يمن مونيتور/ رويترز

كشفت رويترز في تقرير موسع أوردته اليوم الخميس، أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نقل أمواله ومقتنياته إلى الإمارات على متن طائرة خاصة، مشيرة إلى أن الطائرة سيّرت أربع رحلات في الأيام الأخيرة لنظام الأسد آخرها من قاعدة روسية، وحملت على متنها وثائق وأقراصاً صلبة توضح خريطة إمبراطورية أعماله، فيما تسعى الحكومة السورية الجديدة لاستعادة الأصول المرتبطة بشبكة الرئيس الهارب.

وبينما كان أعداؤه يقتربون من دمشق، استخدم بشار الأسد الذي حكم سورية بقبضة من حديد لمدة 24 عاما طائرة خاصة لتهريب الأموال والمقتنيات الثمينة والوثائق السرية التي تخص شبكة الأعمال التي مكنته من جمع ثروته.

وبحسب سرد للعملية بنته رويترز على تصريحات من أكثر من عشرة مصادر، قام يسار إبراهيم المستشار الاقتصادي الأبرز للرئيس بترتيب استئجار الطائرة لنقل مقتنيات الأسد الثمينة وأقاربه ومساعديه وموظفين من القصر الرئاسي إلى الإمارات على متن أربع رحلات.

ووفقا لإشعارات العقوبات الأميركية وخبراء في الاقتصاد السوري ومصدر واحد من داخل شبكة أعمال الأسد فقد كان دور إبراهيم، الذي شغل منصب مدير المكتب المالي والاقتصادي للرئاسة، جوهريا في إنشاء شبكة من الكيانات التي استغلها الأسد للسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري كما أنه كان في الكثير من الأحيان واجهة للرئيس السابق.

وفرضت الدول الغربية عقوبات على الأسد في أعقاب قمعه للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية عام 2011، ثم فرضت عقوبات على إبراهيم لمساعدته للنظام. ووفقا لمراجعة أجرتها رويترز لسجلات تتبع الرحلات الجوية فقد نفذت الطائرة إمبراير ليغاسي 600 أربع رحلات متتالية إلى سورية خلال 48 ساعة قبل سقوط النظام. والطائرة التي تحمل الرقم التعريفي سي5-إس.كيه.واي مسجلة في غامبيا.

وغادرت الرحلة الرابعة في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من قاعدة حميميم الجوية العسكرية التي تشغلها روسيا قرب اللاذقية على الساحل السوري على البحر المتوسط، حسبما أظهرت سجلات تتبع الرحلات الجوية وصورة للأقمار الصناعية ومصدر سابق في المخابرات الجوية كان على اطلاع مباشر على العملية.

وفر الأسد إلى روسيا في اليوم نفسه من القاعدة نفسها. ولم يسبق أن تناولت التقارير عملية إخراج أصول الأسد من سورية. وتحدثت رويترز مع 14 مصدرا سوريا مطلعا على الخطة بينهم موظفو مطارات وضباط سابقون في المخابرات والحرس الجمهوري وشخص من داخل شبكة أعمال الأسد.

سويسرا تشدّد إجراءات تجميد أصول الأسد

واطلعت الوكالة على محادثة عبر تطبيق واتساب بين معاونين لإبراهيم وبيانات لتتبع الرحلات الجوية وصور أقمار صناعية وسجلات ملكية شركات وطائرات في ثلاث قارات لتجميع روايتها عن كيفية قيام أقرب مساعد للأسد بتنسيق المرور الآمن للطائرة.

ونقلت الطائرة حقائب سوداء لا توجد عليها علامات وبها نقد لا يقل عن 500 ألف دولار، بالإضافة إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر محمولة ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات مخابراتية مهمة عن “المجموعة”، وهو الاسم الرمزي الذي استخدمه الأسد ومعاونو إبراهيم للشبكة المعقدة من الكيانات الممتدة في قطاعات الاتصالات والخدمات المصرفية والعقارات والطاقة وغيرها من الأنشطة، وفقا لمصدر شبكة أعمال الأسد وضابط مخابرات جوية سابق ومحادثة الواتساب.

