لندن: مُلاحقة 10 بريطانيين خدموا بالجيش الإسرائيلي وشاركوا بحرب غزة
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
تقدّم قانونيون بريطانيون، بتقرير إلى شرطة العاصمة لندن يحتوي على أدلة تتعلق بـ 10 بريطانيين خدموا في الجيش الإسرائيلي ويُشتبه بارتكابهم جرائم حرب.
وقال القانونيون إن ملاحقة مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي بتهم الضلوع بجرائم حرب في غزة ، من شأنها أن تشكل تأثيرا رادعا لمن يفكرون بالالتحاق بصفوفه.
ويتناول التقرير الاتهامات الموجهة إلى 10 بريطانيين يُشتبه بانخراطهم في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال خدمتهم كمقاتلين أجانب في الجيش الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الأفراد تورطوا في جرائم بحق الفلسطينيين في غزة، بينها القتل، والتعذيب المتعمد، والتسبب بإصابات خطيرة، وسوء المعاملة، والتهجير القسري، والهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وصولًا إلى الإبادة الجماعية.
وفي تصريحات للأناضول، تحدث المحاميان مايكل مانسفيلد، وفرانك ماجينيس، إلى جانب النائب المستقل في البرلمان البريطاني أيوب خان، الذي دعم إعداد التقرير، عن توقعاتهم بشأن ما سيترتب على هذا التقرير من نتائج، وعن أثره المحتمل.
وقال المحامي الحقوقي مانسفيلد، المتخصص بمجال حقوق الإنسان والمعروف بلقب "المستشار الملكي" لتوليه قضايا حقوقية كبرى في بريطانيا، إن التقرير يُعدّ من الأهمية بمكان، بما يكفي لإثارة القلق لدى جميع المتورطين في جرائم حرب، سواء كانوا بريطانيين أو من جنسيات أخرى.
وأضاف: "إذا كنت مواطنًا بريطانيًا وارتكبت جريمة حرب دولية، فأنت لست فوق القانون. هنا يتدخل القانون لإنصاف الضحايا".
وأوضح مانسفيلد أن الحكومة البريطانية التزمت الصمت إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، لكن هناك وحدات في البلاد تتولى التحقيق في هذه الجرائم.
وأشار إلى أنهم قدّموا التقرير إلى الجهات المختصة للنظر في هذه الاتهامات المقدمة بحق 10 بريطانيين.
وتابع: "على كل من يرغب في الانضمام إلى جيش أن يسأل نفسه هل هذا العمل شرعي؟ هل ما تفعله هذه الدولة قانوني؟ كثير من الجنود في الجيش الإسرائيلي رفضوا الخدمة لهذا السبب بالذات".
وأكّد مانسفيلد أن المحكمة الجنائية الدولية تُجري تحقيقات ضد أفراد متورطين في جرائم حرب.
وقال: "إذا كنت مشاركًا في جريمة حرب، فستخضع للتحقيق. وإذا كنت بريطانيًا، فستُعرض على محكمة بريطانية".
وأوضح أن هناك حالات مشابهة في دول أوروبية أخرى، مشيرًا إلى أن بلجيكا بدأت إجراءات قانونية ضد أحد مواطنيها المنضمين إلى الجيش الإسرائيلي، دون ذكر هويته.
- محاسبة على الأضرار التي ألحقوها بالفلسطينيين
من جانبه، قال المحامي ماجينيس، المعروف بدفاعه عن حقوق المرأة، إن القانون البريطاني يحتوي على بنود تتيح محاسبة هؤلاء الأشخاص.
وتابع القول: كما أن محاكمة مرتكبي الجرائم الجسيمة، من بينها جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، هو مبدأ أساسي. نحن ندعو الحكومة البريطانية إلى تفعيل الآليات القائمة وبدء محاكمتهم".
وأضاف ماجينيس أن إبقاء هذه القضايا تحت الضوء وعلى أجندة الرأي العام أمر بالغ الأهمية.
وأوضح أن ملاحقة المتورطين في هذه الجرائم الخطيرة، تشكل رادعًا لآخرين قد يفكروا في الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي، الذي لا يزال يرتكب مثل هذه الجرائم.
وأضاف: نأمل أن يكون لهذا المشروع تأثير واسع النطاق، أبرزها تحقيق مبدأ المساءلة.
وتابع: "على من يرغب في الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي أن يفكر جيدًا بأنه قد يواجه خطر التعرض للمحاكمة والمساءلة. القانون البريطاني سوف يحاسبهم على الأضرار التي ألحقوها بالفلسطينيين".
وأشار ماجينيس إلى وجود صعوبات كثيرة في محاسبة إسرائيل، إلا أن هذا الواقع بدأ يشهد بعض التغير.
لكنه ذكّر في الوقت نفسه بأن خطوات مماثلة اتُّخذت في جنوب إفريقيا ضد مواطنين انضموا إلى الجيش الإسرائيلي.
وأردف: "قد لا تبدو الحكومة البريطانية مستعدة لمحاسبة جنود الجيش الإسرائيلي، لكنها لن تتمكن من تجاهل الأدلة المتعلقة بمواطنيها، وستُضطر إلى مساءلتهم".
- محاسبة مرتكبي الجرائم واجب على الدولة
أما النائب المستقل في البرلمان البريطاني خان، وهو محامٍ أيضًا، فقال: "ما قمنا به كان يجب أن تقوم به الدولة. ولأن الدولة لم تؤدِ واجبها، فإن مراكز القانون والأفراد المعنيين بحقوق الإنسان هم من تولوا هذه المهمة".
