«الغارديان»: مؤتمر لندن فشل في تشكيل مجموعة اتصال لوقف إطلاق النار في السودان
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
انهارت محاولة بقيادة بريطانيا لتشكيل مجموعة اتصال لتسهيل محادثات وقف إطلاق النار في السودان ، الثلاثاء، عندما رفضت الدول العربية التوقيع على بيان مشترك بعد مؤتمر في لندن.
التغيير ـــ وكالات
ويمثل الجدل المستمر منذ يوم كامل بين مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشأن البيان الختامي انتكاسة دبلوماسية كبيرة للجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في السودان.
وتضاءلت الآمال في التوصل إلى نهاية تفاوضية للصراع في وقت متأخر من أمس الثلاثاء عندما أعلن زعيم قوات الدعم السريع شبه العسكرية، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، إنشاء حكومة تنافس الإدارة المدعومة من الجيش.
وقال دقلو في بيان على تيليجرام: “في هذه الذكرى نعلن بكل فخر قيام حكومة السلام والوحدة، وهو تحالف واسع يعكس الوجه الحقيقي للسودان”.
و قُتل مئات المدنيين في مخيمين رئيسيين للاجئين في دارفور خلال الأيام الأخيرة، ونزح الملايين بسبب القتال. وأعربت وزارة الخارجية البريطانية عن حزنها لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن مسار سياسي للمضي قدمًا، لكنها أصرت على إحراز تقدم .
البيان الختاميوفي غياب بيان ختامي، أصدر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ونظراؤه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا لرؤساء المجموعة تعهدوا فيه بدعم “الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي ورفض جميع الأنشطة، بما في ذلك التدخل الخارجي، التي من شأنها أن تزيد من حدة التوترات أو تطيل أمد القتال أو تمكنه”.
ودعا البيان أيضا إلى إيجاد حل لا يؤدي إلى تقسيم السودان.
وافتتح لامي المؤتمر بآمال عريضة. قال: “لقد فقد الكثيرون الأمل في السودان. هذا خطأ. إنه خطأ أخلاقي أن نرى هذا العدد الكبير من المدنيين يُقطعون رؤوسهم، وأطفالًا رضّعًا في سنّ عام واحد يتعرضون للعنف الجنسي، وأن يواجه عدد أكبر من الناس المجاعة أكثر من أي مكان آخر في العالم”.
وقال “لا يسعنا غض الطرف، وفي هذه الأثناء، يواجه المدنيون وعمال الإغاثة في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين عنفًا لا يُصدق”.
وشدد لامي على أن العائق الأكبر ليس نقص التمويل أو نصوص الأمم المتحدة، بل غياب الإرادة السياسية. ببساطة، علينا إقناع الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين، والسماح بدخول المساعدات إلى البلاد ووصولها إلى جميع أنحاء البلاد، ووضع السلام في المقام الأول.
و بحسب “الغارديان” فإن جهود بريطانيا لإقناع الدول العربية بالموافقة على مجموعة من المبادئ الدبلوماسية لمجموعة الاتصال المستقبلية لم تنجح.
وقال مسؤولون إن المؤتمر لا يشكل محاولة للوساطة أو التعهد بالمساعدات، بل يهدف إلى بناء تماسك سياسي أكبر حول مستقبل السودان بين العديد من البلدان التي ادعت ملكيتها للبلاد.
تشكيل مجموعة إتصالفي ظل اتساع رقعة الحرب واستعصائها وتأثرها بالتدخلات الخارجية، اختار لامي عدم دعوة أيٍّ من الأطراف السودانية الرئيسية أو أعضاء المجتمع المدني. وتتمثل أهداف المؤتمر، على نحو متواضع، في السعي إلى اتفاق بشأن مجموعة اتصال دولية بقيادة الاتحاد الأفريقي، وتجديد الالتزامات برفع القيود المفروضة على المساعدات.
اندلعت الحرب في أبريل 2023، نتيجة صراع على السلطة بين قوات الدعم السريع بقيادة دقلو والجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان .
كان الهدف من تشكيل مجموعة اتصال هو إقناع دول الشرق الأوسط بالتركيز على الدبلوماسية بدلًا من تقوية الفصائل المتحاربة. لكن منذ البداية، واجه المسؤولون صعوبة في إيجاد صياغة محايدة يمكن لمصر والإمارات العربية المتحدة قبولها بشأن مستقبل السودان .
واتهم السودان ودول أخرى الإمارات منذ فترة طويلة بتسليح قوات الدعم السريع – وهو ما تنفيه الإمارات بشدة – في حين حافظت مصر على علاقات وثيقة مع الجيش السوداني.
