تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اعتبرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أن إنجاز اتفاقات تجارية جديدة بات عاملا حاسما لإثبات جدوى السياسة الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل تصاعد الضغوط لاحتواء الاضطرابات في الأسواق وإعادة الاقتصاد الأمريكي إلى مسار أكثر استقرارا.
وذكرت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، أن ترامب يواجه ضغوطا متزايدة لإبرام اتفاقات تجارية في أسرع وقت ممكن، في خطوة من شأنها تهدئة الأسواق وإثبات أن سياسته القائمة على فرض رسوم جمركية شاملة وذات ثقل تؤتي ثمارها.

 
وأضافت أنه مع استمرار المخاوف من ركود اقتصادي وارتفاع التضخم، شهدت الأسواق مجددا أمس تراجعا حادا، ما يعزز القناعة بأن الرسوم الجمركية تمثل عاملا رئيسيا وراء هذا الاضطراب، ليس فقط في وول ستريت، بل على امتداد الاقتصاد الأمريكي. 
وفي الوقت نفسه، تتخذ الصين موقفا أكثر تشددا، مع تهديدات جديدة بالانتقام من الدول التي تتعاون مع ترامب لتقليص أو إلغاء الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة، وهو ما يزيد من احتمالات تحول الحرب التجارية بين بكين وواشنطن إلى ما يشبه حربا باردة شاملة. 
في المقابل، تستطيع الولايات المتحدة تحسين موقفها بدرجة كبيرة أمام الصين من خلال إبرام اتفاقات تجارية مع دول أخرى، خاصة إذا أسفرت عن قواعد أكثر عدلا لصادراتها. 
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى إعلان الهند والولايات المتحدة أمس عن "تقدم كبير" نحو اتفاق تجاري ثنائي ليبعث على التفاؤل، قائلة إن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أعلنا عن وضع "خريطة طريق لمزيد من المحادثات بشأن الأولويات الاقتصادية المشتركة"، في مسعى للتوصل إلى اتفاق يعزز خلق الوظائف وتحسين رفاهية المواطنين في كلا البلدين، ويعمل على "تنمية التجارة الثنائية". 
وأفادت بأن ترامب شخصيا انخرط الأسبوع الماضي في محادثات تجارية مع اليابان، وهو تطور إيجابي آخر. 
وخلال فاعلية "دحرجة بيض عيد الفصح" في البيت الأبيض، أعرب الرئيس الأمريكي عن ثقته بإمكانية التوصل إلى عدة اتفاقات تجارية، في تصريحات تبدو أكثر من مجرد استعراض، خاصة في ظل تلقي بلاده مقترحات من 15 دولة، إلى جانب طلبات من أكثر من 75 دولة للدخول في مفاوضات. 
وأفادت "نيويورك بوست" بأنه مع ذلك، يبقى التوقيع الفعلي على اتفاق أو أكثر هو العامل الأكثر طمأنة للرأي العام. وكلما حدث ذلك بسرعة، كانت الفوائد أكبر. 
ورأت أنه مع تسارع وتيرة هذه الديناميكية، ستسارع الدول الأخرى إلى الدخول في السباق، في مسعى لعدم التخلف عن الركب. أما وول ستريت، فستستقبل ذلك بارتياح، وسينخفض مستوى القلق لدى قطاع الأعمال. 
وتتوقع الصحيفة الأمريكية أن تكون النتائج ممتازة، ليس فقط للولايات المتحدة، بل للعالم بأسره، نظرا لما قد يجلبه إنهاء التصعيد التجاري من فوائد مرتبطة بالتجارة الحرة والعادلة، وانحسار حالة عدم اليقين. 
واستدركت قائلة إن استمرار هذا الاضطراب لفترة أطول سيؤدي إلى أضرار أعمق، موضحة أن الكثير في المرحلة الراهنة يتوقف على نتائج الاتفاقات التجارية، ما يجعل من الضروري أن يتحرك ترامب بسرعة ويحقق نجاحا ملموسا، فذلك هو السبيل الأمثل لإثبات صحة رهانه، ووضع الاقتصاد الأمريكي مجددا على مسار أكثر استقرارا.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ترامب الرسوم الجمركية

إقرأ أيضاً:

صحيفة: أوكرانيا مستعدة للتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا

أفادت تقارير صحفية بأن أوكرانيا قد توافق على وقف القتال، وأنها قد تتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا بالفعل، وذلك كجزء من خطة سلام مدعومة أوروبيا.

ووفقا لصحيفة التلغراف البريطانية، فقد أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الأوروبيين بضرورة رفض أي تسوية يقترحها دونالد ترامب، والتي تتخلى فيها أوكرانيا عن المزيد من الأراضي، ولكن مع إمكانية السماح لروسيا بالاحتفاظ ببعض الأراضي التي استولت عليها.

وهذا يعني تجميد خط المواجهة كما هو، ومنح روسيا السيطرة الفعلية على الأراضي التي تحتلها في مقاطعات لوغانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، وشبه جزيرة القرم.