وأعرب خان عن دعمه لهذه الخطوة، قائلًا: "هذا التقرير ستكون له أصداء دولية. ستقوم وحدة التحقيق في شرطة لندن بالتحقق من مضمونه".
ومضى قائلا: "نأمل أن يتم توقيف المتهمين البريطانيين واستجوابهم، وإذا رأت الشرطة أن الأدلة كافية، فستُحال قضاياهم إلى النظام القضائي".
وأضاف: "إذا ثبتت إدانتهم بارتكاب جرائم حرب، فسيُحكم عليهم بالسجن المؤبد. وسيكون لهذا القرار تأثير ردعي على من يفكر بالالتحاق بالجيش الإسرائيلي".
وأشار إلى أن من يُدان بارتكاب جرائم حرب لن تكون لديه فرصة للعودة إلى بلاده.
وأكمل: "هذا التقرير سيكون له تأثير عالمي، لأن الجيش الإسرائيلي لا يضم فقط بريطانيين، بل هناك أيضًا مزدوجو الجنسية من أوروبا والولايات المتحدة. وعلى الجميع أن يُدرك أنه لا أحد فوق القانون".
كما أعرب خان في ختام حديثه عن ثقته بالقضاء البريطاني، وقال: "أنا أثق بالأدلة المقدمة، كما أشعر بالثقة من أن القضاء سوف يتخذ قرارات مناسبة عندما يتم عرض المتهمين على المحكمة".
المصدر : الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية ويتكوف: الاتفاق مع إيران مرهون بـ "شرطين" دون تهجير الفلسطينيين - الرئيس المصري وأمير قطر يدعمان خطة إعادة إعمار غزة السعودية تعلن عن ترتيبات وإجراءات جديدة استعدادا لموسم حج هذا العام الأكثر قراءة أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة بالفيديو: 23 إصابة خلال اقتحام الاحتلال جامعة القدس الشرطة: سقوط عصابة الفلتان الأمني المتورطة بإطلاق النار في الخليل هيئة الأسرى: أسرى عيادة سجن "الرملة" يعانون أوضاعا اعتقالية وصحية صعبة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: إلى الجیش الإسرائیلی فی الجیش الإسرائیلی جرائم حرب إلى أن
إقرأ أيضاً:
أكثر مأساوية وخطورة.. الفاتيكان: الجيش الإسرائيلي يستهدف مدنيين عزل في غزة
أعرب الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، عن قلقه العميق حيال الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها "أكثر مأساوية وخطورة" مقارنة بالعام الماضي، في ظل حرب مدمرة أودت بحياة عشرات الآلاف.
وفي حديث أدلى به لوسائل إعلام الفاتيكان، في الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على القطاع، شدد بارولين على ضرورة استعادة "صوت العقل" والتخلي عن منطق الكراهية والانتقام، مشيرًا إلى أن "العنف ليس حلاً، حتى وإن كان تحت مبرر الدفاع عن النفس، فلا بد من احترام مبدأ التناسب".
وأعرب الكاردينال عن حزنه الشديد لسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين يوميًا، من بينهم أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في هذه المنطقة، مؤكدًا أن "المأساة تتفاقم مع كل يوم، وسط خطر تحول العالم إلى متفرج غير مبالٍ أمام هذه المجازر".
وأضاف: "لا يمكن القبول بأن يختزل الإنسان إلى مجرد (أضرار جانبية) في هذه الحرب، حيث يقتل الأبرياء أثناء بحثهم عن الغذاء، أو يُدفنون تحت أنقاض منازلهم، أو يستهدفون في المستشفيات ومخيمات النزوح".
وانتقد بارولين ما وصفه بـ"النهج العسكري الإسرائيلي"، قائلاً إن العمليات العسكرية تستهدف غالبًا سكانًا مدنيين غير مسلحين يعيشون في ظروف مأساوية، في مناطق مدمرة بالكامل.
وأكد أن "الصور الجوية كافية لإظهار حجم الدمار في غزة، في وقت يظل فيه المجتمع الدولي عاجزًا عن التحرك لوقف الكارثة".
وتابع: "لا يكفي التنديد اللفظي بما يحدث، ثم السماح باستمراره. هناك حاجة فعلية لمساءلة الدول التي تواصل تزويد الأطراف المتحاربة بالسلاح المستخدم ضد المدنيين".
وأشار إلى فشل الأمم المتحدة في وقف ما يحدث، داعيًا إلى تعزيز دورها في إنهاء النزاعات الدموية.
وحول المبادرات السياسية، رحب الكاردينال بأي خطة – بما في ذلك المقترح الأمريكي – تسهم في إنهاء الحرب، وتطلق مسارًا جادًا للسلام، شريطة أن تشرك الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وتؤدي إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وإنهاء القتل اليومي.
وفيما يخص الاعتراف الدولي بفلسطين، أشار بارولين إلى أن الفاتيكان كان من أوائل المعترفين بالدولة الفلسطينية رسميًا قبل عشر سنوات من خلال اتفاق شامل.
وأكد أن الفاتيكان يدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وقادرة على العيش بسلام إلى جانب جيرانها.
واختتم حديثه محذرًا من أن التصريحات والسياسات الإسرائيلية الأخيرة تسير في الاتجاه المعاكس، عبر توسيع الاستيطان وعرقلة أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، مؤكدًا أن "حل الدولتين"، الذي تبناه الكرسي الرسولي منذ البداية، لا يزال الخيار الأكثر منطقية في ظل تطورات العامين الماضيين، باعتباره السبيل الوحيد لضمان مستقبل مشترك وآمن للشعبين.