وانتقدت الحكومة السودانية منظمي المؤتمر لاستبعادها من الاجتماع بينما وجهت الدعوة للإمارات.
و صرحت وزيرة الشؤون السياسية الإماراتية، لانا نسيبة، التي حضرت المؤتمر، بأن كلا الجانبين يرتكبان فظائع، وأدانت هجمات قوات الدعم السريع الأخيرة على مخيمات النازحين. ودعت إلى وقف إطلاق نار غير مشروط، وإنهاء عرقلة المساعدات الإنسانية غير المقبولة، والانتقال إلى حكومة مستقلة بقيادة مدنية.
واتُّهم الجيش وقوات الدعم السريع بارتكاب فظائع خلال الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح 13 مليون شخص، ودفعت أجزاء كبيرة من البلاد إلى المجاعة.
سيطرت قوات الدعم السريع خلال الأيام القليلة الماضية على مخيمين للاجئين في دارفور، موقع الإبادة الجماعية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وذلك في إطار سعيها للسيطرة على الفاشر، المركز السكاني الرئيسي الوحيد في دارفور الذي لا يخضع لسيطرتها .
أعلن لامي أيضًا عن تخصيص 120 مليون جنيه إسترليني إضافية كمساعدات إنسانية من ميزانية وزارة الخارجية البريطانية المتعثرة، وهو ما يكفي لإيصال الغذاء إلى 650 ألف شخص. كما خصصت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، 125 مليون يورو إضافية (105 ملايين جنيه إسترليني) للسودان والدول المجاورة.
وفي فعالية منفصلة عقدت صباح الثلاثاء، دعت منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى معاقبة مجموعة واسعة من الدول المتهمة بإرسال أسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الأطراف المتحاربة في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
فشل المجتمع الدوليقالت ياسمين أحمد، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في المملكة المتحدة: “سيكون المجتمع الدولي قد فشل فشلاً ذريعاً إذا عقدنا مؤتمراً اليوم يضم الأطراف الفاعلة في النزاع ولم يُسفر عن أي نتائج إيجابية”. وأضافت: “نحن بحاجة إلى تحالف من الدول، مع المملكة المتحدة والدول المضيفة المشاركة في طليعة التحالف، مستعدين للتأكيد على أننا نحشد الزخم السياسي اللازم لحماية المدنيين على الأرض”.
من الضروري توضيح أن هذا لا يمكن أن يستمر. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن إبادة جماعية أخرى. عليه التزامات دولية بحماية القانون الدولي واحترامه .
ولكن لا يبدو أن أي من الجانبين مهتم بمناقشة السلام، ويخشى البعض من أن البلاد تتجه نحو شكل من أشكال التقسيم على أساس مناطق السيطرة الحالية.
ويأتي الاجتماع على خلفية تخفيضات الولايات المتحدة لبرنامج مساعداتها.
وقالت كيت فيليبس باراسو، نائبة رئيس السياسة العالمية في منظمة ميرسي كوربس للمساعدات، إن طبيعة التخفيضات الأميركية تعني أنه من الصعب معرفة مدى تأثر السودان، ولكن في حالة وكالتها، تم قطع شريان حياة لـ 220 ألف شخص.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان بريطانيا فشل مؤتمر لندنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان بريطانيا فشل مؤتمر لندن
إقرأ أيضاً:
المثلث السوداني المصري الليبي.. هل يصبح مسرحا جديدا للصراع الإقليمي؟
على نحو مفاجئ، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة المثلث الحدودية بين السودان ومصر وليبيا بالتزامن مع بيان من القوات المسلحة السودانية تؤكد فيه انسحابها من الموقع تمهيدا لإعادة السيطرة عليه، متهمة قوات تابعة لحكومة شرق ليبيا بالهجوم على المنطقة والتوغل داخل الحدود السودانيةـ في تجاوز صريح للقانون الدولي، فما هي أهمية المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر؟
تبلغ مساحة جبل عوينات حوالي 490 كلم مربع، وهو جبل صغير منفصل داخل السودان في الناحية الجنوبية، ولكن المنطقة فيها سلسلة من الجبال تسمي العوينات؟ والاسم الجغرافي المسجل رسميا هو هضبة حسنين، على اسم الضابط المصري محمد بك حسنين الذي قام في 1923م برحلة استكشافية من الكفرة إلى دارفور.
