خلفان الطوقي
خلال السنوات القليلة الماضية انتشرت مصطلحات تجارية واستثمارية عديدة، وسوف يزيد انتشارها وسماعها خلال الأيام القادمة كالشركات الواعدة والناشئة، والاستثمار الملائكي، واستثمار رأس المال الجريء، والتمويل الجماعي، ومرحلة البذرة، ومرحلة ما قبل الفكرة، وجولات التمويل، والتَّخارج، وغيرها من هذه المصطلحات.
ورغم تداول هذه المصطلحات في عُمان، إلّا أنَّ تداولها ينحصر في فئة قليلة من المختصين لأسباب عديدة، وأهم هذه الأسباب أن اهتمامات كثير من المستثمرين ما تزال في المجالات الاستثمارية التقليدية مثل العقار أو تجارة التجزئة أو المشاركة في أي تجارة يكون هو أو هي جزءًا من عملياتها اليومية، أضف إلى ذلك الاستثمار في البورصات المحلية أو الإقليمية أو العالمية، أو شراء سندات أو وضع وديعة بنكية تضمن عائدا مضموناً، أما غير ذلك، فقليل جدًا من يتَّجه إلى الأدوات الاستثمارية الأخرى، فكلمة قليل هنا تستند إلى قاعدة: نسبة وتناسب.
ومن هنا كان من الضروري تبنِّي ما يُسمى بالشركات الواعدة من خلال إضافة سوق خاصة بالشركات الواعدة؛ لتكون رافدًا إضافيًا لبورصة مسقط خاصة وللاقتصاد العُماني بوجه عام.
ومن خلال هذه المقالة سأسعى إلى تبسيط المفردات قدر الإمكان، وتسليط الضوء حول هذه السوق الجديدة، والتعريف بها وأهميتها، وتوصيل عدد من الرسائل لمن تهمه هذه السوق من مسؤولين حكوميين أو أصحاب شركات أو أفراد من المجتمع.
سوق الشركات الواعدة المُزمع إدخالها قريبًا إلى منظومة بورصة مسقط سوف تكون للشركات ذات رأس المال الذي لا يقل عن نصف مليون ريال عُماني، وسوف تحصل على تمويل من خلال طرحها لعامة المُستثمرين من أفراد وشركات أو صناديق مُتخصصة، وما يميزها بأن متطلبات إدراجها مرنة مقارنة بشركات المساهمة العامة الكبرى، كما ستحصل على توجيه ودعم كامل من هيئة الخدمات المالية وبورصة مسقط وشركة مسقط للإبداع والمقاصة، واستثناءات محفزة للإدراج، وفرصة للاقتراض النوعي والتوسع والتخارج خاصة المؤسسين الأوائل، وحتى أولوية الحصول على المناقصات الحكومية أو الحصول على وزن إضافي في المناقصات الحكومية خاصة فيما يتعلق بالمحتوى المحلي.
ولا شك أنَّ وجود واستحداث سوق الشركات الواعدة يُمثل ضرورة اقتصادية مُلحة تفتح آفاق التوظيف والتوسع والاستدامة، كما تضيف أداة استثمارية إضافية للمستثمر المحلي والمقيم أو المستثمر المستهدف من خارج عُمان التي تتميز بحوكمة هذه السوق، كل ذلك يُقلل من هروب رؤوس الأموال العُمانية إلى الخارج؛ إذ إنَّ شُح الأدوات الاستثمارية المنوعة في المحيط العُماني يسهل خروج الأموال، عليه فلا بُد من الاهتمام الإضافي من خلال البرنامج الوطني للاستدامة المالية "استدامة" وبكل شركائه بحيث يكون الدعم منوعًا مالياً وتشريعياً وإعلامياً منذ البداية، على ألا ينتهي هذا الدعم، كي لا يخفت بريق هذه السوق الخاصة بالشركات الواعدة، والتي هي من الدعائم الجوهرية للاقتصاد العُماني.
