أحيت دول أوروبا وروسيا والمملكة المتحدة الذكرى 80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، وسط أجواء يخيّم عليها التوتر السياسي والنزاعات المسلحة، لا سيما في شرق أوكرانيا.

احتفالات واسعة شهدتها أوروبا بمناسبة هذا الحدث التاريخي (غيتي)

وشهدت العواصم فعاليات رسمية وشعبية لإحياء هذه المناسبة التاريخية، في حين امتنع أغلب قادة الاتحاد الأوروبي عن تلبية دعوة موسكو للمشاركة في احتفالاتها الرسمية، احتجاجا على ما يصفه الغرب "بالدور الروسي في النزاع الأوكراني".

المملكة المتحدة نظمت احتفالات ملكية وشعبية بمناسبة يوم النصر (غيتي)

كما أحيت المملكة المتحدة الذكرى 80 ليوم النصر في أوروبا بسلسلة من الفعاليات الرسمية والشعبية التي امتدت من 5 إلى 8 مايو/أيار، وعبّرت عن رمزية اليوم في الذاكرة البريطانية، من خلال المشاركة الواسعة للعائلة المالكة والمؤسسات الرسمية والعسكرية.

الاحتفالات في بريطانيا شهدت حضور الأمراء والعائلة المالكة (غيتي)

وانطلقت الاحتفالات بحضور الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في عرض عسكري رسمي أقيم في لندن، إيذانا ببدء 4 أيام من الفعاليات الوطنية لإحياء مناسبة استسلام ألمانيا النازية في 8 مايو/أيار 1945.

الأسرة المالكة كانت حاضرة على شرفة قصر باكنغهام لمتابعة الاحتفالات الجوية والعسكرية (غيتي)

وفي قاعة وستمنستر التاريخية، أقيم حفل موسيقي خاص شارك فيه النائب برنارد جينكين، إلى جانب جوقة البرلمان وسيمفونية سميث سكوير، في مناسبة مزجت بين الموسيقى والتأمل الوطني في تضحيات الحرب.

برنارد جينكين وأعضاء جوقة البرلمان شاركوا في حفل موسيقي مميز في قاعة وستمنستر بلندن بمناسبة الذكرى 80 (غيتي)

وظهر الأمير وليام برفقة زوجته الأميرة كاثرين وأطفالهما جورج وشارلوت ولويس على شرفة قصر باكنغهام خلال الموكب العسكري الرسمي، في لحظة رمزية جسدت امتداد الإرث الملكي في هذه المناسبة التاريخية.

الأمير وليام والأميرة كاثرين شاركا في الاحتفالات بمناسبة الذكرى 80 ليوم النصر في بريطانيا (غيتي)

وتجمعت الحشود في شوارع لندن لمشاهدة التحليق الجوي الاستعراضي التابع لسلاح الجو الملكي، في مشهد احتفالي أعاد التذكير بيوم حاسم في التاريخ الأوروبي والعالمي.

الحشود تجمعوا خارج قصر باكنغهام في لندن لمتابعة العرض الجوي العسكري بمناسبة الذكرى 80 ليوم النصر (غيتي)

وفي روسيا، تجسدت الذكرى 80 ليوم النصر من خلال سلسلة من الفعاليات الكبرى التي استمرت منذ بداية مايو/أيار 2025.

الشوارع في موسكو زُينت بالتركيبات الزخرفية احتفالًا بهذا الحدث التاريخي (غيتي)

وزيّنت الشوارع في موسكو بالتركيبات الزخرفية احتفالا بهذه المناسبة التاريخية، حيث كانت المدينة على موعد مع عرض عسكري ضخم في الميدان الأحمر.

موسكو نقطة انطلاق للفعاليات الكبرى التي تستمر طوال شهر مايو/أيار 2025 (الأناضول)

وفي السابع من مايو/أيار الجاري، جرت البروفة العامة للعرض العسكري بمشاركة القوات المسلحة الروسية، تمهيدا للاحتفال الرسمي غدا الموافق 9 مايو/أيار، والذي سيشهد مشاركة واسعة من العسكريين والمدنيين في مسيرة حاشدة.

