أستراليا تصدر قوانين لحماية التماسيح رغم سماحها بقتل الإبل
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
وكالات
رغم إعلان الحكومة الأسترالية السابق عن توجهها للتخلص من الأعداد الكبيرة من الإبل ومكافأة من يقتلها، نجدها تصدر قوانين تهدف لحماية التماسيح ومنع التعرض لها، بموجب قوانين البيئة الأسترالية، كونها مهدّدة بالانقراض بسبب الصيد الجائر، حيث تمنع صيدها أو قتلها دون الحصول على ترخيص خاص، حتى في الحالات التي يُعتقد فيها أنها تشكّل تهديدًا مباشرًا للبشر.
فعبر مساحات كبيرة من البراري شبه الخالية من البشر في شمال غرب أستراليا، تتكاثر تماسيح عملاقة تُعد من أكثر الزواحف فتكًا ودهاءً على وجه الأرض، لا تفرّق بين المياه المالحة والعذبة، ويمكن أن تظهر فجأة في أي مجرى مائي شمال البلاد دون سابق إنذار.
وتُقدّر السلطات البيئية الأسترالية أعداد تماسيح المياه المالحة في شمال البلاد، بما يتجاوز 100 ألف تمساح، منتشرة على امتداد الأنهار، المستنقعات، وحتى المناطق الساحلية القريبة، وتُسجل البلاد سنويًا عدة هجمات قاتلة أو خطيرة، تقع معظمها في مناطق مثل كيمبرلي والإقليم الشمالي، ما يجعل وجود هذه التماسيح مصدر قلق دائم للسكان والسياح.
وفي 24 مارس الماضي، ابتلعت تماسيح نهر درايسديل في شمال غرب أستراليا، رجلًا يبلغ من العمر 79 عامًا، بعدما سقط من قاربه في المياه، وأعادت هذه الحادثة المأساوية المخاوف من هذه الكائنات المفترسة التي تتربص تحت السطح.
نهر درايسديل من أكثر الأنهار التي تتسلل إليها التماسيح المرعبة، وعلى الرغم من أنه يجذب زوّاره بهدوئه المخادع، وسط تضاريس كيمبرلي الوعرة الواقعة في منطقة يصعب الوصول إليها برًّا، غير أن هذا الهدوء السطحي يُخفي تحته حياة برية بالغة الخطورة، يعرفها السكان الأصليون جيدًا وتحذّر منها السلطات، فالنهر يُعد موطنًا دائمًا لتماسيح المياه المالحة، التي تُصنَّف بأنها الأشرس بين زواحف العالم.
ويقع نهر درايسديل في منطقة كيمبرلي النائية بشمال غرب أستراليا، ضمن ولاية أستراليا الغربية، ويمتد على طول 432 كم داخل أراضٍ وعرة يصعب الوصول إليها، ضمن حدود منتزه درايسديل ريفر الوطني.
ويُعرف النهر ببيئته البرية البكر التي لم تمسّها يد الإنسان، ويُعد موطنًا طبيعيًا لتماسيح المياه المالحة والعذبة، إلى جانب تنوعه البيولوجي النادر.. ونظرًا لعزلته التامة، تحذر السلطات الزوّار من السباحة أو التنقّل بالقوارب الصغيرة في مياهه، ويُشترط الاستعداد الكامل لأي رحلة استكشافية فيه.
وتتكاثر هذه التماسيح خلال موسم الأمطار، الذي يمتد من نوفمبر حتى مارس، حيث تضع الأنثى ما يصل إلى 60 بيضة في أعشاش طينية تبنيها على ضفاف الأنهار، وتحرسها بشراسة حتى تفقس.. ولا ينجو إلا عدد قليل من الفراخ نتيجة التهديدات الطبيعية، لكن التماسيح البالغة قد تعيش لعقود، ما يسهم في الحفاظ على أعدادها وانتشارها الواسع في البيئات المائية.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: أستراليا الإبل التماسيح المیاه المالحة
إقرأ أيضاً:
تأملات في 7 أيار.. يوم خرج حزب الله لحماية شبكة اتصالاته فكادت تندلع حرب أهلية
"في مثل هذا اليوم من 7 أيار، اختار البعض السلاح بدل الحوار، فدفعت بيروت الثمن." بهذه الكلمات، استحضر سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق وزعيم "تيار المستقبل"، الحزب السني الأكبر في البلاد، نهارًا كاد أن يدفع لبنان نحو حرب أهلية. اعلان
في 5 أيار من عام 2008، أصدرت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قرارين، رسما وجه المرحلة الجديدة للبلد الذي كان لا يزال رازحًا تحت تبعات حرب إسرائيلية طاحنة في 2006 كان هدفها القضاء على حزب الله.
القرار الأول تمثّل بإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير، بعدما اتهمه النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالتبعية لإيران، عقب العثور على كاميرات بجوار مطار بيروت في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
جنبلاط، الذي ندم لاحقًا على كونه عرّاب أحداث 7 أيار، بعبارة كادت أن تكون اعتذارًا: "حمّسوني فتحمّست"، قال إن هناك كاميرات في المطار مخصصة لتنفيذ عمليات الاغتيال وتفجير الطائرات من قبل حزب الله، ودعا إلى طرد السفير الإيراني من بيروت.
