بين تفاؤل الرقائق ومخاوف التضخم .. الأسهم تتماسك عالميًا
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
سجلت مؤشرات الأسهم العالمية ارتفاعًا جماعيًا في جلسات اليوم ، مدفوعة بمكاسب قوية لأسهم شركات الرقائق الإلكترونية وتلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية إبرام اتفاق تجاري "كبير"، فضلًا عن قرار مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
ففي طوكيو، أنهى المؤشر الياباني تعاملاته مرتفعًا بنسبة 0.
وجاء هذا الأداء بدعم من صعود أسهم شركات أشباه الموصلات، على خلفية تقارير عن نية الإدارة الأمريكية إلغاء بعض القيود المفروضة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، وقد أكد متحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية صحة هذه التقارير، مما عزز أداء القطاع في وول ستريت وطوكيو على حد سواء، وقفز سهم أدفانتست اليابانية 3.73%، بينما صعد سهم طوكيو إلكترون 2.05%.
كما ارتفع سهم إن.تي.تي داتا بنسبة لافتة بلغت 16.73%، بعد أن أفادت صحيفة يابانية أن الشركة الأم العملاقة إن.تي.تي تعتزم شراء كامل حصصها من خلال عرض عام بسعر 4000 ين للسهم، وهو ما يمثل علاوة بنسبة 34% على سعر الإغلاق السابق.
أما إقليميًا، فقد شهدت بقية الأسواق الآسيوية صعودًا متناسقًا، حيث ارتفع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 0.8%، وكذلك مؤشر شنغهاي المركب بالنسبة ذاتها، وسجل كوسبي الكوري الجنوبي ارتفاعًا بنسبة 0.3%، فيما صعد المؤشر الأسترالي ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 بنسبة 0.2%.
وفي الولايات المتحدة، أغلقت المؤشرات على ارتفاع طفيف بعد جلسة متقلبة، حيث صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، وناسداك 0.3%، وداو جونز الصناعي بـ284 نقطة أو 0.7%، وتقلبت المؤشرات خلال الجلسة مع ترقب المستثمرين لأي مؤشرات على تحسن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.
وما زال المستثمرون يتابعون بحذر تصريحات ترامب، الذي قال عبر منصة "تروث سوشيال" إنه سيعقد مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن "اتفاق تجاري كبير" مع دولة "تحظى بتقدير كبير"، في إشارة محتملة إلى بريطانيا وفقًا لما أوردته نيويورك تايمز، ويأتي ذلك قبيل محادثات مرتقبة بين مسؤولين أمريكيين وصينيين نهاية هذا الأسبوع في سويسرا.
من جانبه، حذر رئيس مجلس الاحتياط جيروم باول من ارتفاع درجة الغموض بشأن التوقعات الاقتصادية، موضحًا أن استمرار فرض الرسوم الجمركية المرتفعة قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو وزيادة البطالة، وأكد أن المجلس يفضل الانتظار حتى تتضح الصورة الاقتصادية قبل اتخاذ أي قرارات جديدة بشأن الفائدة.
وفي أوروبا، دعم تفاؤل المستثمرين إزاء تصريحات ترامب مؤشرات الأسواق، حيث صعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.3%، مع تسجيل معظم البورصات الأوروبية مكاسب، باستثناء البورصة الإسبانية التي تراجع مؤشرها 0.4%، كما تترقب الأسواق الأوروبية قرار بنك إنجلترا بشأن الفائدة وسط توقعات بخفضها ربع نقطة مئوية.
أما في قطاع الشركات، فقد هبط سهم بانداي نامكو اليابانية للألعاب بنسبة 8.19%، ليسجل أكبر خسارة في المؤشر الياباني، كما تراجع سهم إيه.بي مولر-ميرسك الدنماركية للشحن 2.1% بعد خفض توقعاتها لسوق الحاويات بسبب الضبابية الجيوسياسية، في المقابل، قفز سهم إنهايزر-بوش إنبيف بنسبة 4.2% بعد أن تجاوزت أرباحها التشغيلية الفصلية توقعات المحللين.
وبينما يواصل العالم مراقبة تطورات التجارة والسياسة النقدية، تبقى الأسواق عرضة لتقلبات حادة تعكس مزيجًا من المخاوف والآمال بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
المستوردين : تراجع التضخم في نوفمبر مدفوع بانخفاض أسعار الغذاء
أرجع المهندس متى بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، تباطؤ وتراجع التضخم في المدن المصرية خلال شهر نوفمبر، بعد أن كان قد تسارع في الشهر السابق لأول مرة منذ أربعة أشهر، إلى الانخفاض الملحوظ في أسعار السلع الغذائية، والتي تستحوذ على الوزن الأكبر داخل مؤشر أسعار المستهلكين.
وتوقع بشاي، في تصريحات صحفية اليوم، استئناف معدلات تباطؤ التضخم بداية من يناير المقبل، بما يدعم اقتراب المؤشرات من مستهدفات الحكومة والبنك المركزي بالوصول إلى رقم أحادي عند مستوى 7% ±2% خلال الربع الأخير من عام 2026.
وأشار إلى أن البيانات الرسمية كشفت تسجيل قسم الطعام والمشروبات تراجعًا قدره 2.9-%، نتيجة انخفاض أسعار الخضروات بنسبة 15.8-%، والحبوب والخبز بنسبة 0.2-%، وتراجع اللحوم والدواجن بنسبة 1.5-%، والأسماك والمأكولات البحرية بنحو 0.8-%، إضافة إلى انخفاض مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 1.2-%.
وأكد بشاي أن هناك حزمة من العوامل تُعزز قدرة الحكومة على مواصلة الاتجاه النزولي للتضخم مطلع العام المقبل، أبرزها: استمرار تراجع أسعار الغذاء، وتماسك سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وتعافي الطاقة الإنتاجية للقطاع الصناعي، ونمو التدفقات الدولارية، وتراجع تكلفة التمويل.
وتوقع رئيس لجنة التجارة الداخلية استمرار تراجع معدلات التضخم في قراءة ديسمبر، وهو ما قد يدعم اتجاه البنك المركزي لخفض سعر الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية المقبل بمقدار يتراوح بين 50 و100 نقطة أساس
ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، واصل معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية تراجعه للشهر السادس على التوالي مسجلاً 10% في نوفمبر 2025، مقارنة بـ 10.1% في أكتوبر 2025، كما انخفض التضخم الشهري بنسبة 0.2%.
وأكد بشاي أن استمرار هذا المسار يعتمد على عدة عوامل رئيسية، منها استقرار سعر الصرف، وتوافر السلع بمستويات كافية، والتطورات العالمية في الطاقة والشحن، إضافة إلى حجم الطلب المحلي والسيولة المتداولة، التي ستظل مؤشرات حاسمة في تحديد الاتجاه المستقبلي للتضخم.