون على مقدرات الدولة ويمهدون الطريق للأجيال القادمة.

وحافظ حسن باشا هو نموذج للقامة الوطنية التي تجمع بين الكفاءة الإدارية والحرص على الهوية الوطنية، بين الدقة المالية والانشغال بالدعوة، بين الواقع العملي والرؤية المستقبلية. 

ومن حقنا كأبناء وطن أن نفخر بمثل هذه الشخصيات، وأن نستحضرها كمصدر إلهام لكل من يسعى لخدمة مصر، مصر التي تحتاج دائما إلى أمثال حافظ حسن باشا، رجال يحملون الوطن في قلوبهم ويضعونه فوق كل اعتبار، رجال يعرفون أن الخدمة العامة ليست مجرد وظيفة، بل رسالة وواجب وطني يظل حاضرا في كل خطوة من خطواتهم.

مقالات مشابهة

  • وفد مجلس الأمن يزور دمشق لتأكيد التضامن الدولي مع سوريا
  • وفد مجلس الأمن يزور دمشق لتعزيز الملف الاقتصادي ومتابعة الاعتداءات الإسرائيلية
  • رسالة ردع واضحة| «ردع 300» تظهر لأول مرة في EDEX 2025.. مصر تطلق أحدث منظومات الصواريخ في تاريخها
  • في ذكرى ميلاده.. مائة مثقف ومعمارى وسينمائى وتشكيلى فى رحاب متحف محفوظ 
  • د. رحاب التحيوي تكتب: انتخابات النقابات المهنية وضرورة الفصل بين العمل النقابي والانتماء الحزبي
  • تقليص الاستيراد يهدّد أسواق اليمن
  • أحمد مظلوم باشا.. رجل صنع تاريخ مصر الحديث
  • حافظ حسن باشا.. رمز الكفاءة الوطنية والإصلاح الحقيقي
  • أسواق الطاقة.. تقلبات حادّة مع توترات أوكرانيا وفنزويلا
  • متى يبدأ “الشتاء الفعلي بالأردن؟