مشهد الفيديو المنتشر على صفحات السوشيال ميديا قبل أيام لسائحة أجنبية وهي تعتدي بالضرب على شاب في منطقة نزلة السمان بالجيزة، بعد أن شاهدته يضرب حمارًا في الشارع، هو مشهد يلخص كثيرا من التجاوزات فى قطاع السياحة فى بلد تمتلك ثلث آثار العالم، وتعتمد فى دخلها القومي بشكل كبير على هذا القطاع المهم.
السيدة هي مواطنة هولندية تقيم في مصر منذ سنوات، وتدير مركزًا تطوعيًا لعلاج الحمير والخيول بالقرب من منطقة الاهرامات، يقدم خدماته مجانًا لأصحاب الحيوانات، ويعتمد على التبرعات والدعم الذاتي.
وبغض النظر عن الانحيازات، يمكننا اعتبار هذا الموقف انعكاسا مهما ومؤشرا خطيرا لكل ما يتعرض له السياح من تجاوزات هذه الفئة، نتيجة عدم وعيهم الكافي وجهلهم بطريقة التعامل الحضاري مع السياح، ولنا بالطبع فى تجاربنا الكثير مما يقال فى هذا الشأن.
قبل ما يزيد على عامين وخلال جلسة عامة لمجلس النواب مخصصة لتقديم طلبات إحاطة لوزير السياحة والآثار، وقفت النائبة أميرة أبو شقة لتحكي عن معاناتها أثناء زيارة منطقة الاهرامات، التى قامت بها عندما علمت بقدوم الوزير الى مجلس النواب وأرتات القيام بتجربة شخصية، فقالت يوم السبت قررت زيارة الأثر الأعظم فى العالم، فعانيت أشد معاناة من أربعة أمور: أولها أنني توقفت بالسيارة لمدة تزيد على 45 دقيقة حتى أخضع للتفتيش الذى تم بطريقة عشوائية ويفتقد للدقة والاحترافية، ثم وصلت لشباك التذاكر الذى يجلس فيه موظف عجوز لايهمه فى الأمر سوي سؤالى اذا كنت مصرية أو أجنبية، دون أن يفيدني بمعلومة عن المكان، ثم تفاجأت بما يسمي"الخرتية" الذين يلحون على الزائر بشتى الطرق لعمل جولة بالاهرامات بصحبتهم، وكذلك الذين يبيعون تذكارات مستوردة من أردأ الخامات، والكارثة الكبرى تتمثل في باعة المياه والمشروبات الذين يتجولون ب"جردل" ناهيك عن دورات المياه التى يعجز اللسان عن وصفها."
انتهي كلام النائبة التى طالبت بإعادة ترتيب المكان بما يليق بعظمة هذا الأثر، وهو كلام ينكأ جرحا كبيرا لما يعانيه السائح من طريقة تعامل بها شيء من الابتزاز من قبل بعض الباعة فى المناطق السياحية، تذكرت هذا الكلام وأنا أتابع حملة الهجوم التى تتعرض لها عملية التشغيل التجريبي للمدخل الجديد لمنطقة الأهرامات الأثرية بطريق الفيوم وغلق المدخل الحالي بجوار فندق مينا هاوس، وعملية التشغيل التجريبي لمكونات مشروع التطوير بأكملها التى بدأت الثلاثاء الماضي الموافق 8 من شهر أبريل الجاري.
الحملة المكثفة التى قادها مرشدون وأصحاب مصالح، شككت فى جدوي التطوير ووصفته بالفاشل، وهو كلام بالطبع لايقنع من يعرف حجم المأساة التى كان يعاني منها السياح فى منطقة الاهرامات وابو الهول من تصرفات لا ترقي الى عظمة وهيبة المكان، تركت فى ذهن البعض ذكري لتجربة سيئة، وبعضهم قرر ألا يكررها مرة أخرى.
مشروع التطويرهو مشروع مهم وعاجل، حتى يحظى السائح بتجربة فريدة تليق بما تكبده من عناء السفر والتكلفة المادية من أجل مشاهدة الأثر الأشهر على مستوى العالم.. .وكفى أصحاب المصالح ما كان من ابتزاز وعشوائية.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
«كوتش»: احذروا التمارين العشوائية في مواقع التواصل
العين: منى البدوي
ما زال البعض يقتنع بكل ما يشاهده في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وإن كان من قِبل أفراد غير مختصين، وذلك ليس فقط على مستوى تقييمات مطاعم أو علاجات دوائية وعشبية أو نصائح أسرية، وإنما وصل الأمر إلى التمارين الرياضية التي تستهدف تنزيل الوزن وبناء العضلات.
