زياد بهاء الدين: الضرائب أساس الإدارة الاقتصادية ومفتاح بناء الثقة بين الدولة والمواطنين
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
صرّح الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، بأن كل القضايا الكبرى المتعلقة بالشأن الاقتصادي لها أساس ضريبي واضح، سواء تعلق الأمر بتحفيز الاستثمار، العدالة الاجتماعية، العدالة الجغرافية، التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الصحة، التعليم، أو حتى الفن والثقافة. وأكد أن السياسة الضريبية في أي دولة تعبّر عمليًا عن اختياراتها وانحيازاتها، سواء كانت واعية أو ضمنية.
وضرب د. بهاء الدين مثالين لتوضيح الفكرة:
أولًا، الاستثمار، حيث أوضح أنه مهما بلغ حماس الدولة ورغبتها في زيادة حجم الاستثمارات، فإن المناخ الضريبي السائد، وما إذا كان مشجعًا للإنتاج والتشغيل والمخاطرة أو مثبطًا لها، هو العامل الذي يحدد ما إذا كانت البيئة جاذبة للمستثمرين أم طاردة لهم.
ثانيًا، العدالة الاجتماعية، إذ شدد على أنه لا يكفي الاعتماد فقط على زيادة الإنفاق الاجتماعي من أجل تضييق فجوة التفاوت الكبيرة في المجتمع؛ لأن الدعم والمنح والمعونات تستهدف الحد من آثار الفقر، لكنها لا توفر الفرصة الحقيقية للخروج منه. وهنا، تأتي أهمية اقتران تلك الأدوات بسياسات ضريبية وسياسات إنفاق عام تساهم في تحقيق الحراك الاجتماعي المنشود.
وأشار نائب رئيس الوزراء الأسبق إلى أن السياسة الضريبية، وما يتصل بها من إنفاق عام، تمثل المدخل السليم لمناقشة أسس الإدارة الاقتصادية في أي بلد، وللإجابة على التساؤلات حول مدى سعي الحكومة لتحقيق الأهداف التي يتفق عليها المجتمع، أم الاكتفاء برفع شعارات نظرية تنتهي إلى نتائج مغايرة تمامًا.
وأضاف د. بهاء الدين أنه يتابع باهتمام المبادرات الضريبية المهمة التي أطلقتها وزارة المالية مؤخرًا، وعلى رأسها تيسير المعاملة الضريبية للمشروعات الصغيرة، والتصالح مع الأوضاع غير المقننة، وتسهيل تقديم الإقرارات الضريبية، وكذلك إطلاق حملة إعلامية لتشجيع المواطنين على التعامل بشفافية مع مصلحة الضرائب. كما أشاد بالحرص الذي يبديه وزير المالية وفريقه المحيط به على التأكيد بأن الهدف لا يقتصر على زيادة الحصيلة الضريبية، وهو هدف مشروع بحد ذاته، وإنما يشمل أيضًا بناء الثقة المفقودة بين الدولة والممولين.
وأكد د. بهاء الدين أن معرفته الجيدة بشخصية الوزير وكفاءته، إلى جانب خبرته الطويلة في العمل الحكومي، تجعله واثقًا في صدق الوزير وحماسه لبناء هذه الثقة. لكنه في الوقت نفسه نبّه إلى أن حجم التحدي كبير ومعقد، إذ يمتد وراءه تاريخ طويل من التوجس والملاحقة من جهة، ومن التهرب والتستر من جهة أخرى. وشدد على أن الحديث عن «إعادة الثقة» قد لا يكون دقيقًا؛ لأنها ثقة لم تكن موجودة أصلًا ثم ضاعت، بل هي ثقة يجب بناؤها من الأساس، ما يجعل مهمة الوزير أكثر صعوبة وتعقيدًا، لكنها في الوقت ذاته مهمة تستحق الاحترام والدعم.
وفي ختام تصريحه، دعا د. بهاء الدين إلى استغلال اللحظة الحالية لفتح حوار مجتمعي واسع حول قضايا السياسة الضريبية والإنفاق العام، مشيرًا إلى أن هدفه ليس الوصول إلى نتائج مسبقة أو فرض آراء جاهزة، بل العمل على توفير المعلومات الأساسية للمواطنين حول هذا الملف، الذي يبدو للكثيرين وكأنه «مغارة سرية» لا يفهمها سوى الخبراء، بينما هو في جوهره بسيط، لأنه يتعلق بما يدفعه المواطنون للدولة وما يحصلون عليه في المقابل من خدمات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التسهيلات الضريبية الضرائب وزير المالية تسهيلات بهاء الدین
إقرأ أيضاً:
وفد من البنك الدولي يناقش مع الوزير الرشيدي اعتماد نظام جديد لتقييم الإعاقة في المغرب
عقد عبد الجبار الرشيدي، كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، صباح يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، اجتماع عمل مع وفد من البنك الدولي، برئاسة إيريك مامادالييف، المكلف بالحماية الاجتماعية، وذلك بمقر كتابة الدولة بالرباط، في إطار زيارة عمل تندرج ضمن مشروع دعم الحماية الاجتماعية بالمغرب.
وشكل موضوع اعتماد نظام جديد لتقييم الإعاقة في المغرب أحد المحاور الرئيسية للنقاش، حيث تم التأكيد على أهمية هذا النظام في منح بطاقة « شخص في وضعية إعاقة »، بما يرافقها من آليات دعم وتفعيل. كما تم التركيز على الجوانب المرتبطة باللوجستيك، والتكوين، والحكامة، مع التأكيد على أهمية التجربة النموذجية الجارية على مستوى مدينة الرباط كمقدمة لتعميم المشروع على الصعيد الوطني.
وشكل اللقاء مناسبة لاستعراض المنجزات الاجتماعية التي حققتها المملكة، لا سيما في سياق ورش الدولة الاجتماعية الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والمتجسد في تعميم الحماية الاجتماعية، وتقديم الدعم المالي المباشر، إلى جانب تفعيل مختلف السياسات العمومية الداعمة للفئات الهشة.
وأكد الوزير الرشيدي، خلال اللقاء، التزام الحكومة بالنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال مجموعة من البرامج والسياسات التي تستهدف الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لهذه الفئة، وذلك في انسجام تام مع أحكام الدستور، والقانون الإطار المتعلق بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وكذا الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وقد اتفق الطرفان في ختام اللقاء على مواصلة التعاون الثنائي من أجل تفعيل مختلف البرامج الاجتماعية التي تشرف عليها كتابة الدولة المكلفة بالإدماج الاجتماعي، في أفق تحسين مؤشرات الإنصاف والكرامة الاجتماعية بالمغرب.
كلمات دلالية الإعاقة البنك الدولي الرشيدي المغرب