الكرملين: مسائل كثيرة «يفترض حلها» للتوصل إلى هدنة مع كييف
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
عواصم «وكالات»: قال الكرملين اليوم الاثنين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤيد فكرة وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، لكن هناك «مسائل كثيرة» يفترض أن يتم حلّها قبل أي هدنة.
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه للتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار بين موسكو وكييف، لكن إدارته لم تتمكن من تحقيق اختراق رغم محادثات منفصلة مع الجانبين.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «بوتين يؤيد اتفاقا لوقف إطلاق النار لكن ما زال هناك مسائل عالقة، مسائل كثيرة لم تحل وهي مرتبطة بعدم قدرة نظام كييف على السيطرة على العديد من الجماعات المتطرفة وبخطط لزيادة العسكرة» في أوكرانيا.
في الأثناء، أعرب ترامب عن استيائه إزاء بطء وتيرة المحادثات، وقال لشبكة إن بي سي في مارس إنه «غاضب» من بوتين.
وقال لصحفيين أمس: «نحن نتحدث مع روسيا، نريدهم أن يتوقفوا».
وفي السياق ذاته، قال مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، كيفين هاسيت: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر عدم فرض رسوم جمركية على الواردات الروسية خشية من مغبة إفسادها المحادثات الجارية بشأن التوصل لوقف إطلاق نار محتمل في الحرب في أوكرانيا.
وذكر هاسيت لقناة «أيه بي سي» أنه سيكون من غير المناسب «الزج بمسألة جديدة في منتصف هذه المفاوضات».
وكانت روسيا قد غابت بشكل لافت عن قائمة الرسوم الجمركية العقابية الواسعة التي أعلن عنها ترامب في وقت سابق من الأسبوع، والتي شملت تقريبا جميع دول العالم ومنها أوكرانيا.
وأوضح هاسيت أن هذا لا يعني أن روسيا تعامل بشكل مختلف تماما عن الدول الأخرى، وأضاف إن ترامب يركز فقط على المحادثات مع روسيا لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في تفسير أولي بعد إعلان الرسوم الجمركية: إن روسيا لم تدرج لأن العقوبات الأمريكية تمنع بالفعل أي تجارة ذات شأن معها.
وفي مارس الماضي، رفض بوتين اقتراحا أمريكيا أوكرانيا مشتركا بوقف إطلاق النار بشكل كامل وغير مشروط، في حين اشترط الكرملين الموافقة على الهدنة التي اقترحتها الولايات المتحدة في البحر الأسود برفع الغرب بعض العقوبات.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا اليوم الاثنين إلى الكف عن «المراوغة والمماطلة» بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي في القاهرة اليوم الاثنين إنه ينبغي لروسيا الموافقة على «وقف إطلاق النار بدون شروط» وفقا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشار ماكرون إلى أن روسيا لم ترفض فقط (وقف إطلاق النار) بل تزيد من قصفها على المدنيين ما تسبب في خسائر مأساوية قبل أيام في أوكرانيا.
وأكد ماكرون أن فرنسا تدعم «هدف إنهاء الحرب... ونتمنى سلاما مستداما يضمن أمن أوكرانيا وأمن الأوروبيين»، مشيرا إلى التأثيرات السلبية لحرب أوكرانيا على قطاعات الزراعة والغذاء.
وقال الرئيس الفرنسي: «من الملح أن تكف روسيا عن المراوغة والمماطلة وأن توافق على وقف إطلاق النار بدون شروط وهذا كان اقتراح الرئيس ترامب والذي قبله الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي في جدة في 11 مارس الماضي».
وكان الرئيس الأوكراني دان أمس غياب الرد الأمريكي على «رفض» روسيا مقترح وقف إطلاق النار.
وقال: «أوكرانيا قبلت الاقتراح الأمريكي حول وقف إطلاق نار تام وغير مشروط، بوتين يرفض، ننتظر من الولايات المتحدة أن ترد، حتى الآن لم يكن هناك رد».
وأكد زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي أن «الضغط على روسيا لا يزال غير كافٍ، والضربات الروسية اليومية على أوكرانيا تثبت ذلك».
وتدعو أوكرانيا إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، في حين تسعى موسكو لتخفيفها.
روسيا مستعدة في تهدئة التوتر
بين الولايات المتحدة وإيرانوفي سياق آخر، قال الكرملين اليوم الاثنين إن روسيا مستعدة لبذل كل ما في وسعها من جهود للمساعدة في تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران ما لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.
وعرضت موسكو مرارا التوسط بين الجانبين بعد أن تسبب تهديد ترامب باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران في إشاعة التوتر في المنطقة.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: «نتشاور بشكل مستمر مع شركائنا الإيرانيين بما في ذلك حول مسألة الاتفاق النووي».
وتابع قائلا: «ستستمر تلك العملية بما في ذلك خلال المستقبل القريب، وبالطبع روسيا مستعدة لبذل كل جهد ممكن والقيام بكل ما هو متاح للمساهمة في حل تلك المشكلة بالسبل السياسية والدبلوماسية».
وانسحب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى من اتفاق أُبرم عام 2015 بين إيران وعدد من القوى العالمية، وكان هذا الاتفاق قد وضع قيودا على أنشطة إيران النووية مقابل رفع عقوبات، وتقول إيران إنها تحتاج للطاقة النووية لأغراض سلمية وتنفي سعيها لحيازة أسلحة نووية.
وترفض طهران مطالب ترامب بإجراء محادثات مباشرة، وأصدر مسؤول إيراني كبير تحذيرا مطلع الأسبوع لدول جوار تستضيف قواعد أمريكية بأنها في مرمى النيران.
وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي إن تصريحات ترامب بشأن قصف إيران لا تؤدي إلا «لتعقيد الموقف» وحذر من أن مثل تلك الضربات قد تكون «كارثية» على المنطقة بشكل أوسع.
وعادة ما تحجم روسيا عن توجيه مثل هذه الانتقادات الحادة لترامب.
وتحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سريعا منذ عودة ترامب للرئاسة لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة في تقارب راقبته أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون بقلق.
كما عززت موسكو العلاقات مع طهران منذ بدء التدخل الشامل لأوكرانيا بتوقيع البلدين معاهدة شراكة استراتيجية في يناير.
أوكرانيا ترسل وفدا إلى واشنطن
لمناقشة اتفاق المعادن النادرة من جهة ثانية، أعلنت الحكومة الأوكرانية اليوم الاثنين أن كييف سترسل وفدا إلى واشنطن «هذا الأسبوع» لمناقشة اتفاق بشأن المعادن النادرة التي تريد الولايات المتحدة استغلالها لقاء المساعدات التي تقدمها لهذا البلد منذ بداية الهجوم الروسي.
وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو على «إكس» إن الوفد الأوكراني سيتولى مهمة «الدفع بالمفاوضات» حول هذه الوثيقة «الاستراتيجية» وسيضم ممثلي «وزارات الاقتصاد والخارجية والعدل والمال».
وأكدت سفيريدينكو أن «الحوار» الأوكراني الأمريكي حول هذا النص يعكس «التزامنا المشترك بناء شراكة قوية وشفافة»، في حين وجه نواب أوكرانيون ووسائل إعلام محلية انتقادات شديدة إلى النسخة الجديدة من الاتفاق، معتبرين أنها «غير مقبولة».
وتلقت أوكرانيا نسخة جديدة من هذا الاتفاق في نهاية مارس، بعد فشل توقيع أول اتفاق إطاري بهذا الشأن في فبراير، عقب مشادة كلامية بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وفي 30 مارس، حذر ترامب زيلينسكي من مواجهة «مشكلات كبيرة» إذا تراجع عن إبرام الاتفاق.
ويطالب الرئيس الأمريكي بإبرام هذا الاتفاق تعويضا عن المساعدات العسكرية والمالية التي قدمها سلفه جو بايدن لأوكرانيا منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات.
ومن جانبها، تشدد كييف على ضرورة إدراج الضمانات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا في الوثيقة لمنع أي هجوم روسي مستقبلي.
وذكرت وسائل إعلام أن النسخة الجديدة من الاتفاق لا ينص على هذه الضمانات.
وامتنع المسؤولون الأوكرانيون عن انتقاد النص الجديد علنا في ظل حرصهم على الإبقاء على المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن رغم العلاقات الجيدة التي تربط ترامب بروسيا.
وفي الأول من أبريل، أكد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا أن بلاده تريد «التوصل إلى نص مقبول للطرفين لتوقيعه» مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الاتفاق لا يمكنه «بأي حال» أن يتعارض مع التزامات أوكرانيا تجاه الاتحاد الأوروبي الذي تأمل في الانضمام إليه في السنوات المقبلة.
روسيا: أوكرانيا هاجمت البنية
التحتية للطاقة 6 مرات
وعلى الأرض، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين إن أوكرانيا هاجمت البنية التحتية للطاقة الروسية ست مرات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، على الرغم من اتفاق وقف الهجمات على منشآت الطاقة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وأضافت الوزارة إن هجمات أوكرانيا استهدفت منشآت طاقة ومحطات كهرباء فرعية في مناطق روستوف وفارونيش وبريانسك الروسية، بالإضافة إلى منطقتي خيرسون ودونيتسك الأوكرانيتين الخاضعتين لسيطرة موسكو.
