شدد رئيس قسم العمليات العدائية السابق في جهاز "الموساد" الإسرائيلي، عوديد عيلام، على أن دولة الاحتلال وتركيا تتجهان نحو صدام مباشر في سوريا، في ظل التموضع العسكري التركي المتزايد في مناطق الشمال والشرق السوري، وغياب موقف أمريكي حاسم تجاه التحولات الاستراتيجية في المنطقة.

وأشار عيلام في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إلى أن "لحظة دراماتيكية" وقعت في 28 شباط /فبراير الماضي عندما "قطع بلال أردوغان، نجل الرئيس التركي، ساحة مسجد أمية في دمشق، ترافقه قافلة شرف سورية"، لافتا إلى أن "رفع الأعلام والمراسم الرسمية تُظهر أن تركيا لم تعد ضيفا في سوريا بل أصبحت رب البيت".



وشدد على أن "العهد الذي بعد الأسد بدأ في وقت مبكر أكثر من المتوقع"، مضيفا أن "انهيار الجيش السوري، وتراجع الدعم الروسي، والانهيار الاقتصادي والاجتماعي أدت إلى سقوط النظام، وصعود أبو محمد الجولاني (يقصد أحمد الشرع)، زعيم جبهة النصرة سابقا، بدعم تركي كامل"، حسب تعبيره.


واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن الحلف القائم بين أنقرة والرئيس السوري أحمد الشرع "يتجاوز الشراكة الاستراتيجية"، موضحا أن "تركيا أقامت قواعد عسكرية في تدمر، منبج، عين العرب، والحسكة، وباتت تسيطر ميدانيا من الشمال وحتى الشرق السوري، عبر مزيج من قوات نظامية، مستشارين، وجيش محلي بالوكالة".

وأكد أن هذا الواقع يمثل "مشكلة استراتيجية لإسرائيل"، لافتا إلى أن "لاعب جديد دخل إلى الساحة، يمتلك جيشا نظاميا ومزودا جيدا، بقدرات استخبارية وجوية متطورة".

ولفت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي "يواصل مهاجمة أهداف تركية في سوريا، وعلى رأسها مطار تدمر، حيث يُفترض أن تُقام قاعدة جوية تركية دائمة"، محذرا من أن "إصابة مهندسين أتراك كافية لإشعال مواجهة"، ومشيرا إلى أن دولة الاحتلال "تدرك اليوم أن صداما مباشرا مع تركيا لم يعد سيناريو نظريا".

وأشار إلى أن أحد السيناريوهات التي تقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يتمثل في "طيران تركي دائم في المجال السوري"، ما قد يؤدي إلى "صدام جوي مباشر، خاصة إذا تم استخدام منظومة اعتراف ضد طائرات إسرائيلية، حتى وإن كان ذلك عن طريق الخطأ".

ونقل الكاتب عن مصدر أمني إسرائيلي كبير، قوله "يكفي ميلمتر واحد من الخطأ لإشعال جبهة شمالية جديدة".

كما حذر الكاتب الإسرائيلي من احتمال "نصب تركيا منظومات دفاع جوي على الأراضي السورية"، موضحا أن "كل عملية جوية إسرائيلية في سوريا قد تُقابل برد مباشر في هذه الحالة".

وأشار عيلام إلى أن التحركات التركية لا تقتصر على سوريا، بل هي جزء من خطة استراتيجية إقليمية، قائلا إن "تركيا تقيم قواعد في ليبيا، وتشغل مستشارين عسكريين في أذربيجان، وتحافظ على وجود عسكري دائم في قطر".


واعتبر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يواجه أزمة داخلية ويعتمد على مواجهة خارجية لتعزيز موقفه السياسي"، مضيفا أن "هجماته غير المسبوقة على إسرائيل ليست فقط دعاية خارجية، بل محاولة لخلق إجماع قومي داخلي".

وانتقد عيلام غياب الولايات المتحدة عن المشهد، لافتا إلى أن "إدارة ترامب الثانية تواجه عدة ساحات عسكرية واقتصادية، لكنها لم تنجح في بلورة خط عمل واضح في سوريا". 

وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول، إن "الواقع الحالي في الشرق الأوسط واضح: الخطاب يحتدم، القوات تنتصب، واللاعبون مسلحون بأحدث الأسلحة. إسرائيل وتركيا قوتان إقليميتان لا تستطيعان التراجع عن مواقفهما، والولايات المتحدة وحدها يمكنها منع الانفجار"، داعيا إلى "حث واشنطن على تشمير الأكمام والدخول في الحدث قبل فوات الأوان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال سوريا تركيا الشرع سوريا تركيا الاحتلال الشرع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تحرّف مسار الحرب لتغطية مجازرها في غزة

يونيو 20, 2025آخر تحديث: يونيو 20, 2025

د. أروى محمد الشاعر

بينما تتسابق عناوين الأخبار في تتبع التوترات الإقليمية والهجوم الوحشي على ايران، تُمعن إسرائيل في ارتكاب مجازرها اليومية بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة ، تسوق خطرًا وهميًا وتُحوّل الأنظار إلى جبهات أخرى، في محاولة واضحة لصرف الانتباه عن جريمة الإبادة التي تنفذها على مرأى ومسمع من العالم في غزة والضفة الغربية، تمارس وهماً إعلاميًا ممنهجًا، تسعى من خلاله لتزييف مسار الحرب، فتظهر كضحية مُحاصَرة بينما الحقيقة أنّها الجلّاد الذي لا يتوقف عن التطهير العرقي وسفك الدم الفلسطيني، تخترع معارك أخرى لتغطي عن جرائمها، تارة تلوّح بالخطر الإيراني، وتارة تفتح جبهات في لبنان وسوريا واليمن، وتارة ترفع شعار ” مكافحة الإرهاب” بينما هي تمارس أعتى أنواعه ضد شعب أعزل.

في كل صباح حين يفتح الفلسطيني عينيه داخل خيمة ممزقة أو على أطلال منزله الذي لم يبقَ منه إلا الركام، يسأل نفسه: هل سأعيش اليوم؟ وكم شهيدًا سيُضاف اليوم إلى قائمة الدم؟ فمنذ اكتوبر عام ٢٠٢٣ وإسرائيل تشنّ حرب إبادة ضد من تبقّى من الأرواح في غزة والضفة والمخيمات، بلا هوادة ورحمة وبلا توقف.

في كل يوم تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيمات النازحين والخيام ومدارس الأونروا التي تحوّلت إلى مقابر جماعية، وتستهدف حشودًا من المدنيين أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية في غزة، يُقتل الأطفال وهم يحاولون جلب علبة سردين أو رغيف خبز، مجازر في كل يوم مستمرة، حتى أنهم أطلقوا النار على الناس وهم يركضون هرباً من الموت، ما أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين بالإضافة إلى الجرحى وفق وزارة الصحة في غزة ومنظمة الصحة العالمية، الأمم المتحدة أدانت هذه الجرائم ووصفتها بأنها جزء من نمط ممنهج لاستهداف الجوعى، مؤكدة أن مثل هذه الهجمات تكررت مرارًا خلال توزيع المساعدات، وتُستخدم كأداة حرب تجويع ضد المدنيين.

إسرائيل اختارت اللحظة المناسبة للفجور، بينما يشتعل المشهد الإيراني وتنشغل العواصم العالمية في متابعة التطورات ، زادت إسرائيل جرائمها في غزة والضفة الغربية، مدركةً أن الدم الفلسطيني يمكن أن يُهدر بسهولة تحت ظل انشغال العالم بالهجوم على ايران، لكن هذه ليست صدفة إنها خطة إشعال فوضى في كل الشرق الأوسط، حروب تُشعلها إسرائيل مباشرة أو بالوكالة، انفجارات في جنوب لبنان، قصف في اليمن، اغتيالات في الضفة، حرب في ايران، دمار في سوريا. وكل هذا يحدث تحت غطاء أخضر من واشنطن، حيث يجلس دونالد ترامب مجددًا على طاولة التصعيد. لكن ترامب ليس سوى واجهة، إن من يحكم أميركا اليوم ليس رئيسها، بل نتنياهو هو الذي يتحكم بمسار القرار الأميركي كما يتحكم بعجلة دبابة تسير فوق أجساد الأطفال في غزة. ترامب يُحرّك الجيوش ويقمع الجامعات ويُصدر العقوبات باسم “أمن إسرائيل” في مشهد لم يعد يخدع أحدًا، إنه الممثل الأحمق في مسرحية يكتب نصها اللوبي الصهيوني وتمولها مصانع الإمبريالية.

