صدمة في أسواق الطاقة| النفط يتجه لأكبر انهيار أسبوعي منذ 5 أشهر.. وترامب السبب
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
في ظل حالة من الترقب والقلق التي تسيطر على الأسواق العالمية، شهدت أسعار النفط بداية متراجعة لتعاملات الأيام الماضية، مما يشير إلى توجه السوق نحو تسجيل خسارة أسبوعية مؤلمة.
ويعود هذا التراجع إلى تصاعد المخاوف بشأن ركود اقتصادي عالمي نتيجة السياسات الحمائية التي تتبناها الولايات المتحدة.
تراجع حاد في أسعار النفطوسجّلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت، تسليم شهر يونيو، انخفاضًا بنسبة 0.
وهذا التراجع يضع خام برنت على مسار خسارة أسبوعية تقدر بـ5.5%، وهي الأعمق منذ منتصف أكتوبر الماضي.
أما خام نايمكس الأمريكي، تسليم مايو، فقد انخفض بنسبة 0.90% ليستقر عند 66.35 دولارًا للبرميل، في خسارة أسبوعية تفوق 4.3%.
ويعكس هذا الانخفاض الضغوط المتزايدة على الأسواق العالمية، نتيجة التوترات السياسية والاقتصادية المتصاعدة.
ترامب يلوّح بالحمائية| رسوم جمركية تقلق الأسواقوفي خطوة مثيرة للجدل، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية تبادلية على جميع الدول بنسبة لا تقل عن 10%.
وقد برّر هذه الإجراءات برغبته في "استعادة استقلال أمريكا الاقتصادي" ومنع ما وصفه بـ"الاستغلال من قبل الدول الأخرى".
لكن تلك الرسوم أثارت حالة من الذعر في الأسواق العالمية، حيث زادت المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود جديدة، إضافة إلى تفاقم التضخم وعرقلة خطط البنوك المركزية الكبرى التي تحاول خفض تكاليف الاقتراض لتحفيز النمو الاقتصادي.
توقعات أكثر تشاؤمًا من جولدمان ساكستفاعلاً مع هذه المستجدات، خفّض بنك "جولدمان ساكس" توقعاته لأسعار النفط خلال العام الجاري. وأشار البنك إلى أن خام برنت سيستقر عند متوسط 69 دولارًا للبرميل، بينما ستبلغ أسعار الخام الأمريكي حوالي 66 دولارًا، مرجعًا هذا التراجع إلى المخاوف من وفرة الإمدادات القادمة من تحالف "أوبك+" بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية العالمية.
ضبابية المشهد ومستقبل غامضويبدو أن الأسواق العالمية ستظل في حالة من عدم اليقين في ظل استمرار السياسات الاقتصادية التصعيدية وتوتر العلاقات التجارية. وبينما يحاول العالم تفادي ركود اقتصادي واسع، يبقى النفط أول ضحايا هذا الصراع، في انتظار ما ستسفر عنه الأشهر القادمة من تحولات في السياسات والمواقف الدولية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجمعة أكتوبر دونالد ترامب النفط الولايات المتحدة المزيد الأسواق العالمیة
إقرأ أيضاً:
فوربس تحذر من انهيار وشيك في الأسواق بسبب ترامب
في خضم توتر اقتصادي متصاعد، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إشعال الخلاف القديم مع رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول، واصفا إياه في منشور على منصات التواصل بأنه "من أغبى وأكثر الأشخاص تدميرا في الحكومة".
هذه التصريحات جاءت مباشرة بعد إعلان الفدرالي تثبيت أسعار الفائدة في نطاق 4.25% إلى 4.5% منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، رغم دعوات ترامب المتكررة لخفضها، بحجة أن الفائدة المرتفعة "تُكلّف الولايات المتحدة المليارات".
لكن فوربس ترى أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في التغريدات، بل في إمكانية خضوع الاحتياطي الفدرالي للضغوط السياسية. ففي حال خفّض الفائدة مبكرا، فإن الاقتصاد قد يواجه موجة تضخم ثانية قد تكون أكثر حدة من التي أعقبت جائحة كورونا، وتُعيد الولايات المتحدة إلى دوامة الركود التضخمي التي كلفت الأسواق كثيرا في السبعينيات.
