ترامب يصعق نتنياهو ويبطش بالبنتاجون.. اليمن يهزم أمريكا والأطلسي
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
لا يفاجئنا ترامب بمواقفه وإعلاناته التي تقع كالصاعقة على رؤوس حاميَّة، وأخرى مازالت متحجرة ولا تستطيع التفكير من خارج الصندوق.
قلنا منذ زمن؛ أنَّ ترامب ومشروعه والتزاماته لا تتوافق مع خطط ومشاريع نتنياهو، بل ربما باتت متصادمة. وأكدنا بالوقائع بأنَّ العلاقة بين الرجلين ليست على ما يرام، بل في طريقها إلى التصادم.
فنتنياهو وإسرائيل منصة ركنية في مشروعات لوبي العولمة وحكومة الشركات الخفية. وترامب يخوض حرباً لا هوادة فيها لسحق لوبي العولمة وأدواته، وتدمير حكومة الشركات في أمريكا وفي كل مكان.
ناور نتنياهو وأحنى ظهره للعاصفة، وقَبِل الإملاء بوقف حرب غزة قبل يوم من دخول ترامب البيت الأبيض. وعندما التقط أنفاسه، وتسلَّم الأمر من لوبي العولمة تمرد على ترامب، وعاد إلى حرب تدمير وإبادة غزة، ولم يتعظ أو يستجيب لتنبيهات ترامب، ولا أخذ بإعلاناته مراراً عن ضرورة وقف الحرب، وإطلاق الأسرى، ومرةً بحضور نتنياهو كالصوص الممعوط في المكتب البيضاوي.
اشتدَّ ساعد نتنياهو، وانتفخت أوهامه، عندما أعطى ترامب أمراً بالحرب على اليمن، وأنذر إيران بلهجة حازمة. وافترض أنَّ ترامب كُسِر، وأصبح طوع يد البنتاغون، القوة المحورية في لوبي صناعة الحروب والعولمة.
تعنتر كثيراً في لبنان وسورية وغزة، وتطاول على اليمن بضربات مؤلمة بعد قصف مطار بن غوريون. وكان لافتاً الإعلان الأمريكي بأنَّ ضربات اليمن لم تشارك بها أمريكا وبدون علمها.
بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تدمر ما تبقى من حطام لمطار صنعاء، واستهدفت معمل الاسمنت، ومخازن الوقود، كان ترامب قد أَنجز اتفاقاً مع اليمنيين بوساطة عُمانية، لوقف العدوان من وراء ظهر نتنياهو ودون إبلاغه.
ثمَّ صَعقه ترامب بإعلان وقف حربه على اليمن من المكتب البيضاوي بحضور رئيس وزراء كندا، وزاد بإرباكه بإعلانه عن خبر هام جدا سيعلن قريباً، وقبل زيارته الخليج. المرجح أن يكون الحدث على صلة بإعلان عودة التفاوض يوم الأحد ١١ الشهر الجاري مع إيران. والأرجح بحسب تسريبات ممثله ويتكوف في التفاوض أن يكون الحدث إعلان وقف الحرب على غزة، والشروع بصفقة تبادل مع حماس، و/أو تموين غزة لمنع تجويعها وتهجيرها قسراً.
في المكتب البيضاوي عندما استدعى نتنياهو على عجل وبالإعلام، وأَجلسه كالصوص الممعوط يصغي لكلام ترامب، أصابه الذهول من إعلان موعد التفاوض على أعلى مستوى مع الإيرانيين، لتأتيه الصعقة. الصفعة الأخطر بإعلان ترامب وقف حربه على اليمن بعد سبعة أسابيع أُنهِكت بحريته، واستُنزِفت ذخيرتها، ولم تفلح طائراته بتحقيق أي هدف، والحرب على اليمن لم ترهب إيران ولا ألزمتها بتقديم تنازلات في المفاوضات .