ويأتي تخفيف الموقف التفاوضي قبيل محادثات بين ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة، وفقا لما ذكرته صحيفة التلغراف.

وقال مسؤول غربي، واصفا عطلة نهاية أسبوع محمومة من الدبلوماسية بين كييف وحلفائها: "لا يمكن ربط الخطة إلا بالمواقف الحالية للجيشين".

قلق غربي من مفاوضات ترامب وبوتين

في الأثناء، يتزايد قلق أوكرانيا وأوروبا من إمكانية أن يتفاوض الرئيسان ترامب وبوتين على إنهاء الحرب الدائرة منذ فترة طويلة.

فقد قال رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، يوم الاثنين: "لديّ مخاوف كثيرة وآمال كبيرة"، مضيفا أن المسؤولين الأميركيين تعهّدوا بالتشاور مع القادة الأوروبيين قبل المحادثات المباشرة بين ترامب وبوتين.

وكان من أبرز المخاوف الأوروبية خطة السلام المزعومة التي أقرّتها موسكو، والتي تضمنت تجميد خطوط المواجهة في جنوب شرقي أوكرانيا إذا وافقت كييف على الانسحاب من مناطق دونيتسك ولوغانسك التي تسيطر عليها.

 المطلوب: استسلام كامل

ويقول دبلوماسيون أوروبيون إنه لم يطرأ أي تغيير يُذكر على أهداف بوتين الحربية الشاملة، والتي تسعى إلى الإطاحة بالحكومة الأوكرانية ذات التوجه الغربي واستبدالها بوكيل موالٍ لموسكو.

لا تزال روسيا تسعى إلى "الاستسلام الكامل" لكييف، بما في ذلك عرقلة أي احتمال لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ونزع سلاحها، وفقًا لتقرير صادر عن معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.

وكان زيلينسكي صرح، مساء الاثنين، بأنه لا توجد أي مؤشرات على استعداد روسيا لإنهاء الحرب رغم محادثات السلام الوشيكة.

وأوضح مستشهدا بتقرير صادر عن الاستخبارات الأوكرانية: "على العكس، إنهم يحركون قواتهم وقواتهم بطريقة تُمكّنهم من شنّ عمليات هجومية جديدة".

 أراض أوكرانية على الطاولة

أبلغ زيلينسكي القادة الأوروبيين أن الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا قد تكون مطروحة على طاولة محادثات السلام.

ومع أن أوكرانيا تبدو راضية عن التنازل عن بعض الأراضي، إلا أنها لن توافق إلا على تسوية سلمية توفر ضمانات أمنية قوية في شكل توريد أسلحة وفتح الطريق أمام انضمامها إلى حلف الناتو.

اختارت العواصم الأوروبية دعم رؤية كييف لأي تبادل للأراضي في محاولة لإقناع ترامب بوجود ثقل دبلوماسي وراء خط أحمر واحد "أوكرانيا وأوروبا" يرفض التنازل عن الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.

قال المسؤول الغربي: "يدرك الأوروبيون الآن دورهم كداعمين لأوكرانيا في المفاوضات الدبلوماسية.. إنها دفعة معنوية، كما أنها تُعزز المواقف الدبلوماسية لأوكرانيا حتى لا تشعر بالوحدة".، وفقا للصحيفة البريطانية.

وقال تاسك في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: "بالنسبة لبولندا وشركائنا، من الواضح أن حدود الدولة لا يمكن تغييرها بالقوة.. يجب ألا تعود حرب روسيا مع أوكرانيا بالنفع على المعتدي"، بحسب ما نقلت التلغراف.

وأصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الألماني فريدريش ميرتس بيانات مماثلة خلال عطلة نهاية الأسبوع دعماً اتباع نهج متشدد تجاه التنازلات الإقليمية.

وأكد بيان مشترك صادر عن قادة المفوضية الأوروبية وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وبولندا وفنلندا أن "خط الاتصال الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات".

ومن المتوقع أن يُجري القادة الأوروبيون محادثات مع ترامب يوم الأربعاء لعرض وجهة نظرهم عليه. ويوم الاثنين، صرّح ترامب بأنه سيحاول استعادة بعض الأراضي لأوكرانيا خلال لقائه مع بوتين في ألاسكا.

 التنازل عن أراض

وقال ترامب إنه سيكون هناك "بعض التبادلات، وبعض التغييرات في الأراضي"، مضيفًا: "لقد احتلت روسيا جزءا كبيرا من أوكرانيا. سنحاول استعادة بعض تلك الأراضي لأوكرانيا".

وأعلن الرئيس الأميركي يوم الجمعة أنه سيُعقد "اجتماع جس النبض" يهدف إلى حث روسيا على وقف الحرب. وأضاف: "سنعقد اجتماعًا مع فلاديمير بوتين، وفي نهاية ذلك الاجتماع، ربما خلال الدقيقتين الأوليين، سأعرف بالضبط ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق أم لا، لأن هذا ما أفعله. أنا من يُبرم الصفقات".

