برلمانيو العالم الاحرار يدعون ترامب لإيقاف حرب الابادة في غزة
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
مايو 11, 2025آخر تحديث: مايو 11, 2025
المستقلة/- وجه عدد من البرلمانيين من مختلف دول العالم رسالة الى الرئيس الامريكي ترامب بشأن جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة والدعوة لتدخل عاجل.
و تم توجيه الرسالة التي حملت توقيع “برلمانيو العالم الاحرار” تحت عنوان “نداء عاجل لكسر الحصار وإنهاء الابادة الجماعية”.
وجاء في الرسالة “بكل احترام وتقدير، نتوجه إليكم، نحن الموقعون أدناه، بالنيابة عن “برلمانيو العالم الاحرار”، وهي حملة دولية تضم أكثر من 500 عضو دولي، ملتزمة بدعم العدالة والكرامة الانسانية وسيادة القانون الدولي، وإننا لنُدرك إرادة الشعب الامريكي في إعادة انتخابكم للمنصب الهام كرئيس للولايات المتحدة، والذي يُمثل شهادة ثقة وضعها الشعب الامريكي في قيادتكم ورؤيتكم، والالتزام المنشود بالمسؤولية الوطنية والعالمية”.
وأضاف البرلمانيون مخاطبين الرئيس الأمريكي “يأتي هذا التفويض المتجدد بثقة كبيرة ومساءلة ومسؤولية تجاه دعم القيم الاساسية والمثل العليا المنصوص عليها في اعلان الاستقلال الامريكي والذي لطالما كانت مثالا تحتذى به البشرية ، إن هذا يُذكرنا بالواجب الجليل الملقى على عاتقكم وهو الدفاع عن المبادئ العالمية لحقوق الانسان والحرية والعدالة – وهي المبادئ التي حّددت روح دستور الولايات المتحدة.”
واعرب برلمانيو العالم الاحرار، عن إدانتهم الشديدة لأعمال القمع والتطهير العرقي والعنف الممنهج التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، منوهين الى القلق البالغ إزاء استمرار الدعم غير النقدي لهذا النظام، الذي يُمّكن ويديم هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ضد المدنيين من النساء والاطفال .
وتابعت الرسالة: يقف شعب غزة اليوم على شفا الفناء. إن الكارثة الانسانية التي يواجهونها لا تتطلب التعاطف فحسب، بل تتطلب أيضا عملا فوريا وحاسما. لقد أثبت التاريخ أن الولايات المتحدة بقيادة رؤساء ذوي رؤية وعزيمة تتمتع بقدرة فريدة على التأثير في النتائج العالمية.
وحث البرلمانيون الرئيس الأمريكي على ايلاء اهتمام فوري لطبيعة الابادة الجماعية في غزة. مؤكدين أن الوضع لم يعد خاضعا للتأويل، بل يُشكل حالة طوارئ اخلاقية وقانونية. وأن ما يحدث ليس حربا تقليدية، بل حملة متعمدة ومنهجية من التطهير العرقي والفظائع الجماعية، كما يتضح من العديد من الاعمال العدوانية، في القصف العشوائي للمناطق المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ودور العبادة، وحصار شامل يحرم أكثر من مليوني مدني من الوصول إلى الموارد الحيوية والامدادات الاساسية – بما في ذلك الغذاء والماء والدواء والمأوى، التدمير المتعمد للبنية التحتية، وشل الاقتصاد وجعل الحياة المدنية غير مستدامة، والنزوح القسري للسكان من خالل العنف والتهديد المستمر، واستهداف العاملين في المجال الطبي وعرقلة الاغاثة الانسانية.
كما اعربوا أيضا عن قلقهم البالغ إزاء دور التواطؤ الدولي. و”يساورنا قلق بالغ إزاء الدعم العسكري والدبلوماسي الذي تقدمه القوى العالمية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، للاحتلال الاسرائيلي. فعندما يحمي هذا الدعم مرتكبي جرائم الحرب ويقّوض آليات المساءلة، فإنه لا يُعّد تواطؤا فحسب، بل يُعّد أيضا تخليا عن القيم التي قامت عليها الجمهورية الامريكية”.
وشددوا على “إن المعايير المزدوجة والتعاطف الانتقائي يُقّوضان الثقة العالمية ويُفاقمان دوامة العنف. ولم يعد من الممكن استخدام ذريعة “الدفاع عن النفس” كمبرر للإبادة غير المتناسبة والممنهجة لشعب بأكمله”.