وتوجه أوكرانيا اتهامات مماثلة لروسيا منذ الموافقة على اتفاق وقف الهجمات الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی دونالد ترامب الولایات المتحدة الیوم الاثنین إن وقف إطلاق النار فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ترامب حقق ما عجز عنه الآخرون.. عائلات الرهائن تطالب لجنة نوبل بمنح الرئيس الأمريكي جائزة السلام
عائلات المحتجزين في غزة تطالب لجنة نوبل بمنح الرئيس الأميركي دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام، "تقديرًا لجهوده في إطلاق سراح المختطفين وخطته لإنهاء حرب غزة". اعلان
وجهت عائلات الرهائن رسالة رسمية إلى لجنة نوبل النرويجية، دعت فيها إلى منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لما وصفته بدوره "الملموس" في جهود إطلاق سراح الرهائن حول العالم. وجاءت هذه الدعوة بعد تعهّد ترامب “بعدم التوقف حتى عودة جميع الرهائن الـ48 إلى وطنهم”، وهو ما اعتبرته العائلات التزامًا شخصيًا استثنائيًا يجعله مؤهلًا لنيل الجائزة الأرفع في مجال السلام العالمي.
وجاء في بيان نُشر على حساب منتدى “Bring Them Home Now” عبر منصة إكس: "في هذه اللحظة بالذات، تُطرح خطة الرئيس ترامب الشاملة لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وإنهاء هذه الحرب الرهيبة على الطاولة. ولأول مرة منذ أشهر، نحن متفائلون بأن كابوسنا سيقترب من نهايته.”
وأضاف المنتدى أن ترامب "لن يرتاح حتى يُعاد آخر رهينة إلى وطنه وتُنهى الحرب ويُستعاد السلام والازدهار لشعوب الشرق الأوسط". كما عبّر عن امتنانه للرهائن الذين أُفرج عنهم بفضل الهدنة التي توسّطت فيها الولايات المتحدة بين يناير ومارس الماضيين، معتبرًا أن ترامب "جلب النور خلال أحلك الأوقات".
“لم يتحدث عن السلام فقط، بل حققه فعليًا”وفي رسالتها إلى اللجنة، قالت العائلات: "خلال العام الماضي، لم يساهم أي زعيم أو منظمة أكثر من الرئيس ترامب في إحلال السلام حول العالم. بينما تحدث كثيرون بكلمات مؤثرة عن السلام، فقد حققه فعليًا."
وأشار المنتدى إلى أن جهود ترامب شملت مفاوضات في مناطق نزاع متعددة، وتنسيق هدنات مع أطراف محلية ودولية لتسهيل إطلاق سراح المختطفين، واعتبر ذلك "إنجازًا إنسانيًا فريدًا يستحق التقدير الدولي".
وفي سبتمبر الماضي، عقد ترامب اجتماعًا موسعًا في نيويورك مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية، شدّد خلاله على أهمية التعاون من أجل وضع حد للحرب المستمرة في غزة منذ عامين، والتوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء معاناة المدنيين.
Related عامان على هجوم 7 أكتوبر.. اليوم الذي غيّر وجه المنطقةفيديو - بعد عامين على الحرب في غزة.. الغياب يثقل عائلات آلاف المفقودينإسرائيل تحيي الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبروتأتي هذه الخطوة في إطار خطة سلام جديدة أعلن عنها ترامب نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، تتضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة تل أبيب على الخطة ووقف شامل لإطلاق النار ونزع سلاح حركة حماس.
مساعي ترامب لحصد جائزة نوبل للسلاميسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوة إلى نيل جائزة نوبل للسلام، التي يُنتظر الإعلان عن الفائز بها يوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وفي تصريحات سابقة، عبّر ترامب عن استيائه من تجاهله من قبل لجنة نوبل، واعتبر أن عدم منحه الجائزة "إهانة كبيرة للولايات المتحدة". وأكد أنه قدّم "خطة عملية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة"، مشيرًا إلى أنه نجح خلال ولايته في وضع حد لسبع حروب عالمية.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ترشيحه الرسمي لترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى "دوره في إنهاء الحرب الإسرائيلية-الإيرانية التي استمرت 12 يومًا"، وإلى اتفاقيات إبراهيم عام 2020 التي طبّعت العلاقات بين إسرائيل وأربع دول عربية.
إلا أن هذا الترشيح لن يكون ساريًا لجائزة عام 2025، إذ انتهت فترة تقديم الترشيحات في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، ما يعني أن ترشيح نتنياهو سيُدرج في قائمة جائزة عام 2026.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة