كيف ينظر الأوكرانيون إلى هدنة بوتين بمناسبة عيد النصر؟
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
كييف- أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول أمس هدنة جديدة، وهذه المرة لا تستمر 30 ساعة كما كانت "هدنة الفصح" قبل أيام بل 72 ساعة، بالتزامن مع احتفالات البلاد -أيام 8 و9 و10 مايو/أيار المقبل- بالذكرى الـ80 للنصر على "ألمانيا النازية" ونهاية الحرب العالمية الثانية.
ورغم وعيده برد حاسم إذا ما خرقت الهدنة، يبدو أن أوكرانيا لن تلتزم بها، فهي لم تقبل بها أصلا متمسكة بوقف فوري لإطلاق النار يستمر ما لا يقل عن 30 يوما.
بمناسبة "عيد النصر".. #بوتين يعلن هدنة مؤقتة للحرب في #أوكرانيا pic.twitter.com/eh80wiK1TE
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 28, 2025
تلاعب أو احتفالاعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إعلان بوتين بمثابة "تلاعب جديد" يريد من ورائه صمتا يضمن نجاح الاستعراض العسكري في ذلك النصر.
وشكك وزير خارجيته أندريه سيبيغا بنوايا روسيا، وقال إن عليها وقف إطلاق النار فورا إذا كانت تريد السلام حقا، مجددا التأكيد على أن بلاده مستعدة لدعم وقف إطلاق نار طويل وموثوق وشامل.
ويربط آخرون إعلان الهدنة بحاجة بوتين إلى هدوء يسود احتفالات بلاده بـ"يوم الاستقلال" الذي يعتبر أبرز عيد تحييه البلاد سنويا، ويكتسب أهمية استثنائية العام الجاري، لكونه يوافق الذكرى رقم 80، والروس يعظمون المناسبات عندما تبدأ بـ0 أو 5 كما هو معروف.
إعلانوبهذا الصدد -وفي حديث مع الجزيرة نت- اعتبر فولوديمير فيسينكو رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا" أن بوتين يريد الظهور كرمز لانتصار سابق، ومنتصر في الحرب الراهنة أمام جنوده وشعبه، وأثناء مسير الدبابات والآليات في الساحة الحمراء، دون أن تعكر المسيرات الأوكرانية وصفارات الإنذار استعراضه العسكري واحتفالات بلاده "فتفسد مخططاته وبرنامجه مع الضيوف الكبار الذين دعاهم".
ويربط الخبير فيسينكو هذا الهدف بآخر، فهو يرى أن بوتين يريد الظهور أمام شعبه والعالم كمسيطر على عملية التفاوض ومتحكم بمسارها، ومالك مفاتيح إنهاء الحرب وداع إلى السلام، يقول ما يقول فتلتزم أوكرانيا "الضعيفة" ويمدح العالم مبادرته.
ويضيف بهذا الصدد "هذا أسلوب بوتين الكلاسيكي. رأيناه بعد اتفاقيات مينسك قبل سنين، ومرارا خلال الحرب الراهنة. يقول ما يقول، ويفعل عكس ذلك. أعتقد أن لا أحد يصدقه في أوكرانيا".
وفيما يتعلق برد الفعل الأوكراني، قال فيسينكو "أقترح على السلطات إعلان الأول من مايو هدنة تستمر يومين أو ثلاثة أيضا، الالتزام الروسي بها سيكون شرطا رئيسا لقبول هدنة بوتين. وهذا سيضع الأخير في موقف محرج، وسيفسد كل خططه وأهدافه".
ولأن التشكيك بالنوايا سيد الموقف، خاصة بعد "هدنة الفصح" التي قال الأوكرانيون إنها كانت ساعات ساعدت الروس على رص الصفوف وتكثيف الهجمات، ترى فئة أن روسيا تحتاج إلى "ذرائع" للتصعيد وتجديد الهجمات.
ويقول أندري كوفالينكو رئيس مركز مكافحة التضليل الإعلامي بوزارة الدفاع إن "كل شيء عدا وقف إطلاق النار الشامل مجرد تلاعب روسي يحمل أهدافا إعلامية وعسكرية، ومحاولة لإخفاء نوايا مواصلة الحرب".
إعلانوكتب في مقال على موقع "نوفا فريميا" أن القوات الروسية تلقت تعليمات واضحة بالاستعداد لهجوم صيفي كبير في مايو/أيار، وإذا كانت 30 ساعة من هدنة الفصح قد مكنت تلك القوات من التحرك والاستعداد بأمان "فـ3 أيام من هدنة النصر القسرية التي يريد فرضها ستكون بالنسبة لهم أفضل".
وقال إيفان ستوباك الخبير العسكري في "المعهد الأوكراني للمستقبل" والمستشار السابق لشؤون الأمن العسكري بالبرلمان -للجزيرة نت- إن هذا وارد جدا ومتوقع "ولكن بعد اختلاق ذرائع أو جمعها. هدنة بوتين سلاح ذو حدين، وعلى أوكرانيا أن تستعد للاسوأ، تماما كما حدث في 24 فبراير/شباط بعد عيد وهدنة الفصح".
الموقف الأميركي
وفي سياق متصل، قال رئيس مركز "بنتا" إن بوتين مضطر للتصعيد "إذا تغير الموقف الأميركي فعلا أمام التصلب الروسي وانحاز إلى أوكرانيا في جهود الوساطة أو انتقل إلى التصعيد مع موسكو حتى" في إشارة إلى ما ألمح إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضاف فيسينكو موضحا "الروس يناقضون أنفسهم علنا بشكل يغضب الأميركيين. المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يعلن أن روسيا مستعدة لمحادثات سلام دون شروط مسبقة، ثم يطرح وزير الخارجية سيرغي لافروف قائمة طويلة من الشروط والمطالب الصعب، ثم يعلن بوتين "هدنة مثيرة جديدة".
ويرى أنه "في النهاية. انسحاب الولايات المتحدة من الوساطة يعني فشلها، وترامب سيرى في ذلك فشلا شخصيا وانتصارا لبوتين عليه، لاسيما وأنه تباهى دوما بالقدرة على تفهمه وإقناعه والضغط عليه. وخلال الأيام الماضية لمسنا فعلا تحولا بالموقف الأميركي، وهذه المرة لصالح أوكرانيا (ووجدنا) تفهما وتعاطفا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هدنة الفصح
إقرأ أيضاً:
إيران تهدّد باستهداف مفاعل ديمونة وتحذر واشنطن من التدخل العسكري
لوّح مسئول إيراني رفيع المستوى، أمس السبت، بإمكانية استهداف مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي في حال توسعت الحرب الحالية إلى "أبعاد جديدة"، مشددًا على أن ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة سيكون أسهل من استهداف العمق الإسرائيلي.
وأضاف المسؤول، في تصريحاته لقناة "الجزيرة"، أن "دخول الولايات المتحدة في الحرب إلى جانب إسرائيل سيعرض مصالحها في الشرق الأوسط لخطر شديد"، محذرًا من أن التدخل الأمريكي يعني تحول النزاع إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق.
وأكد أن الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل "أحدثت تأثيرًا كبيرًا" رغم محاولات تل أبيب التكتم على حجم الخسائر. كما أشار إلى أن إيران تمتلك ترسانة صاروخية متطورة تتجاوز ما تم استخدامه حتى الآن في الصراع، وقال: "لدينا صواريخ أكثر تطورًا مما استخدمناه حتى الآن، وسنستخدمها بلا شك إذا استدعى الأمر ذلك".
وكشف المسؤول الإيراني أن الحرس الثوري يمتلك "اطلاعًا دقيقًا" على حجم مخزون إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية، مؤكداً أن "تصميم الهجمات الإيرانية يستهدف استنزاف هذا المخزون بشكل مدروس ومنهجي".
وفي سياق متصل، صرح المتحدث باسم مقر "خاتم الأنبياء"، التابع للقوات المسلحة الإيرانية، بأن "أي معدات عسكرية أو رادارية يتم إرسالها من أي دولة لدعم إسرائيل ستُعتبر هدفًا مشروعًا للقوات الإيرانية". وأضاف أن "النظام الصهيوني العدواني خسر بالفعل جزءًا كبيرًا من قدراته الرادارية والدفاعية، ويواجه الآن نقصًا في الذخائر والمعدات العسكرية".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده "ستستخدم حقها في الدفاع المشروع إذا قررت الولايات المتحدة التدخل عسكريًا في النزاع". وأضاف أن الرد الإيراني على واشنطن سيكون "بنفس الطريقة التي تم بها الرد على إسرائيل"، في إشارة إلى الضربات الصاروخية التي نفذتها إيران ضد مواقع إسرائيلية خلال الأيام الماضية.
وتأتي هذه التصريحات بعد تأكيدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيحسم قرار التدخل العسكري خلال الأسبوعين المقبلين، وسط تحذيرات متكررة من مسؤولين أمريكيين بأن "الخيارات العسكرية الأمريكية ليست مجرد رسائل إعلامية، بل استعدادات فعلية على الأرض".