انطلقت صباح اليوم فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر كلية اﻹعلام الدولي الثلاثين، بالحلقة النقاشية الثامنة والتي جائت بعنوان "استخدام التكنولوجيا الحديثة في الاتصال الصحي" ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي  الذي نظمته كلية الإعلام بجامعة القاهرة على مدار يومي 7 و8 مايو الجاري،  حول  دور التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الوعي الصحي وتمكين المجتمعات، بمشاركة عدد من الأكاديميين والخبراء في مجال الإعلام والصحة الرقمية.

واستعرضت الحلسة  كيفية استخدام التطبيقات الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة في تحسين وصول الأفراد إلى الخدمات الصحية وتوفير الاستشارات الطبية عبر الإنترنت.

وناقشت الجلسة دور هذه التكنولوجيا في رفع الثقافة الصحية بين مختلف فئات المجتمع، وأهمية تفاعل الإعلام الرقمي مع الجوانب التقنية لتعزيز فعالية الرسائل الصحية، وتحقيق أهداف بناء مجتمع صحي قادر على مواجهة التحديات الصحية الراهنة.

افتتح الجلسة الأستاذ الدكتور محمد المرسي، الاستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون  بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، الجلسة البحثية التي عقدت تحت عنوان "استخدام التطبيقات والتكنولوجيا الحديثة في الاتصال الصحي"، بمشاركة نخبة من الباحثين والمختصين من مختلف الدول العربية.

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور المرسي بالمشاركين، معبرًا عن تقديره للجهود البحثية التي تبذلها المؤسسات العربية في مجال الاتصال الصحي، مؤكدًا أن اللقاء يمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات والرؤى بين الدول الشقيقة بهدف تطوير هذا القطاع الحيوي.

وأشار رئيس الجلسة إلى أن التحولات الرقمية المتسارعة جعلت من التكنولوجيا الحديثة شريكًا رئيسيًا في دعم منظومة التوعية الصحية، حيث أسهمت التطبيقات الذكية، ومنصات الإعلام الرقمي، وأدوات الذكاء الاصطناعي، في تحسين أساليب الوقاية والعلاج، وتيسير وصول الجمهور إلى المعلومات الطبية الدقيقة.

وفي هذا السياق، ذكرت الدكتورة ريم عادل الاستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة،  أن الواقع البحثي يشهد تطورًا ملحوظًا في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، حيث أصبحت التطبيقات الرقمية عنصرًا أساسيًا لتحقيق التفاعل المستمر بين المؤسسات وجماهيرها. وأوضحت أن الدراسات الحديثة ربطت بين عدد من المتغيرات في هذا الإطار، مشيرة إلى أن قطاع البنوك يُعد الأكثر اهتمامًا بتبني هذه التطبيقات لتعزيز كفاءته التشغيلية.

وأضافت أن غالبية الدراسات الرائدة في هذا المجال انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية، بينما احتلت الدول العربية المرتبة الرابعة، في حين برزت نيجيريا كمقدمة الدول النامية التي أولت اهتمامًا خاصًا بتطبيقات التحول الرقمي. وشددت على أن الدراسات ركزت بشكل أساسي على فئة العملاء، باعتبارها الشريحة الأوسع استفادة من هذه الخدمات الرقمية.

وأشارت الاستاذ بقسم العلاقات العامة إلى أن أبرز المجالات التي استفادت من توظيف التطبيقات الرقمية تمثلت في رفع كفاءة المؤسسات وتقليل الأخطاء البشرية عبر الأتمتة، إلى جانب تسريع تقديم الخدمات مثل الدفع الإلكتروني وغيرها، بما يعزز من رضا العملاء. لكنها نبهت في الوقت ذاته إلى وجود تحديات، أبرزها ارتفاع تكلفة إنشاء البنية التحتية الرقمية، ورفض بعض المؤسسات التحول إلى التطبيقات الرقمية، سواء لأسباب مالية أو خشية من التغيير.