وظل مكان وجود الأسد خلال الأيام الأخيرة المضطربة لنظامه سرا حتى عن أقرب أفراد عائلته. وحصل الأسد على لجوء سياسي لاحقا في روسيا. ولم تتمكن رويترز من الوصول إليه أو إلى إبراهيم للحصول على تعليق. و

لم ترد وزارتا الخارجية الروسية والإماراتية على أسئلة حول العملية. وقال مسؤول كبير في حكومة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لرويترز إن الحكومة عازمة على استعادة أموال الشعب التي نُقلت للخارج قبل سقوط الأسد وذلك من أجل دعم الاقتصاد السوري الذي يعاني تحت وطأة العقوبات ونقص العملة.

وأكد المسؤول لرويترز أنه جرى تهريب أموال لخارج البلاد قبل سقوط حكم الأسد، لكنه لم يوضح كيف تم ذلك. وذكر أن السلطات تواصل العمل لتحديد وجهة هذه الأموال، فيما لم يتسن لرويترز التأكد بشكل مستقل مما إذا كان الأسد قد أشرف فعليا على عملية الهروب. وأكدت عدة مصادر مطلعة على العملية أنها لم تكن لتتم دون موافقة الرئيس المخلوع.

تجاهل وصول طائرة أموال الأسد إلى مطار دمشق

في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وبينما كان مسلحو المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام يزحفون نحو العاصمة، اقتربت طائرة إمبراير ذات الثلاثة عشر مقعداً من مطار دمشق الدولي.

ووفقاً لستة مصادر مطلعة على العملية فقد كان موجودا أكثر من 12 فرداً يرتدون الزي المموه للمخابرات الجوية السورية، والتي كانت أداة رئيسية للقمع السياسي في عهد الأسد، لحراسة قاعة الشرف، التي تمثل قسم كبار الزوار في المطار، وممر الوصول إليها. وأفاد أربعة من هذه المصادر بأنهم كانوا في الموقع.

وذكر ثلاثة ممن كانوا في الموقع أن عددا قليلا من السيارات المدنية ذات النوافذ المعتمة اقترب من المنطقة. وأوضح اثنان ممن كانوا في الموقع، وهما ضابط المخابرات السابق ومسؤول كبير في المطار، أن السيارات كانت تابعة للحرس الجمهوري وهي قوات نخبة تولت حماية الأسد والقصر الرئاسي.

وأشار قائد سابق كبير بالحرس الجمهوري إلى أن مشاركة الحرس تعني أن “بشار (الأسد) هو من أصدر الأوامر” المتعلقة بالعملية. وأضاف أن الحرس لم يكن يخضع إلا لقائده اللواء طلال مخلوف ابن عم الأسد، أو الأسد نفسه.

الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد: إمبراطورية نهبت اقتصاد سورية

وأبلغ مدير أمن المطار غدير علي موظفي المطار بأن أفرادا من المخابرات الجوية سيتعاملون مع الطائرة، بحسب محمد قيروط رئيس العمليات الأرضية بالخطوط الجوية السورية. ويروي قيروط أن علي قال له: “هذه الطائرة ستهبط وسنتعامل معها. أنت لم تر هذه الطائرة”.

وبحسب ثلاثة مسؤولين سوريين في المطار وضابط المخابرات السابق فإن علي، وهو ضابط كبير في المخابرات الجوية، كان يتلقى الأوامر مباشرة من القصر الرئاسي، بينما لم تتمكن رويترز من الوصول إلى علي للتعليق.

