أكدت شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع، أن مؤتمر العلوم السلوكية العالمي يمثل منصة محورية لاستكشاف كيف يمكن للتغييرات البسيطة في الاختيارات والأطر الذهنية أن تعيد تشكيل أنظمة كاملة، مشيدة باختيار أبوظبي لاستضافة المؤتمر، معتبرةً إياها البيئة المثلى لهذا النوع من الحوار المتقدم.
وأشارت، خلال كلمتها الافتتاحية في المؤتمر، المنعقد بجامعة نيويورك والذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، إلى أن انعقاد الحدث، جاء بدعم من رؤية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، الذي يرى في العلوم السلوكية أداة استراتيجية لبناء مستقبل الدولة.


وأوضحت أن مجموعة الإمارات للعلوم السلوكية لم تكتفِ بتطبيق المعارف النظرية، بل تجاوزت ذلك نحو إعادة ابتكار المجال في زمن يتغير بسرعة غير مسبوقة.
وتطرقت إلى أهمية التحديات الحقيقية التي تواجه الإنسان، متسائلة: «متى كانت آخر مرة شعرت فيها بأنك على المحك؟»، معتبرةً أن هذه اللحظات هي المحرك الأساسي لبناء الصمود والقدرة على التغيير، مشددة على أن التحدي الحقيقي ليس تسهيل اتخاذ القرار، بل غرس قوة داخلية تُمكّن الفرد من الثبات أمام المتغيرات.
وأكدت أن المرحلة المقبلة في تطور العلوم السلوكية تتطلب بناء قدرة الفرد على اتخاذ القرار الذاتي بعيداً عن الاعتماد على الإشارات الخارجية، إذ إن «القدرة التكيفية» هي ما يُمكّن الإنسان من مواجهة الغموض والنجاة حين تختفي القواعد وتغيب الخيارات المألوفة.
وشددت على أن بناء هذه القدرة لا يعني العودة إلى الوضع السابق، بل «النمو إلى الأمام»، عبر ترسيخ السلوكيات المؤقتة وتحويلها إلى قدرات مستدامة.
وأوضحت الفرق بين «الدفع السلوكي»، الذي يحقق نتائج قصيرة الأمد، و«التمكين التكيفي» - الذي يخلق تحولاً دائماً في الهوية والعادات.
وقدّمت مثالًا على ذلك بحملة جامعية لتشجيع استخدام السلالم بالموسيقى واللافتات، نجحت مؤقتاً لكنها فشلت في ترسيخ السلوك، لأن التحفيز لم يلامس جوهر الهوية.
وبيّنت أن التحفيز الخارجي يصنع اعتماداً لا مرونة، بينما بناء القدرات يغرس السلوك في عمق الذات، وأضافت أن المعرفة وحدها، كما في مجال التمويل الشخصي، لا تكفي لإحداث تغيير ما لم تُترجم إلى سلوك نابع من الهوية، والحل، كما أوضحت، يكمن في الجمع بين الدفع السلوكي وبناء القدرة، حيث يُنظر إلى الفرد كصانع للقرار، لا مجرد متلقٍ له.
وأكدت أن التدخلات الفعالة هي تلك التي تُعيد تشكيل نظرة الفرد لنفسه، فليس المطلوب فقط دفعه لفتح حساب توفير، بل مساعدته على تبنّي هوية الشخص المُخطّط لمستقبله. وليس المطلوب فقط إعادة تدوير النفايات، بل الإيمان العميق بالمسؤولية البيئية.
وأوضحت أن التدخلات السلوكية المؤثرة لا تمهّد الطريق فحسب، بل تبني قواعد اللعبة، وهي لا تقتصر على نتائج وقتية، بل تُحدث أثراً باقياً يتجاوز البرامج والمحفزات، إذ تُعلّم وتُغيّر وتُعيد التشكيل على مستوى العمق النفسي.
وشددت على أن الجمع بين التحفيز السلوكي والتمكين التكيفي يُفضي إلى تحولات جذرية في الشخصية، ليغدو علم السلوك أداة حقيقية لتطوير الإنسان، لا مجرد وسيلة لتعديل تصرفات سطحية.
واختتمت بالتأكيد على أن القيمة الحقيقية لهذا العلم لا تكمن في ما نفعله بالأفراد، بل في ما نبنيه بداخلهم، وقالت: «إن التحفيز مهم، لكنه يظل قاصراً دون التغيير في الجوهر، معتبرة أن الإرث الحقيقي للعلوم السلوكية هو بناء أفراد قادرين على اتخاذ قرارات مستقلة، وقيادة أنفسهم في عالم تتغير فيه القواعد باستمرار».
(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات العلوم السلوکیة على أن

إقرأ أيضاً:

أمين بغداد: تمكين المرأة حجر الأساس لبناء قدرات مؤسسات الدولة

31 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: أكد أمين بغداد عمار موسى كاظم، اليوم الخميس، أن تدريب وتمكين المرأة العراقية، يمثل حجر الأساس في بناء قدرات مؤسسات الدولة وتطوير خدماتها.

وذكر بيان لأمانة بغداد، أن “أمين بغداد عمار موسى كاظم حضر اختتام البرنامج التدريبي، الذي أُقيم بالتعاون بين أمانة بغداد، ومكتب رئيس مجلس الوزراء، وبإشراف مستشارة رئيس الوزراء لشؤون المرأة”.

ونقل البيان عن كاظم قوله: “نحتفل اليوم باختتام مبادرة تدريب 500 مهندسة زراعية، وهي مبادرة نوعية هدفت إلى تطوير الخبرة وصقل المهارات المهنية لهذه النخبة المميزة من بنات بلدنا العزيز”، مشيدًا “بنجاح البرنامج التدريبي النوعي الذي استهدف 500 متدربة من خريجات كليات الهندسة الزراعية داخل دوائر أمانة بغداد”.

وأوضح، أن “البرنامج لم يكن يستهدف التعيين الفوري، بل كان استثمارًا استراتيجيًا في بناء الخبرة المهنية للمهندسات، وتعزيز فرصهن في سوق العمل الزراعي والبلدي، بما يمكنهن من تقديم رؤى مبتكرة تخدم بيئة العاصمة بغداد وجمالها الحضري”.

وأشار إلى، أن “أمانة بغداد تولي الجانب الزراعي والبيئي اهتمامًا بالغًا ، حيث نفذت خلال الفترة الماضية حملات زراعية واسعة، وافتتحت مؤخرًا مختبر الزراعة النسيجية في متنزه الزوراء كخطوة متقدمة في الابتكار الزراعي المستدام”.

وأعرب أمين بغداد عن “فخره بالمهندسات المشاركات”، مؤكدًا، أن “هذه التجربة ستكون رصيدًا عمليًا يدعم مسيرتهن المهنية، وموجهًا الشكر لكل الجهات الداعمة والملاكات التدريبية، ولا سيما دائرة المتنزهات والتشجير والأقسام الزراعية وقسم شؤون المرأة في أمانة بغداد”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • خصائص وفضائل يوم الجمعة
  • العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل
  • خبير عن افتتاحات قناة السويس الجديدة في ذكري التأميم: ستظل نقطة إشراق وأمل جديد للمستقبل
  • أمين بغداد: تمكين المرأة حجر الأساس لبناء قدرات مؤسسات الدولة
  • اتحاد العمال يطلق خطة لمواجهة الشائعات وإعداد كوادر نقابية للمستقبل
  • أسباب تؤدي لشعور الإنسان بأعراض الكسل ما بعد الظهر .. فيديو
  • غرق السلمون للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
  • ثورة طبية جديدة في علاج باركنسون: التحفيز الضوئي يُعيد إحياء الخلايا العصبية المدمرة
  • خالد الغندور: زيزو اختار الأهلي والزمالك يبني للمستقبل
  • شراكة بين «الصحة» و«العلوم السلوكية» لتنفيذ السياسات الصحية والمجتمعية