ومن ناحية أخرى ذكرت الدكتورة داليا عبد الله أن قدرة المرأة على الدخول إلى التطبيقات الطبية والتعامل مع وسائل التكنولوجيا أصبحت شرطًا أساسيًا للحصول على الاستشارات الصحية الحديثة، خاصة فيما يتعلق بمتابعة الحمل وصحة المرأة، موضحة بأن كثيرًا من النساء يُحرمن من الاستفادة من هذه الخدمات الإلكترونية، فقط لعدم إلمامهن بكيفية التعامل مع وسائل الاتصال والتقنيات الرقمية.

وأضافت أن المرأة، خصوصًا في سن الخامسة والعشرين، تعاني من ضغوط متزايدة نتيجة الجمع بين مسؤوليات الزواج والعمل، مما يدفع العديد منهن إلى الانضمام لمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن الاستشارات الطبية، وهو ما ساعد بالفعل في التشخيص المبكر لأمراض خطيرة مثل الأورام السرطانية.

وسلطت الدكتورة داليا عبد الله الضوء على مجموعة من التطبيقات التي تقدم خدمات صحية متقدمة للمرأة، منها تطبيقات لمتابعة الحمل وإجراء التحاليل اللازمة خلال أشهر الحمل، والتي توفر خدمات مجانية وأخرى مدفوعة. ومن بين هذه التطبيقات، أشارت إلى تطبيق "Draap" للاستشارات الطبية عبر الإنترنت، وتطبيق "Nawah"، بالإضافة إلى تطبيق "بوابة صحتي" في المغرب، المتخصص في تقديم الدعم النفسي للنساء المعرضات للعنف، حيث يتيح خدمات مجانية تشمل الاستماع والرعاية النفسية.

كما أشارت إلى تطبيق "صحة" في الإمارات، الذي يقدّم خدمات التحاليل والمتابعة الصحية، مؤكدة أن هذه التطبيقات تُمثل نقلة نوعية في تمكين المرأة صحيًا، وتسهم في تحسين الوصول إلى الخدمات الطبية والتشخيص المبكر للأمراض.

وفي مداخلتها  قالت الدكتورة شكرية كوكز السراج، من كلية الإعلام بجامعة بغداد، أن القطاع الصحي في العراق شهد خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، سواء على مستوى تعزيز الوعي الصحي أو في ترسيخ أنماط سلوكية صحية جديدة بين المواطنين، مشيرة إلى أن هذا التطور انعكس بشكل واضح في تبني الخدمات الصحية الرقمية، التي باتت تمثل ركيزة مهمة في تحسين منظومة الرعاية الصحية بالعراق.

وسلطت الدكتورة شكرية الضوء على تطبيق "سليم"، معتبرة إياه أحد أبرز الأمثلة على هذه الطفرة الرقمية في المجال الصحي، حيث شهد التطبيق في السنوات الأخيرة سلسلة من التطورات التي عززت من دوره في تحسين السلوك الصحي لدى المستخدمين. وأضافت أن تطبيق "سليم" أسهم بفعالية في نشر الوعي الصحي بين فئات واسعة من المجتمع العراقي.

ورغم هذا التقدم، أكدت الدكتورة شكرية أن هناك حاجة ملحّة لمواصلة تحسين الأداء التقني والمحتوى داخل هذه التطبيقات، لضمان تقديم خدمات صحية أكثر كفاءة وجودة، تلبي احتياجات المستخدمين وترتقي بمستوى الرعاية الصحية الرقمية في العراق.

وبدورها عقبت الدكتورة سحر مصطفى، الأستاذ المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، مؤكدة أن ما شهدته الجلسة يعكس بوضوح التحولات العميقة التي تمر بها منظومة الخدمات الصحية في العالم العربي، خاصة في ظل التوسع في تطبيقات الصحة الرقمية. وأشارت إلى أن هذه التطبيقات، رغم ما تقدمه من فرص واعدة لتعزيز الوعي الصحي وتسريع الوصول إلى الخدمات، إلا أنها تواجه تحديات حقيقية تتعلق بمدى جاهزية البنية التحتية التقنية، ومستوى الثقافة الرقمية لدى المستخدمين، لا سيما في الفئات الأقل قدرة على التعامل مع الوسائط الحديثة.

