غزة معها المولى سبحانه
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
د. خالد بن علي الخوالدي
تتجلى مأساة غزة في قلب كل غيور ومن لديه ذرة من الإنسانية، ولا عزاء لكل المُنظمات الإنسانية والحقوقية وحتى تلك التي تهتم بالحيوان، فهي لم تُحرك ساكنًا، كذلك الدول العظمى التي تدعي أنَّها مُتحضِّرة وتُعلي من حياة الإنسان وتهتم بحقوق الحيوان، حتى ظننا بأنهم رحماء، ولا عزاء لنا أمام تخاذل العرب والمسلمين أمام قوة البطش والصهيونية العالمية، ونقول بأعلى صوت إنَّ من معه الله يكفيه ويحميه وينصره ولو بعد حين.
ما يحدث من تكالب للأمم، التي تُظهر حرصها على حقوق الحيوان والبيئة، يتناقض تمامًا مع صمتها المُطبق تجاه الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين؛ فغزة- كما يبدو- أصبحت هدفًا لتلك الخطط التي تسعى لإزالة وجودها من الخارطة، وللأسف لم يكن العالم العربي والإسلامي بعيدًا عن هذه المأساة، فقد ظهر تخاذل البعض بشكل واضح؛ حيث اكتفى العديد من الدول بالمشاهدة؛ بل إن بعض الأنظمة العربية للأسف تتعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع الكيان الصهيوني، وهذا التغافل عن نصرة أهل غزة يعكس واقعًا مُؤلمًا يعيشه الشعب الفلسطيني.
الأرقام والإحصائيات التي تتعلق بالشهداء في غزة تُعبِّر عن واقع مرير؛ فهي في تزايد يومي، ولا يكاد يمر يوم أو ساعات إلّا وتحدث مجازر مروعة وأحداث مأساوية يكون ضحيتها في الأغلب الأطفال والنساء وكبار السن. وهناك من القصص الإنسانية ما يشيب له رأس الطفل فما بالك بالكبار، قصص إنسانية تحكي عن فقدان أسر كاملة، وتمزق عائلات، وآلام لا يُمكن وصفها.
لكن في خضم هذه المعاناة، يظل الإيمان في قلوب الفلسطينيين وفي قلوب المؤمنين شعلة تضيء دروبهم، فقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده بالنصر والتمكين، وهو ما نجد له شواهد في كتابه الكريم حيث يقول الله تعالى في سورة الحج: "وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"، وفي موضع آخر يقول: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا". وهذه الآيات تُعزز الإيمان بأنَّ النصر آتٍ، وأن الله لا يترك عباده في محنتهم، وأن الله سبحانه وتعالى يقف إلى جانب المظلومين، وأن النصر يأتي لمن يتوكل عليه ويصبر في وجه التحديات.
وحقيقةً وبدون مجاملة ولا تحيُّز، نُشيد بالجهود التي يبذلها بلدنا الحبيب سلطنة عُمان، التي وقفت بصدق وتضامن مع أهلنا في غزة؛ إذ عبَّرت عُمان عن مواقفها الإنسانية من خلال تقديم الدعم والمساعدة؛ سواء بشكل علني أو بطريقة غير مباشرة ومُعلنة، مما يعكس قيم الأُخوة والتضامن العربي، ومثل هذه الوقفات تُعد بارقة أمل في زمن تلاشت فيه المبادئ الإنسانية.
وفي النهاية.. يجب أن نتذكر أنَّ من كان الله معه فلن يخيب أمله، ولن يُقهر، وأن صمود أهل غزة دليل على قوة الإيمان والتصميم على الحياة، وأنه رغم كل التحديات، يبقى الأمل مُشعًّا في قلوبهم، ويستمرون في النضال من أجل حقوقهم ووجودهم.
إنَّ غزة ستظل واقفة، وستظل مع الله حتى يأتي الفرج؛ فالله غالب على أمره، وعلينا وعلى كل فرد في العالم أن يتحمَّل مسؤوليته في نصرة غزة، وأن يُساند الحق في وجه الباطل؛ لأنَّ التاريخ سيُسجِّل المواقف، وستظل غزة رمزًا للصمود والعِزة.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
صندوق “أوبك” للتنمية الدولية: لدينا خطط واستراتيجيات لتقديم الدعم للحكومة السورية والتعاون معها
فيينا-سانا
أعلن المدير العام لصندوق “أوبك” للتنمية الدولية عبد الحميد الخليفة أن الصندوق يتأهب للعودة إلى سوريا، ولديه خطط جاهزة واستراتيجيات قابلة للتنفيذ، لتقديم الدعم للحكومة السورية والقطاع الخاص، فور زوال المعوقات.
وقال عبد الحميد في تصريحات لموقع “اقتصاد الشرق” على هامش مشاركته في منتدى الصندوق المنعقد في فيينا: “بعد تسلم الحكومة الجديدة مهامها هذا العام، التقينا وزير المالية السوري محمد يسر برنية، ومحافظ المصرف المركزي الدكتور عبد القادر حصرية لبحث كيفية عودة سوريا للاستفادة مجدداً من موارد الصندوق”.
إلى ذلك أشار عبد الحميد إلى أن الصندوق تمكن خلال العام الماضي من التوسع إلى 4 دول جديدة، ليصل عدد الدول التي ينشط فيها إلى 125 بلداً، وكشف عن استراتيجية للوصول إلى تقديم 20 مليار دولار بحلول 2030 عبر العديد من المبادرات، مضيفاً: إن الدول الأعضاء فيه لديها استراتيجيات ومبادرات ضخمة بمبالغ إضافية يعمل الصندوق على تنفيذها.
يذكر أن صندوق “أوبك” للتنمية الدولية هو مؤسسة تمويل إنمائي حكومية دولية أنشأتها الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدّرة للنفط “أوبك”، ويعتمد الصندوق في نموذج عمله على تمويل المشروعات التنموية للدول بالشراكة مع مؤسسات التنمية الدولية الأخرى.
تابعوا أخبار سانا على