الساعات الأخيرة في رحلة الأسد

أظهرت بيانات فلايت رادار 24 أن الطائرة كانت تتجه في كل مرة إلى مطار البطين في أبوظبي، والذي يستخدمه كبار الشخصيات والمعروف بالحفاظ الصارم على الخصوصية. وفي البداية، غادرت الطائرة دبي في السادس من ديسمبر/كانون الأول وهبطت في دمشق قرب الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي (التاسعة بتوقيت غرينتش). ثم توجهت إلى مطار البطين وعادت إلى دمشق بعد الساعة العاشرة مساء بقليل.

وقال واحد من خمسة مصادر عاملة بالمطار إن “السيارات كانت تتجه نحو الطائرة في كل مرة تهبط فيها، وتبقى هناك لفترة قصيرة ثم تغادر قبل إقلاعها مرة أخرى”.

وذكر علي لموظفي المخابرات الجوية أن موظفين من القصر الرئاسي وأقارب للأسد، بينهم شباب، كان من المقرر أن يستقلوا أول رحلتين غادرتا دمشق في السادس من ديسمبر، وقد حملتا أيضا أموالا نقدية، وفقا لضابط المخابرات السابق الذي كان في الموقع. ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى القوائم الخاصة بالرحلات الأربع للتأكد من هوية ركاب الطائرة أو حمولتها. وأضاف المصدر أن الرحلة الثانية من دمشق نقلت أيضا لوحات وبعض المنحوتات الصغيرة.

وفي السابع من ديسمبر، عادت الطائرة إلى دمشق عند حوالي الساعة الرابعة عصرا ثم غادرت إلى البطين للمرة الثالثة بعد أكثر من ساعة، وهذه المرة محملة بحقائب من النقود فضلا عن محركات أقراص صلبة وأجهزة إلكترونية تحتوي على معلومات حول شبكة الأسد التجارية، وفقا لضابط المخابرات ومصدر شبكة أعمال الأسد. وأضاف المصدر أن المعلومات المخزنة تضمنت سجلات مالية ومحاضر اجتماعات وملكية شركات وعقارات وشراكات، بالإضافة إلى تفاصيل التحويلات النقدية والشركات والحسابات الخارجية. وفي هذه المرة، اقتربت سيارات تابعة لسفارة الإمارات في دمشق من منطقة كبار الزوار بالمطار قبل إقلاع الطائرة، بحسب ضابط المخابرات السابق، وهو ما يعني أن الإمارات كانت على علم بالعملية.

تحويل مسار الطائرة إلى القاعدة الروسية

وفي وقت مبكر من يوم الثامن من ديسمبر، كان الثوار قد وصلوا إلى دمشق مما دفع الأسد إلى الفرار إلى معقله الساحلي في اللاذقية، بالتنسيق مع القوات الروسية. وتوقف مطار دمشق عن العمل.

وبعد منتصف ليل ذلك اليوم بقليل، غادرت الطائرة مطار البطين للمرة الأخيرة. وبعد مرورها فوق مدينة حمص إلى الشمال من دمشق عند حوالي الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي، اختفت الطائرة عن نطاق رصد الرحلات الجوية لنحو ست ساعات قبل أن تعود للظهور فوق حمص، وتوجهت مرة أخرى إلى أبوظبي وفقا لبيانات فلايت رادار 24.

وقال ضابط المخابرات السابق إنه في أثناء تلك الفترة، هبطت الطائرة في قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية. وأظهرت صورة أقمار صناعية التقطتها شركة بلانيت لابز عند الساعة 09:11 صباحا الطائرة على مدرج مطار حميميم. وتمكنت رويترز من التأكد من أن طائرة إمبراير الظاهرة في الصورة هي الطائرة صاحبة الرمز سي5-إس.كيه.واي بناء على حجمها وشكلها وبيانات تتبع الرحلات الجوية. وتُظهر بيانات تتبع الرحلات الجوية أن هذه الطائرة كانت الطائرة الخاصة الوحيدة التي حلقت من سورية وإليها في الفترة بين السادس والثامن من ديسمبر.