وتتوزع المساحة بنسبة 10 في المئة في مصر، 50 في المئة في ليبيا، وبقية المساحة داخل السودان. وتتصل هذه الجبال بعدد من المراكز الحدودية. ففي مصر مركز الثعلب الحدودي شرق خط العرض 22 درجة، وفي ليبيا مركز شرطة عين زوية في الجانب الجنوبي الغربي من الجبل. أما في السودان فتسمى قرية المثلث في الجانب الجنوبي الشرقي، ولكنها بعيدة نسبيا من خط 22 الحدودي مع مصر.
النزاع الحديث في منطقة المثلث جزء من الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة، وهو صراع مباشر بين حلفاء الدعم السريع وأصدقاء السودان، وصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما وروسيا والصين؛ وسط مخاوف غربية من سيطرة روسيا على شواطئ بورتسودان والمناطق الغنية بالنفط والذهب في شمال وشرق السودان
وتعتبر قرية المثلث مركزا تجاريا للتعدين الأهلي المزدهر في المنطقة، تتوافر فيها استراحات ومطاعم وخدمات الإنترنت الفضائي ومحطات الخدمة العامة وصيانة السيارات والمتاجر البسيطة، ويمارس التجار فيها التجارة الحدودية والتواصل مع مناطق الشريط النيلي في شمال السودان؛ من وادي حلفا ودنقلا والدبة. ومع تطور التعدين الأهلي أصبحت منطقة اقتصادية جاذبة غنية بالذهب، وهدفا لقوات الدعم السريع التي كانت تتمركز في قاعدة "الشفرليت" قبل أن يسيطر عليها الجيش السوداني في الأسابيع الأولى لحرب الخامس عشر من نيسان/ أبريل، كما أنها ليست بعيدة عن الفاشر؛ حيث تفرض قوات الدعم السريع حصارا على المدينة وفشلت في إسقاطها بفضل الصمود الأسطوري للقوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية.
وظل قائد الدعم السريع حميدتي يتهم الجيش المصري بمساندة الجيش السوداني منذ هجومه في الثالث عشر من نيسان/ أبريل 2023 على مطار مروى شمال السودان بحجة وجود طيران مصري يستعد لمهاجمة قواته في الخرطوم، وبالفعل أسرت قوات الدعم السريع ضباطا مصريين كانوا ينفذون بروتكولا تدريبيا مع الجيش السوداني، ونقلتهم إلى الخرطوم قبل أن يتم إطلاق سراحهم لاحقا بواسطة الصليب الأحمر الدولي، وما زال قوات الدعم السريع تجدد اتهاماتها لمصر، حيث أشار حميدتي إلى ذلك في خطابه الأخير عدة مرات.
والواقع أن مصر لم تخف وقوفها مع مؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها القوات المسلحة، الضامن الوحيد لسلامة أمن السودان وحدود مصر الجنوبية التي أصبحت مهددة بهجمات تحالف "حميدتي- حفتر"؛ التي وصفها مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسام عيسى بأنها محاولة لجر مصر لحرب السودان، وفتح جبهة جديدة على حدودها الجنوبية بالتزامن مع الحرب المدمرة في حدودها مع غزة.
من ناحيتها، أدانت حكومة الدبيبة المعترف بها دوليا في طرابلس تورط جماعات ليبية مسلحة في حرب السودان إلى جانب الدعم السريع، فيما نفت حكومة شرق ليبيا علاقتها بالهجمات رغم الاعترافات الموثقة لجنود ليبيين يتبعون للكتيبة السلفية تم أسرهم بواسطة الجيش السوداني في المعارك الأخيرة، كما أن الجيش السوداني أكد مشاركة "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر في الاعتداء على قواته في المثلث، متوعدا بالرد عليها في أقرب وقت.
وتبحث قوات الدعم السريع المتمردة عن جبهات جديدة للقتال وتهيئة مسارح جديدة للحرب لمنع متحركات الجيش السوداني المتأهبة من داخل إقليم كردفان للتقدم نحو الفاشر وفك الحصار عن المدينة التي تشهد أوضاعا مأساوية بالغة التعقيد بسبب الحصار والقصف المستمر من جانب الدعم السريع للمرافق الخدمية ومعسكرات النازحين والمستشفيات والاعتداءات المتكررة على القوافل الإنسانية التي تسيرها المنظمات الدولية لإغاثة سكان المدينة.
النزاع الحديث في منطقة المثلث جزء من الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة، وهو صراع مباشر بين حلفاء الدعم السريع وأصدقاء السودان، وصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما وروسيا والصين؛ وسط مخاوف غربية من سيطرة روسيا على شواطئ بورتسودان والمناطق الغنية بالنفط والذهب في شمال وشرق السودان.