يقتنص بعض أصحاب الحسابات التي تبحث عن زيادة أعداد المتابعين، مضامين تتماشى مع محركات بحث المتابعين، ومنها التخلص من الدهون أو بناء العضلات، ليبدأ البعض من غير المختصن بتوجيه النصائح وتقديم تمارين رياضية مختلفة من خلال شاشات الهواتف المتحركة دون الأخذ في الاعتبار عمر المتابع وحالته الصحية والعضلية ووزنه ومدى لياقته وغيرها من الأمور التي أكد عدد من المدربين ضرورة وضعها في الاعتبار تجنباً لحدوث مخاطر صحية قد تصل إلى قطع أو التهاب في الأوتار أو غيرها.
وحذّر عدد من المدربين في مراكز اللياقة البدنية «كوتش» من الاستهتار في ممارسة التمارين الرياضية التي تستهدف تنزيل نسبة الدهون في الجسم أو بناء العضلات، دون الرجوع إلى المدرب المختص الذي على دراية كاملة بطبيعة الجسم وحركة المفصل والذي بدوره يحدد التمارين المناسبة بحسب جملة من الاعتبارات أبرزها مستوى لياقة جسم الفرد والفترة الزمنية التي يتطلبها وقت التمرين إلى جانب المواد الغذائية المناسب تناولها قبل أو بعد أو خلال التمرين وذلك تجنباً لحدوث أي أضرار صحية وجسمية.
قال الكابتن حسام مصباح، مدرب رياضي ومشرف أنشطة رياضية وطلابية بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا فرع العين، مما لا شك فيه أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي باتت مصدر معلومات للأفراد ويبحثون من خلالها عن نصائح رياضية، متجاهلين المخاطر الناجمة عن استمداد معلومات تتعلق بصحة وسلامة الجسم من أشخاص غير مختصين ويفتقدون الدقة العلمية التي قد ينجم عنها تقديم معلومات مغلوطة خاصة أن البعض يقدم محتوى يتعلق بنصائح معتمداً على تجربة شخصية أو لمجرد جذب المتابعين دون أي أساس علمي. وأضاف أن الاستثمار في اللياقة والصحة البدنية تحتاج إلى خبرة علمية وليس مجرد تجربة أو نصيحة عشوائية يتم تقديمها في فيديو مدته ثوانٍ أو دقائق معدودة، ولا بد من أن يعتمد الأفراد الذين يتوجهون إلى الصالات الرياضية لرفع الأوزان بهدف بناء العضلات أو تقويتها، على المدرب في الصالة الرياضية خاصة المبتدئين منهم وذلك لتصحيح الأداء التقني والحركي للمتدرب مما يسهم في تجنيبه التعرض للإصابة الناتجة عن حركة خاطئة.
وأضاف أن بعض الأفراد الذين يتجاهلون ضرورة اللجوء إلى المدرب خاصة عند اتخاذ قرار التوجه للصالات الرياضية لرفع الأوزان، يخطئ أحياناً في تقدير الأوزان أو الاعتماد على تقنيات خاطئة وهو ما قد يعرضه للإصابات.
المدرب المختص يساعد المتدرب في تحقيق نتائج فعالة من خلال تصميم برامج تدريبية لكل فرد والذي يتم تحديده بعد تقييم الفرد من حيث كتلة الجسم ولياقته وعمره وتحديد الفترة الزمنية التي يحتاج إليها للتمرين.المدرب المختص
ومن جانبها قالت أميرة الإمام، مدرب شخصي، إن أهمية التوجّه إلى المدرب المختص قبل البدء في عمل التمارين الرياضية سواء بهدف تنزيل الوزن أو بناء العضلات لا يعتبر رفاهية وإنماً ضرورة صحية وجسمية لتلافي التعرض للأضرار الصحية والتي قد تصل إلى التهاب أو شد الأوتار أو زيادة خشونة الركب لمن يعانيها مسبقاً.
وأشارت إلى ضرورة أن يقوم الفرد الذي يرغب بتنزيل وزنه أو رفع الأوزن، بالتوجه إلى الصالات الرياضية المتخصصة والتي يتواجد فيها مدرب حاصل على درجة علمية أكاديمية واجتاز ورشاً تدريبية مكنته من التعرف على حركة كل مفصل بالجسم وأيضاً الإلمام الكامل بالتغذية العلاجية.وقالت إن البعض بهدف توفير الدراهم يتفادى الاعتماد على مدرب حتى وإن كان مبتدئاً غير متقن للحركات الصحية خلال التمرين ما يعرضه أحياناً للتمزقات أو التهاب أو شد الأوتار.