في تطوّر غير مسبوق يعيد تشكيل العلاقة بين الشركات العملاقة والمجتمعات المحلية، صوّت سكان منطقة بوكا تشيكا في جنوب ولاية تكساس، ومعظمهم من موظفي شركة سبيس إكس، لصالح إنشاء مدينة جديدة تحمل اسم "ستاربَيس" بالقرب من موقع الإطلاق الفضائي للشركة. وبهذا التصويت، أصبح الحلم الذي روّج له إيلون ماسك منذ عام 2021 واقعاً رسمياً، بعد أن حصل القرار على 212 صوتاً مؤيداً مقابل 6 أصوات فقط رافضة، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.

  

من حلم على منصة "X" إلى واقع إداري جديد

بدأت ملامح هذه المدينة تتشكل عندما نشر ماسك، الرئيس التنفيذي لسبيس إكس، تغريدة عام 2021 يطرح فيها فكرة تأسيس مدينة خاصة تحمل اسم "ستاربَيس". ومع مطلع عام 2025، تمكن عدد من سكان المنطقة — والذين لا يتجاوز عددهم 283 شخصاً — من تقديم عريضة رسمية تطالب بالتصويت على إنشاء الكيان الجديد، وهو ما حدث بالفعل يوم أمس، وصدّق عليه الناخبون المحليون الذين يُشكّل موظفو سبيس إكس غالبيتهم.

 

وبحسب تحقيق أجرته منصة The Texas Newsroom، فإن ثلاثة من كل خمسة ناخبين في المنطقة يعملون لدى سبيس إكس، ما يثير تساؤلات حول استقلالية القرار المجتمعي. كما أشارت صحيفة Texas Tribune إلى أن مجلس إدارة المدينة الجديدة سيتكوّن من ثلاثة أفراد لهم صلات مباشرة بالشركة.

  

مكاسب استراتيجية لسبيس إكس

يمثل إنشاء "ستاربَيس" مكسباً تنظيمياً كبيراً لشركة سبيس إكس، إذ يُتيح لها تحكماً أوسع في منطقة إطلاق الصواريخ بالقرب من شاطئ بوكا تشيكا. ففي السابق، كانت الشركة مضطرة للحصول على موافقة السلطات المحلية في مقاطعة كاميرون لإغلاق الشاطئ خلال عمليات الإطلاق، لكن مشروع قانون يُناقش حالياً في مجلس الشيوخ في تكساس، تحت رقم 2188، قد يُغير هذه المعادلة.

 

ورغم أن القانون لا يشير بالاسم إلى "ستاربَيس"، لأنه كُتب قبل إنشاء المدينة، إلا أنه يمنح البلديات التي تحتوي على "ميناء فضائي" وتقع ضمن مقاطعات تطل على خليج المكسيك صلاحية اتخاذ قرارات إغلاق الشواطئ، وهو ما ينطبق حرفياً على "ستاربَيس".

  

تراجع دور الرقابة الفيدرالية

يأتي هذا التحول في وقت يشهد فيه نفوذ الحكومة الفيدرالية الأمريكية تراجعاً واضحاً أمام طموحات ماسك المتصاعدة. فمنذ وصول دونالد ترامب مجدداً إلى البيت الأبيض عام 2025، سعت إدارته إلى تقليص سلطات الوكالات التنظيمية مثل وكالة حماية البيئة (EPA) وهيئة الطيران الفيدرالية (FAA)، اللتين تُشرفان على عمليات سبيس إكس. ويبدو أن ماسك يستفيد من هذا التوجه لتوسيع نفوذ شركته دون عوائق تنظيمية تُذكر.

  

بين الإعجاب والقلق

إنشاء مدينة خاصة مملوكة فعلياً لشركة خاصة هو أمر يثير الإعجاب بقدر ما يثير القلق. ففي الوقت الذي يُنظر فيه إلى "ستاربَيس" كمثال على الابتكار وإعادة تصور مستقبل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا والمجتمع، يخشى البعض من أن يتحول هذا النموذج إلى مقدمة لتحوّل الشركات التكنولوجية الكبرى إلى كيانات تتجاوز سلطة الدولة، وتعيد رسم قواعد الحكم المحلي وفق مصالحها الخاصة.

