الدبلوماسية الاقتصادية أمام اختبار سياسات ترامب الحمائية
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
د. قاسم بن محمد الصالحي
مع صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السُلطة للمرة الثانية، تغيَّرت قواعد اللعبة في التجارة العالمية، رافعًا شعار "أمريكا أولًا"، والذي ترجمه إلى رسوم جمركية مُفاجئة، شملت دولًا صديقة قبل أن تشمل الخصوم، متجاهلًا تمنيات أنصار إجماع واشنطن القديم باستمرار نهج التحلي بالكرم الأمريكي، الذي استمر منذ حقبة الحرب الباردة، حيث دأبت فيها الولايات المتحدة على تقديم تنازلات تخضع مصالحها التجارية والاقتصادية لأهدافها الجيوسياسية وأمنها القومي.
وفرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 10% على واردات الألمنيوم، و25% على الصلب، ضمن خطواته لحماية الصناعات الأمريكية، المفاجئ أن هذه الإجراءات طالت شركاء تجاريين تقليديين للولايات المتحدة، مثل كندا وألمانيا، وحتى دول الخليج، هنا، تجد سلطنة عُمان نفسها أمام تحدٍ حقيقي لحماية مصالحها الاقتصادية في السوق الأمريكي.
لكن كيف يمكن أن تتعامل سلطنة عُمان مع هذه السياسات الحمائية؟ الجواب يكمن في الدبلوماسية الاقتصادية؛ حيث إنها هي الأداة التي أتقنتها بهدوء وذكاء سياسي.. نعم هي تحركات هادئة، لكن فاعلة، ترتبط مع الولايات المتحدة باتفاقية التجارة الحرة منذ 2006، وبها تمتلك ورقة تفاوضية مهمة، فهذه الاتفاقية تمنح المنتجات العُمانية امتيازات جمركية خاصة، وتفتح الباب لفرص استثمارية وصناعية.. مع تصاعد الإجراءات الحمائية، لابد من تصاعد حركت الدبلوماسية العمانية عبر القنوات المتعددة، من خلال الاتصالات الثنائية مع المسؤولين الأمريكيين، إلى جانب العمل عبر المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية، بهدف الدفاع عن مصالح القطاعات المتأثرة، أبرزها صناعة الألمنيوم والبتروكيماويات.
إلّا أنه، رغم التحديات، فإن هذه الأزمة بمثابة فرصة لإعادة تقديم سلطنة عُمان كمركز لوجستي واستثماري محوري في المنطقة، من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي، واستقرارها السياسي، وبنيتها التحتية الحديثة في الموانئ (مثل صلالة والدقم)، يجعلها خيارًا مغريًا للشركات الباحثة عن بيئة آمنة للتصنيع والتوزيع، كما يمكن العمل على جذب استثمارات أمريكية عبر المناطق الحرة، من خلال تقديم تسهيلات وحوافز ضمن بيئة أعمال تنافسية، في وقت تهتز فيه سلاسل التوريد العالمية، يمكن لسلطنة عُمان ان تقدّم نموذجًا للدولة التي لا تكتفي بالتأثر بالقرارات الدولية، بل تتفاعل معها بحنكة وتحوّلها إلى فرص استراتيجية، وقد أثبتت الدبلوماسية الاقتصادية العُمانية أنها ليست فقط أداة للتفاوض، بل وسيلة لتعزيز المكانة الاقتصادية للبلاد وسط عالم سريع التغيّر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ريال مدريد في اختبار صعب أمام ألافيس وسط غيابات وضغوط في الليجا
يحل ريال مدريد ضيفًا على ملعب مينديزوروزا، في مواجهة مرتقبة ضمن منافسات الجولة السادسة عشرة من الدوري الإسباني لموسم 2025-2026، حيث تنطلق صافرة اللقاء في تمام العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة.
ويدخل الفريق الملكي المباراة وسط ظروف صعبة، بعد فترة متقلبة في النتائج؛ إذ تعادل مع رايو فاييكانو وإلتشي وجيرونا، قبل أن يحقق فوزًا أعاد بعض الثقة أمام أتلتيك بيلباو، إلا أن الانتعاشة لم تدم طويلًا بخسارته مباراتين متتاليتين، الأولى أمام سيلتا فيجو على ملعبه في الليجا، ثم أمام مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا.
ويخوض ريال مدريد اللقاء تحت ضغط مضاعف، في ظل غيابات عديدة بلغت 11 لاعبًا، فضلًا عن اتساع الفارق مع المتصدر برشلونة إلى 7 نقاط، عقب فوز الأخير على أوساسونا في الجولة نفسها.
في المقابل، يسعى ديبورتيفو ألافيس لمواصلة نتائجه الإيجابية، إذ يحتل المركز الحادي عشر في جدول الترتيب برصيد 18 نقطة، ويدخل المباراة بمعنويات مرتفعة بعد فوزه في الجولة الماضية على ريال سوسييداد بهدف دون رد.