وقال ترامب إنه قد يتصل بزيلينسكي أولًا "من باب الاحترام"، ثم بالزعماء الأوروبيين بعد الاجتماع مع بوتين.

لا شيء من هذا يستثني رئيس أوكرانيا من اتخاذ القرار الصعب بالتنازل عن الأراضي التي كانت بالفعل في أيدي القوات الروسية.

يعتقد المسؤولون الأوروبيون أن زيلينسكي يتمتع بمساحة مناورة مع عدد متزايد من الناخبين الذين سيقبلون التنازل عن الأراضي لموسكو ثمنًا لإنهاء الحرب.

لا تستطيع كييف تحمّل التنازل عن المزيد من الأراضي، وخاصةً في منطقة دونيتسك الشرقية، لأن ذلك سيسمح لقوات موسكو بتجاوز التحصينات التي شُيّدت منذ حرب دونباس الأولى عام 2014.

 زيلينسكي بين التنازل وقتل الجميع

سيُضطر الرئيس الأوكراني أيضا إلى القيام بمناورة، إذ سيُمنع بموجب دستور بلاده من التنازل عن الأراضي دون استفتاء شعبي.

وانتقد ترامب نظيره الأوكراني لرفضه التنازلات، قائلاً يوم الاثنين: "لقد انزعجت قليلا من قول زيلينسكي: 'حسنا، عليّ الحصول على موافقة دستورية'. أعني، لديه موافقة على خوض الحرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لإجراء تبادل للأراضي؟"

وصف مارك روته، الأمين العام للناتو، القرار بأنه تحد "لكيفية التعامل مع الوضع الراهن المتمثل في سيطرة الروس، في الوقت الحالي، على أراض أوكرانية".

وقال لشبكة سي بي إس: "من المهم للغاية هنا أنه عندما يتعلق الأمر بالاستيلاء على الأراضي الأوكرانية، قد يكون هناك واقع يُشير إلى أنهم يفعلون ذلك، ولكن لا يمكننا أبدًا قبول ذلك من الناحية القانونية، أو ما يُسمى بالمعنى القانوني".

وأضاف "يجب أن يكون جزء من أوكرانيا مطروحًا على الطاولة، وأن أي نقاش مُقبل من هناك سيكون مع الأوكرانيين الذين يقررون ما يريدون فعله من حيث الشروط".

قلق من مفاوضات بوتين وترامب

عندما سيطرت قوات أوكرانية على مناطق في مقاطعة كورسك الروسية، طرح زيلينسكي فكرة تبادل الأراضي، لكن قوات موسكو تمكنت من كسر سيطرة كييف على المنطقة الحدودية، منهيةً بذلك ورقة المساومة هذه.

كما أقرّ زيلينسكي سابقا بافتقار قواته المسلحة للقدرات اللازمة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، ولكن بعد أي تسوية، يمكن لكييف استخدام الوسائل الدبلوماسية لاستعادة سيطرتها على تلك الأراضي.

وتحتل روسيا حاليا حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، وفقا لما هو متفق عليه بموجب حدود كييف المعترف بها دوليا لعام 1991.

 هل يتم فرض اتفاق؟

في مكالمة هاتفية يوم الاثنين، رحّب كير ستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني بجهود السلام، لكنهما حذّرا من "فرض" أي اتفاق على أوكرانيا.

وقال متحدث باسم داونينغ ستريت: "ناقشا دعمهما الثابت لأوكرانيا والعمل المستمر لوقف أعمال القتل وإنهاء حرب روسيا العدوانية. وأكد الزعيمان أن مستقبل أوكرانيا يجب أن يكون مستقبلًا للحرية والسيادة وتقرير المصير".

وأضاف "رحبا بالجهود الدولية المستمرة، بقيادة الرئيس ترامب، لإحلال السلام، واتفقا على أن هذا السلام يجب أن يُبنى مع أوكرانيا، لا أن يُفرض عليها. واتفق الزعيمان على مواصلة العمل الوثيق مع الرئيسين ترامب وزيلينسكي خلال الأيام المقبلة، وعلى البقاء على اتصال".

مقالات مشابهة

  • صحيفة: أوكرانيا مستعدة للتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا
  • هل يفوز ترامب على جبهة السياسة الاقتصادية؟
  • أمريكا.. ترامب يهدد بنقل «المشردين» وإجراءات سريعة لمكافحة الجريمة في العاصمة
  • الهند: أكثر من نصف صادراتنا لأميركا ستتأثر برسوم ترامب
  • نتنياهو يهاتف ترامب ويتحدث عن عملية سريعة في غزة
  • زعيم دروزي: دعم ترامب وإسرائيل كان حاسمًا في حماية الطائفة بالسويداء
  • ممر زانجيزور.. تركيا تؤيد وإيران تعارض المشروع الأمريكي
  • ترامب يرشح بروس لمنصب نائب رئيس المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة
  • ترامب يرشح تامي بروس لمنصب نائب رئيس المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة
  • مجلس الأعمال الأمريكي السوري: مؤتمر “SYNC’25 II” عامل مؤثر في تطوير التكنولوجيا والتحول الرقمي في سوريا