مع اقتراب بدء إجراءات الاستحقاقات النيابية المهمة في نهايات الصيف الحالي، يطفو على السطح نفسُ السؤال الذي يفرض نفسه في كل استحقاق شعبي منذ قرابة عقد ونصف العقد: هل سيشارك الناسُ بكثافة هذه المرة؟ أم ستستمر حالةُ العزوف الجزئي عن المشاركة، التي أصبحت سمةً سائدةً مؤخرًا، خاصة بين قطاع كبير من الشباب الذي يمثل أكثر من نصف تعداد الناخبين في مصر؟!!
قبل انطلاق الحدث المهم الذي لا يتكرر في بلادنا إلا كل خمس سنوات، يبدو أن على جميع اللاعبين المؤثرين في العملية السياسية أن ينشطوا ويركزوا على هدف رئيسي هو حشدُ الناخبين وإقناعُهم بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية ليضمنوا في نهاية الأمر تشكيلَ مجالس نيابية تعبِّر عنهم وعن آمالهم وآلامهم.
فعلى الأحزاب السياسية أن تلعب دورَها في توعية الناس مبكرًا بأهمية المشاركة بعد أن يقدموا لهم أسماءً ووجوهًا لها كثيرٌ من القبول والجاذبية وليست أسماءً مجهولة تأتي من الفراغ دون توافر رصيد شعبي أو نخبوي يُذكر. الأمر ليس ترفًا ولكنه مقوِّمٌ أساسيٌّ من مقومات الدولة وسلطاتها حين ننتخب سلطةً تشريعيةً ورقابيةً تمارس أدوارها المنصوص عليها في الدستور لمدة خمس سنوات كاملة.
دور مهم أيضًا يقع على عاتق أجهزة الدولة -خاصة وسائل الإعلام الرسمية- يتمثل في حشد كل قواها مبكرًا لأجل منح الناس قدرًا مقبولًا من التوعية بأن المشاركة فرضُ عينٍ على كل ناخب، وأن الصوت أمانةٌ لا يجوز تضييعُها، من أجل برلمان يعبِّر عن ملايين المصريين ويدعم الوطن ويمارس سلطاته ويكون ركيزةً أساسيةً من ركائز بناء الجمهورية الجديدة في ظروف طبيعية ربما هي الأولى من نوعها منذ عام 2011.
نحن إذن أمام استحقاق مهم ينبغي أن يستعدَّ له الجميعُ بصدق وإخلاص وفكر متطور بعيدًا عن كل حسابات المقاعد وصراعات المحاصصة الحزبية، ففي النهاية هي مصلحةُ الوطن وقوةُ مؤسساته وسلطاته ومستقبلُ أجياله القادمة.
حفظ الله مصر.. حفظ الله الوطن العزيز الغالي.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
برلماني: 30 يونيو أنقذت الدولة من قبضة جماعة ظلامية لا تؤمن بالوطن
أكد النائب مدحت الكمار، عضو مجلس النواب، أن ثورة 30 يونيو، نقطة تحول فارقة في تاريخ الدولة المصرية، حيث أنقذت الوطن من براثن جماعة ظلامية لا تؤمن بالدولة الوطنية ولا تعرف سوى الفوضى والإقصاء.
وقال الكمار، في تصريح صحفي له اليوم، إن جرائم جماعة الإخوان الإرهابية بحق الشعب والدولة المصرية لن تسقط بالتقادم، وستظل وصمة عار تلاحق هذا التنظيم إلى الأبد، مشددًا على أن الشعب المصري لفظ هذه الجماعة منذ اليوم الأول لثورة 30 يونيو، حين خرج بالملايين رافضًا مشروعهم التخريبي.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن الإخوان ارتكبوا أبشع الجرائم، بدءًا من التحريض على الإرهاب، وسفك دماء الأبرياء، إلى التآمر مع جهات أجنبية معادية، ومحاولات إسقاط مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن هذا السجل الأسود للجماعة لن يُمحى من ذاكرة الوطن.
وأضاف مدحت الكمار، أن استغلال الجماعة للدين في تحقيق أهداف سياسية ضيقة، وسعيها للسيطرة على مفاصل الدولة، كشف بوضوح عن انتهازيتها وانفصالها التام عن الهوية المصرية، مشيرًا إلى أن التنظيم لم يكن يومًا جزءًا من مشروع وطني، بل كان أداة لنشر الفوضى والتشكيك في مؤسسات الدولة.
وأكد نائب القليوبية.أن، ما قدمه الشعب المصري من تضحيات في سبيل التخلص من هذا الحكم الإرهابي هو أبلغ رد على كل من يراهن على عودة الفوضى أو إعادة إنتاج هذا التنظيم، مشددًا على أن المصريين اختاروا طريق البناء والاستقرار، ولن يسمحوا بتكرار مآسي الماضي.
واختتم النائب مدحت الكمار تصريحة ، بالتأكيد على أن مصر ستظل قوية بوعي شعبها، ووحدتها الوطنية، وأن كل المؤامرات ستسقط أمام صلابة الدولة وإرادة أبنائها في حماية الوطن والمضي به نحو مستقبل أفضل.