إعلان ترامب فُهِم عند الجميع وفي أعلى المستويات في إسرائيل كصفعة مؤلمة على وجه نتنياهو، وفُسِر قرار وقف العملية دون إعلام إسرائيل ومن خلف ظهرها بمثابة مؤشر واضح على تخلي ترامب عن نتنياهو وعن إسرائيل، وفك علاقة التبني لها، وتالياً تركها تواجه مصيرها بنفسها، وبدون تبني وتمويل وتذخير وقيادة أمريكية لحروبها، وللدفاع عن مكانتها وهيمنتها وتسيِّدها في الإقليم. الأمر المستحيل بلا إدارة وقيادة أمريكية.
قرار ترامب وقف الحرب على اليمن لم يأت صاعقةً في سماء صافية، بل سبقه قرار إقالة مستشار الأمن القومي، بسبب موقفه من إيران، وتواصله مع نتنياهو، وتسريبات محادثة سيغنال. وجاء القرار بعد أن أعلن وزير الدفاع الأمريكي تقليص عدد الضباط في الجيش الأمريكي بين١٠% من الرتب الصغيرة إلى ٢٠% للرتب الكبيرة، وتقليص موازنات الجيش، وإعادة هيكلته، ليتساوق مع مشروع ترامب لأمريكا اولاً، ووقف الحروب، وتبديد الثروات في خدمة لوبيات صناعة الحروب والشركات ولوبي العولمة.
فوقف الحرب إضافةً لكونه صفعة مؤلمة لنتنياهو، وتبديداً لأوهامه، ومؤشراً لخسارته الإسناد الأمريكي في حروبه، فهو أيضاً ضربة كاسرة للبنتاجون ولوبي صناعة السلاح والحروب، سيستكملها بحملة تطهير في الجيش، والبطش برجال لوبي العولمة والحروب. ما يُرجح تَمكُنُه من فرض أجنداته، وإنفاذ رؤيته وأولوياته، ونجاحه في إضعاف وتهميش عناصر قوة لوبي العولمة في المؤسسة الأمريكية. فالبنتاجون، وبيروقراطية وزارة الخارجية، والدولة الاتحادية، كانت مساند وأعمدة سيطرة لوبي العولمة على أمريكا وإدارتها واستثمارها لصالحه في الحروب التي يسميها ترامب عبثية لا فائدة لأمريكا منها.
من غير المستبعد أن يُتِم ترامب مفاجآته وصفعاته للوبي العولمة وأدواته في الإقليم، بإعلان عن قرب اتفاق نووي مع إيران، تشير المعطيات إلى نضجه وتوفر ظروفه عند الفريقين، ومن بين الأدلة شروع الخبراء بالتفاوض، ما يعني أنَّ الأمور الأساسية حُسِمت. وبإعلان موعد العودة إلى التفاوض، وبإعلان ترامب عن خبر كبير وسار قريباً، يصبح احتمال الاتفاق كبيراً. ومع تقدم المفاوضات، وكسر عنق البنتاغون، يصبح إلزام نتنياهو بالخنوع، وقبول وقف النار في غزة، وتجرع كأس الهزيمة المُرَّة، أو إعلان ترامب الصريح التخلي عن نتنياهو وإسرائيل وتركها لشأنها أمراً مؤكداً. ومن المؤشرات عدم زيارة إسرائيل في جولته الخليجية، ما سيطلق مفاعيل وتطورات دراماتيكية في انعكاساتها على حرب نتنياهو وعلى مكانته في إسرائيل، وعلى إسرائيل ومستقبلها ووجودها في المنطقة.
فإسرائيل بلا إسناد دولي، وبلا تبني وتمويل أمريكا لا تقوى على البقاء.
قلنا وأكدنا وشرحنا مراراً؛ أنَّ ورطة ترامب في اليمن إما تكون مقتلته، ويبدأ نفاذ عهده باكراً. ورجحنا أنها مناورة مُتقنة منه، لاختبار وتبديد قوة البنتاغون وحلفائه، وعندما يفشلون يصبحون لقمه سائغة في فمه، يسهل عليه توجيه ضربات كاسرة للبنتاغون ونتنياهو وأدوات لوبي العولمة في الإقليم، لتصفيته والتفرغ لإنجاز مهامه ورؤيته. ومن المعطيات الدَّالة حملة الأردن على الإخوان المسلمين، وما يجري من تحضير لحملة مشابهة في الكويت. والمنطقي أنَّ دور إردوغان والجولاني وسيدهم ماكرون آت، آت..
وقف الحرب على اليمن بداية الغيث، والجاري من أحداث ومؤشرات تقطع بانتهاء عصر التبني الأمريكي لإسرائيل، وتمويلها وتفويضها بإدارة الإقليم والسيطرة عليه.
وأنها في الزمن لخسارة كل حلفائها، وأدواتها المحلية والعربية والإسلامية، فدورها الوظيفي قد انتفى.
وبخسارة نتنياهو والبنتاغون، وهزيمتهم في الحرب على اليمن، مقدمات لهزيمة إسرائيل في غزة. وبالحملة على الإخوان وفصائل الإرهاب المتوحش وسيدهم إردوغان، تفقد كُل وآخر أوراقها وأدواتها، لتبدأ رحلتها في الأزمات والتداعي، وانحسار القوة، وتراجع حضورها وسطوتها، بتسارع وانكشاف أوهام وعنتريات نتنياهو الخلبيَّة، وكذا تداعي وانهيار حملات التوهين والتوهيم، ونفخ عضلات نتنياهو، وتكبير حجم قدرات إسرائيل وتمكُنِها.
الزمن الجاري قلناه منذ جولة سيف القدس ؛٢٠٢١هو زمن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. وجزمنا ونعيد التأكيد؛ أن إسرائيل هُزمت في الحرب، ولو أنَّ المحور لم ينتصر.
هزيمتها كما أعلن غالانت ونتنياهو تعني؛ لا مكان لها في المنطقة.
* كاتب لبناني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الغارديان: أمريكا ترامب تتحول إلى دولة مارقة تهدد النظام العالمي
تتصاعد في الآونة الأخيرة التحذيرات من انزلاق العالم نحو مرحلة تتراجع فيها هيبة القانون الدولي لصالح سياسات القوة والضربات المنفردة، وسط ممارسات عسكرية وسياسية تعكس حالة انفلات غير مسبوقة في النظام العالمي.
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للمعلق سايمون تيسدال قال فيه إن الولايات المتحدة تحولت إلى دولة مارقة، وما عليك إلا النظر للقتل الذي يحصل خارج القانون على شواطئ فنزويلا، وقال إن الضربات التي تم شجبها على مستوى عالمي واسع تمثل آخر إشارة عن إحياء دونالد ترامب الطموحات الاستعمارية دليل على انهيار النظام العالمي القائم على القواعد.
وأضاف أن قرار بريطانيا بتعليق التعاون الاستخباراتي مع البنتاغون فيما يتعلق بالقوارب التي يشتبه أنها تحمل مهربي مخدرات في منطقة الكاريبي، يعد عملا متواضعا، وإن كان رمزيا، لمقاومة نزعات دونالد ترامب الإمبريالية.
وأضاف كاتب المقال أن بريطانيا اعترضت على الغارات الجوية الأمريكية المتكررة والقاتلة ضد مهربين مزعومين قبالة سواحل فنزويلا، والتي أدينت بشكل واسع باعتبارها عمليات قتل خارج نطاق القضاء ترقى إلى مستوى القتل.
وعلق تيسدال أن هذه الضربات يبدو أنها تنذر بهجمات أمريكية مباشرة على فنزويلا نفسها. وأضاف أن ترامب لا يخفي رغبته في الإطاحة بنظام نيكولاس مادورو، ذي النزعة اليسارية. ويؤيد معظم الفنزويليين هذا الهدف، لكنهم لا يؤيدون وسائله.
وأشار إلى أن تغيير النظام الذي تفرضه قوة أجنبية بالقوة يخالف القانون الدولي، ما لم يكن يكن بتفويض من الأمم المتحدة أو ينفذ دفاعا عن النفس.
