«هوس».. مسلسل رعب كويتي بمعايير عالمية
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
عقب النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «وحوش» الذي عرض رمضان الماضي، تعود منصة «شاشا» لتقديم عمل جديد ينتمي إلى نوعية أعمال الرعب والغموض كأول مسلسل من هذه النوعية يقدم بمعايير «عالمية» في الكويت على مستوى التقنيات الحديثة المستخدمة في التصوير لكي تناسب أجواء الحلقات التي يغلب عليها أجواء الإثارة والتشويق والغموض إلى جانب الرعب، وتم في هذا الجانب الاستعانة بفريق عمل أجنبي لتنفيذها.
العمل يحمل عنوان «هوس» ويتكون من أربع حلقات ويتم تصويره حاليا في جزيرة فيلكا تحت قيادة المخرج اللبناني سعيد الماروق عقب نجاحه الكبير في حكايتي «وحش أمينة» و«وحش البنوك». وتدور أحداث «هوس»، المتوقع عرضه قريبا عبر منصتي «شاشا» و«نتفليكس» وحسبما علمنا ستتم ترجمته ودبلجته إلى أكثر من لغة بهدف وصوله إى الجمهور في جميع أنحاء العالم، حول فكرة أن يقع الإنسان أسير تصورات وهمية يفرضها عليه عقله الباطن من خلال جد يعاني من مرض الوهم وهو مرض نفسي يجعله سيئ الظن بالآخرين ويتوهم أشياء غريبة بأن الناس تريد قتله أو يراقبوه في كل مكان يذهب إليه وهكذا، وينقل الجد هذا الوهم إلى شقيقه الذي يتمكن الوهم منه بشكل كبير، ويحاول ابنه بمساعدة عمه علاجه من تلك الحالة المرضية، كما تشهد أحداث المسلسل علاقات رومانسية وإنسانية جميلة.
جدير بالذكر أن مسلسل «هوس» يشارك في بطولته مجموعة كبيرة من نجوم الخليج والكويت، منهم: هيا عبدالسلام، يعقوب الفرحان، ليلى عبدالله، إبراهيم الحربي، حسين المنصور، هدى الخطيب، حسين الحداد، رهف العنزي، وعبدالله البلوشي، وآخرون.
الأنباء الكويتية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حين تصمت النخبة ويتكلم الوهم
بقلم: ياسين ايصبويا – باحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني
في لحظات التأمل والاستمتاع بأصوات أمواج المحيط الأطلسي وإطلالة برج القريقية بمدينة أصيلة، يتسلل إلى ذهني سؤال ملح: إلى أين يمضي المشهد السياسي في المغرب؟
لسنا أمام مرحلة عادية، بل نحن في قلب تحولات كبرى تتطلب من الجميع مسؤولية مضاعفة ويقظة جماعية. فالبلاد مقبلة على استحقاقات مصيرية، بدءا من النقاش السيادي حول الحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية، إلى الاستعداد لتنظيم تظاهرات رياضية كبرى بحجم كأس إفريقيا وكأس العالم، ووصولا إلى الانتخابات التشريعية القادمة التي يفترض أن تعيد الثقة في الفعل السياسي وتنتج نخبا قادرة على مواكبة المشروع التنموي المغربي الجديد، الذي يشكل امتدادا لاستراتيجية ملكية واضحة المعالم والطموحات.
ومع كل هذه الديناميات، يخيل للمرء أن الفاعل السياسي العاقل قد انسحب وأن الفضاء العمومي ترك لعناوين سطحية وأصوات جوفاء وناشري التفاهة في وسائل التواصل الاجتماعي تتصدر المشهد تحت مسمى “المؤثرين”، رغم غياب أي قدرة على صياغة فكرة بناءة أو اقتراح بديل واقعي. والمفارقة أننا كمجتمع نمنح لهذه الظواهر شرعية المتابعة والانتشار نعيد إنتاج الوهم ونهمش أصحاب الكفاءة والطرح العقلاني وكأننا في سباق نحو التفاهة بدل التنوير.
ولأن المرحلة تحتاج إلى رافعة حقيقية، فإن الرهان يجب أن يكون على مجتمع مدني فاعل ومؤثر، قادر على فتح نقاشات جادة وطرح أسئلة جوهرية تتعلق بمستقبل التنمية والديمقراطية. كما نحتاج إلى فاعل سياسي يمتلك رؤية استشرافية ولا يكتفي بردود الأفعال، بل يبادر ويقترح ويملك من الجرأة ما يكفي لكسر الجمود واستعادة الثقة في المؤسسات.
القضية لم تعد تتعلق فقط بمن يتصدر المشهد، بل بمن نختار أن نصغي إليه، ومن نمنحه ثقتنا. فالمرحلة المقبلة لا ترحم التردد ولا تسمح بترف الخطاب الشعبوي المستهلك والشعارات الجوفاء. المغرب بحاجة إلى نخب واعية وإلى إعلام يطرح أسئلة حقيقية وإلى مجتمع مدني متجدد وإلى جمهور لا يصفق للفراغ بل ينتصر للفكرة والمضمون والمشروع.
وأنا أراقب الأفق من برج القريقية ويعانق بصري البحر والمدينة ذات الهوية الثقافية والفنية، يزداد اقتناعي بأن المعركة الحقيقية اليوم هي بين العمق والسطحية وبين البناء والتسويق وبين من يؤمن بالفعل ومن يتقن فقط فن الظهور وتسويق الوهم والتفاهةعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فلتكن المرحلة القادمة موعدا مع الوعي ومع استعادة الأدوار الغائبة. فالقهوة توقظ الحواس، لكن الأوطان لا تنهض إلا بالعقول المستفيقة.
إننا بحاجة إلى نقد بناء لا هدم وإلى أفكار ومقترحات تروم تجويد السياسات العمومية بدل الاكتفاء بالتنظير أو التشهير. كما أن نشر ثقافة الاعتراف والتثمين أسمى بكثير من خطابات الكراهية والفتنة والحقد.
وأخيرا فإن وضع الثقة في الأجيال الصاعدة والكفاءات المغربية سواء داخل الوطن أو خارجه لم يعد خيارا بل ضرورة وطنية في مرحلة تتطلب الحسم لا التردد.