وشددت لاستاذ المساعد بقسم الصحافة على أهمية التكامل بين الجانب التقني والمحتوى التوعوي، بحيث لا تقتصر التطبيقات الصحية على تقديم الخدمة فقط، بل تسهم أيضًا في إعادة تشكيل السلوكيات الصحية لدى المواطنين، وتعزز من قدرتهم على اتخاذ قرارات صحية أفضل، داعية إلى ضرورة دعم الأبحاث الأكاديمية التي تتابع أثر هذه التطبيقات على المجتمع، لضمان تطويرها بما يتلاءم مع الاحتياجات الفعلية لكل بيئة محلية.

كما اضافت الدكتورة مي حسام، المدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ومقرر الجلسة أن التطورات الحديثة في مجال الصحة الرقمية تمثل تحولًا جوهريًا في كيفية وصول الأفراد إلى الخدمات الصحية. وأكدت أن استخدام التطبيقات الصحية يعزز من القدرة على التفاعل المباشر مع المتخصصين، ويسهم في تحسين الوعي الصحي، مما يؤدي إلى تعزيز سلوكيات صحية أكثر نضجًا في المجتمع، مشيرة إلى أن الدور التوعوي الذي تقدمه هذه التطبيقات لا يقتصر فقط على الوقاية من الأمراض، بل يمتد أيضًا إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام.

وأضافت مقرر الجلسة أن التحدي الأكبر يكمن في كيفية تفاعل الجمهور مع هذه التطبيقات، خاصة في ظل وجود فجوة رقمية قد تؤثر على استخدام هذه الأدوات بشكل فعّال، مؤكدة على ضرورة تطوير استراتيجيات تواصل قوية تعتمد على التفاعل الاجتماعي والثقافة الرقمية في تحسين استجابة الأفراد تجاه هذه الأدوات الصحية الجديدة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اعلام القاهرة جامعة القاهرة كلية الإعلام بجامعة القاهرة اعلام جامعة القاهرة فعاليات المؤتمر العلمي الدولي قسم العلاقات العامة التکنولوجیا الحدیثة التطبیقات الرقمیة الإعلام بجامعة الخدمات الصحیة الاتصال الصحی هذه التطبیقات إلى الخدمات الوعی الصحی تعزیز الوعی الحدیثة فی فی تحسین إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يُتابع استعدادات المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة، الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية؛ لمتابعة استعدادات المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل.

وأكد رئيس مجلس الوزراء أن منظومة التأمين الصحي الشامل تعكس رؤية الدولة المصرية في بناء نظام صحي قوي وشامل، وتعتمد هذه المنظومة على ركيزة أساسية تتمثل في توفير خدمات صحية متكاملة بمستوى عال لكل مواطن في مختلف أنحاء الجمهورية، بما يحقق أهداف الدولة في تطوير قطاع صحي عصري يضع صحة المواطن وكرامته في مقدمة الأولويات.

وشدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على أن صحة المواطن تحظى بأولوية قصوى لدى الحكومة، مؤكدًا الاهتمام بضرورة التعامل مع المواطنين بكل احترام وتيسير، ولا سيما الفئات الأولى بالرعاية، مع ضرورة الالتزام بمعايير الجودة والكفاءة والشفافية؛ لضمان تقديم الخدمات بمستوى عال يليق بالمواطن.

وخلال اللقاء، أوضح الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، أن الهيئة تمضي بخطى واثقة نحو تحسين نظام التأمين الصحي الشامل وتعزيز خدماته، مؤكدًا أن ذلك يسهم في تعزيز ثقة المواطن وترسيخ مكانة مصر كنموذج إقليمي ودولي رائد في تطبيق سياسات التغطية الصحية الشاملة لتحقيق مستقبل أفضل في مجال الصحة.