وأضاف الكاتب أن أي محاولة تغيير للنظام، وسواء أكانت قانونية أم غير ذلك، لا ينتهي بخير أبدا لأمريكا التي تفتقر إلى مبرر مقنع للحرب، على الرغم من تصوير ترامب الخيالي لمادورو، وزعماء كارتل أمريكا اللاتينية، على أنهم "إرهابيو مخدرات" تعتبرهم الولايات المتحدة في حالة حرب.
لكن ترامب لا يكترث، فهو يعتقد أنه وبلاده فوق القانون وأن القوة على حق دائما.
وقال تيسدال إن هذا يجعلنا نسمي الأشياء باسمها: هذا بالضبط نوع من إمبريالية وقحة كتلك التي تمردت عليها مستعمرات العالم الجديد.
وتابع أن النظرة التوسعية الإقليمية المتضخمة للإدارة الثانية لترامب هي أبرز مظهر حديث لعصر جديد ينعدم فيه قانون الدولة الذي ترسخت آثاره في جميع أنحاء العالم، حيث يتم تجاهل واحتقار أسس القواعد والعمل المشترك لمعالجة المشاكل العالمية التي تهم الجميع.
ففي أوكرانيا، نقل فلاديمير بوتين انعدام قانون الدولة إلى أقصى الحدود، ولا يبدو أن أحدا قادر أو راغب في إيقافه.
وحذر الكاتب من مخاطر اندلاع صراعين خطيرين ويتطوران سريعا:
الأول هو الهجوم الأمريكي المتوقع على فنزويلا، والذي قد يشعله ترامب، المتغطرس كأي زعيم يحلم ببناء إمبراطورية يعتمر خوذة فولاذية من القرن التاسع عشر، في وقت قريب. أما الثاني، فهو احتمال إعادة إشعال حرب الصيف غير المنتهية بين إسرائيل وإيران، إلى جانب هجوم إسرائيلي متجدد على حزب الله في لبنان وحرائق قد تكون أسوأ بكثير هذه المرة.
وقال تيسدال إن ترامب كعادته، ليس لديه خطة لفنزويلا، ولا يفكر في "اليوم التالي". ومثل جورج دبليو بوش في العراق عام 2003، يبدو أنه يعتقد أن الديمقراطية الفاعلة ستتجسد بطريقة سحرية في كاراكاس ما بعد الانقلاب.
وعلى أي حال، فهو لا يحترم الحكم التمثيلي ولا أمن وازدهار الفنزويليين. وما يهمه أكثر هو نفط البلاد وغازها ومعادنها، وتحقيق انتصار سهل.
وأشار الكاتب إلى سابقة لم تكن ناجحة وتثار حولها الشكوك، أي الغزو الأمريكي لبنما عام 1989 للإطاحة بالحاكم المتهم أيضا بتجارة المخدرات مانويل نوريغا. فلم تكن عملية "القضية العادلة" سهلة، فقد قتل عدة مئات من المدنيين وبعض الجنود الأمريكيين. فنزويلا بلد أكبر بكثير، ويصعب إخضاعه.
ويذكر الكاتب أنه كتب تقريرا عن أزمة بنما لصحيفة "الغارديان"، أشار فيه إلى حدوث الكثير من الخطأ حينها بالنسبة لـ"أسماك البيرانا" - وهو الاسم الذي أطلقه نورييغا على الغزاة، وقد يحدث ذلك مرة أخرى.
وأعتقد الكاتب أن الأمر يتعلق بالسياسة الداخلية في أمريكا، ففي عام 1989، كان جورج بوش الأب، المنتخب حديثا، بحاجة إلى نصر في "حربه الرئاسية على المخدرات" المميزة. وكان نورييغا، المخبر السابق لوكالة المخابرات المركزية، يعرف الكثير، بينما أراد بوش، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، إسكاته.
ومن هنا فشيطنة مادورو تساعد ترامب على الادعاء بأنه هو أيضا يهزم أباطرة المخدرات. كما أن العمليات العسكرية المحدودة في فنزويلا قد تصرف الانتباه عن “الجثة الهامدة في الخزانة": فضيحة جيفري إبستين.