روسيا شهدت عروضا عسكرية في الميدان الأحمر بموسكو (الأناضول)

وفي الوقت نفسه، شهدت سول في كوريا الجنوبية مسيرة نظمها أكثر من 200 عضو من مجلس تنسيق منظمات الروس في الخارج، بالإضافة إلى المقيمين الروس في كوريا الذين شاركوا في استعراض خاص بمناسبة يوم النصر أمام السفارة الأميركية.

كوريا الجنوبية شهدت مسيرة شارك فيها الروس والمقيمون (غيتي)

وتعكس هذه الاحتفالات الروح الوطنية الروسية وعزيمة الشعب في إحياء ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية، الذي شكل تحولا حاسما في مسار الحرب العالمية الثانية.

القوات الروسية تتجه نحو الساحة الحمراء لحضور البروفة العامة للعرض العسكري ليوم النصر (الأناضول)

وفي روما، أحيت إيطاليا الذكرى 80 لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، من خلال احتفالية "الفوج الخالد" التي تجمع خلالها الشعب الروسي والمتعاطفون معه في ساحة أوغو لا مالفا.

إيطاليا شهدت احتفال "الفوج الخالد" في روما لتكريم قدامى المحاربين (غيتي)

وقد شهد الاحتفال حضورا واسعا للمجتمع الروسي في إيطاليا، إلى جانب الإيطاليين الذين شاركوا في إحياء هذا اليوم التاريخي تعبيرا عن التضامن مع روسيا والاعتراف بتضحيات شعوب العالم في سبيل القضاء على الفاشية.

روما احتضنت مسيرة "الفوج الخالد" بمشاركة الجالية الروسية إحياء لذكرى النصر على النازية (غيتي)

وفي فرنسا، كانت مدينة ريمس في شمال شرقي البلاد محورا رئيسيا للاحتفالات بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

مدينة ريمس الفرنسية شهدت مراسم إحياء الذكرى 80 لاستسلام ألمانيا النازية عام 1945 (الفرنسية)

وكانت المدينة التي شهدت استسلام ألمانيا النازية الأولي عام 1945 أقامت فعاليات مهيبة، منها إشعال شعلة الذكرى.

وزيرة الذاكرة الفرنسية باتريشيا ميراليس أشعلت شعلة الذكرى إلى جانب رئيس بلدية ريمس أرنو روبينيت (الفرنسية)

وخلال هذه المناسبة، شارك العديد من الشخصيات البارزة، كما شهدت المدينة استعراضا لعدد من الممثلين العسكريين الذين ارتدوا زي الحرب العالمية الثانية.

ممثل يرتدي زي جندي مظلي أميركي من الحرب العالمية الثانية شارك في إحياء الذكرى 80 (الفرنسية)

ومن خلال الاحتفالات التي أقيمت في روسيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وغيرها من الدول، تجدد المناسبة التأكيد بأهمية الاستمرار في تعزيز السلام وتذكر بدروس الحرب العالمية الثانية التي شكلت ملامح التاريخ الحديث.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحرب العالمیة الثانیة ألمانیا النازیة هذه المناسبة مایو أیار من خلال

إقرأ أيضاً:

رغم لهجة الانتصار.. "بوليتيكو": قلق في البيت الأبيض من رد إيران على الضربات الأمريكية

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن أجواء التوتر الحذر داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم اللهجة المنتصرة التي تبناها في خطابه فجر الأحد عقب الضربات العسكرية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. 

وأكدت الصحيفة أن البيت الأبيض يشعر بقلق بالغ من احتمال شن إيران لهجوم مضاد، قد يزج بالولايات المتحدة في دوامة صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط.

عاجل- شاهد.. «لحظة الضغط على الزر» ترامب وكبار قادة أمريكا في غرفة العمليات خلال القصف النووي لإيران واشنطن بوست: ترامب يرهن مستقبله السياسي بالحرب.. ضربة إيران قرار مصيري قد يُغير قواعد اللعبة البيت الأبيض: قلق رغم التفاؤل الرئاسي


حسب "بوليتيكو"، فإن الرئيس ترامب بدا في خطابه العلني واثقًا من أن العملية العسكرية نجحت في تحقيق هدفها، والمتمثل في تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، لكنه لم يُظهر علنًا المخاوف الداخلية المتصاعدة داخل الإدارة الأمريكية.
مصدر بالإدارة، رفض الكشف اسمه، صرح للصحيفة قائلًا: "نحن لا نعلم بعد إلى أين قد يقودنا هذا، قد نكون دخلنا في مسألة طويلة الأمد".

