يمانيون:
2025-07-29@16:56:51 GMT

هل تفعلها قطر في الأردن كما فعلتها في سورية؟

تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT

هل تفعلها قطر في الأردن كما فعلتها في سورية؟

محمد الجوهري

أعلنت الأردن حظر جماعة الإخوان المسلمين في البلاد، لا لخطيئةٍ ارتكبته، وإنما لنصرة بعض شبابها للقضية الفلسطينية وانخراطهم في أنشطة داعمة لغزة، وهذا ليس جرماً، بل هو الشرف بذاته، لكن وضع إخوان الأردن يختلف عن وضع إخوانهم في سورية، فالنظام هناك كان معادية لـ”إسرائيل” وداعماً للمقاومة الفلسطينية، بينما الحال في الأردن يختلف، فالدولة بكلها عميلة، وهذا من سوء حظ الجماعة هناك.

وبما أن دولة قطر مولت جماعة الإخوان السورية على مدى عقد ونصف، وزودتها بمختلف الأسلحة حتى تسنى لها إسقاط الدولة، فإنها في الأردن، وبدافعٍ أخلاقي، مطالبة بنصرة الإخوان، سيما وهم جماعة مظلومة، وتتداعى على قمعهم الدولة الأردنية وحلفائها في السعودية والإمارات، كما أن نصرتهم من نصرة الشعب الفلسطيني، خاصة إذا تحركوا اليوم لإعلان الجهاد ضد النظام وضد الكيان الموالين له.

إنّ التجربة القطرية في دعم جماعة الإخوان السورية ليست سرًا، بل هي من أبرز تجارب التمويل السياسي-العسكري التي شهدها العقد الماضي في المنطقة. فقد تلقّت الجماعة في سورية دعمًا سخيًّا من الدوحة، شمل المال والسلاح والمنصات الإعلامية، حتى باتت الذراع الأبرز لها في المنطقة، ونجحت في إسقاط الدولة، بالتعاون مع الجماعات المتطرفة المنبثقة منها، كالقاعدة وداعش وتحرير الشام.

لكن رغم ذلك، فإن ذلك الدعم لم يكن مجرد انحياز سياسي، بل كان انعكاسًا لتقاطع مصالح بين قطر، وبعض القوى الغربية خدمةً لـ”إسرائيل”، ولو أن نظام الأسد أقام علاقات تطبيعية مع الكيان الغاصب لما سُلطت عليه جماعة الإخوان، مهما تعرضت له من القمع والحظر والملاحقة، كما هو حال نظرائهم في بعض الدول الخليجية، خاصة السعودية والإمارات.

أما في الأردن، فالصورة تختلف من حيث البيئة، لكن لا تختلف كثيرًا من حيث المظلومية. فالجماعة هناك لا تزال تحتكم إلى أدوات سلمية، ولم ترفع السلاح قط، بل اكتفت بالتحرك الشعبي والنقابي والبرلماني، وكانت شريكًا سياسيًا لبعض الحكومات. لكنّ ذلك لم يشفع لها، إذ تعرضت في السنوات الأخيرة لسلسلة من الإجراءات الاستئصالية، تمثلت في إغلاق مقراتها، وحظرها رسميًا، وتجفيف منابع تمويلها، لا لسبب إلا لمواقفها من العدوان على غزة، واحتضانها لأصوات شبابية ترى في فلسطين قضية الأمة المركزية.

والسؤال المطروح اليوم: ألا تستحق جماعة الإخوان في الأردن، دعمًا مماثلًا من قطر؟
خاصة وأن الدوحة قدّمت ذلك الدعم يومًا لجماعة رفعت السلاح في بلدٍ يقف ضد “إسرائيل”، فهل يُعقل أن تتخلى عن جماعة يُجرَّم أفرادها فقط لأنهم قالوا “لا” للتطبيع؟

إنّ دعم إخوان الأردن اليوم لا ينفصل عن دعم إخوان سورية، فالأردن، كما هو معلوم، يمثل عمقًا استراتيجيًا حساسًا للمشروع الصهيوني، وأي انتفاضة فيه أو تصدع داخلي يُربك حسابات تل أبيب وواشنطن، ويعيد خلط أوراق الصفقة الإقليمية التي تُطبخ على نار هادئة. كما أن الأردن هو إحدى بوابات غزة والضفة الغربية من جهة الشرق، وأي تغير في ميزان القوى فيه قد يُسهم في فك الحصار الجغرافي-السياسي المفروض على الشعب الفلسطيني.

لذلك فإن دعم إخوان الأردن اليوم هو استثمار في خيار وطني-قومي ، وهو خطوة في طريق دعم الشعب الفلسطيني، لا سيما إن تحولت الجماعة إلى حالة شعبية مقاومة، تضع النظام الأردني أمام لحظة الحقيقة: إما أن يكون مع الأمة، أو مع أعدائها.

لقد دعمت قطر إخوان سورية في لحظة مفصلية، وسواء أصابت أم أخطأت في رهاناتها، فإن اللحظة الحالية تتطلب منها إعادة النظر في موقعها من جماعة الإخوان الأردنية التي تقف اليوم في موقع الضحية فعلياً. فهل تفعلها قطر؟ وهل ترى في نصرة المظلوم فريضة، وفي إسقاط المؤامرة على فلسطين واجبًا؟

أم علينا الانتظار حتى يأتي طرف شريف في الأردن ويسقط الحكومة المطبعة، وعندها ستتحرك قطر ودول الخليج الأخرى في استخدام الإخوان لفتح جبهة عسكرية هناك ضد أبناء الشعب الأردني، كما سبق وفعلوا في اليمن؟!

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: جماعة الإخوان إخوان الأردن فی الأردن

إقرأ أيضاً:

مسؤول سوري: حكمت الهجري يطالب بمنطقة حكم ذاتي ومعبر مع الأردن

قال مسؤول حكومي سوري، إن حكمت الهجري، أحد مشايخ الدروز في محافظة السويداء، يطالب بمنطقة حكم ذاتي.

وبحسب حديث لمسؤول مع عدد من الصحفيين نقلته الأناضول، أن عدد الأفراد الذين لم يتم التحقق من هوياتهم قبل أن يدفنوا في مقابر جماعية خلال الاشتباكات التي أعقبت 13 تموز/ يوليو قد وصل إلى مئات الأشخاص.

وصرّح المسؤول أن جماعة الهجري في السويداء تطالب اليوم بـ”منطقة حكم ذاتي”، كما فعلت عام 2023. وفي إطار ذلك يطالب بمنطقة حظر جوي في السويداء، ومعبر حدودي مع الأردن.

وبشأن الوضع الإنساني في السويداء تحدث المسؤول عن دخول قافلتين من المساعدات الإنسانية إلى السويداء منذ وقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة السورية، وأن القافلتين محملتان بالوقود والغذاء والإمدادات الطبية.

ولتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، أوضح المسؤول أن قافلة مساعدات ثالثة ستصل إلى السويداء الإثنين.

كما أكد المسؤول الحكومي أن الهجري في السويداء منع كافة الفرق الخدمية التابعة لدمشق من دخول المدينة، مشيرا إلى أن الهجري استولى على قوافل مساعدات إنسانية أُرسلت إلى المدنيين المتضررين من القتال، ووزعها على جماعته وأقربائه.

ولفت المسؤول، إلى إجلاء 150 ألف مدني من السويداء إلى محافظة درعا المجاورة، متحدثا عن أزمة إنسانية خطيرة في محافظة درعا.

وأوضح المسؤول أن المدنيين الذين تم إجلاؤهم تم إيواؤهم في ملاجئ مؤقتة وفي المدارس، لافتا إلى أن الهجري سمح فقط لمركبات الهلال الأحمر العربي السوري بالدخول إلى السويداء، وأنهم يعملون على توسيع نطاق التواصل مع منظمات الإغاثة الأجنبية لإيصال المساعدات.

وأفاد المسؤول استنادا إلى معلومات استخباراتية، بدفن مئات المدنيين البدو ومقاتلي العشائر وقوات أمن وزارة الداخلية في مقابر جماعية، ممن قتلوا في الاشتباكات والهجمات الإسرائيلية.

وأشار المسؤول إلى أنه في الأيام الأولى للاشتباكات، احتجزت جماعة الهجري حوالي “1500 مدني كرهائن”، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

ونفى في الوقت نفسه وجود “رهائن مدنيين” لدى القوات الحكومية أو مقاتلي العشائر، مؤكدا أن  الحكومة أطلقت سراح 20 مسلحا من جماعة الهجري كبادرة حسن نية.

وأضاف أن حوالي 70 عنصرا من وزارتي الداخلية والدفاع السوريتين كانوا محتجزين لدى جماعة الهجري، وأنه تم التأكد من أنّ 7 فقط منهم مازالوا أحياء، بحسب معلومات استخباراتية.

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: جماعة الإخوان الإرهابية هم كلاب النار وخدام إسرائيل
  • إخوان تل أبيب.. مفاجآت حول هوية اتحاد أئمة المساجد بعد الدعوة لتظاهرات ضد مصر
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الإخوان تحالفت مع الاحتلال
  • أحمد موسي: نتنياهو مرشد جماعة الإخوان في الخارج
  • مسؤول سوري: حكمت الهجري يطالب بمنطقة حكم ذاتي ومعبر مع الأردن
  • «الداخلية» تلاحق مروجي فيديو مفبرك عن احتجاز ضابط بأحد أقسام الشرطة ونشر وثائق مزيفة
  • حلمي النمنم: «الإخوان الإرهابية نشأت ضد الدولة الوطنية بعد ثورة 1919
  • وزير الثقافة الأسبق: الإخوان استخدمت القضية الفلسطينية لخدمة أهدافها
  • حلمي النمنم: جماعة الإخوان نشأت ضد الدولة الوطنية بعد ثورة 1919
  • حزب المصريين: جماعة الإخوان الإرهابية تنفذ حملات مُمنهجة لزعزعة استقرار البلاد