جامعة قناة السويس تنظم المؤتمر الطلابي الحادي عشر لكلية التمريض
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، انطلقت فعاليات المؤتمر الطلابي الحادي عشر لكلية التمريض للعام الأكاديمي 2024-2025، تحت عنوان "تعزيز نظام رعاية صحية مستدام: دور الذكاء الاصطناعي في التمريض"، والذي شهد حضورا واسعا من طلاب وأعضاء هيئة تدريس من 12 جامعة مصرية، في إطار دعم الجامعة لجهود البحث العلمي والإبداع الطلاب
الجامعه حريصة علي دعم المؤتمرات
و أكد الدكتور ناصر مندور، أن الجامعة حريصة على دعم المؤتمرات الطلابية التي تعزز من قدرات الطلبة وتفتح أمامهم آفاق الابتكار والتميز، مشيرا إلى أهمية دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في مجال التمريض لما له من دور محوري في مستقبل الرعاية الصحية المستدامة.
أهمية اللقاءات العلمية
ومن جانبه، رحّب الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، بكافة الوفود المشاركة من الجامعات المصرية، مشددا على أهمية هذه اللقاءات العلمية في بناء جيل من الكوادر التمريضية المتميزة، كما دعا إلى المشاركة الواسعة في المؤتمر العام للجامعة المقرر عقده في 6 مايو المقبل.
وجاء المؤتمر تحت إشراف الدكتورة إيناس عبد الله، عميد كلية التمريض، والتي أكدت أن المؤتمر يشمل العديد من المحاور التي تناولت العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والاستدامة في التمريض، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي على الممارسات طويلة الأمد، ودوره في التعليم التمريضي، ونماذج الذكاء التنبؤية، وسبل تحقيق رعاية صحية صديقة للبيئة.
وشهد المؤتمر حضور الدكتور محمد يس، مدير مركز الدعم الأكاديمي، الذي ألقى كلمة حول أهمية المؤتمرات الطلابية في صقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته البحثية، مشيدًا بالحضور الكبير والمشاركات النوعية للوفود من الجامعات المختلفة.
وترأست المؤتمر الدكتورة منى حسن إبراهيم، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والتي ألقت كلمة أكدت فيها أن المؤتمر استقبل 30 بحثًا علميًا و35 بوسترًا علميًا، ما يعكس الوعي البحثي المتنامي لدى طلاب التمريض. كما أوضحت أن المؤتمر يمثل منصة علمية رفيعة لدعم التميز الأكاديمي وتبادل الخبرات بين الطلاب.
و أدارت جلسات المؤتمر كل من الدكتورة هدير حسين، مقرر المؤتمر، والدكتورة مي جمال، مساعد المقرر، حيث تناولتا في كلماتهما فقرات المؤتمر ومراحل الإعداد له، مؤكدتين على حرص الكلية على تنوع الأنشطة وتكامل الجوانب العلمية والفنية في آن واحد.
وشاركت في فعاليات المؤتمر 12 جامعة وهي: جامعة بدر، جامعة القاهرة، جامعة بورسعيد، جامعة الزقازيق، جامعة دمنهور، جامعة قناة السويس، المعهد الفني للتمريض بجامعة قناة السويس، جامعة الفيوم، جامعة حلوان، جامعة رشيد، جامعة بنها، وجامعة المنصورة.
وتضمن المؤتمر فعاليات فنية متنوعة شملت 6 فقرات للقرآن الكريم، 4 فقرات إنشاد، 12 فقرة غناء، فقرتين للكورال، فقرتين مسرحيتين، و7 فقرات شعرية، إلى جانب 4 معارض فنية متميزة. كما نظمت الكلية عددًا من المسابقات المتنوعة على هامش المؤتمر، شملت: الرسم، دوري المعلومات، الشطرنج، أفضل بوستر علمي، أفضل عرض تقديمي (Presentation)، أفضل معرض فني، وأفضل موهبة فنية في مجالات الغناء، الإنشاد، القرآن، والشعر.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في إطار استراتيجية كلية التمريض بجامعة قناة السويس لتعزيز ثقافة البحث العلمي، وتحفيز الطلبة على الإبداع، وتعميق استخدام الذكاء الاصطناعي في مهنة التمريض، بما يسهم في إعداد كوادر مؤهلة قادرة على قيادة المستقبل الصحي في مصر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أعضاء هيئة تدريس التعليم والطلاب الجامعات المصرية الكوادر التمريضية جامعة قناة السویس الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
مؤيد الزعبي
بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟
قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.
لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.
الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.
ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.
في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.
حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.
وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.
يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.
إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.
في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.
رابط مختصر