البلاد – بغداد
تستعد الساحة السياسية العراقية لخوض واحدة من أكثر الانتخابات تعقيدًا في تاريخها المعاصر، مع عودة محمد الحلبوسي رئيس البرلمان السابق بقوة بعد تبرئته من جميع التهم الموجهة إليه، في وقت يواصل فيه التيار الصدري مقاطعته للعملية الانتخابية، مما يفتح الباب أمام تحولات كبيرة في خارطة القوى. فيما يظل غياب تطبيق بنود قانون الأحزاب السياسية، ولا سيما المتعلقة بحظر التمويل الخارجي وامتلاك الأحزاب لتشكيلات مسلحة، عائقًا رئيسيًا أمام بناء عملية سياسية عادلة وشفافة في العراق.


أحدث فصول المشهد العراقي تمثل في إعلان حزب “تقدم”، عن تبرئة القضاء العراقي لزعيمه محمد الحلبوسي من كافة التهم، مما يتيح له قانونيًا العودة إلى رئاسة مجلس النواب، رغم أن القرار النهائي بهذا الشأن لا يزال رهنًا بإرادته. وأكد القيادي في الحزب عمار الجميلي، أمس الاثنين، أن الحلبوسي سيكون المرشح الأول عن كتلة تقدم في بغداد خلال الانتخابات المقبلة، مشيرًا إلى أن منصب رئاسة المجلس سيُحسم لصالحه في الدورة البرلمانية القادمة. الحلبوسي نفسه علّق على القرار بتغريدة عبر منصة (اكس) قال فيها: “حين سكت أهل الحق عن الباطل توهّم أهل الباطل أنهم على حق”، مؤكدًا أن “الحق يعلو ولا يُعلى عليه”.
يأتي هذا بعدما حدد مجلس الوزراء العراقي موعد الانتخابات التشريعية في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعد تحديث سجلات الناخبين، حيث بات نحو 30 مليون عراقي مؤهلين للإدلاء بأصواتهم. ويرى مراقبون أن غياب التيار الصدري، الذي يشكل ثقلاً نوعيًا داخل البرلمان وله حضور شعبي واسع، سيعيد تشكيل المشهد السياسي بشكل جذري، مع منح الإطار التنسيقي وقوى أخرى الفرصة لسد الفراغ الذي سيخلفه الصدر.
ورغم تعهد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالالتزام بالمعايير القانونية، إلا أن المخاوف تتزايد حيال جدية الرقابة على تمويل الأحزاب وعلاقاتها بالفصائل المسلحة. إذ تؤكد المادة التاسعة من الدستور العراقي على حصر السلاح بيد الدولة، وتمنع المادة السابعة مشاركة الكيانات التي تتبنى العنف أو الطائفية. ومع ذلك، يشير خبراء إلى أن ضعف تطبيق هذه النصوص أفسح المجال أمام بعض الأحزاب ذات الأذرع المسلحة لخوض الانتخابات عبر واجهات مدنية.
ويرى مراقبون أن الخلل الهيكلي في النظام السياسي العراقي يتمثل بغياب التطبيق الصارم لقانون الأحزاب، مما يمنح الفرصة لأطراف غير مؤهلة دستوريًا بالمشاركة. حتى أن بعض الفصائل المسلحة أنشأت واجهات سياسية ظاهرها مدني، لكنها في جوهرها امتداد لتلك التنظيمات، في ظل محدودية تأثير النواب المستقلين وضعف قدرتهم على فرض الرقابة الفاعلة، معتمدين بذلك على مفوضية الانتخابات لضبط مسار الانتخابات.
وبالإضافة إلى تحدي السلاح، يبرز التمويل السياسي كإحدى أخطر مظاهر الخلل الانتخابي، حيث تثير الشبهات المتكررة بشأن استغلال بعض الأحزاب لموارد الدولة أو تلقي دعم مالي غير معلن، واستمرار ظاهرة سوء استخدام المال السياسي مع ضعف الرقابة يفتح الباب أمام تحايلات متعددة، ما يضعف من عدالة ونزاهة المنافسة الانتخابية، ويهدد بإفراغ العملية الديمقراطية من مضمونها الحقيقي.
رغم هذه التحديات، تبدو الاستعدادات جارية على قدم وساق لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، إلا أن كثيرين يحذرون من أن غياب معايير الشفافية وتطبيق القانون سيجعل من النتائج القادمة محل نزاع سياسي حاد.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان يدين العدوان الصهيوني على إيران

الثورة نت /..

أدان تحالف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان، بأشد العبارات العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأشار تحالف الأحزاب في بيان إلى أن العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف أحياءً سكنية ومنشآت عسكرية وعلمية، وسقط فيه شهداء وجرحى من القادة والعلماء، يعد جريمة مكتملة الأركان وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد أن هذا العدوان الغاشم يمثل حلقة جديدة في مسلسل العربدة الصهيونية، المدعومة أمريكياً وغربياً، وامتداداً لمخطط استهداف دول وقوى المقاومة التي ترفض الهيمنة وتدعم قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، كما يؤكد مدى جبن وغدر الكيان الصهيوني وخوفه من تعاظم الدور الإيراني المناصر لقضايا الأمة.

وعبر تحالف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان عن التضامن الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وحكومةً وشعباً، ودعم حقها المشروع في الدفاع عن نفسها والرد على العدوان بكل الوسائل الممكنة، وحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية، وفق ما يكفله القانون الدولي.

وحمل البيان كيان الاحتلال وشركاءه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، كامل المسؤولية عن تداعيات هذا العدوان الخطير على أمن المنطقة واستقرارها.. محذرا من مغبة استمرار سياسة التصعيد والعدوان التي لن تحرق إلا من يشعلها.

ودعا شعوب وأحرار الأمة إلى كسر حاجز الصمت والتحرك الجاد لفضح صلف هذا العدو التاريخي للأمة، والوقوف مع إيران وفلسطين وغزة في معركة المصير والكرامة، فالمعركة واحدة والعدو واحد، ولا مكان للحياد في وجه الباطل.

مقالات مشابهة

  • فرنش مونتانا يتألق بقميص الخريطة المغربية في افتتاح مونديال الأندية بأمريكا
  • “لخلافات الجيرة”.. مصرع شاب بطلقات نارية في الدلنجات بالبحيرة
  • بعد التصعيد الإقليمي.. ائتلاف العبادي يعلن موقفه من الانتخابات العراقية
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما آخر التطورات العسكرية بين إيران وإسرائيل؟
  • العراقيون بين حاجتهم إلى التغيير وإرادتهم المعطلة
  • تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان يدين العدوان الصهيوني على إيران
  • إغلاق الأجواء العراقية أمام حركة الطيران بشكل مؤقت
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الحزب الجديد!
  • إسرائيل على حافة الانفجار السياسي
  • الغلوسي يتهم الحكومة بوضع تشريع يحمي الفساد لأنها في حاجة لأصحاب المال في الانتخابات