لأول مرة في تاريخ السودان، تتعرض الدولة لاستهداف بهذا الشكل الواضح
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
ظاهريًا قد يبدو للبعض أن حلف الدعم السريع ومجموعات قحت يستفيدون من دعم الإمارات، كحليف (في الواقع مشغل) قوي يملك المال والنفوذ.
ولكن في الحقيقة، فإن الإمارات باستخدامها لهم بهذا الشكل قد أنهت مستقبلهم السياسي في السودان.
صحيح أن السودان عرف معارضة الخارج وتلقي الدعم أو التحالف مع دول لها عداء معه، ولكن كل الحروب السابقة كانت إلى حد كبير حروبًا بين جيوش، ولم تكن ضد الشعب السوداني بشكل مباشر.
الحرب الحالية هي حرب ضد الدولة، ضد البُنى الأساسية والخدمات، وضد المواطن نفسه، الذي تضرر منها بشكل مباشر. يحدث ذلك في ظل تغطية إعلامية قوية، ومع تطور وسائط التواصل والإعلام. المواطن السوداني لا يتلقى المعلومة من الدولة وإعلامها وحسب، بل يتابع الفضائيات، وتصله أخبار الصحف العالمية، ويتابع تحليلات من كتّاب ومحللين وصنّاع محتوى من داخل الوطن العربي وخارجه. فدعم الإمارات لهذه الحرب ضد السودان حقيقة عالمية، ويتلقاها المواطن السوداني على أنها حقيقة عالمية وليست مجرد رواية حكومية.
حلف الجنجويد وقحت يتجاهل هذه الحقيقة ويحاول نفيها أحيانًا، لكنه أيضًا يؤكدها ويعززها في أذهان الناس أكثر.
لأول مرة في تاريخ السودان، تتعرض الدولة لاستهداف بهذا الشكل الواضح: تدمير متعمد للمنشآت الحيوية، واستهداف المواطنين بأسلحة حديثة، وقتل وتشريد واغتصاب ومعاناة. كل ذلك يحدث، وهناك مجموعات من السودانيين متورطة فيه، لكنها تعيش في أوهام بأنها تستطيع أن تجعل الشعب يتقبل كل هذا طوعًا أو كرهًا!
لا شك أن أملهم الوحيد هو هزيمة كل الشعب السوداني وربما محوه من الوجود، ولكن في ظل انتصار هذا الشعب ووجوده على أرضه، لا مستقبل لهؤلاء الخونة الذين عملوا كأدوات في أيدي الأعداء.
فما يحدث للسودان وللشعب السوداني من عدوان واستهداف ليس شيئًا يمكن نسيانه مهما طال الزمن، ومن وقفوا ضد شعبهم لا يمكن نسيانهم.
وما يجري ليس مجرد صراع سياسي ولا حتى حرب داخلية، بل عدوان على الدولة وتهديد لوجودها، حدثٌ نادر تمر به الدول والشعوب، ويبقى معلمًا بارزًا في تاريخها، بل يدخل في تشكيل هويتها.
فهذه الحرب، عندما تنظر إلى قوة الجنجويد، والدعم الإماراتي، والمرتزقة، وتآمر دول في الإقليم ودول كبرى، واحتلال العاصمة، وما تلا ذلك من أحداث مروعة على امتداد السودان من إبادة وقتل وتشريد وإذلال وتخريب، ثم بعد كل هذا يأتي انتصار الشعب السوداني وملاحمه التي لا تحصى ولا تعد، بطولات وتضحيات الآلاف من الرجال والنساء وكل هذا الصخب الذي هو، بكل واقعيته، وبسبب هذه الواقعية، أكبر من أسطورة. ولذلك، فإن الخونة لن يكونوا إلا جزءًا تافهًا لا يُذكر ضمن هذا الحدث، لأن الحيز الأكبر سيكون للبطولات والانتصارات، ولكنه مع ذلك لا يُنسى. فالتاريخ يخلد الأبطال كأبطال والخونة كخونة، وهذا هو الدور الوحيد المتبقي للجنجويد وحلفاءهم في تاريخ السودان لا أكثر.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تقارب جوبا وأبوظبي.. هل يلقي بظلاله على السودان؟
جوبا- متابعات تاق برس- غادر رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، إلى الإمارات العربية المتحدة في زيارة دبلوماسية رسمية، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز فرص الاستثمار في جنوب السودان.
وتوقعت مصادر أن تكون زيارة سلفاكير مرتبطة بما يجري في السودان ومحاولة الإمارات إيجاد منافذ لدعم قوات الدعم السريع بالسلاح، مثلما تفعل في دولة تشاد.
وقالت رئاسة الجمهورية في جنوب السودان إنه من المتوقع أن يعقد الرئيس سلسلة من الاجتماعات على أعلى مستوى مع قادة الأعمال الإماراتية والسلطات الحكومية، مؤكدا تجدد تركيز جنوب السودان على السلام الإقليمي والنمو الاقتصادي.
وقال السكرتير الصحفي السفير ديفيد عمور ماجور إنه أثناء تواجده في الإمارات، سيجتمع الرئيس كير مع عدد من مجموعات الاستثمار، حيث سيقدم حجة ملحة للاستثمار في قطاعات النمو الرئيسية في جنوب السودان.
مضيفا أن زيارة رئيس الجمهورية تتبع سلسلة من الإصلاحات في البلاد بهدف تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.
كما سيجتمع الرئيس كير أيضًا مع القادة في الإمارات لمناقشة الأمور ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك السلام الإقليمي، وحالة العلاقات التجارية، وسبل التعاون من أجل تطوير البنية التحتية.
أبو ظبيالإماراتالسودان