وبنظرة سريعة على مواقف جوار السودان من الحرب المستمرة في عامها الثالث نجدها متباينة بين الحياد والانحياز لصالح الدعم السريع، بل إن بعضها أنشأ مواقع عسكرية له على الحدود السودانية تحت غطاء إنساني، بينما جاهرت مصر وإرتريا فقط بمواقفهما الداعمة للجيش والحكومة السودانية منذ انطلاق الحرب الحالية، في حين تتهم الحكومة السودانية تشاد صراحة بفتح أراضيها لقوات الدعم السريع لاستخدامها كقاعدة عسكرية ومستشفى لعلاج منسوبيها، وتشهد علاقة البلدين تدهَورا غير مسبوق في السنوات الأخيرة.
وليس بعيدا من تشاد فإن جمهورية النيجر كانت في صف الداعمين للدعم السريع نظرا للعلاقة الشخصية بين حميدتي والرئيس السابق محمد بازوم الذي حصل على دعم كبير من حميدتي لحملته الانتخابية، قبل أن تطيح به قيادة الجيش وتضعه قيد الإقامة الجبرية، ولم تفلح الضغوط الدولية والإقليمية بقيادة فرنسا والاتحاد الأفريقي ودول الجوار في إعادته للسلطة. وتتأرجح مواقف إثيوبيا التي كانت أول المستقبلين للمبعوث الشخصي لقائد الدعم السريع ثم استضافتها لحميدتي شخصيا وحلفائه في تحالف "صمود"، فضلا عن اجتماعات ومؤتمرات تغيبت عنها الحكومة السودانية لمساواتها بين الحكومة الشرعية والمتمردين.
وبنظرة سريعة على ردود الفعل في الدول الثلاث، ليبيا ومصر والسودان، فقد التأم مجلس الدفاع السوداني للوقوف على الأوضاع الأمنية في البلاد، وهو اجتماعه الأول بعد قطع العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وغالبا ما تكون اجتماعاته مرتبطة بتطورات خارجية في مسار الحرب. ولم يصدر من الجانب الرسمي في مصر أي تعليق على الأحداث، وعلقت وزارة خارجية شرق ليبيا بالنفي على اتهامات الجيش السوداني بالانتشار داخل أراضيه، بينما يعتبر بعض مناصري حفتر أن ما يجري في الحدود السودانية الليبية محاولة لتشتيت جهود قوات حفتر التي تحاول دون جدوى الوصول إلى طرابلس منذ سنوات.
توغل قوات حفتر داخل الأراضي السودانية، يعرض المنطقة لحرب إقليمية بين دول المثلث وربما أكثر في القريب العاجل
وبالعودة إلى المواقف الإقليمية قبل اندلاع الحرب في السودان، تعد مصر حليفا استراتيجيا لخليفة حفتر في مشروعه الرامي للسيطرة على طرابلس وكامل التراب الليبي ضمن الصراع الإقليمي المستمر في المنطقة، لذا فإن التدخل العسكري المصري في منطقة المثلث مستبعد حاليا؛ كون الجيش السوداني قادر على استعادة السيطرة عليه، نظرا لأهميته الاقتصادية إلى جانب أنه المنفذ الرئيس لعمليات الهجرة غير الشرعية من مناطق القرن الأفريقي تجاه القارة الأوروبية، مما دفع الدول المستقبلية للمهاجرين لتوقيع اتفاق عُرف بعملية الخرطوم (Khartoum poroses) للحد من تدفق المهاجرين عبر السودان.
ويعبر كثير من السودانيين عن قلقهم من مشاركة قوات خليفة حفتر إلى جانب الدعم السريع في حرب السودان، ويعتبرونها محاولة لإعادة الروح لقوات الدعم السريع بعد الهزائم المتكررة التي منيت بها، حتى أصبحت تقاتل على الحدود السودانية الليبية بعد أن كانت قواتها تتمركز في القصر الجمهوري وسط الخرطوم قبل نحو شهرين، كما تواجه الحملة التي يقودها نائب حميدتي وشقيقه عبد الرحيم دقلو لإعادة بناء قواته؛ صعوبات تتمثل في رفض الإدارات الأهلية وزعماء العشائر في دارفور الزج بأبنائهم في العام الثالث من الحرب بعد المصير المجهول للمئات من قوات الدعم السريع الذين قتلوا في معارك العامين الماضيين؛ إلى جانب الآلاف من المصابين الذين يعانون الإهمال والوعود الكاذبة بالعلاج خارج السودان.
عموما، فإن توغل قوات حفتر داخل الأراضي السودانية، يعرض المنطقة لحرب إقليمية بين دول المثلث وربما أكثر في القريب العاجل.