مسؤول سابق في الموساد: إسرائيل وتركيا على مسار صدام مباشر في سوريا
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
شدد رئيس قسم العمليات العدائية السابق في جهاز "الموساد" الإسرائيلي، عوديد عيلام، على أن دولة الاحتلال وتركيا تتجهان نحو صدام مباشر في سوريا، في ظل التموضع العسكري التركي المتزايد في مناطق الشمال والشرق السوري، وغياب موقف أمريكي حاسم تجاه التحولات الاستراتيجية في المنطقة.
وأشار عيلام في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إلى أن "لحظة دراماتيكية" وقعت في 28 شباط /فبراير الماضي عندما "قطع بلال أردوغان، نجل الرئيس التركي، ساحة مسجد أمية في دمشق، ترافقه قافلة شرف سورية"، لافتا إلى أن "رفع الأعلام والمراسم الرسمية تُظهر أن تركيا لم تعد ضيفا في سوريا بل أصبحت رب البيت".
وشدد على أن "العهد الذي بعد الأسد بدأ في وقت مبكر أكثر من المتوقع"، مضيفا أن "انهيار الجيش السوري، وتراجع الدعم الروسي، والانهيار الاقتصادي والاجتماعي أدت إلى سقوط النظام، وصعود أبو محمد الجولاني (يقصد أحمد الشرع)، زعيم جبهة النصرة سابقا، بدعم تركي كامل"، حسب تعبيره.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن الحلف القائم بين أنقرة والرئيس السوري أحمد الشرع "يتجاوز الشراكة الاستراتيجية"، موضحا أن "تركيا أقامت قواعد عسكرية في تدمر، منبج، عين العرب، والحسكة، وباتت تسيطر ميدانيا من الشمال وحتى الشرق السوري، عبر مزيج من قوات نظامية، مستشارين، وجيش محلي بالوكالة".
وأكد أن هذا الواقع يمثل "مشكلة استراتيجية لإسرائيل"، لافتا إلى أن "لاعب جديد دخل إلى الساحة، يمتلك جيشا نظاميا ومزودا جيدا، بقدرات استخبارية وجوية متطورة".
ولفت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي "يواصل مهاجمة أهداف تركية في سوريا، وعلى رأسها مطار تدمر، حيث يُفترض أن تُقام قاعدة جوية تركية دائمة"، محذرا من أن "إصابة مهندسين أتراك كافية لإشعال مواجهة"، ومشيرا إلى أن دولة الاحتلال "تدرك اليوم أن صداما مباشرا مع تركيا لم يعد سيناريو نظريا".
وأشار إلى أن أحد السيناريوهات التي تقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يتمثل في "طيران تركي دائم في المجال السوري"، ما قد يؤدي إلى "صدام جوي مباشر، خاصة إذا تم استخدام منظومة اعتراف ضد طائرات إسرائيلية، حتى وإن كان ذلك عن طريق الخطأ".
ونقل الكاتب عن مصدر أمني إسرائيلي كبير، قوله "يكفي ميلمتر واحد من الخطأ لإشعال جبهة شمالية جديدة".
كما حذر الكاتب الإسرائيلي من احتمال "نصب تركيا منظومات دفاع جوي على الأراضي السورية"، موضحا أن "كل عملية جوية إسرائيلية في سوريا قد تُقابل برد مباشر في هذه الحالة".
وأشار عيلام إلى أن التحركات التركية لا تقتصر على سوريا، بل هي جزء من خطة استراتيجية إقليمية، قائلا إن "تركيا تقيم قواعد في ليبيا، وتشغل مستشارين عسكريين في أذربيجان، وتحافظ على وجود عسكري دائم في قطر".
واعتبر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يواجه أزمة داخلية ويعتمد على مواجهة خارجية لتعزيز موقفه السياسي"، مضيفا أن "هجماته غير المسبوقة على إسرائيل ليست فقط دعاية خارجية، بل محاولة لخلق إجماع قومي داخلي".
وانتقد عيلام غياب الولايات المتحدة عن المشهد، لافتا إلى أن "إدارة ترامب الثانية تواجه عدة ساحات عسكرية واقتصادية، لكنها لم تنجح في بلورة خط عمل واضح في سوريا".
وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول، إن "الواقع الحالي في الشرق الأوسط واضح: الخطاب يحتدم، القوات تنتصب، واللاعبون مسلحون بأحدث الأسلحة. إسرائيل وتركيا قوتان إقليميتان لا تستطيعان التراجع عن مواقفهما، والولايات المتحدة وحدها يمكنها منع الانفجار"، داعيا إلى "حث واشنطن على تشمير الأكمام والدخول في الحدث قبل فوات الأوان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال سوريا تركيا الشرع سوريا تركيا الاحتلال الشرع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
ضابط إسرائيلي سابق: أردوغان ينهي حلم إسرائيل بـالشرق الأوسط الجديد
حذر ضابط إسرائيلي سابق من أن تركيا تتحرك بخطوات استراتيجية متسارعة لترسيخ موقعها كلاعب محوري في الشرق الأوسط، في وقت تنشغل فيه إسرائيل بالحرب على قطاع غزة، الأمر الذي يتيح لأنقرة فرصة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي على حساب تل أبيب.
وقال عميت ياجور , وهو ضابط سابق في القسم الاستراتيجي بشعبة التخطيط في جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي الاستخبارات البحرية، في مقال نشره بصحيفة معاريف، تحت عنوان (أردوغان لا يلهو بالألعاب.. هو ينهي حلم إسرائيل بـ"الشرق الأوسط الجديد")، إن الخطاب العام في إسرائيل يتركز حاليا على قضايا غزة، مثل "تحرير الرهائن" وتقويض حكم حركة حماس، مع غياب أي تغيير جذري في الاستراتيجية الميدانية.
وأوضح أن الجهود العسكرية والسياسية ما زالت محصورة في التهديد باقتحام مدينة غزة، إلى جانب مفاوضات غير مباشرة تهدف إلى اتفاق يشمل انسحابا إسرائيليا كاملا مقابل الإفراج عن جميع الرهائن ونزع سلاح المقاومة ونفي قادة حماس البارزين.
وأضاف ياجور أن هذا التركيز يغفل عن تحولات أوسع في الإقليم، حيث تملأ تركيا الفراغ عبر مشاريع اقتصادية وتحالفات إقليمية تعزز موقعها في النظام الذي قد يتشكل بعد الحرب.
الممر الشمالي ينافس مشروع إسرائيل الجنوبي
من أبرز التحركات التركية توقيع اتفاق سلام تاريخي بين أذربيجان وأرمينيا بوساطة أمريكية، تضمن فتح "ممر زانجيزور" بطول 32 كيلومترًا عبر الأراضي الأرمينية، والذي أطلق عليه اسم "ممر ترامب التجاري الدولي".
هذا الممر يربط تركيا بآسيا الوسطى لأول مرة من الناحية التجارية، ويضعف المشروع المنافس المعروف بـ"الممر الاقتصادي الجنوبي" (IMEC)، الذي كانت إسرائيل أحد أطرافه الرئيسيين، كما يقلص نفوذ روسيا ويحد من فاعلية مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
وأشار ياجور إلى أن شركات تركية بدأت بالفعل دراسة مشاريع استثمارية في أرمينيا، ما يعكس استعداد أنقرة لاستغلال هذا الممر الجديد لتعزيز موقعها كبوابة رئيسية نحو أوروبا.
الخلاف الأمريكي–الهندي يعزز مكاسب أنقرة
يرى التقرير أن الخلاف الذي نشب الشهر الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بسبب رفض الأخير أي وساطة أمريكية في النزاع مع باكستان، أدى إلى تباطؤ محادثات التعاون في إطار مشروع IMEC. وتفاقم الموقف بعد فرض واشنطن رسومًا جمركية تزيد على 50% على الصادرات الهندية، ما أضعف الممر الجنوبي لصالح المحور الاقتصادي الشمالي بقيادة تركيا.
توسع استراتيجي في سوريا والقرن الأفريقي
بالتوازي مع مكاسبها في القوقاز، تواصل تركيا ترسيخ نفوذها في سوريا، حيث زار وزير الاقتصاد السوري أنقرة الأسبوع الماضي ووقع سلسلة اتفاقيات بقيمة 14 مليار دولار تشمل إنشاء مطار جديد ونظام مترو في دمشق، إلى جانب مشاريع طرق ومجمعات صناعية، إضافة إلى تعاون عسكري واستشاري.
وفي القرن الأفريقي، عززت أنقرة تعاونها مع الصومال باتفاقيات تشمل بناء القدرات العسكرية وتطوير الموانئ، في وقت تتصاعد فيه المنافسة مع إسرائيل والولايات المتحدة حول النفوذ في مضيق باب المندب، خاصة مع احتمال اعتراف واشنطن وتل أبيب بإقليم "أرض الصومال" ككيان منفصل.
تحذير من فقدان المبادرة
وخلص ياجور إلى أن تركيا تجيد الجمع بين خطاب أيديولوجي ديني داخلي وعلاقات عملية مع الغرب، ما يجعلها مؤهلة لتكون شريكا استراتيجيا لواشنطن في "الشرق الأوسط الجديد". في المقابل، تحصر إسرائيل نفسها في الخطاب الأمني والعسكري، ما قد يبعدها عن صياغة البنية الاقتصادية الإقليمية التي ستحدد ملامح اليوم التالي للحرب.
ودعا ياجور إلى تحرك إسرائيلي عاجل لإعادة التنسيق مع الهند، والانخراط في المشاريع الاقتصادية الكبرى، وتبني "لغة الفرص" بدلًا من الاقتصار على سيناريوهات التهديد.