   

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: سبیس إکس

إقرأ أيضاً:

أصوات من أعماق الكون.. ناسا تحول بيانات الثقوب السوداء إلى سيمفونيات فضائية

#سواليف

في ابتكار يجمع بين العلم والفن، نجح #علماء #الفلك في تحويل البيانات الصادرة عن #التلسكوبات_الفضائية إلى مقطوعات موسيقية تروي قصة #الكون بطريقة غير مسبوقة

وهذا المشروع الفريد الذي يعرف بـ”التصوير الصوتي” يستخدم تقنيات متطورة لترجمة #الظواهر_الفلكية إلى تجربة سمعية مذهلة.

وتعتمد هذه السيمفونيات الكونية على بيانات ثلاثية المصادر: مرصد تشاندرا للأشعة السينية، تلسكوب جيمس ويب الفضائي، ومستكشف الاستقطاب بالأشعة السينية.

مقالات ذات صلة بالذكاء الاصطناعي .. يوتيوب يفاجئ المشاهدين بإعلانات بعد اللحظات الأكثر تأثيراً 2025/05/16

ومن خلال تحويل نقاط البيانات المختلفة إلى نوتات موسيقية، أصبح بإمكاننا الآن سماع “نبض” الكون والاستماع إلى حكايات الثقوب السوداء والنجوم العملاقة.

وتقدم السيمفونيات الثلاث رحلة صوتية عبر مراحل تطور الثقوب السوداء. وتبدأ الرحلة مع النجم العملاق WR 124 الذي يبعد عنا 28 ألف سنة ضوئية، حيث تتحول عملية انفجار هذا النجم من نوع “وولف-رايت” إلى مقطوعة تبدأ بصوت يشبه الصراخ الكوني، ثم تتحول إلى مزيج من المزامير والأجراس والقيثارات التي تعكس تحول النجم إلى سديم متوهج.

ثم تأخذنا السيمفونية إلى نظام SS 434 النجمي الثنائي، حيث تتراقص نغمات موسيقية تعكس التفاعل العنيف بين نجم عادي ورفيقه الأكثر كثافة – إما نجم نيوتروني أو ثقب أسود. وهنا تتحول انبعاثات الأشعة السينية إلى نغمات متغيرة، بينما تمثل أصوات القطرات المائية النجوم في الخلفية الكونية.

وتصل الرحلة إلى ذروتها مع مجرة قنطورس A التي تبعد 12 مليون سنة ضوئية، وفي مركزها ثقب أسود فائق الكتلة يطلق دفقة قوية عبر المجرة، حيث تترجم انبعاثات الأشعة السينية إلى أصوات تشبه أجراس الرياح والنسيم والنغمات الوترية، في تعبير صوتي مذهل عن القوة الهائلة التي تشكل المجرات.

وهذا المشروع لا يمثل مجرد تجربة فنية فريدة، بل يفتح آفاقا جديدة لفهم الكون، خاصة للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية الذين أصبح بإمكانهم الآن “رؤية” الفضاء من خلال أصواته. كما يقدم للعلماء طريقة جديدة لتحليل البيانات الفلكية، حيث يمكن للأذن البشرية أن تلتقط أنماطا قد تخفى عن العين المجردة.

مقالات مشابهة

  • "غروك" يثير الجدل: هل تروّج أداة إيلون ماسك لرواية "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب إفريقيا؟
  • ترامب يرحب بحفيده الجديد.. سعادة عائلية تُضيء يوم الرئيس
  • أصوات من أعماق الكون.. ناسا تحول بيانات الثقوب السوداء إلى سيمفونيات فضائية
  • دعوى قضائية ضد لجنة العمل السياسي التابعة لـ إيلون ماسك
  • رفع دعوى قضائية ضد لجنة العمل السياسي الأمريكية التابعة للملياردير إيلون ماسك
  • محكمة فرنسية تدين إيلون ماسك بالتحرش المعنوي عبر إكس
  • ناسا ترصد ظاهرة فضائية محيرة على المشتري
  • ((مرحباً ترمب ،،، يقول اخو نوره على الشرق والغرب ))
  • ناسا تحول بيانات النجوم والثقوب السوداء إلى سيمفونيات فضائية
  • المجلس العالمي للتسامح والسلام يرحب بقرار رفع العقوبات عن سوريا