ولا أعرف إلى أين تقود إسرائيل الولد المدلل للولايات المتحدة حليفتها العمياء؟ هل سأل ترامب نفسه إلى أي جحيم يزجّ ببلاده؟ لقد كسب من العرب المليارات، ومازال يركع أمام الصهيونية واضعاً أميركا في فم التنين، في قلب جحيم إسرائيلي لن يحرق أحدًا أكثر مما سيحرق واشنطن ذاتها بدلاً من أن يركّز على شعبه، وعلى اقتصاد منهك ومجتمع يتفكك، يجرُّ أميركا إلى مستنقع صهيوني، إنه الوهم الأكبر الذي قد يُسقط الإمبراطورية من الداخل.

أيها العالم…أتعلم كم طفلاً يقتل كل يوم في غزة؟أتعلم أن المستشفيات لم تعد تستقبل الجرحى لأنها هدمت وتحوّلت إلى أهداف عسكرية؟ أتعلم أن إسرائيل، بلسان أحد وزرائها قال:،سنحوّل غزة إلى مقبرة لا يجد فيها العالم حتى صورًا يشاهدها؟ لقد جنّ جنون الصهاينة وفقدوا السيطرة على أنفسهم، لأنهم للأسف يعلمون بأن معظم حكام العالم يغطون في نوم المصالح، لكن الشعب الفلسطيني لا ينام ولا ينسى ولا يركع، الموت لا يرهبه وهو من علم الموت أن الشهادة للحريّة شرفٌ لا يُمنح إلا لأصحاب الحق والأرض، يصنع من الألم وعداً، ومن الشظايا دفاترًا تدون جرائم أبشع مستعمر صهيوني وأسماء أطفال قتلوا، كانوا يحبون الحياة والحرية، هدمت بيوتهم وحرقت حتى خيامهم التي لجؤوا اليها ولكن أصبحت الجنة عند الله هي بيتهم ومأواهم الأبدي.

والسؤال: إلى أين ستنتهي أميركا وهي تُدار من مستعمرة عنصرية تدعى إسرائيل؟ إلى متى سيبقى قرارها مرهونًا بتوقيع نتنياهو؟ ومتى سيستطيع شعبها التغلب على الزيف الإعلامي وهو يرى كيف أن بلاده تُساق نحو الهاوية باسم إسرائيل أولاً؟ إلى متى سنقبل أن يشتعل العالم في كل مكان من أجل أن تشعر إسرائيل بالأمان؟

لكن الجيل الجديد في أميركا وفي العالم بأجمعه بدأ يصرخ من الجامعات والساحات ويقول بوضوح: لسنا أدوات حرب بيد إسرائيل والصهيونية، لسنا شهود زور على المقصلة، جيلٌ يرى أن سقوط غزة هو سقوط ميزان العدالة في العالم، جيلٌ قد يكتب يومًا: كنا نصرخ باسم الحرية وفلسطين، وحين حُررت، تحررنا نحن أيضاً وأسقطنا حكاماً بنيت إمبراطوريتهم على الركوع والخضوع للصهيونية .

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن إعدام جاسوس تعاون مع الموساد الإسرائيلي
  • مسؤول كبير سابق في الموساد يحذر: تنتظر “إسرائيل” أيام صعبة قادمة 
  • مسؤول سابق بالناتو: لا آمال أوروبية في إنجاح الوساطة بين إسرائيل وإيران
  • أردوغان: ضرورة بقاء سوريا والعراق خارج نطاق الصراع الإسرائيلي الإيراني
  • كيف سيكون موقف موسكو إذا حدث صدام أميركي إيراني مباشر؟
  • FT: الهجوم الإسرائيلي الأولي على إيران تم بهواتف مشفّرة ودرونز وأقمار صناعية
  • إسرائيل تحرّف مسار الحرب لتغطية مجازرها في غزة
  • ضمن زيارة رسمية إلى تركيا… وزير الصحة الدكتور مصعب العلي يوقّع اتفاقية تعاون مع نظيره التركي لتطوير القطاع الصحي في سوريا
  • اختراق ناعم: إيران تتجسس على إسرائيل من داخل بيوتها
  • إيران.. توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل