لم يكن إعتقال القائد الميداني المصباح أبو زيد في قاهرة المعز حادثاً عابراً، خاصة بعد أن كشف المصباح بنفسه أن الأمر له علاقة بــ بلاغ كاذب ضده و هنا تحديداً نجد انفسنا أمام عدة أسئلة ( من الذي يقف خلف البلاغ ؟ و ما هو الهدف من البلاغ ؟ ) او بلغة القانون و البحث الجنائي ( ما هي الدوافع و من هو المستفيد ؟ ) و سنحاول ايضاً من خلال البوست ان نعرف ماهو شكل البلاغ و نوعه .
اذا تتبعنا الخيوط بصورة دقيقة و عميقة سنجد اننا أمام ثلاثة نقاط محورية و هي ( الطابور الخامس ، منظومة الصناعات الدفاعية ، المصباح ) و قد يظن البعض للوهلة الاولى بانه لا يوجد رابط بين الثلاثة محاور لكن اذا تعمقنا سنكتشف بان هذه الحادثة ليست منعزلة بل هي جزء من سلسلة واحدة تستهدف القوات المسلحة السودانية من الداخل و الخارج و تمتد من الهجوم على قادة ميدانيين إلى تشويه سمعة قيادات صناعية من امثال الفريق ميرغني إدريس وصولاً إلى تفكيك الروح الوطنية عبر الطابور الخامس، هذا الطابور الخامس الذي تحدث عنه الفريق أول ياسر العطا منذ شهور و أشتكى منه رئيس الوزراء كامل إدريس قبل يومين في القاهرة و في ذات توقيت التحقيق مع المصباح لم يكن صدفة و لم يكن بعيداً عن اسباب أعتقال المصباح .
بداء نشاط الطابور الخامس منذ سنوات و تحديداً في آواخر العام ٢٠١٩م حينما انتشرت شائعات تتهم الفريق اول ميرغني إدريس بتهمة تهريب المخدرات و ظلت هذه الشائعات تطارد ميرغني ادريس و منظومة الصناعات الدفاعية مع اختلاف اشكال و الوان الشائعات حتى اليوم للدرجة التي جعلت بعض المسؤلين و الدبلوماسيين يروجون لها في جلساتهم بقصد او بجهالة .
و حتى لا نخرج عن موضوع البوست و قبل ان نتحدث عن ما هو شكل البلاغ الذي تمت حياكته بمقاس المصباح يجب ان نعلم بأن الدوافع من هذا البلاغ كانت قويه جداً و اهمها هو إحراج القوات المسلحة السودانية أمام مصر و خلق توتر دبلوماسي بين البلدين و إشعال فتنة بين الشعبين عبر ماكينة الشائعات و صناعة شرخ كبير بين القوات المسلحة و الكتائب المساندة لها بهدف التأثير على ارض المعركة .
فالمصباح لم يكن مجرد مقاتل بل هو قائد كتيبة تحولت إلى قوة ميدانية مؤثرة في مسار المعركة و استطاعت ان تنال رضا الشعب السوداني و من أراد الإطاحة بالمصباح استخدم أسلوباً استخباراتياً خبيثاً بتقديمه لمعلومات مضللة للمصريين جعلتهم يتحركوا بناء على أن هناك تهديد أمني و هذه الجهة حتماً تدرك تماماً حساسية الاجهزة الأمنية تجاه الجماعات الإسلامية المسلحة لذا تم تمرير المعلومات المضللة للمصريين بذكاء كبير فهم يدركون بأن المصريين لن يقعوا في الفخ و يقضوا على المصباح لكن مجرد تنفيذ عملية الاعتقال تعتبر كافية لتحقيق الاهداف .
هي مؤامرة مصنوعة بعناية و اهم ادواتها الشائعات و المعلومات المضللة فالهجوم على منظومة الصناعات بالمعلومات المغلوطة و الشائعات يهدف لضرب الثقة الشعبية و العسكرية في أهم ذراع تسليحي للقوات المسلحة و هنا الرابط واضح جداً ، فمن يهاجم القادة الميدانيين امثال المصباح بالبلاغات الكاذبة و يهاجم منظومة الصناعات بالإشاعات و تشويه السمعة يصبح هدفه النهائي واحد و هو إضعاف قدرة الجيش على الحسم ميدانياً باستهداف ( البراء ) و لوجستياً باستهداف ( المنظومة ) .
ليس من المستبعد أن يكون البلاغ الكاذب ضد المصباح تقف خلفه جهة إقليمية قامت بإعداد ملف أمني منظم يحتوي على ادلة مختلقة عبر قنوات رسمية لكن حسب تحليلي و رؤيتي اجد أن الأمر تم من خلال طابور خامس من داخل السودان عبر إشاعة مدروسة تم تضخيمها و تقديمها بطريقة تستفز الحساسية الأمنية لدى إخوتنا في وادي النيل تجاه الجماعات الاسلامية المسلحة و في الحالتين سواء كانت محلية او اقليمية فأن المؤامرة فشلت بسبب ذكاء الاجهزة الأمنية بين البلدين.
يجب ان لا يعتقد البعض بأن شبكة الطابور الخامس في بلادنا مجرد خونة بالمعنى التقليدي ، بل في الحقيقة هي خليط من عناصر سياسية و إعلامية و أمنية و دبلوماسية و دبلوماسية هذه يجب ان نضع تحتها الف خط ، هذه الشبكة تعمل من داخل المعسكر الوطني ظاهرياً لكنها تخدم أجندات العدو عملياً و بلاغات المصباح و شائعات الصناعات الدفاعية هي من إنتاج و مونتاج و إخراج هذا الطابور الخامس الذي يعرف مكامن القوة في الجيش فيضربها بالشائعات و المعلومات المضللة و يتقن صناعة الشائعات بمهارة ليغذي بها العدو و يحرك عبرها الرأي العام و يوظف علاقاته الإقليمية لتمرير المعلومات المشوهة.
هناك دور كبير لعبته القيادة العسكرية و الأمنية لكن التحركات المنظمة عبر القنوات الأمنية و الدبلوماسية التي قامت بها منظومة الصناعات الدفاعية اثبتت لنا بان المنظومة ليست مصنعاً للسلاح فقط او نجدة للنازحين بل اصبحت المنظومة درعاً سياسياً و أمنياً يحمي من الإختراقات الناعمة.
نتمنى ان نرى في مقبل الأيام تحركات قوية جداً لقطع يد الطابور الخامس اينما كان و مهما تلونت شعاراته، فمن المعيب ان يخرج علينا الفريق ياسر العطا و يحدثنا عن الطابور الخامس و يخرج علينا رئيس الوزراء و يشتكي من الطابور الخامس ، لن نقبلها منهم لان القوة و السلطة معهم بتفويض من الشعب كله . إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الصناعات الدفاعیة منظومة الصناعات الطابور الخامس لم یکن
إقرأ أيضاً:
وزير البترول الأسبق: الشائعات والأكاذيب عطلت اتفاقية حقل ظهر 3 أشهر
أكد أسامة كمال وزير البترول الأسبق، أن الشائعات والاكاذيب عطلت اتفاقية حقل ظهر 3 أشهر .
وقال أسامة كمال في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامجه " على مسؤوليتي " المذاع على قناة " صدى البلد"، :" الدولة المصرية متنبهة لما يحاج ضد الدولة المصرية من شائعات وأكاذيب ".
وتابع :" الشائعات التي يتم ترويجها عن توقيع اتفاقية غاز مع إسرائيل تستهدف الضغط على مصر اقتصاديا ".
وأكمل أسامة كمال :" مصر تتصرف بكامل حريتها داخل حدودها وتراعي مصالحها".