مخاطر كبرىووسط تحذيرات متصاعدة، استعرض تقرير فوربس أبرز المؤشرات التي تنذر بانزلاق الاقتصاد الأميركي نحو أزمة قد تعيد إلى الأذهان أشد الفترات ركودا في تاريخه الحديث:
الانخفاض المفاجئ في أسعار الفائدة قبل السيطرة على التضخم قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في الأسعار ويجبر الفدرالي لاحقا على رفع الفائدة بشكل أعنف. مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد ينهار بنسبة 50% كما حدث بين 1972 و1974، عندما تسبب التضخم المتفشي بانهيار الأسواق. السياسات الاقتصادية لترامب (رسوم جمركية، ترحيل جماعي، تخفيضات ضريبية) تشكل ما وصفته فوربس بـ"العاصفة المثالية" للتضخم. عجز الميزانية الأميركية تجاوز 6% من الناتج المحلي الإجمالي، والفائدة السنوية على الدين العام تخطت تريليون دولار. فقدان الثقة في استقرار السياسة النقدية قد يؤدي إلى هروب استثماري ضخم من الأسهم إلى السندات والحسابات الادخارية.ويرى تقرير فوربس أن المشهد الحالي يحمل ملامح مرعبة من تجربة سبعينيات القرن الماضي، حينما تسبب تأخير الفدرالي في معالجة التضخم في دوامة ركود عميق، أدت إلى انهيار مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 50%. والآن، مع إصرار ترامب على تطبيق أجندة اقتصادية مقلقة تشمل:
إعلان رفع الرسوم الجمركية على الواردات، مما يرفع أسعار المواد الخام ويقلص العرض. طرد المهاجرين غير النظاميين، ما يؤدي إلى نقص في العمالة الرخيصة وارتفاع أسعار الخدمات. خفض الضرائب الشامل الذي يمنح المستهلكين سيولة أكبر في بيئة تضخمية، مما يُحفز الطلب رغم الأسعار المرتفعة.كل هذه الإجراءات -بحسب فوربس- ستُشعل الأسعار مجددا، وتجعل من المستحيل على الفدرالي الحفاظ على استقرار السوق من دون تدخلات عنيفة.
السيناريو الأخطروتقدّر فوربس أن الانهيار الكامل لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 50% سيؤدي إلى خسارة تفوق 23 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم، وهو رقم يتجاوز 4 أضعاف الخسائر التي لحقت بالسوق في الأيام الأولى من أبريل/نيسان 2025، والتي بلغت 5 تريليونات دولار.
وتشير فوربس إلى: أن المستثمرين سيطالبون بعوائد أعلى على الأسهم عندما تكون السندات تقدم عوائد خالية من المخاطر تصل إلى 6% أو أكثر. أن المستثمرين سيتخلون عن الأسهم ويتجهون إلى أدوات الادخار الآمنة مثل شهادات الإيداع والسندات قصيرة الأجل. أن الشركات الصغيرة، ذات السيولة الضعيفة، ستتضرر بشدة كما حصل في دورة 2022، حيث خسر سهم إنيفيديا أكثر من 50%.ويتوالى صدور التحذيرات من شخصيات بارزة في عالم المال والاقتصاد بشأن المخاطر المحدقة بالاقتصاد الأميركي، وأبرز هذه التحذيرات:
صرّح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، بأن "نفقات الفائدة السنوية تخطت حاجز التريليون دولار"، محذرا من أن ذلك يشكل "علامة خطر واضحة". المستثمر المعروف بول تودور جونز، توقع أن "يفقد الدولار 10% من قيمته خلال هذا العام"، مما يزيد الضغوط على الأسواق والمالية العامة. أعربت لياه تروب، مديرة المحافظ في شركة "لورد أبِت"، عن قلقها من تآكل الثقة بالسياسة النقدية، مشيرة إلى أن "المستثمرين باتوا يتجهون نحو بدائل خارج الدولار". كتب الخبير الاقتصادي تريفيس تيم في فوربس محذرا: "إذا استمرت هذه السياسات على حالها، فإننا مقبلون على موجة ركود تشبه أزمة السبعينيات، لكن آثارها قد تكون أعمق وأكثر إيلاما". هل يغيّر ترامب مساره؟ويتساءل تقرير فوربس: عندما تشتد الأزمات، هل يعيد ترامب النظر في سياساته الاقتصادية؟ أم يواصل نهجه الهجومي ويلقي باللوم على الآخرين؟
التقرير يشير إلى أن بصيص الأمل الوحيد يتمثل في قدرة مستشاريه والمقربين منه على إقناعه بتخفيف الإجراءات التي ترفع التضخم وتضرب الأسواق، قبل فوات الأوان.
وإلا، فإن الكارثة المحتملة قد تكون أسرع مما يتوقع كثيرون، وبآثار ممتدة تطال ليس فقط الاقتصاد الأميركي، بل الأسواق العالمية بأكملها.