شبكة انباء العراق:
2025-12-14@12:44:18 GMT

ما هكذا تُورد الإبل يا عشائر العراق

تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT

ما هكذا تُورد الإبل يا عشائر العراق

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في مشهدٍ يعيدنا إلى عصور الظلام، قُتل شاب مراهق بعد خروجه من مدرسته، لا لذنب اقترفه، ولا لجريمة ارتكبها، بل فقط لأنه ينتمي إلى عائلة تورّط أحد أفرادها في نزاع عشائري. هكذا، ببساطة، يُنتزع المستقبل من جسد شاب بريء بذريعة (الثأر). والسؤال الذي يطرق باب كل عراقي الآن إلى متى تبقى الأعراف العشائرية فوق القانون؟ وإلى متى يُترك الدم العراقي مستباحاً بهذه الخفة؟

ما هكذا تورد الإبل يا عشائر العراق، فالثأر الذي يُسفك بسببه دم شاب ، ليس نخوة، ولا شرفاً، بل سقوط أخلاقي ومجتمعي يضرب روح العشيرة التي كانت على مرّ التاريخ رمزاً للحكمة والإصلاح وحل النزاعات بعيداً عن الظلم والانتقام.

ما حدث ليس فصل عشائري بل قتل متعمد، وجريمة مكتملة الأركان، لا يمكن أن تُغلف بغلاف العرف أو العادة.
إن السكوت على هذه الجريمة، أو التبرير لها، هو شراكة في الدم، وتواطؤ مع الفوضى. فحين يُقتل طالب علم، في طريقه من المدرسة، فإن المجتمع كله يُذبح معه. وحين تبقى العشيرة أقوى من الدولة، فإن هيبة الدولة تهتز، ويتزعزع الإيمان بالعدالة، ويستمر تساقط الضحايا واحداً تلو الآخر، بلا نهاية.
نحن هنا لا نعمم، ولا نحمّل كل عشائر العراق وزر قلة ضالة، لكن الصمت الجماعي أخطر من الجريمة نفسها. المطلوب اليوم هو موقف واضح وصريح من شيوخ العشائر ووجهائها ومثقفيها، موقف يرفض هذه الأساليب، ويعيد تعريف الشرف العشائري على أساس الحكمة والعدل، لا القتل وسفك الدم.

أما الدولة، فهي تتحمل مسؤولية لا يمكن التهرب منها. فلا يجوز أن تظل السلطة القضائية عاجزة أمام النفوذ العشائري، ولا أن تُترك القرى والمدن تحت رحمة “فصل هنا أو ديه هناك. آن الأوان لقانون صارم يُجرّم الثأر، ويحاسب القاتل كقاتل، مهما كانت الذريعة، ويوفّر الحماية الفعلية لأُسر الضحايا، بدل أن يُتركوا عرضة لدوامة لا تنتهي من الدماء.
لقد آن أوان إصلاح جذري يبدأ من التعليم والإعلام، ويمر عبر التشريعات والقوانين، وينتهي بمصالحة مجتمعية تضع حداً لهذا السلوك الدموي. كرامة العشيرة لا تكون في الانتقام، بل في ضبط النفس، وإعلاء صوت العقل، وترك الأمور لميزان العدالة.

ختاما فلنقلها بوضوح، وبلا مواربة لا عشيرة فوق القانون، ولا عرف يعلو على حياة الإنسان، خصوصاً إذا كان هذا الإنسان شاب مراهق يحلم بغدٍ أفضل. فكرامة العراق تُقاس اليوم بمدى قدرتنا على حماية أبنائه من القتل المجاني، وبمدى استعدادنا لوأد الثأر، قبل أن يوأد الوطن كله.

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

استشاري: هذه أسباب عدم وجود أعراض واضحة للضغط المرتفع

أوضح استشاري القلب والضغط، د. صالح سالم الغامدي، أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى عدم وجود أعراض واضحة لضغط الدم المرتفع.

وأشار عبر حسابه على منصة «إكس» ذلك يعود إلى أن ضغط الدم غالبا يرتفع ببطء على مدى شهور وسنوات، وبالتالي الجسم يتكيف معه دون إنذار واضح.

وأشار الغامدي إلى أن من ضمن الأسباب كذلك عدم وجود أعصاب تشكو من الضغط داخل جدران الشرايين، فتمر المعاناة بصمت، لافتا إلى أن الأعراض تظهر بشكل متأخر، بعد أن يتأذى القلب أو الدماغ أو الكلى.

وشدد الغامدي على ضرورة فحص الضغط بانتظام، كما أن فحص قاع العين كذلك مفيد عند الشك في ارتفاع الضغط والسكر لأنه يظهر الشعيرات الدموية الصغيرة التي تتأثر اولا.

ضغط الدمقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • قلة شرب الماء ترفع خطر الإصابة بمشكلات القلب.. دراسة تحذر
  • شرب عصير الرمان يوميًا يحسن صحة القلب ويقلل الالتهابات
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • العراق بين بريمر وسافايا!
  • انطلاق المحطة الثالثة لـ«مزاينة مدينة زايد» في مهرجان الظفرة اليوم
  • بسبب الثأر جريمة قتل بمركز دمنهور
  • استشاري: هذه أسباب عدم وجود أعراض واضحة للضغط المرتفع
  • اليوم.. انطلاق «مهرجان الوادي الجديد الدولي» للرياضات التراثية والصحراوية والفنون
  • دراسة: زيت السمك يقلل الالتهابات ويحافظ على صحة القلب والدماغ
  • دراسة: الكركديه يخفض ضغط الدم ويحسن صحة القلب