وكان على متن الرحلة المغادرة من حميميم أحمد خليل خليل وهو مساعد مقرب من إبراهيم وناشط في شبكة الأسد، وفقا لضابط المخابرات الجوية ومصدر شبكة إمبراطورية أعمال الأسد ومحادثة الواتساب. ويخضع خليل لعقوبات غربية لدعمه النظام السابق من خلال إدارة العديد من الشركات في سورية وقيادتها. ووفقاً لمصدر شبكة أعمال الأسد ورسائل الواتساب فقد وصل إلى القاعدة الروسية في سيارة مدرعة تابعة للسفارة الإماراتية وكان يحمل 500 ألف دولار نقدا. وبحسب المصادر ذاتها فقد سحب خليل المبلغ قبل يومين من حساب في (بنك سورية الدولي الإسلامي).

وذكر مصدر شبكة أعمال الأسد أن الحساب يخص شركة البرج للاستثمار ومقرها دمشق. ووفقا لموقع (سيريا ريبورت) وهو منصة إلكترونية تحتوي على قاعدة بيانات للشركات جمعها خبراء في الشأن السوري وتنقل عن سجلات سورية رسمية تعود لعام 2018 فإن إبراهيم يملك 50% من الشركة.

ولم يرد خليل على طلب للتعليق أُرسل عبر حسابه على فيسبوك. كما لم يرد بنك سورية الدولي الإسلامي وشركة البرج على رسائل البريد الإلكتروني التي طلبت التعليق.

وقال مصدر شبكة أعمال الأسد ومسؤول سابق في هيئة النقل الجوي السورية إن طائرة إمبراير كانت تعمل بموجب “عقد إيجار جاف” يوفر بموجبه المالك الطائرة لكنه لا يوفر الطاقم أو الطيار أو الصيانة أو العمليات الأرضية أو التأمين. ولم تتمكن رويترز من تحديد الجهة التي كانت تشغل الرحلات الجوية.

وأضاف هذا الشخص أن إبراهيم وصل إلى أبوظبي في 11 ديسمبر. كما رفض الرئيس السوري أحمد الشرع التعليق على هذه الطائرة في مقابلة مع رويترز.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأسد الإمارات سوريا ضابط المخابرات السابق المخابرات الجویة طائرة إمبرایر فی المخابرات هذه الطائرة فی الموقع فی المطار من دیسمبر

إقرأ أيضاً:

«المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار

تصدرت الإعلامية السورية الراحلة لونا الشبل، اهتمام مواقع التواصل الاجتماعى والشارع السورى، مرة أخرى، بعد التسريبات المصورة التى نشرتها قناة العربية السعودية برفقة الرئيس السورى المخلوع بشار الأسد أثناء قيادته سيارته فى الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق.

وظهر بشار الأسد ومستشارته الإعلامية لونا الشبل فى مقطع فيديو وهما يتناولان فيه الأحداث فى الغوطة وصور الأسد التى لم يكد شارع فى سوريا يخلو منها.

وأثارت لونا الشبل فى مقطع الفيديو جدلًا واسعًا بعد حديثها عن الغوطة الشرقية والتى طالبت بمغادرتها، ليرد بشار الأسد:« يلعن أبو الغوطة».

كما تتضمن التسجيلات التى بثتها «العربية» مشاهد يسخر فيها الأسد ولونا الشبل من جنود سوريين ظهروا وهم يقبِّلون يد الرئيس المخلوع خلال لقاءات سابقة.

وفى مقطع آخر، قال الأسد للونا الشبل إنه لا يشعر بشيء عند رؤية صوره بالشوارع، وذلك بعد سؤالها له عمَّا يشعر به عند رؤية صوره بالشارع.

وفى مقطع آخر، ظهر الأسد وهو يسخر من اسم عائلته، قائلاً: «يجب تغييره باسم حيوان آخر».
من هى لونا الشبل؟

كشفت مجلة «المجلة» قصة لونا الشبل وعلاقتها بـ بشار الأسد وتفاصيل قتلها فى يوليو 2024، واختفاء شقيقها ملهم وزوجته بعد قصف إسرائيل قنصلية إيران فى دمشق.

وجاءت أبرز المعلومات عن لونا الشبل على النحو التالى:

ولدت لونا الشبل فى دمشق أول سبتمبر 1974 لعائلة درزية.
هجرها والدها لخلافات مع أمها نايفة التى كانت تعمل موظفة فى حزب «البعث» الحاكم فى سوريا، ومدرسة فى مدرسة حكومية.
قاطعت لونا والدها سنوات طويلة حتى وفاته، ذلك قبل وفاتها بسنوات قليلة فى يوليو 2024، وعاشت مع أمها فى برزة بريف دمشق.
كانت حزبية نشيطة فى «طلائع البعث»، التنظيم الشبابى الذى كان تابعا لحزب «البعث» الحاكم.
عملت لونا فى محل تصميم بطاقات أعراس خلال دراستها اللغة الفرنسية فى جامعة دمشق، وتخرجت لتدخل التلفزيون السورى، مقدمة نشرة أخبار، قبل انتقالها إلى «الجزيرة» فى أغسطس 2003، حيث تعرفت على زميلها الإعلامى سامى كليب، فتزوجت منه عام 2008 وأخذت الجنسية اللبنانية.

على الصعيد الشخصى، تزوّجت الشبل مرتين، الأولى من الإعلامى اللبنانى سامى كليب، وانفصلت عنه لتتزوج بعدها من عضو مجلس الشعب السورى السابق ورئيس اتحاد الطلبة فى سوريا سابقاً، عمار ساعاتى، أحد الوجوه البارزة فى سوريا.
تتضارب الأنباء عن كيفية تعرفها إلى بشار الأسد، بين من يقول إنه تم بواسطة قطرية أو من يقول إن ذلك كان مبادرة شخصية منها.
ولدت علاقة خاصة بينهما فى عام 2008، وكانت تزور دمشق سراً للقائه، قبل أن تظهر على قناة «دنيا» السورية الخاصة، فى ديسمبر 2011 لتقول إنها استقالت من قناة «الجزيرة» فى 5 مايو 2010 وترغب بوضع «خبراتها» تحت تصرف النظام السورى.
كانت بداية عملها فى مكتب الأمن الوطنى الذى ترأسه لاحقاً اللواء على مملوك، قبل انتقالها إلى الرئاسة فى فبراير 2012، مسؤولة عن المكتب الإعلامى الذى كانت تديره بثينة شعبان، حيث ظهر صراع حاد بينهما لنيل رضا الأسد.
عملت لونا ضد شعبان، وأبعدتها عن الأسد، كما أبعدت معظم المقربين منه وسيطرت عليه واقتربت من أسماء الأسد.
لعبت دور الوساطة فى ملفات عدة بينها لقاءات مطولة مع رئيس المكتب السياسى لـ«حماس» خالد مشعل قبل مغاردته دمشق، غير أن ماهر قائد «الفرقة الرابعة» فى «الحرس الجمهوري»، وشقيق بشار، رفض دخول لونا إلى مجالسه حتى بعد زواجها من عمار ساعاتى عام 2016، علماً أن ساعاتى كان من «المحسوبين» على ماهر فى جميع أدواره بما فى ذلك رئاسته لاتحاد الطلبة فى الجامعات.
وحسب «المجلة»، حذر ماهر كما حذر قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى (اغتيل بغارة أمريكية فى بغداد بداية 2020)، مستشارى الأسد من لونا.
ومع ذلك، قرّبها الأسد وجعلها مستشارة إعلامية وأصدر مرسوماً رئاسياً بمنصبها منذ نوفمبر 2020، وقرّبتها أسماء وجعلتها عضو مجلس أمناء فى جامعة «المنارة» الخاصة، قبل أن تغضب عليها وتبدأ فى إقصائها مع مطلع عام 2023.
وتزامن ذلك مع الزلزال فى شمال غربى سوريا فبراير 2023، حيث طلبت أسماء أن تصبح لونا مستشارة خاصة لها لا لبشار، ومن هنا بدأت عملية التحجيم الممنهجة للونا التى أودت بحياتها.

كانت لونا تقول للمقربين منها: «يجب أن أكون السيدة الأولى»، وعندما مرضت أسماء بالسرطان مرة ثانية فى مايو 2024، أضافت: «إن شاء الله بتموت».

قبلها بعام، بدأ الثراء يظهر على لونا من خلال شراء عقارات بقيمة 8 ملايين دولار أمريكى فى دبى، بحسب قولها لأصدقاء، إضافة لامتلاك زوجها، عمار، لشركة تأجير سيارات فى دبى ومحطة وقود فى الساحل السورى.

وفى يونيو 2022، أسست مطعماً روسياً فارهاً فى منطقة المزة باسم «ناش كراي»، قيل إن الأسد اشتراه لها، ثم قامت ببيعه إلى رجل الأعمال أبو على خضر بأضعاف ثمنه، تقرباً منها ومن الأسد.

من هذا الباب، بدأت أسماء تتساءل عن مصدر ثروتها، وفى المقابل، بدأت لونا تبث أقاويل بأن أسماء تتحكم بمفاصل الاقتصاد السورى.

كل أملاك لونا فى الخارج كانت مسجلة باسم نسرين محمد، زوجة شقيقها ملهم الشبل، الملحق العسكرى السابق فى بيلاروس الذى عاد إلى دمشق بطلب منها وعين بوساطة منها، «ممثلاً عن رئاسة الجمهورية» فى مركز البحوث العلمية الذى يتضمن جميع البرامج الحساسة عسكرياً فى الأسلحة الكيماوية والصواريخ بالتعاون مع إيران وكوريا الشمالية والصين وروسيا.

وتلاقت لونا وملهم على كره إيران و«حزب الله» والتنظيمات، وكانت تجاهر بهذا الكره أمام الجميع، ما أثار اتهامات فى أوساط النظام وحلفائه الإيرانيين فى دمشق، بأنها تعمل «جاسوسة لصالح إسرائيل»، بعد سلسلة من الاغتيالات ضد شخصيات إيرانية ولبنانية فى دمشق.

تعرضت لونا لحادث سير على طريق الديماس وهى عائدة إلى منزلها فى منطقة «قرى الأسد» يوم 2 يوليو 2024، أدخلها المستشفى وأدى لوفاتها فى 6 يوليو، لكن صورة السيارة تظهر أعراضاً خفيفة من الأذى على سيارة «بى إم دبليو» المصفحة التى كان يملكها زوجها.
حادث وفاة لونا الشبل

روى شهود عيان لـ«المجلة»، أن سيارة اقتربت من لونا الشبل وضربت بها، وقبل أن يترجل المرافق عمار، هجم عليها شخص مجهول وضربها فى منطقة معينة فى خلفية الرأس، ما أدى إلى شلل كامل ثم الوفاة.

نقلت لونا إلى مستوصف «الصبورة» قرب دمشق، وحضر زوجها عمار ومحمد حمشو رجل الأعمال المقرب من ماهر الأسد، ثم نقلت إلى مستشفى الشامى، حيث حضر غسان بلال معاون ماهر الأسد.

وقال أحد الحاضرين: «عندما حاول المرافق عمار الحديث عما جرى معها، تم اعتقاله فوراً وأمام مرأى بقية الحراس والمعاونين».

وروى شاهد عيان لـ«المجلة»: «كان لدى لونا هاتفان محمولان. فقد هاتفها الشخصى، ليعثر عليه فى سلة المهملات لاحقاً، وبقى هاتف محمول آخر مفقوداً».

وأجبرت لونا على بيع معظم أملاكها قبل «حادث» وفاتها، وقيل إنها كانت قريبة من رجل الأعمال، محمد براء قاطرجى، الذى قتل بعدها بأيام فى المنطقة نفسها التى جرى فيها «حادث» لونا.