أما بالنسبة للحرب الثانية التي تتطور، فغياب القانون في الشرق الأوسط، هو من مسؤولية إسرائيل وإيران. فبعد أن أُجبر على مضض على وقف إطلاق النار في غزة (الذي لا يلتزم به)، يسعى بنيامين نتنياهو وحكومته، المدمنة على العنف والرافض للسلام، إلى ضرب أهداف جديدة. وتذكر الأعداد القياسية من هجمات المستوطنين اليهود، التي غالبا ما تكون بلا رادع أو عقاب ضد فلسطينيي الضفة الغربية، وبخاصة على إمدادات الغذاء والماء بأعمال الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
وقال الكاتب إن إسرائيل تقوم بقصف جنوب لبنان بشكل مستمر، مدعية أن الجيش اللبناني فشل في نزع سلاح حزب الله بعد هدنة العام الماضي وأن المقاتلين المدعومين من إيران يعيدون تنظيم صفوفهم.
وحذر أمير تيبون، المعلق في صحيفة "هآرتس"، قائلا: "إن نتيجة هذا الواقع هي احتمال متزايد بأن تتصاعد هجمات إسرائيل على لبنان إلى حرب شاملة مرة أخرى في مرحلة ما خلال الأسابيع المقبلة".
وتابع تيسدال أن استئناف الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران هو أكبر مصدر للقلق. فقد ادعى ترامب في حزيران/يونيو أن المنشآت النووية الإيرانية قد "دمرت"، وقد كذب.
ومن اللافت للنظر أن كلا من ترامب ونتنياهو هددا منذ ذلك الحين بشن هجوم جديد. ويشير المحللون إلى أن هجوما إسرائيليا آخر أمر لا مفر منه، بالنظر إلى الشكوك التي لا تهدأ حول القدرات النووية الإيرانية وانهيار المفاوضات وعمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة وإعادة فرض عقوبات أكثر صرامة.
وقال تيسدال إنه في ظل الفوضى السياسية والأزمات الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية وتخلي حلفاء رئيسيين عنها مثل سوريا، التي التقى زعيمها ترامب الأسبوع الماضي، تعد إيران الضعيفة هدفا مغريا لنتنياهو، الذي يصر على أنها لا تزال تشكل تهديدا وجوديا. لكن ضعفهم بحد ذاته قد يجعل ملالي طهران أكثر خطورة. وتفيد التقارير بأن إيران تصنع آلاف الصواريخ. إذا تعرضت لهجوم، فقد ترد بقوة أكبر في المرة القادمة.
كما أن تكرار العدوان الإسرائيلي غير المبرر، بدعم أمريكي، سيكون مثالا آخر على انعدام القانون من قِبل الدولة. ولكن من سيوقفه؟ لا الأمم المتحدة. ولا المحاكم الدولية ولا أوروبا المُذعورة ولا الدول العربية التي تهادن ترامب. قد تتكشف قصة محزنة مماثلة من الإهمال واللامبالاة والعجز إذا غزت الصين تايوان، على سبيل المثال أو إذا غزت روسيا مولدوفا أو حتى إستونيا، العضو في حلف الناتو.
ويختم تيسدال مقالته بالقول، هذا هو العالم كما هو عليه الآن، حيث يظهر انعدام الدولة والقانون بتعبيره النهائي عبر سباق تسلح نووي عالمي متسارع لا تقيده معاهدات الحد من التسلح أو المنطق السليم.
وقد استأنف ترامب التجارب النووية وحذا بوتين حذوه. فيما يتباهى شي جين بينغ بالترسانة النووية الصينية ويخفي ونتنياهو ترسانة إسرائيل، أما زعماء الهند وباكستان فيهددون بالدمار المتبادل. ويصنع كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية أسلحة نووية وكأن لا غد بعد اليوم، وبهذه الوتيرة قد لا نجد غدا أو مستقبلا. فالجميع أصبحوا يديرون دولا مارقة، وكما قيل فهؤلاء الأشخاص قادرون على قتلنا جميعا.