عقدت اللجنة التشريعية والقانونية بمجلس الشورى صباح اليوم اجتماعها السادس عشر لدور الانعقاد العادي الثاني (2024-2025م) من الفترة العاشرة (2023-2027م)، برئاسة سعادة الدكتور أحمد بن علي السعدي، رئيس اللجنة، وبحضور أصحاب السعادة أعضاء اللجنة. حيث تم خلال الاجتماع مراجعة التقارير النهائية لعدد من مشروعات القوانين المحالة من الحكومة والتي درستها اللجنة مؤخرا بموجب قانون مجلس عمان، أهمها مشروع قانون السجل العقاري ومشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون التحكيم.

وفي إطار مناقشة تلك المشروعات استضافت اللجنة مختصين من مختلف الجهات، وذلك للاستئناس بآرائهم وملاحظاتهم حول ما تتضمنه مشروعات القوانين من أحكام، كما عكفت على مقارنة مشروعات القوانين مع القوانين المشابهة في بعض دول الجوار إلى جانب بحث مدى مواءمتها مع القوانين النافذة في سلطنة عمان.

كما تم خلال الاجتماع مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني المحال من اللجنة الصحية والاجتماعية إلى اللجنة لمراجعته من ناحية الصياغة القانونية، كما تم استعراض مشروع قانون البيانات الجغرافية المكانية المحال من الحكومة مؤخرا للدراسة.

كما عقدت لجنة الأمن الغذائي والمائي بالمجلس لقاءً بفريق عمل مشروع دراسة تطوير تقنية لاستكشاف المياه الجوفية في الصحراء العربية بحضور سعادة طاهر بن مبخوت الجنيبي نائب رئيس المجلس والذي قدم طلب إحاطة في هذا الجانب.

ويضمُّ الفريق مختصين من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى جانب مختصين من مركز أبحاث المياه بجامعة السلطان قابوس.

وفي مستهل اللقاء، تحدث فريق العمل عن أهداف المشروع الساعية لتطوير تكنولوجيا لرسم خرائط خزانات المياه الجوفية غير العميقة من الجو، من أجل معرفة كميات المياه الموجودة في تلك الخزانات باستخدام تقنية الرادار، خاصة في ظل النقص الحاد في المياه التي تعاني منه المنطقة والتغلب على التغيرات المناخية وظروف الجفاف والتصحر. كما أكدوا على أن استخدام التقنيات الحديثة في استكشافات المياه الجوفية من شأنها تحسين الخرائط المائية وزيادة فهم مناطق التخزين المائي، كما أنها تقلل من التكلفة الكشوفات واستغلال الموارد المالية في عملية استخراج تلك المياه.

وتحدث فريق البحث عن النطاقات الجغرافية في سلطنة عمان التي استخدمت فيها تقنية رادار التصوير، كما تم الحديث عن المسح الجيوفيزيائي الجوي بالطريقة الكهرومغناطيسية، وبحث نتائج تلك التجارب في عدد من مناطق سلطنة عمان.

من جانبهم، أكد أصحاب السعادة أعضاء اللجنة على أهمية مثل هذه الدراسات والمشاريع في دعم وتعزيز الأمن الغذائي والمائي في سلطنة عمان، كما تم مناقشة بعض التحديات التي قد تواجه تطبيق مثل هذه المشاريع وتنفيذها على أرض الواقع مستقبًلا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مشروعات القوانین مشروع قانون سلطنة عمان کما تم

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تاريخ وحضارة ومستقبل زاهر

سلطنة عمان، تاريخ وحضارة ضاربة في عمق الزمن، وأمجاد الوطن ورسوخ مكانته شراع ممتد عبر السنين، وإنجازاته العطيمة ليست شيئًا عاديًا، أو ضوءًا لمع فجأة في كبد السماء سرعان ما انطفأ، بل عُمان سراج وضاء أبهر المؤرخين في كتاباتهم عنها، سطّروا في مؤلفاتهم الحقائق التاريخية التي تعاقبت الأجيال على قراءتها.

لن نتحدث طويلًا عن الموقع الجغرافي الحيوي الذي تقع فيه سلطنة عُمان سواء عن خطوط الطول والعرض، أو دورها الفعال في خط التجارة الدولية ولن نعيد فتح أمجاد الماضي وما قدّمته الحضارة العُمانية للعالم من سبق في مجالات عدة، لكن ثمة شعور وطني يجعلنا نفتخر ونعتز بكل ما شهدته الأرض العُمانية من ملاحم بطولية وتضحيات وفداء، ليظل الوطن حرا مستقلاً ينعم بالامن والامان والاستقرار.

نحن اليوم في خضم الحديث عن المنجزات الوطنية التي حققتها سلطنة عُمان منذ أن بدأ صوت النهضة ينادي وإلى يومنا هذا.. مسيرة ظافرة حافلة بالكثير من المفردات الرائعة، وإنجازات التي تحققت ولم تؤمن يومًا بالمستحيل، ويد عُمانية قوية رفعت بناء الوطن الشامخ،وشيدت الحاضر المشرق، في كل يوم يكتب التاريخ صفحة مضيئة في مسيرة البناء والتنمية والتطور.

إن عملية التمدن والتحضر ليست خروجًا عن المألوف، فمتطلبات العصر الحديث تفرض علينا مواكبة التقدم، ولكن من دون أن ننسلخ من خصوصية الوطن ومن رداء تراثنا وحضارتنا وعاداتنا وتقاليدنا العُمانية البهيّة، وهذا هو النهج الذي تسير عليه سلطنة عُمان في خطاها نحو المستقبل الزاهر، ولذا أصبحت محط أنظار واهتمام من العالم.