وقالت مصادر فى دمشق وقتذاك إن لونا «تقاضت منه 15 مليون دولار على أساس أنها للأسد لكنها ذهبت لحسابها».
إعلان وفاة لونا الشبل

أعلنت الرئاسة السورية وقتذاك وفاة لونا الشبل ببيان مقتضب، وخرجت لها جنازة متواضعة، شارك فيها منصور عزام، وزير الرئاسة فى المستشفى فقط، ولم يخرج إلى مقبرة الدحداح فى شارع بغداد بدمشق.

كما شارك مدير مكتب الأسد، وسيم الدهنى، ومدير مكتب أسماء، فارس كلاس (الذى كان يعرفها من سنوات)، إضافة لمحمد حمشو وأحمد الكزبرى، رئيس اللجنة الدستورية فى مجلس الشعب (البرلمان).

وقال بيان الرئاسة السورية الذى نشر عبر منصة «إكس»: «تنعى رئاسة الجمهورية السورية المستشارة لونا الشبل التى توفيت إثر تعرضها لحادث سير أليم».

وتابع: «عملت لون الشبل خلال السنوات الماضية مديرة للمكتب السياسى والإعلامى فى رئاسة الجمهورية، ثم مستشارة خاصة فى الرئاسة»، مضيفاً «نتقدم بخالص العزاء والمواساة لعائلتها وذويها».

وكان المكتب السياسى والإعلامى بالرئاسة السورية أعلن لوكالة «سانا»، أن المستشارة الخاصة لونا الشبل تعرضت لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق، عصر يوم الثلاثاء 2 يوليو 2024.

كما أضاف المكتب فى توضيحه أن الحادث أدى إلى انحراف السيارة التى كانت تقلها وخروجها عن المسار، مؤكداً أنها تعرضت لعدة صدمات أدت إلى إصابتها إصابة شديدة نقلت على إثرها إلى مستشفى «الشامي» أحد أشهر مشافى دمشق.

المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/09 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة السيسي يحبط خطة “تاجر الشاي المزيف في السودان”.. كيف أفشل الرئيس المصري تحرك الموساد؟2025/12/09 ما يزال وصول المنظمات الدولية إليها ممنوعاً.. الفاشر تتحول إلى “مسرح جريمة هائل”2025/12/07 الخرطوم تنهض من تحت الركام (1-3)2025/12/07 تقرير إسرائيلي يحذر من صاروخ مصري “قد يغير قواعد اللعبة”2025/12/07 المصارف السودانية في مصر … عقبات تنتظر الحلول2025/12/04 سونا والثروة الحيوانية يتحدون ظروف الأمطار ويعقدون المؤتمر التنويري ال 48 لتوضيح آخر المستجدات2025/12/04شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير هل يريد ترامب ضمان سلامة السودانيين أم الحصول على استثمارات السعوديين ؟ 2025/12/04

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • كيف أقنع هاكان فيدان بشار الأسد بالهروب من دمشق؟.. اتصال حاسم
  • «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار
  • أبو حسنة: تصفية وكالة “أونروا” محاولة لتصفية قضية لاجئي فلسطين
  • بذكرى سقوط الأسد.. الشرع يتعهد من “الأموي” بإعادة بناء سوريا
  • الشرع يكشف عن هدية السعودية للمسجد الأموي بمناسبة “عيد التحرير” (صور)
  • وثائق مسرّبة تكشف أين يعيش الأسد في روسيا
  • العدو الصهيوني يقتحم مقر وكالة “الأونروا” في حي الشيخ جراح بالقدس
  • سوريا تحتفل بالذكرى الأولى لسقوط بشار الأسد
  • الساعات الأخيرة لبشار الأسد ونظامه
  • أحمد الحريري في ذكرى سقوط نظام الأسد: يوم عانق ربيع دمشق ربيع بيروت