المقرات السرية للحوثيين في البحر : خبراء عسكريون لبنانيون وإيرانيون، يُشرفون على تطوير الأنظمة الدفاعية
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
تشهد جزيرة كمران اليمنية تحولًا غير مسبوق منذ سيطرة مليشيا الحوثي عليها، حيث تحولت إلى منطقة عسكرية مغلقة تُدار منها العمليات الميدانية، وسط تواجد خبراء لبنانيين وإيرانيين يُشرفون على أنشطة عسكرية متخصصة، وتأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه التحركات الحوثية لتعزيز قدراتها في البحر الأحمر، ما يثير تساؤلات حول الدور الذي تلعبه الجزيرة في استراتيجيتها العسكرية.
عزل الجزيرة وتشديد القيود على سكانها
ووفقًا لمصادر يمنية، فرضت المليشيا قيودًا صارمة على الدخول إلى جزيرة كمران، إذ يُمنع أبناء المديريات الأخرى من زيارتها إلا بتصاريح مسبقة، مع ضرورة تعريفهم وضمانهم من قبل أحد السكان المحليين وتوضيح سبب الزيارة.
كما تم فرض حظر صارم على التصوير داخل الجزيرة، في إطار سياسة التعتيم الأمني التي تهدف إلى إخفاء الأنشطة الجارية فيها.
وبالتزامن مع هذه الإجراءات، تواجه الجزيرة حملة تضييق متعمدة تستهدف سكانها، حيث أُجبر العديد من العائلات على مغادرتها بسبب القيود المفروضة والممارسات الحوثية التي جعلت الحياة فيها شبه مستحيلة.
وانتقل معظم النازحين إلى مديرية اللحية المجاورة، في ظل غياب أي تحركات دولية للضغط على الحوثيين للكف عن هذه الانتهاكات.
مقر سري لقيادات الحوثيين
كما تؤكد مصادر استخباراتية، أن جزيرة كمران تحولت إلى مركز عمليات عسكري حوثي، حيث يُعتقد أن حسين المداني، أحد أبرز قادة الجماعة، يتخذها مقرًا دائمًا لإدارة العمليات بعيدًا عن الأنظار.
ويتواجد في الجزيرة خبراء عسكريون لبنانيون وإيرانيون، يُشرفون على تطوير الأنظمة الدفاعية وتعزيز قدرات المليشيا في البحر الأحمر.
وهذا التواجد يؤكد تقارير سابقة حول الدعم الإيراني المستمر للحوثيين، سواء من خلال تزويدهم بالسلاح أو نقل الخبرات العسكرية عبر مستشارين من حزب الله وإيران.
أهمية استراتيجية متزايدة
ولم تكن جزيرة كمران يومًا مجرد بقعة جغرافية منعزلة، بل تُمثل موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في البحر الأحمر، حيث يمكن استخدامها كنقطة ارتكاز للتحركات العسكرية الحوثية.
وتشير المعلومات أن الحوثيين يستغلون الجزيرة لإدارة عملياتهم البحرية، وربما تكون محطة لإطلاق الطائرات المسيّرة أو حتى استهداف السفن المارة عبر المضيق.
ومع الإجراءات الأمنية غير المسبوقة، تحوّلت الجزيرة إلى نقطة محورية لا يمكن الوصول إليها إلا عبر المليشيا، مما يزيد من الشكوك حول الأنشطة الجارية هناك.
لذا فتحويل جزيرة كمران إلى قاعدة عسكرية مغلقة يُعد مؤشرًا خطيرًا على تصاعد التهديدات الحوثية في المنطقة، خاصة مع تزايد الدعم الإيراني لهم، ومع غياب أي رقابة دولية على ما يجري هناك، تبقى تخوفات كثيرة حول الدور الذي ستلعبه الجزيرة في المعارك المستقبلية، وإذا كانت ستُستخدم كمنصة تصعيدية تُهدد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ميناء السخنة.. محور لوجستي إقليمي في قلب استراتيجية تطوير الموانئ المصرية
تتواصل أعمال استكمال وتطوير ميناء السخنة، باعتباره أحد أكبر مشروعات البنية التحتية القومية الجاري تنفيذها حاليًا.
ممر استراتيجي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسطيمثل ميناء السخنة عنصرًا رئيسيًا في تنفيذ الممر اللوجستي "السخنة – الدخيلة"، ضمن مشروع محور "السخنة – الإسكندرية" المتكامل للحاويات، والهادف إلى الربط المباشر بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، بما يعزز موقع مصر كمحور عالمي لحركة التجارة الدولية.
تطور ملموس في تنفيذ أولى المحطاتأُنجزت بالكامل أعمال البنية التحتية لمحطة الحاويات التابعة لتحالف "هاتشيسون" العالمي، فيما تمضي أعمال البنية الفوقية بوتيرة متقدمة، وتشمل إنشاء الساحات والمباني الإدارية والأسوار، بما يتماشى مع الجدول الزمني المعتمد للمشروع.
ميناء بمعايير دولية متقدمةيقام ميناء السخنة على مساحة 29 كم²، وتضم خطة التطوير الشامل:
5 أحواض بحرية جديدة
18 كيلومترًا من الأرصفة البحرية بعمق 18 مترًا
9.2 مليون متر مربع من ساحات التداول
5.2 كم² للمناطق اللوجستية
17 كم من الطرق الداخلية بالرصف الخرساني
30 كم من خطوط السكك الحديدية المتصلة بمشروع القطار الكهربائي السريع
مركز محوري على البحر الأحمرتهدف الدولة من خلال هذا المشروع إلى تحويل ميناء السخنة إلى ميناء محوري إقليمي على البحر الأحمر، من خلال إنشاء البنية الفوقية المتكاملة وتشغيل محطة الحاويات بأحدث التقنيات، بما يعزز حركة التبادل التجاري ويخدم السوقين الإقليمية والدولية.
شراكات دولية لتعظيم العائدات اللوجستيةتماشيًا مع توجهات الدولة، تعمل وزارة النقل على عقد شراكات استراتيجية مع كبرى التحالفات العالمية في مجال تشغيل محطات الحاويات والخطوط الملاحية، ما يضمن جذب المزيد من السفن العملاقة وزيادة قدرات الموانئ المصرية في مجال الترانزيت والخدمات اللوجستية، تنفيذًا لرؤية القيادة السياسية في تعزيز تنافسية مصر عالميًا في هذا القطاع الحيوي.