و أشار الدكتور السبكي إلى الإنجازات التي حققتها منظومة التغطية الصحية الشاملة في محافظات المرحلة الأولى، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة، الذي يأتي هذا العام تحت شعار "آن الأوان لوضع حد لكلفة العلاج التي تثقل كاهلنا"، موضحًا أن هذا الشعار يجسد الحاجة الملحة لتخفيف الأعباء المالية المرتبطة بالعلاج على المواطنين، ويؤكد حق الجميع في الحصول على رعاية صحية شاملة دون عناء أو أعباء اقتصادية إضافية.

وأضاف: هذا الشعار يعكس أهداف مشروع التأمين الصحي الشامل باعتباره مشروعًا اجتماعيًا تكافليًا، يضمن تحمل الدولة تكاليف علاج غير القادرين، مما يدعم الحماية الاجتماعية ويحقق العدالة الصحية ويخفف العبء المالي عن الأسر المصرية.

وحول الإنجازات التي تحققت على مدار ست سنوات من تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل، أشار رئيس الهيئة إلى أنه تم تقديم أكثر من 105 ملايين خدمة طبية وعلاجية بحلول عام 2025 بمحافظات المرحلة الأولى، ما يدل على جدية الدولة في التزامها بتوفير خدمات صحية آمنة وجيدة تحت مظلة التأمين الصحي الشامل.

واستعرض "السبكي" استعدادات الدولة المكثفة لإطلاق المرحلة الثانية من المشروع، مؤكدًا أن هذا يعكس الالتزام الحكومي بتوسيع مظلة النظام الصحي لضمان توفير خدمات عادلة وآمنة لجميع المواطنين، مؤكدًا أن الاستعدادات الجارية لرفع كفاءة وتجهيز المنشآت الصحية المدرجة ضمن المرحلة الثانية بأحدث المعايير الطبية والتكنولوجية، فضلًا عن جهود دعم القطاع بالأطقم الطبية المؤهلة وتنفيذ برامج تدريبية متطورة؛ لتحسين كفاءة الموارد البشرية، والتأكد من الجاهزية الكاملة لتقديم الخدمات الصحية فور بدء العمل بالمرحلة الجديدة، بما يضمن تحسين جودة حياة المواطن المصري.

كما تتضمن الاستعدادات العمل على تحديث نظم التشغيل والتوسع في التحول الرقمي؛ بهدف رفع مستوى كفاءة تقديم الخدمات وتسريع العمليات المتعلقة بالمستفيدين لتحسين تجربة المرضى وضمان رضاهم.

وفي ختام اللقاء، شدد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة استمرار العمل بكل الجهود الممكنة للحفاظ على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مع إيلاء أهمية خاصة للنظافة والأمن والصيانة في مختلف المنشآت الصحية؛ بهدف الحفاظ على هذه المنشآت واستدامتها؛ ومواصلة تقديم أعلى مستوى من الخدمات، وتحقيق رضا المواطنين، مضيفًا: الحكومة مستمرة في جعل الرعاية الصحية في صدارة أجندة أولويات عملها

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يُتابع استعدادات المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل
  • تحسين الخدمات وتعزيز الاستقرار.. الانتقالي الجنوبي يواصل تحركاته لتطبيع الأوضاع
  • "أبشر" تستعرض أبرز تقنياتها الحديثة وحلولها الرقمية المبتكرة
  • محافظ أسيوط يزور الطفل زياد خلال إجرائه فحوصات طبية بالتأمين الصحي للاطمئنان على حالته الصحية
  • مؤتمر عمان للأمراض الجلدية يستعرض أحدث التطورات في مجالات التشخيص والعلاج
  • الغوج يبحث مع السفير المصري تعزيز التعاون الصحي
  • توصيات مؤتمر إعلام  CIC التاسع لرسم خارطة طريق لمستقبل "الإعلام الغامر"
  • مؤتمر IPSC Egypt 2025 يعتمد منصة Teradix لتشغيل مكوناته الرقمية
  • فقد الوعي تماما | تطور صادم في حالة طارق الأمير الصحية بالعناية المركزة
  • «العلوم الصحية» تدعو أعضاءها للمشاركة في مؤتمر الأشعة بوزارة الصحة..