صحيفة إيطالية: انطلاق خطة الطرد الكبرى من جنوب الخليل
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
سلّطت صحيفة "مانيفستو" الإيطالية الضوء على المخاوف المتصاعدة من تنفيذ خطة إسرائيلية وشيكة لتهجير الفلسطينيين من قرى مسافر يطا جنوب الخليل، قائلة إن خطة الطرد الإسرائيلية الكبرى قد انطلقت من هناك.
وأورد تقرير نشرته الصحيفة عن هذه القضية أعده الكاتب ميكيلي جورجيو، الذي أجرى مقابلات مع بعض سكان المنطقة، حيث التقى بحمدان بلال، المخرج المشارك في فيلم "لا أرض أخرى"، وهو أحد سكان قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا.
وذكر بلال، الذي اعتدى عليه المستوطنون بعد عرض الفيلم، أن قريته تلقت 43 أمرا بالهدم، مضيفا تساؤله المقلق "فماذا عسانا نتوقع غير إجراء قسري نهائي؟".
ونقل الكاتب عن محمد، أحد سكان القرية، قوله إن المستوطنين الإسرائيليين يريدون "هذه التلال وأراضي الرعي هذه، ويستهدفون هذا الضوء وهذا الغروب الرائع. سوسيا معزولة، وبعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى، لكنها تظل في نظري أجمل مكان في العالم".
تطال المنطقة بأكملها
وواصل محمد، في غضون ذلك، حديثه عن سوسيا وتاريخها العريق، وعن تصاعد اعتداءات المستوطنين الذين يسعون منذ سنوات لإنهاء وجود القرية.
ويبيّن الكاتب أن هذه الأحداث تطال منطقة مسافر يطا بأكملها وتلال جنوب الخليل، التي أعلنتها إسرائيل "منطقة تدريب عسكري رقم 918″، وبات السكان الفلسطينيون فيها مهددين بالتهجير القسري.
إعلانووصف الكاتب الأجواء المحيطة بأنها يسودها الصمت، الذي لا يكسره سوى نباح كلب وصوت الريح وهي تداعب الأغطية المشدودة فوق المساكن لوقايتها من المطر والبرد.
وردا على سؤال للكاتب، أكد بلال أن الوضع في المنطقة يزداد سوءا يوما بعد يوم، مشيرا إلى استمرار ورود أنباء عن اعتداءات جديدة في قريتي أم الخير وجنبة وقرى أخرى، وإصابة فلسطيني آخر قبل ساعات قليلة من المقابلة.
كل شيء
وأضاف بلال أن المستوطنين اقتحموا قرية جنبة وأصابوا 5 من سكانها، ولم يكتفوا بذلك، بل عاد الجيش ليلا ودمر كل شيء: المدرسة والمنازل والمطابخ.. كل شيء.
واستمر بلال قائلا إن عنف المستوطنين في سوسيا لا يقتصر على الاعتداء على الأشخاص أو المنازل، بل يتجاوز ذلك، فمنذ فترة، باتوا يستخدمون حتى أغنامهم كسلاح، "إذ يجلبونها للرعي هنا لتدمير محاصيلنا الزراعية".
وحول أسباب هذا الضغط من المستوطنين على قريته، أوضح بلال قائلا "يدّعون أنه مكان تاريخي وتوراتي، ولهذا السبب يريدون طردنا منه. وهم يستخدمون لذلك إستراتيجيات مختلفة بما فيها رعي الأغنام أمام منازل الفلسطينيين.
تسارع وتيرة الطرد
وذكر بلال، حسب الكاتب، أن ما حدث له من اعتداء يندرج ضمن الإستراتيجية الأشمل الهادفة إلى طرد جميع الفلسطينيين من تلال جنوب الخليل، مشيرا إلى تسارع وتيرة الطرد.
وأضاف، على سبيل المثال، أن المستوطنين كانوا في السابق يأتون فقط من المستوطنات المجاورة، أما الآن، وبشكل متزايد، فإنهم يأتون أيضا من أنحاء أخرى من الضفة الغربية.
وتوقع أن يكون هناك تنسيق متزايد بين مستوطني الشمال والجنوب لتنظيم صفوفهم لشن هجمات مشتركة، قائلا إن اعتداءاتهم الحالية يشارك فيها أشخاص "لم نرهم من قبل".
المؤشرات واضحةوبسؤاله عما إذا كانت خطة التهجير الشاملة لأهالي سوسيا ومسافر يطا برمتها باتت وشيكة، أجاب بلال "ماذا يمكننا أن نتوقع غير إجراء قسري واسع النطاق ونهائي؟ المؤشرات واضحة ومقلقة".
إعلانووصف حالة الخوف التي تسيطر على الأهالي قائلا "في كل لحظة يقع اعتداء جديد. الجميع في مسافر يطا يشعرون بالخوف".
واستمر بلال "عندما يرسل الأهالي أطفالهم إلى المدرسة، يخشون أن يؤذيهم المستوطنون. الرعاة، عندما يخرجون بأغنامهم، يخشون على عائلاتهم في المنازل. نحن نعرف هدف إسرائيل، لكن لا يمكننا أن نتخيل الأسلوب التالي الذي ستستخدمه ضدنا. نحن عُزّل، على الرغم من أن النشطاء الدوليين والمحليين يبذلون قصارى جهدهم لمساعدتنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات جنوب الخلیل مسافر یطا
إقرأ أيضاً:
يوسف عبد المنان يكتب: عبدالله بلال وحده في الصفوف الأمامية
تدفق سيل بشرى عارم على مدينة الأبيض التي تشكو قلة الماء وعودة التيار الكهربائي ليومين والانقطاع سبعة أيام وافترش النازحين في مشهد مأساوي الأرض في الطرقات وتحت الأشجار والمدارس والساحات العامة وهم يلتحفون السماء ومنعهم الحياء وعفة النفس واكتمال المروءة من سؤال الناس في الطرقات في وقت بلغ فيه سعر برميل الماء سبعة آلاف جنيه، وتم احتلال آبار الماء بحوض بارا من قبل مليشيا الدعم السريع وتعلق آمال الناس بقدوم قوات كيكل عن طريق الشرق وقوات أسود العرين بطريق الصادرات.
وفشل الأستاذ الهادي آدم بريمة الصحافي المفجوع بسقوط الدبيبات وهو الدرامي الذي يرسم الإبتسامة في زمن العبوس أن يتحفنا بمسرحيات الرجل الواحد وربما لايزال الهادي لم يبارح حزن أهل الدبيبات على سقوط مدينتهم وفجيعة استشهاد فتى المنطقة موسى مصطفى موسى وقد عجزت لأول مرة عن الكتابة عمن نحب وقد كان جرحي عميقًا عليك ياموسى إبن أختي وإبن أبنتي الصابرة حتى الهاتف غلبني أن أتحدث عبره للأسرة الداودية التي خانها العمدة سعد عبدالله إدريس وهو يتبع الأمير الهادي أسوسه ويقوده إلى وكر الخيانة. وقفت حكومة شمال كردفان عاجزة عن تقديم شيء للنازحين من النهود والدبيبات وهي التي أعياها تقديم الخدمات لمواطني الأبيض وحكومة شمال كردفان بلا موارد وبلا سند مركزي تتكئ عليه في أيام الكريهة هذه.
وقد تفحش وتوحش السوق في الأبيض وتخلى أهل كردفان عن قيمهم وإرثهم في الكرم والشهامة وركبوا سرج الأطماع ولعاب الدنيا وارتفعت أسعار العقارات لأرقام جنونية استغلالًا لظروف النازحين وتكسبًا من مأساة الذين قهرهم التمرد وسلب منهم كل ما يملكون وطردهم للشوارع والفلوات هائمين.
واحتضنت مئات الأسر بعضها البعض وضاقت حوائط الطين ولكن اتسعت النفوس وأقتسم البعض مع أهليهم الفارين طرقة الكسرة وصحن العصيدة وكورة البليلة وأهل الأبيض يرددون في فجيعتهم (حليلك ياهارون) ولكن هارون أصبح من ماضي لايعود.
في عتمة مايجري في كردفان التي أصبحت ميدان معركة بين الشعب وإعداء الشعب أمضى وحده عبدالله محمد علي بلال كل أيام عيد الأضحى المبارك بين المجاهدين متنقلًا بين كوستي والوساع وتندلتي وأم روابة وأبوجبيهة والعباسية والأبيض في معايدة للجنود والضباط وزيارة القرى وحشد الناس لإرادة القتال بلا زاد يقدمه للناس إلا من شحيح ما يملك في جيبه من مال خاص. ولا يزال عبدالله بلال في كردفان متنقلًا من فريق لآخر بينما قيادات كردفان الآخرين إما في بورتسودان ينتظرون أن تجود عليهم السلطة بوظائف أو مهاجرين خارج الحدود وآخرين اصطفوا وراء المليشيا التي تطعمهم وتسقيهم من يدها الملطخة بالدماء.
لم تجد كرفان في محنتها الحالية غير بشارة سليمان الذي لا مكان له في حكومة السودان ولكنه يشتري الفتريتة المرة لإطعام الجوعى ويسند النازحين بما يستطيع في وقت أمسك أهل المال جيبوهم عن دعم الفقراء والنازحين وإذا ضاقت الأبيض أكثر مما حاق بها الآن فإن أهل كردفان ربما توجهوا لأمدرمان للمرة الثانية بعد أن لجأ إليها الآلاف عندما نضب الماء وضرب الجفاف والتصحر غرب السودان في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي. والآن يضرب غرب السودان بندقية أبناء غرب السودان.
يوسف عبد المنان
إنضم لقناة النيلين على واتساب