أن الصفحات القديمة ما هي إلا شعاع أنار لنا طريق العتمة، وما قدّمه الأجداد عبر الاجيال الماضية من عطاءات وتضحيات ستظل مكانتها راسخة في القلوب "فخرًا واعتزازًا"، ولكن كما يُقال: "لكل زمان دولة ورجال"، بمعنى أن لكل عصر من الأزمنة دولته الخاصة ورجاله الذين يبرزون فيه، فالقدماء كان لهم دورهم الرائد في وجود هذا الوطن والذود عن مكتسباته وحضارته وامنه واستقراره، والأحفاد من سلالاتهم كان لهم دور آخر في تكملة مشوار بناء دولة عصرية متحضرة، إذن الأمور في تغير مستمر سواء في نهج السياسة " الدولية " أو الوسائل والأدوات التي تواكب العصر الحديث من تقنيات العلم الحديث، والتي تضفي على الماضي رونقًا شذيًا وصورة بهية ناطقة بالحياة.

إن من ينظر إلى التراث العُماني يجد نفسه أمام بوابة عظيمة، الداخل إليها يجد وهجًا من البطولات والتضحيات التي لا تُنسى، وما الشواهد الباقية من" القلاع والحصون" إلا نماذج حيّة تحكي براعة الفكر العُماني في "فن العمارة العُمانية" واللمسات الجمالية التي تزخر بها.

الى ذلك كله، تعد القلاع الشامخة شاهد حقيقي على دورها في مواجهة الأعداء، فعُمان منذ تأسيسها دولة ذات سيادة وثقل دولي على امتداد الزمن، وسبّاقة في مجالات العلوم والمعرفة والآداب وغيرها، لذا شهد لها العالم بالكثير من أوجه الريادة والسبق.

واليوم تسطّر سلطنة عُمان لوحة فنية ممتزجة ما بين" تراث الماضي وعبقه الخالد، والتطور والتحول" إلى دولة المؤسسات والحياة العصرية التي تواكب متطلبات التكنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات والاتجاهات.

قرأت الكثير ممن عبّروا عن حبهم للوطن، ولم أجد في نظري أجمل مما قاله الروائي والأكاديمي الجزائري واسيني الأعرج:"حب الوطن شيء آخر.. مساحة بلا حدود لأنها بلا ثمن.. إمّا أن تكون أو لا تكون.. لا تُكتسب مثل الوطنية.. تكاد تكون غريزة بلا ناظم لها وهم جميل، نشتهيه ولا نطلب منه شيئًا إلا سعادة الألم، عندما تتراجع كل القيم، ينهض هو فينا كمرض لذيذ تصعب مقاومته."

قد نعتقد بأننا ننسى الحديث عن الوطن عندما تتشابك من حولنا عقد الحياة، لكن ما أن نبتعد عن أرضه وسمائه يزداد الحنين إليه، وعندما نسمع اسمه، شيئًا عجيبًا يستنفر في عقولنا وقلوبنا، استنفارًا مفزوعًا وكأن شيئًا غير عادي قد ذُكر أمامنا، إنه الحب الذي يختلط مع دمائنا فيجعلنا نعيش حياتنا في حبه إلى الأبد.

الوطن هو الذي علّمنا الانتماء، وعرفنا بأنه ليس شيئا عاديا يمكن أن يمر مر الكرام، بل هو أسمى وأرفع من أي شيء في الوجود، فالأوطان لا تُباع أو تُشترى من أجل المال، الأوطان جزء من التكوين الانساني سواء "الجسدي والروحي" فهما لا ننفصل عنها أبدًا، لذا عندما نُخيّر في المكان الذي نُوارى فيه أجسادنا بعد الموت، لا نرتضي سوى أرض الوطن الطاهر مسكنًا لأجسادنا وأرواحنا التي تحلق في فضاءاته.

الوطنية لا تُكتسب بالجواز الذي نحمله بين أيدينا، الوطنية أكبر من ذلك بكثير، وحب الوطن ليس مجرد لفظ لغوي أو تشدق به، بل هو الكيان الذي لا ينفصل عن ذواتنا الانسانية..فعلى أرض هذا الوطن عاش آباؤنا وأجدادنا، وفي عمقه تنام أجساد الأحبة حتى تقوم الساعة.

لقد حققت سلطنة عُمان نهضة عملاقة في شتى ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فكل مجال ما هو الا نبراس وضاء ينطق بالتطور والتمدن والتحضر، وأصبح العُماني شريكًا أساسيًا في عملية البناء والتطور. فتحية حب وتقدير واعتزاز لرجال هذا الوطن الغالي وقائده المفدى.

مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان ومحافظ الفيوم يتابعان "حياة كريمة" ويناقشان خطط تنمية الفيوم الجديدة ومنظومة المياه والصرف الصحي
  • بنسبة 86%.. حياة كريمة تنفذ 3199 مشروعًا بـ192 قرية في بني سويف
  • نمو عرض النقد بمعناه الواسع في سلطنة عمان بنسبة 4.3%
  • سلطنة عمان تاريخ وحضارة ومستقبل زاهر
  • بنك الاستثمار القومي يطلّع على أحدث المشروعات بجامعة سوهاج ويشيد بجودة التنفيذ
  • الحكومة تعتمد عدد من التوصيات الصادرة عن اللجان .. تفاصيل
  • مهلة تسجيل المغتربين تنتهي اليوم ونواب الأكثرية يحذرون من تعطيل الانتخابات
  • "خدمات الشورى" تستعرض مع المختصين مشروع قانون التخطيط العمراني
  • "تشريعية الشورى" تراجع صياغة مشروع قانون الهيئات الرياضية
  • "تعليم الشورى" تناقش الإطار التنفيذي لخطة عمل دور الانعقاد الثالث