هذه خسائر إيلون ماسك المالية بعد مغادرته منصبه السياسي
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
انتهت تجربة الملياردير الأميركي إيلون ماسك في واشنطن كما بدأت بطريقة غير تقليدية، ولكن هذه المرة بصمت وإحباط.
فبعد 3 أشهر من قيادة وزارة "الكفاءة الحكومية" -التي أسسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية- يستعد ماسك لمغادرة المشهد السياسي بعدما فشلت حملته لمحاربة الهدر الحكومي في تحقيق الوفورات الموعودة، والتي كان يُتوقع أن تبلغ -حسب خطاباته- تريليوني دولار.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فإن حصيلة ماسك كانت سلبية، ليس فقط على مستوى أدائه الحكومي، بل وأيضا على مستوى أدائه في شركته العملاقة لصناعة السيارات الكهربائية "تسلا" التي تأثرت سلبا على الصعيدين المالي والسمعة، في حين أن الفوائد التي جناها اقتصرت على ما وصفها التقرير بـ"القيمة النفسية" في مهاجمة أعدائه المشتركين مع ترامب داخل البيروقراطية الفدرالية.
أثر محدود وأضرار واسعةورغم حملة التقشف "الشعاراتية" فإن ثروة ماسك انخفضت بنحو 130 مليار دولار منذ تنصيب ترامب في ولايته الثانية، في وقت تعرضت فيه وكالات حكومية أميركية -من الاستخبارات إلى التعليم- لهزات إدارية أثرت في معنويات العاملين فيها دون تحقيق وفورات حقيقية.
وتشير الصحيفة إلى أن القضاء الأميركي قاوم بعض إجراءات وزارة الكفاءة الحكومية، لكنه لم يخرج سالما، إذ خلفت التجربة جهازا بيروقراطيا جريحا وبيئة تنفيذية مشوشة، ورغم محاولات ترويج هذه النتائج كـ"انتصار على الدولة العميقة" فإن التكلفة السياسية والاقتصادية ظلت باهظة.
في المقابل، قد تظهر إحدى ثمار هذه التجربة لاحقا عبر مشروع ترامب الدفاعي الجديد "القبة الذهبية" الذي يسعى إلى محاكاة القبة الحديدية الإسرائيلية على نطاق أميركي واسع.
إعلانوإذا تم تنفيذه فإن المشروع سيكون من أكبر الإنفاقات الدفاعية في التاريخ الأميركي، وربما ينافس تكلفة مشروع "أبولو" التابع لوكالة ناسا، والتي بلغت 280 مليار دولار بالقيمة الحالية.
وتعد شركة "سبيس إكس" المملوكة لماسك الشريك الأساسي في المشروع إلى جانب شركتي بالانتير وأندريل، مما قد يفتح الباب أمام تحويل جزء كبير من أموال دافعي الضرائب إلى إمبراطوريته التكنولوجية.
لكن يبقى التساؤل: هل تعزيز الأمن القومي هو الهدف؟ أم إعادة توزيع العقود الحكومية دون منافسة؟
ضربات خارج واشنطنوتجاوزت الأضرار التي لحقت بماسك نطاق العاصمة الأميركية لتطال سمعة تسلا، حيث تسببت مواقفه المتطرفة على منصة إكس -التي يملكها- في مقاطعة واسعة النطاق بأوروبا والولايات المتحدة.
وفي إحدى أبرز الحملات الساخرة أُطلقت في لندن حملة إعلانية شبهت سيارات تسلا بالرموز النازية تحت شعار "من الصفر إلى عام 1939 في 3 ثوانٍ"، في تلميح مباشر إلى دعم ماسك خطابات اليمين المتطرف.
وفي رد غير متزن وصفت بام بوندي المدعية العامة السابقة في إدارة ترامب أعمال تخريب صالات عرض تسلا بـ"الإرهاب"، في خطوة اعتبرها التقرير تعبيرا عن فشل ماسك في إدراك حجم أزمته الدعائية.
الهزيمة في ويسكونسن وجدار الإيصالاتوتلقت طموحات ماسك ضربة موجعة حين فشل في ترجيح كفة مرشح محافظ للمحكمة العليا في ولاية ويسكونسن رغم إنفاقه 22 مليون دولار في أغلى سباق قضائي بتاريخ الولايات المتحدة، مما أبقى على هيمنة الأغلبية الليبرالية في المحكمة.
أما مشروعه لكشف الفساد الحكومي عبر ما سمي "جدار الإيصالات" فلم يلقَ حماسا يذكر من القضاء أو الكونغرس الجمهوري، في مؤشر على أن النظام الأميركي لا يزال يتمتع بقدر من المناعة المؤسساتية.