ودعا البرلمانيون في رسالتهم للرئيس الأمريكي الى اتخاذ إجراءات فورية من خلال تسهيل فتح المعابر الحدودية لتسليم المساعدات الانسانية، وسحب جميع أشكال الدعم وتعليق المساعدات العسكرية للاحتلال الاسرائيلي؛ وتقديم المساعدات الانسانية واللوجستية الضرورية لغزة والشعب الفلسطيني.
واكدوا أن حق تقرير المصير ومقاومة الاحتلال حق اصيل لجميع الشعوب في القانون وفي حالة فلسطين، فإن مقاومة الاحتلال ليست مبررةا اخلاقيا فحسب، بل هي راسخةٌ في القانون الدولي. لا يمكن تحقيق السلام الدائم والاستقرار الاقليمي من خلال وقف إطلاق نار مؤقت أو مستوطنات مفروضة من الخارج، تُبنى بالاكراه أو التهجير، بل يتطلب استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة.
كما اكد البرلمانيون الاحرار التزامهم الثابت بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، داعين الرئيس الامريكي للوقوف معهم في هذه القضية المتعلقة بالحقيقة والانسانية، “حتى نتمكن جميعا من الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ”.
وكان من بين الموقعين على الرسالة التي حملت تواقيع 500 برلمانيا من مختلف دول العالم :أسامة النجيفي ، رئيس البرلمان الاسبق ونائب رئيس جمهورية العراق السابق ، و الدكتور عبد الاله بن كيران، عضو برلمان سابق ورئيس الوزراء الاسبق (المملكة المغربية)، و الدكتور أيمن نور، عضو برلمان سابق ومرشح رئاسي سابق( جمهورية مصر العربية)،والدكتور محمد هداية نور وحيد، نائب رئيس مجلس الشورى (جمهورية إندونيسيا)، و الدكتور عبد المجيد مناصرة، عضو البرلمان وزير سابق والرئيس الحالي للمنتدى الاسلامي للبرلمانيين الدوليين (الجزائر)،و إبراهيم سيد نوح ، رئيس لجنة فلسطين في البرلمان (مملكة ماليزيا)،و ياسين أقطاي، عضو سابق في البرلمان (جمهورية تركيا)،وزويليفيليلي “ماندال” مانديال، عضو البرلمان السابق وحفيد نيلسون مانديال (جمهورية جنوب إفريقيا)
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
سفير إيطالي سابق: إسرائيل لم تحقق أهدافها الاستراتيجية في حربها ضد إيران
في حوار خاص أجراه موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي مع السفير الإيطالي السابق في بغداد، ماركو كارنيلوس، والخبير في شؤون الجغرافيا السياسية الإقليمية، تناول السفير أبعاد وتداعيات وقف إطلاق النار المفاجئ بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، والذي أُعلن عنه بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يرى كارنيلوس أن وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت 12 يومًا، لا يمكن عزله عن سلوك الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها دونالد ترامب، الذي يتصرف بطريقة "متقلبة" بحسب وصفه.
ويُشبه نهج ترامب بما يُعرف بـ"نظرية الرجل المجنون" المنسوبة للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، والتي تقوم على إرباك الخصوم بسلوك غير متوقع.
لكن كارنيلوس حذر من أن إرباك الخصوم لا يخلو من مخاطر، وقد يؤدي إلى تصعيدات غير محسوبة، موضحًا أن ترامب يتصرف أحيانًا وكأن ماضيه كمفاوض عقاري لا يزال يتحكم بعقله السياسي، وأن قراراته الأخيرة بدت وكأنها تخدم شعارات متناقضة، من "لنجعل أمريكا عظيمة" إلى "لنجعل إيران عظيمة من جديد".
حسابات الاحتلال وأحلام نتنياهو
بحسب كارنيلوس، فإن الحرب الإسرائيلية لم تكن فقط ردًا على تهديدات آنية، بل جزء من مخطط استراتيجي بعيد المدى يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
ويعتبر أن نتنياهو رأى في هذا التوقيت فرصة تاريخية لا تُعوض لتصفية أعداء الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في ظل دعم أمريكي غير مسبوق، وتواطؤ أوروبي، وانشغال روسي بالحرب الأوكرانية، وتردد صيني.
ويشمل المخطط، وفق السفير، تدمير حماس في غزة، القضاء على حزب الله في لبنان، واستغلال انهيار النظام السوري كعامل لتفكيك ما كان يعرف بمحور المقاومة، ليصل الهدف الأخير إلى إيران.
لماذا إيران؟
يشير كارنيلوس إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أراد من الهجوم على إيران تحقيق هدفين رئيسيين: الأول، إنهاء البرنامج النووي الإيراني عسكريًا؛ والثاني، خلق حالة من الفوضى الداخلية في إيران تؤدي إلى إسقاط النظام. غير أن التطورات الميدانية تشير إلى أن أياً من الهدفين لم يتحقق بعد.
ويضيف أن الهجمات الجوية لم تحسم مصير المشروع النووي الإيراني، كما أن الأوضاع الداخلية الإيرانية لم تشهد انهيارًا، بل إن الردود العسكرية التي نفذتها طهران فاجأت خصومها، وأجبرت واشنطن وتل أبيب على مراجعة حساباتهما.
رغم إعلان وقف إطلاق النار، يبدي كارنيلوس شكوكًا حيال صموده، مشيرًا إلى سوابق عدة أعلن فيها ترامب مواقف مشابهة سرعان ما تراجع عنها أو لم تُترجم فعليا.
لكن في حال صمد الاتفاق، فهو يعني فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافها الثلاثة: تدمير البرنامج النووي الإيراني، جر أمريكا إلى حرب شاملة، وإسقاط النظام في طهران.
ويرى أن نتنياهو قد يُنظر إليه كخاسر سياسيًا، بينما قد يسوق ترامب نفسه داخليا كصانع سلام، ويبحث عن جائزة نوبل، في خطوة دعائية تشبه تلك التي قام بها سلفه باراك أوباما.
إيران بين الصدمة والرد
يؤكد السفير أن إيران دخلت الصراع وهي في وضع معقد، خاصة بعد الضربات التي طالت وكلاءها في غزة ولبنان، وانقطاع خطوط الإمداد في سوريا. لكن الرد الإيراني جاء مفاجئًا في قوته وتوقيته، ما أعاد خلط الأوراق ميدانيًا ودبلوماسيًا، وفرض وقفًا لإطلاق النار لم يكن على أجندة نتنياهو.
ويشير إلى أن إيران استخدمت ترسانتها الصاروخية بفعالية، دون أن تُدفع نحو مواجهة شاملة، وهو ما يؤكد قدرتها على فرض قواعد اشتباك جديدة، رغم العقوبات والخنق الاقتصادي.
وحول إمكانية استئناف الحوار النووي، يرى كارنيلوس أن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات ما زالت قائمة، لكن بشروط. ويحذر من إشراك الأوروبيين في هذه المرحلة، متهمًا إياهم بالتسبب بإرباك كبير في السنوات الماضية، سواء عبر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو عبر مواقفهم السياسية المتذبذبة.
ويقترح أن تبقى الوساطة في يد أطراف أقل انحيازًا وأكثر واقعية، داعيًا الأوروبيين للتركيز على "ما يُجيدونه" من تنظيم لوجستي، بدل محاولات التأثير السياسي غير المدروسة.
من الأحادية إلى التعددية.. من يربح السباق؟
يرى كارنيلوس أن سلوك الولايات المتحدة يُعيد إحياء نموذج الأحادية القطبية، لكنه يشكك في قدرة واشنطن على الاستمرار في هذا المسار. فالقوة وحدها لم تعد كافية، والديون الأمريكية الهائلة تُهدد النظام المالي العالمي. ويحذر من أن استمرار الصراع قد يدفع واشنطن نحو "قنبلة التخلف المالي عن السداد".
ويدعو في هذا السياق إلى إعادة قراءة كتاب بول كينيدي "صعود وسقوط القوى العظمى"، باعتباره مرجعا لفهم ما يحدث من تبدلات في موازين القوى.
يرى كارنيلوس أن التبدلات في الشرق الأوسط تُقلق موسكو وبكين، خصوصًا في ظل محاولات أمريكية لإعادة فرض الهيمنة عبر بوابة تسوية شرق أوسطية جديدة. ويشير إلى أن أي تطبيع بين واشنطن وطهران سيؤثر مباشرة على مشاريع كبرى مثل البريكس، والحزام والطريق، والتكامل الأوراسي.
ويعتبر أن إيران، بما تمتلكه من موقع استراتيجي وموارد طاقة، قد تكون النقطة التي تُنسف بها كل هذه المشاريع إن تمكنت أمريكا من إعادة تطويعها، سواء دبلوماسيًا أو عسكريًا.