لجريدة عمان:
2025-06-10@03:25:54 GMT

غرام في القاهرة

تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT

تفرض بعض الأعمال السردية والروائية على وجه التحديد نوعا من السلطة على القارئ، تلزمه بالبقاء ساعات يتنقل بين صفحاتها وأحداثها وعوالمها، تستعبد الرواية الممتعة قارئها إلى درجة تخليه عن بعض عاداته اليومية لأجل التلذذ بتأثير المعنى ووقع الكلمة على الذات، ومحاولة تجسيد المشاهد ذهنيا كشريط من الأحداث المرئية.

من تلك الروايات المذكورة رواية "غرام في القاهرة" للكاتب الإيراني أمير حسين جهلتن (1965) الصادرة عن دار سؤال، وترجمها عن الفارسية غسان حمدان. وهي بخلاف رواياته الأخرى التي تحمل عناوين طهران مثل الثلاثية: (طهران طريق الثورة – أمريكان يقتلون في طهران- طهران مدينة بلا سماء) فإن روايته "غرام في القاهرة" تدور أحداثها في القاهرة في نهاية الأربعينيات في منعطف تاريخي شديد الحساسية والخطورة بعد وضوح ملامح المشهد الدولي على أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، وتشكُّل أقطاب دولية وحلفاء جدد على الساحة. أما في المشهد العربي فقد تم تشكيل فرق (الهاغاناه) اليهودية المدعومة من قبل الاستعمار البريطاني في فلسطين، والتي نفذت قتل الفلسطينيين وتهجيرهم، ما مهد لإعلان قيام دولة الكيان الصهيوني. وهي مرحلة شبيهة بما يحدث الآن، حيث يقف العالم متفرجا على جرائم جيش الاحتلال بحق المدنيين في غزة وغيرها من المناطق التي طالتها يد العنف الصهيونية. في هذه الظروف الدولية الصعبة وصل السفير الإيراني الجديد إلى مطار القاهرة، ليتسلم مهامه في القاهرة، التي تتنوع بين الشأن السياسي والاجتماعي، فعلى المستوى الاجتماعي يحاول ثني الأميرة فوزية عن طلب الطلاق من شاه إيران، والعودة إلى بنتها الأميرة شهناز ذات السنوات السبع. وهي المهمة التي يوليها السفير كل جهده، إذ لم يترك أحدا في البلاط أو مقربا من حاشية الملك فاروق إلا استعان به سواء للتدخل مباشرة أو الحصول على أدوات للتأثير على الملك وشقيقته. أما مهمة السفير السياسية فكانت تحسين العلاقات الإيرانية المصرية، وكذلك تحسين العلاقات السعودية الإيرانية بعد تدهورها بسبب إعدام سلطات الحج في مكة لحاج إيراني. والمهمة الأخرى لدى السفير الذي لا نعرف اسمه حتى نهاية الرواية، فهي نقل جثمان والد الشاه الذي توفي بجوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، مع كل المقتنيات الملكية التي بحوزته.

تتسارع الأحداث وتتعقد نتيجة ظروف سياسية إقليمية كبداية تشكل الثورة العربية ضد إسرائيل، أو انتشار وباء الكوليرا، في تلك المعمعة والمهام الشاقة والإحباط المتكررة الناجم عن رفض الأميرة العودة إلى طهران، يجد السفير نفسه كل يوم ثلاثاء في بيت سكينة زوجة الفيلسوف الهندي الكئيب لتخفف عنه أعباء الإحباط والخذلان. الشابة الأمريكية التي تعرف عليها قبل خمسة عشر عاما في باريس مع أستاذها الهندي الذي استغلها ماديا ومعنويا، وهيمن على أفكارها بحيث جعلها تدافع وتنافح عن ثقافة الشرق، وتكيل التهم والازدراء لكل ما هو غربي.

في الرواية تظهر ثقافة الكاتب الواعي والمجرب لمعترك الحياة، الذي يوظف معارفه وعمق ثقافته ويُفصّلها على مقاسات أبطال روايته، كل بطل له حكاية، وكل حكاية تصب في مجرى السرد الروائي وتزيد من تدفقه. إذ نشعر بنفس الكاتب في السرد، حينما يلتقط أنفاسه، فيفتح مسارب أخرى ليتماسك خط السرد ويحافظ على اتزانه.

تعيدنا هذه الرواية إلى ضرورة التعرف عن كثب على الأدب الفارسي المجاور وأننا قنطرة التواصل بين الأدب العربي والأدب العربي يجب أن تتوطد أكثر كونهما يحملان روح الثقافة الشرقية بمختلف مكوناتها.

يعيش الكاتب والروائي أمير حسن جهلتن في طهران، فلا يُغادرها إلا للمشاركة في جولات القراءة التي تُقام له في بعض الدول الأوروبية، فتمسكه بوطنه أهم لديه من التنعم ببعض الامتيازات التي يحصل عليها بعض كُتّاب المهجر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی القاهرة

إقرأ أيضاً:

النحاس العربي إلى الواجهة.. من المغرب إلى عمان احتياطيات تُغري المستثمرين

كشفت بيانات حديثة لقطاعات التعدين في الدول العربية عن وجود خمس من أكبر مناجم النحاس في العالم العربي، تحتوي على احتياطيات ضخمة من المعادن الاستراتيجية، ما يفتح الباب أمام استثمارات عملاقة ويعزز موقع المنطقة في السوق العالمي للمعادن.

وبحسب تقرير صادر عن منصة “الطاقة”، تتوزع هذه المناجم الخمسة بين المغرب وسلطنة عمان والأردن وموريتانيا، وتتميز بتنوع جيولوجي وتقني يُبرز الأهمية الاقتصادية المتزايدة لقطاع التعدين العربي، لاسيما في ظل توجه عالمي متسارع نحو تأمين سلاسل الإمداد للمعادن الأساسية مثل النحاس، الذي يُعد مكوناً حيوياً في صناعات الطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة.

منجم “تيزرت” المغربي: عملاق النحاس العربي

يتصدر منجم “تيزرت” في المغرب القائمة، إذ يُعد أكبر منجم نحاس في العالم العربي، ومن المتوقع أن يصل إنتاجه إلى 3.6 مليون طن سنويًا عند بلوغ طاقته التشغيلية الكاملة، يتمتع المنجم بموقع استراتيجي ودعم استثماري ضخم يجعله ركيزة في خطط المملكة لتعزيز صادراتها المعدنية.

منجم “الواشحي” في سلطنة عمان: احتياطي ضخم ومعادن ثمينة

يمتلك منجم “الواشحي” العُماني احتياطيات قابلة للاستخراج تفوق 10 ملايين طن من خام النحاس بتركيز 0.88%، إضافة إلى اكتشافات واعدة لمعادن ثمينة مثل الذهب، بمتوسط تركيز يبلغ 0.2 غرام/ طن، ما يعزز من الجدوى الاقتصادية للمشروع.

منجم “قلب مغرين” الموريتاني: موارد متنوعة بقدرات واعدة

أما منجم “قلب مغرين” في موريتانيا، فتُقدَّر احتياطياته بـ31.3 مليون طن، مع تركيز نحاس يصل إلى 0.92%، ووجود الذهب بنسبة 0.69 غرام/ طن، يمثل هذا المنجم فرصة هائلة للتنمية في البلاد، مع إمكانات كبيرة لجذب الاستثمارات الدولية.

منجم “ضانا” الأردني: أكبر احتياطي نحاس عربي

في الأردن، يُعتبر منجم “ضانا” أحد أكثر المواقع المعدنية الواعدة، باحتياطي يُقدر بنحو 45 مليون طن من خام النحاس، وتشير الدراسات إلى احتمالية وجود معادن مصاحبة كالذهب والفضة، ما يجعل من المشروع رافعة اقتصادية محتملة للبلاد.

منجم “الغيزين” في عمان: مشروع متكامل للنمو الاقتصادي

يُعد منجم “الغيزين”، الواقع في ولاية الخابورة بمحافظة شمال الباطنة، إضافة بارزة إلى المشهد التعديني العُماني، ويُتوقع أن يساهم المنجم في تعزيز الناتج المحلي للقطاع التعديني في السلطنة، وفتح فرص واسعة للعمالة المحلية وتوسيع قاعدة التصدير.

هذا ومن المتوقع أن تساهم هذه المناجم الخمسة في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتوسيع حجم الصادرات العربية من النحاس والمعادن المصاحبة، بما يضع الدول المالكة لها على خارطة اللاعبين الرئيسيين في أسواق المعادن الاستراتيجية.

كما تأتي هذه الاكتشافات في وقت حرج من التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر، حيث يُعد النحاس من العناصر الأساسية في تصنيع البطاريات، أنظمة الطاقة المتجددة، ومكونات السيارات الكهربائية، ما يضاعف من قيمة هذه الثروات على المستويين الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان الجيش الجزائري يستقبل السفير الروسي.. رسائل أمنية ودبلوماسية
  • زعيم المعارضة الإسرائيلي يُهاجم السفير الأمريكي لهذا السبب
  • السفير الألماني يعلن نقل نشطاء سفينة "مادلين" إلى إسرائيل
  • وزير إيراني: طهران تستهدف استئناف العلاقات مع القاهرة
  • إسحق بريك: حماس هزمت الجيش الإسرائيلي الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى
  • الشارقة.. جسر ثقافي بين أفريقيا والعالم العربي
  • العالم العربي وزمن انحطاطه الجديد!
  • نصحت بالاعتدال في تناول الطعام خلال الاحتفالات : «الرعاية» تحذر من الإفراط في تناول اللحوم في «الأضحى»
  • النحاس العربي إلى الواجهة.. من المغرب إلى عمان احتياطيات تُغري المستثمرين
  • لماذا يغيب الصوت العربي في مناطق سيطرة قسد؟