وداع باهت ونهاية تجربةوفي آخر ظهور له داخل البيت الأبيض جلس ماسك في إحدى زوايا اجتماع الحكومة.
إعلانوفي مقابلة وداعية عبر قناة فوكس مع لارا ترامب بدا ماسك متأثرا بما وصفه بـ"سوء فهم الجمهور له"، مشيرا إلى أن البعض "أساء تأويل التحية التي قام بها على أنها تحية نازية"، وقال "هم يحاولون التشكيك في كل شيء أقوم به".
واختتم التقرير بتحليل ساخر من منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بماسك "غروك" التي وصفت تجربته في واشنطن بأنها "تجربة دوج أسفرت عن اضطرابات تنفيذية وتعقيدات قانونية ونتائج محدودة طغت عليها خسائر كبيرة أقرب إلى تحذير منه إلى إنجاز".
ورغم كل ما أنفقه وسعى إلى تحقيقه فإن ماسك خرج من واشنطن بجروح سياسية ومالية وشخصية، تاركا وراءه إدارة مرتبكة ومؤسسات مثقلة وشركة سيارات فقدت بريقها العالمي، والدرس الأوضح: ربما لا يكفي الذكاء التكنولوجي لتفكيك الدولة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يُعلن زراعة شريحة دماغية تعيد البصر للمكفوفين تبدأ قبل نهاية 2025
أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن اقتراب شركة Neuralink، إحدى شركاته الناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية، من زراعة أول شريحة دماغية تُعرف باسم Blindsight، تهدف إلى استعادة البصر للأشخاص المصابين بالعمى الكامل، وذلك بحلول نهاية عام 2025.
وأكد ماسك خلال فعالية عقدت في ولاية ويسكونسن الأمريكية أن التجارب الحيوانية على هذه الشريحة قد حققت نجاحًا ملحوظًا، وأن الحيوانات، وتحديدًا القرود، التي خضعت للتجارب كانت في حالة صحية جيدة بعد زراعة الشريحة.
قال ماسك إن الزراعة البشرية الأولى ستمنح شخصًا مكفوفًا القدرة على الرؤية من جديد، لكن بجودة منخفضة في البداية، موضحًا:"نأمل في زراعة أول جهاز خلال هذا العام. سيكون بدقة منخفضة في البداية، لذا من المهم أن نُدير التوقعات، لكنني أعتقد أنه بمرور الوقت ستوفر الشريحة رؤية تتفوق حتى على الرؤية البشرية الطبيعية، وهذا سيكون أمرًا رائعًا."
وكانت شركة Neuralink قد بدأت بالفعل تجارب سريرية منذ عام 2024، بعد أن أجرت اختبارات مكثفة على الحيوانات.
كما كانت أول عملية زرع شريحة دماغية للبشر قد أُجريت في يناير 2024، حين مُنح ثلاثة مرضى يعانون من إعاقات حركية القدرة على التحكم في أطرافهم من خلال الإشارات الذهنية عبر تقنية أطلقت عليها الشركة اسم "Telepathy".
طلبات تسجيل علامات تجاريةتأتي هذه التصريحات بعد أيام من تقديم Neuralink طلبات تسجيل علامات تجارية جديدة لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي، تضمنت أسماء مثل Blindsight (البصر الخفي)، و Telepathy (التخاطر العقلي)و Telekinesis (التحريك الذهني).
ردود فعل وتطلعات مستقبليةفي منشور عبر مدونة الشركة في فبراير الماضي، قالت Neuralink:
"أظهرت تجاربنا إمكانات مشجعة فيما يخص استعادة الاستقلالية للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية كبيرة. لقد قدم لنا المشاركون ملاحظات قيّمة ساعدتنا في تحسين تصميم تقنيتنا لتتناسب مع احتياجاتهم بشكل أفضل."
وأضافت الشركة أنها تتطلع إلى العمل مع المزيد من المتطوعين الذين يتمتعون باحتياجات فريدة، حتى تتمكن من تطوير الوظائف التي تُحدث الفارق الأكبر في حياتهم اليومية.
ما القادم؟رغم إعلان ماسك عن خطة زراعة شريحة Blindsight هذا العام، إلا أن Neuralink لم تُحدد جدولًا زمنيًا رسميًا لإطلاقها التجاري. ومن المتوقع أن تستغرق الاختبارات السريرية والتجريبية مزيدًا من الوقت قبل أن تصبح الشريحة متاحة على نطاق واسع.
ومن الجدير بالذكر أن ماسك حضر الحدث في ويسكونسن في إطار دعمه العلني لحملة القاضي براد شيميل ضمن انتخابات المحكمة العليا في الولاية.