وأوضح المصدر أن الرسالة الأساسية للبيت الأبيض حاليًا هي أن "أمريكا لا تسعى لتغيير النظام، بل لتقويض القدرة النووية الإيرانية وفتح الطريق أمام مفاوضات جديدة".

 

القرار العسكري الأخطر في رئاسة ترامب


اعتبرت "بوليتيكو" أن إرسال قاذفات B-2 الشبحية لضرب منشآت إيران النووية كان أكبر تحرك عسكري يتخذه ترامب خلال رئاسته، وهو القرار الذي جاء متناقضًا مع وعوده السابقة بعدم إقحام الولايات المتحدة في صراعات جديدة في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس، وبحسب أقوال مسؤولين داخل البيت الأبيض، رأى في هذه اللحظة "فرصة نادرة" للقضاء على المشروع النووي الإيراني، مع الحد الأدنى من المخاطر على الجنود الأمريكيين أو المدنيين.

"ضربة جراحية" لا تعني نهاية الأزمة

أكد مسؤولون رفيعو المستوى لـ "بوليتيكو" أن الخطة العسكرية التي نُفذت كانت ضيقة ومصممة بعناية لتجنب أي تصعيد فوري، حيث استُخدمت قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك في هجوم دقيق لم يشمل إرسال قوات برية أو الدخول في اشتباك مباشر على الأرض.

وأشار مصدر بالبيت الأبيض إلى أن الخطة لا تتناقض مع تعهد ترامب بعدم خوض حروب طويلة ومكلفة، وهو ما أكدته مستشاريه السياسيين، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يسعى ترامب خلالها لتقديم نفسه كزعيم قوي لكن غير متهور.

 

بين التصعيد والدبلوماسية: سيناريوهات مفتوحة

ورغم محاولات الرئيس الأمريكي لتهدئة الرأي العام والإيحاء بأن الضربة كانت محدودة وناجحة، تؤكد الصحيفة أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل تجهيز خطط للتعامل مع أي رد إيراني محتمل، سواء كان عبر استهداف القوات الأمريكية في المنطقة أو ضرب المصالح الأمريكية والحلفاء، وعلى رأسهم إسرائيل.

وأضاف التقرير أن ترامب ناقش عدة سيناريوهات عسكرية قبل اتخاذ القرار النهائي، وكان يميل في البداية إلى منح إيران مهلة أسبوعين، لكنه غيّر موقفه فجأة، ليُطلق الضربة قبل انتهاء المهلة المعلنة، ما تسبب في ارتباك داخل بعض أروقة الإدارة.

مقالات مشابهة

  • ذكرى عطرة تحمل لنا قيما وفضائل.. وزير الداخلية يهنئ الرئيس السيسي بالعام الهجري الجديد
  • ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنهاية مايو.. والداخلية تسجل أعلى معدل تضخم
  • صمتُ الذكرى في زمن الحرب.. حين ينسى الحاضر رواد الأمس
  • بمناسبة الذكرى الـ 30 لرحيله.. عرض فيلم وثائقي عن عاطف الطيب قريبا
  • بحضور النائب مصطفى بكري.. محافظ الشرقية يستعرض مشروعات التنمية والطفرة الخدمية بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو |فيديو
  • قرقاش: وقاحة وزير مالية إسرائيل وصلت إلى دعوة الخليج وأوروبا لتمويل الحرب
  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • الرئيس الإيراني: أمريكا انضمت إلى الحرب بعد أن شهدت عجز إسرائيل
  • هل تدخل روسيا على سكة الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟ كاتب صحفي يفسر
  • رغم لهجة الانتصار.. "بوليتيكو": قلق في البيت الأبيض من رد إيران على الضربات الأمريكية