وإقناع الشركات المحلية الواعدة لتكون جزءًا من السوق الواعدة ستكون أحد أهم عناصر النجاح أمام هيئة الخدمات المالية وبورصة مسقط وشركة مسقط للإبداع والمقاصة، كما إن تزايد عدد الشركات في المستقبل لن يكون فقط عنصر نجاح للبرنامج الوطني "استدامة"؛ بل سوف يكون علامة فارقة للاقتصاد العُماني وتكون روافده للجميع من حكومة وقطاع خاص وصناديق استثمارية وأفراد من مواطنين ومقيمين ومستثمرين جُدُد من داخل وخارج عُمان.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
120 مليار دولار اتفاقات بين أرامكو والشركات الأمريكية… الغاز في الصدارة
أعلنت شركة أرامكو السعودية الأربعاء أنها وقعت 17 مذكرة تفاهم واتفاقية مع شركات أمريكية، بقيمة إجمالية محتملة تتجاوز 30 مليار دولار، تشمل مشروعات في مجالات الغاز الطبيعي المسال والخدمات المالية وتصنيع المواد المتقدمة وشراء المواد والخدمات.
وجاء الإعلان بالتزامن مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر الاستثمار الأمريكي السعودي في واشنطن، حيث قال إن إجمالي الاتفاقيات والصفقات الموقعة يصل إلى 270 مليار دولار، في رقم لم تتمكن وكالة رويترز من التحقق منه بشكل مستقل.
وأكد الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر أن الشركة تستعد لتوسيع نطاق استثماراتها في الولايات المتحدة، لا سيما في قطاع الغاز الطبيعي المسال، مشيرا إلى أن الاحتياطيات الضخمة وتكلفة الإنتاج المنخفضة ومستوى الابتكار في السوق الأمريكية تجعلها وجهة استراتيجية.
وقال الناصر: "وقعنا حتى الآن مذكرات تفاهم مع شركات أمريكية بقيمة 120 مليار دولار، منها 90 مليار تم توقيعها خلال زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية".
وأضاف أن أرامكو تشتري منتجات وخدمات من السوق الأمريكية بقيمة 15 مليار دولار سنويا، مبينا أن الولايات المتحدة تستحوذ على 25% من سوق الغاز الطبيعي المسال عالميا، ومن المتوقع أن ترتفع حصتها إلى 40% بحلول عام 2040.
وتأتي هذه التصريحات في ظل زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، حيث تعهدت المملكة بضخ استثمارات تصل إلى تريليون دولار في السوق الأمريكية خلال السنوات المقبلة.
وأوضح الناصر أن 90% من الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط توجه لتعويض تراجع إنتاج الآبار القائمة، مؤكدا أن النفط سيبقى في موقعه رغم الاستثمارات العالمية الضخمة في الطاقة النظيفة، والتي بلغت 11 تريليون دولار خلال الـ15 عاما الماضية. وأضاف: "النفط والغاز يشكلان 80% من مزيج الطاقة العالمي رغم تطور مصادر الطاقة البديلة".
وكانت أرامكو قد أعلنت في ايار/مايو الماضي عن استثمار 3.4 مليارات دولار لتوسعة مصفاتها في الولايات المتحدة، إلى جانب اتفاقية مع شركة "سيمبرا" لتوريد 6.2 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال، ضمن خطة أرامكو لتعزيز حضورها في هذا القطاع الحيوي.
وتشير بيانات الشركة إلى أن مذكرات التفاهم الأخيرة تتوزع على مجالات واسعة تشمل الغاز المسال والوقود والمواد الكيميائية وتقنيات خفض الانبعاثات والذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية والتصنيع وإدارة الأصول المالية والمشتريات.
وتشمل الشراكات شركات كبرى مثل إكسون موبيل، أمازون، إنفيديا، كوالكم، بلاك روك، غولدمان ساكس، مورغان ستانلي، هانيويل، وودسايد، أفـتون كيميكال وغيرها.