وتبع ذلك قرار ثان، يقضي بمصادرة شبكة الاتصالات السلكية الخاصة بالحزب، والتي تسمح لعناصره بالتواصل مع قيادتها، الشبكة المعروفة بـ"منظومة القيادة والسيطرة"، والتي وصفها أمينه العام الراحل حسن نصر الله بأنها "أحد أهم أسباب الانتصار في حرب تموز 2006 ضد إسرائيل".
حينها، قال السنيورة إن شبكة الاتصالات الهاتفية الخاصة بالحزب "غير شرعية"، وتشكل "اعتداءً على سيادة الدولة والمال العام"، مطلقًا العنان للأجهزة الأمنية للتحرك لتفكيكها، تصريح كان بمثابة إلقاء قنبلة في الشارع اللبناني.
في السابع من أيار، خرج مسلحون من حزب الله في شوارع بيروت، يلبسون قمصانًا سوداء، وسيطروا على الجزء الغربي منها، ذي الأغلبية السنية، ووقعت اشتباكات في مناطق متفرقة، منها جبل لبنان، أسفرت عن مقتل 71 لبنانيًا وجرح العشرات.
وحقنًا للدماء، سحبت الحكومة القراريْن، وذهبت مع حزب الله نحو تسوية برعاية قطرية في 21 من الشهر ذاته، أفضت حينها إلى انتخاب ميشال سليمان، المرشح التوافقي، رئيسًا للجمهورية اللبنانية، وتشكيل حكومة وطنية جامعة، والرسو على قانون انتخابي يرضي كافة الأطراف.
Relatedتركيا أحبطت شحنة "بيجر" مفخخة إلى لبنان ومصادر أمنية تقول إن حزب الله وراء التنبيهالأمين العام لحزب الله: الغارات الإسرائيلية هدفها الضغط السياسي... وموقف الرئيس اللبناني جيد أول انتخابات في لبنان منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب اللهبعد أيام من الحادثة، قال السنيورة إن القرارين اتُّخذا، بناء على "نصيحة خاطئة"، دون أن يسمي الجهة الناصحة، غير أن وزير الاتصالات السابق، مروان حمادة، صرّح في عام 2021 بأن القرار اتخذ بالإجماع، وقد اتصل سعد الحريري بالسنيورة وقال له: إما أن تمضوا في القرار أو تستقيلوا.
واتهم حزب الله الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول بالوقوف وراء القرار.
وبالرغم من مرور 17 عامًا على الحادثة، إلا أن ندوبها لا تزال حية في بلاد الأرز، تغذي الانقسامات بين أبنائه، وتؤجج الأحقاد الطائفية، فتنتج سرديات متناقضة بين من يرى 7 أيار يومًا "مجيدًا" من تاريخ لبنان الحديث، ومن يعتبره ذكرى "لاغتيال سيادة الدولة".
من تفاعل المستخدمين في ذكرى 7 أيارلكن وبعد كل هذه السنين، تأتي الذكرى هذه المرة بنكهة مختلفة. فخصوم حزب الله في الداخل يرونها مناسبة جيدة للتشفي وتسجيل النقاط، فالحزب الذي ضرب "بيدٍ من حديد" عام 2008 لمنع تفكيك شبكة الاتصالات الخاصة به، وقال إن اليد التي ستمتد إلى سلاحه سيقطعها، كما جاء على لسان نصر الله، تراجع نفوذه كأحد نتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان. وقد تعرض لعدة ضربات، كان أقساها بعد أمينه العام، تفجيرات أجهزة الاستدعاء (البيجر والووكي توكي) التي شلت مؤقتا منظومة القيادة والسيطرة، فقطعت التواصل بين عناصره، وأسفرت عن عشرات الاغتيالات الأمنية في صفوفه.
من تغريدات المستخدمين في ذكرى 7 أيارومع الحديث الجاري عن نزع سلاح حزب الله، تبرز تساؤلات حول قدرة التنظيم على إنتاج 7 أيار جديد، خاصة وأنه لا يزال يعتبر، في بلد ينتشر فيه السلاح الفردي بشكل متزايد، قوة لا يستهان بها.
في هذا السياق، يعتقد بعض المراقبين أن استحضار هذه الواقعة يأتي من باب استكمال المواجهة السياسية مع حزب الله، ومنع أي تقارب بين السنة والشيعة.
ويضيف هؤلاء أنه ونتيجة المتغيرات الكثيرة، فإن المزاج العام في الشارع اللبناني ومشهد المرحلة المقبلة لا يزالان غير واضحين، خاصة وأن أداء حزب الله العام اتسم بالهدوء النسبي بعد الحرب الأخيرة، مما يجعل من المستبعد الذهاب نحو تجربة مماثلة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة