غزة والضفة تنزفان.. عشرات القتلى وتحذيرات من مجاعة وشيكة
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
مشهد يتكرر بعنف متصاعد، إذ اجتاحت موجة جديدة من الغارات الإسرائيلية قطاع غزة، مخلفة دماراً واسعاً وعشرات القتلى والجرحى، بينهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات متزايدة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.
وشهد قطاع غزة، تصعيداً عنيفاً من قبل القوات الإسرائيلية، أسفر عن مقتل أكثر من 45 شخصاً وإصابة العشرات، في غارات طالت مناطق سكنية ومرافق مدنية.
وأفادت مصادر طبية بوصول 5 إصابات، بينها حالة حرجة، إلى مستشفى العودة شمالي القطاع، جراء قصف استهدف منزلاً في منطقة الشيخ زايد ببيت لاهيا، كما أدى قصف آخر إلى إصابات مباشرة في شارع أسامة بقيقان النجار جنوب خان يونس، بعد غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية.
وفي حي الشجاعية شرقي غزة، أدى قصف جوي إلى دمار واسع وإصابات في شارع نظير، فيما قُتل فلسطيني وأصيب آخرون في غارة استهدفت شارع الثورة غرب مدينة غزة، كما طالت الضربات الجوية منطقة الشعف في حي التفاح، ما تسبب بسقوط جرحى بين المدنيين.
بالتزامن مع ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة صادقت على استدعاء عشرات آلاف من جنود الاحتياط، تمهيداً لتوسيع العمليات العسكرية داخل القطاع.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد اجتماعاً مطولاً أفضى إلى تبني خيار “التصعيد التدريجي” لتحقيق ما وصفه بـ”أهداف الحرب”.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تفرض فيه إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، حيث أُغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات الإنسانية، ما فاقم من خطر المجاعة وانتشار الأمراض وانهيار الخدمات الصحية.
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى “52418 قتيلا و118091 إصابة، في ظل استمرار القصف وصعوبة وصول طواقم الإنقاذ إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات”.
تقدم في محادثات أمريكية إسرائيلية لاستئناف المساعدات إلى غزة دون إشراف “حماس“
أفاد موقع “أكسيوس” بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى اتفاق مع ممثلي صندوق دولي جديد، بهدف استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون المرور عبر حركة “حماس”.
وبحسب الموقع، شهدت الأسابيع الماضية اجتماعات مكثفة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وممثلين عن الصندوق الإنساني الدولي، إلى جانب شركات خاصة، لبحث آلية جديدة لتوزيع المساعدات بشكل مباشر على الفلسطينيين.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، مثّل الجانب الإسرائيلي في هذه المحادثات، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أطلع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على تطوراتها خلال اتصال هاتفي مؤخراً،
وتتضمن الخطة المقترحة إنشاء مجمعات داخل القطاع، تُوزَّع فيها المساعدات أسبوعياً على العائلات، تحت إشراف دولي وبتمويل من دول ومنظمات خيرية.
جنين.. العمليات العسكرية الإسرائيلية تدخل يومها الـ100 وسقوط قتلى في نابلس
في مشهد يبدو بلا نهاية، تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين لليوم المئة على التوالي، بينما امتد التصعيد إلى نابلس، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم بلاطة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت، بمقتل فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية اقتحام نفذها الجيش في مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
ويأتي هذا التطور بينما تدخل العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين يومها الـ100، وسط حملات مداهمة وتفتيش مستمرة، واشتباكات متقطعة مع المقاومة الفلسطينية، خلّفت مئات الجرحى وعدداً من الشهداء خلال الأشهر الماضية.
وتشهد الضفة الغربية منذ شهور حالة من التوتر المتصاعد، خاصة في مناطق مثل جنين ونابلس، حيث كثفت القوات الإسرائيلية من اقتحاماتها بدعوى ملاحقة مطلوبين، فيما يتهم الفلسطينيون إسرائيل بتنفيذ “عقاب جماعي” يطال المدنيين.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، تصاعدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية بالتوازي، وأفادت منظمات حقوقية بارتفاع أعداد القتلى الفلسطينيين في الضفة إلى أكثر من 500 شخص، منذ بداية التصعيد، بينهم عشرات الأطفال.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الدمار في غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة غزة وقف إطلاق النار غزة العملیات العسکریة الإسرائیلیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
اليونيسيف تحذر من مجاعة كارثية: القنابل تتدفق في غزة أكثر من الغذاء
الجديد برس| أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذيرات جديدة من تفاقم الكارثة الإنسانية، خاصة بين الأطفال، في ظل الحصار المشدد ونقص الغذاء والماء والرعاية الصحية. وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، والموجود حاليًا في مدينة خان يونس ضمن مهمة رسمية، إن الوضع في غزة بات “مروعًا ومظلمًا وبالغ القسوة”، مؤكدًا أن العائلات الفلسطينية تواجه تحديًا يوميًا لتوفير وجبة واحدة لأطفالها، في وقت “تدخل فيه إلى غزة كميات من القنابل والصواريخ أكثر بكثير مما يدخل من الأغذية”. وأشار إلدر في حديث لوكالة الأناضول، إلى أن الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ إغلاق المعابر في 2 مارس/آذار الماضي أدى إلى دفع أكثر من 2.4 مليون فلسطيني نحو المجاعة، في تجويع متعمد وصفته الأمم المتحدة بأنه يرقى إلى سياسة تهجير قسري. وأوضح أن الهدوء النسبي الذي أعقب الحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت جلب بعض الأمل، مع تدفق محدود للمساعدات وتحسن طفيف في المياه والغذاء، لكن ذلك لم يدم طويلًا، إذ “انقلب إلى حصار كارثي من جديد، أعاد غزة إلى دائرة الجوع والقصف والنزوح”. وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي، بوجه المساعدات الإنسانية لاسيما الغذاء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع. أمهات يصومن لإطعام أطفالهن وقال إلدر: “سكان غزة يعيشون تحت القصف ليلاً، ويهربون من الجوع نهارًا، وكل ما نعرفه عن قدرة البشر على التحمّل قد تحطم بالكامل”، مضيفًا أن العائلات تُجبر على النزوح المتكرر، وتعيش في خيام منذ أكثر من ستة أشهر تحت نيران الدبابات، وبعضها فقد كل شيء. وأكد المتحدث باسم اليونيسف أن العيد مرّ على سكان غزة هذا العام، كما العام الماضي، دون احتفال. وأضاف: “لا منازل، لا غذاء، لا بهجة. فقط حزن ثقيل وذكريات من رحلوا”، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأمهات يصومن يومين حتى يتمكنّ من توفير وجبة واحدة لأطفالهن. وقال إن عدد الأطفال الذين يموتون بسبب الجوع أو أمراض يمكن علاجها “غير قابل للإحصاء الدقيق في هذه الظروف”، لكن المؤكد أن “سوء التغذية الحاد يضاعف احتمال وفاة الأطفال 10 مرات بسبب أمراض بسيطة، وهو ما يشكل حلقة قاتلة: نقص غذاء، مياه ملوثة، وانعدام رعاية طبية”. كما حذّر من أن الذهاب إلى المستشفيات لم يعد آمنًا، والمرافق الطبية نفسها تفتقر إلى الحد الأدنى من المستلزمات، لافتًا إلى أن 19 مستشفى فقط تعمل جزئيًا من أصل 38 في القطاع، بينما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أغلب البنية التحتية الصحية، فيما تعمل في القطاع 9 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة على وقع الإبادة بحق الفلسطينيين. ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 16,500 طفل منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. “نظام توزيع قاتل” وتحدث إلدر عن جهود اليونيسف السابقة بالتعاون مع منظمات فلسطينية، والتي نجحت خلال فترات التهدئة في إنشاء نحو 400 نقطة توزيع فعّالة للمساعدات، إلا أن هذا النظام تقوّض بعدما فرض الاحتلال “نظام توزيع عسكري الطابع” تديره جهة إسرائيلية-أمريكية تعرف باسم “صندوق المساعدات الإنسانية لغزة”. وجرى توزيع المساعدات في ما تُسمى “المناطق العازلة” جنوبي غزة ووسط القطاع، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط؛ إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على منتظري المساعدات، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأضاف: “هذا النظام لا يشمل سوى نقاط توزيع محدودة، ويتسبب يوميًا بسقوط ضحايا، بينهم أطفال يُقتلون لمجرد محاولتهم الحصول على علبة طعام”. كما اتهم سلطات الاحتلال باستخدام توزيع المساعدات كأداة لفرض تهجير قسري: “النظام الجديد صُمم عمدًا لدفع السكان من شمال القطاع إلى جنوبه، وهو يهدد بإفشال كل ما بنيناه من شبكات إغاثة فعالة”. السفينة “مادلين” وكسر الحصار وعن اعتراض إسرائيل لسفينة “مادلين” التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا، قال إلدر إن هذه المبادرات “غاية في الأهمية”، وتساهم في إبقاء معاناة الأطفال في دائرة الضوء. وأضاف: “سمعت عن أولئك النشطاء الشجعان على متن السفينة. ما يفعلونه مهم للغاية، وهم يتحركون من منطلق إنساني بحت من أجل العدالة”، مؤكدًا دعمه لهذه الجهود التي تحرج الاحتلال وتفضح حصاره. وكانت البحرية الإسرائيلية قد قرصنت السفينة واحتجزت الناشطين الـ12 على متنها، ثم أبعدتهم لاحقًا بعد توقيعهم تعهدات بعدم العودة.المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام.