هذا الإعلان أثار موجة من الاستياء في تل أبيب، حتى من حلفاء ترامب أنفسهم، الذين اعتبروا أن انخراط واشنطن في مفاوضات مباشرة مع حماس يشكل صفعة قوية لإسرائيل. اعلان

أثار إعلان حركة حماس في الساعات الماضية عن اتصالات أجرتها خلال الأيام الأخيرة مع الإدارة الأمريكية، والتي خلصت إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، عاصفة من الانتقادات في الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل، وسط غضب شعبي من الحكومة، واتهامات مباشرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتقصير في ملف الأسرى.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه بصدد الكشف عن "الخبر الأهم والأكثر تأثيرا على الإطلاق"، قبل أن يؤكد لاحقا عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أن حركة حماس وافقت على إطلاق سراح عيدان ألكسندر كبادرة "حسن نية" تجاه الولايات المتحدة وتجاه جهود الوساطة التي تقودها كل من مصر وقطر لإنهاء ما وصفه بـ"الحرب الوحشية" في قطاع غزة.

وأشاد ترامب بموافقة حماس، معتبرا أن الإفراج عن ألكسندر، آخر رهينة يحمل الجنسية الأمريكية بين المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يعد خطوة إيجابية.

إلا أن هذا الإعلان أثار موجة من الاستياء في تل أبيب، حتى من حلفاء ترامب أنفسهم، الذين اعتبروا أن انخراط واشنطن في مفاوضات مباشرة مع حماس يشكل صفعة قوية لإسرائيل.

صورة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أفراد عائلة عيدان ألكسندر، الرهينة المحتجز لدى حماس، بعد زيارة قبر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون، يوم الاثنين 7 أكتوبر 2024، في نيويوركAP Photo

الصحفي رعنان شاكيد من صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر عن هذا الغضب بحدة، قائلا: "الاتفاق بين حماس والولايات المتحدة يعني ببساطة، أنه إذا كنت تحمل الجنسية الإسرائيلية فقط، فلا تتوقع شيئا من حكومتك. أو بكلمة أصبحت شائعة مؤخرا: موتوا. لا يتم الإفراج عنكم إلا إذا كنتم تحملون جنسية إضافية، وخصوصا في عهد نتنياهو. هذا ليس تقييمي، بل ما أوضحه الرئيس الأمريكي".

وفي السياق ذاته، هاجمت صفحة "كوستا بلاك" العبرية نتنياهو، معتبرة أن الرئيس ترامب أدرك أن نتنياهو عنصر فوضوي يصعب التعامل معه، ولهذا قرر التحرك من وراء ظهره. وأضافت أن ما يصدر عن مكتب نتنياهو من إحاطات إعلامية ضد ترامب، يعكس وجود أزمة عميقة في العلاقة بين الطرفين.

أما وزير الدفاع السابق بيني غانتس، فقد أعرب عن مشاعر متضاربة قائلا: "القلب يتسع لعودة عيدان، لكن المعدة تنقلب حين نرى أن الحكومة لا تبادر ولا تتحمل مسؤولياتها. جميع الأسرى في غزة هم مواطنون صهاينة، ومن واجبنا إعادتهم. لقد حان الوقت لأن يلتزم رئيس الوزراء بهذا الواجب".

Relatedنتنياهو: لا أعتقد أنكم ستسمعون عن دولة فلسطينية ولم نطلب إذنا لمهاجمة الحوثيين ولن نطلبحلم ضرب منشآت إيران النووية يراود إسرائيل.. التوتر يتصاعد بين ترامب ونتنياهو"لا يحب الظهور كشخص يتم التلاعب به".. ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو

من جهته، اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد أن "الأنباء عن مفاوضات مباشرة بين حماس وواشنطن تعكس فشلا سياسيا ذريعا لحكومة إسرائيل، وعلى رأسها نتنياهو". 

بينما صعد وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان من لهجته، قائلا: "من فشل في هزيمة حماس خلال عام وثمانية أشهر، لن ينجح في القضاء عليها ولو بعد 17 سنة. العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية تمر حاليا بأسوأ مراحلها في التاريخ".

وأبدى عضو الكنيست حيلي تروبر قلقا بالغا من حيثيات الصفقة، وقال: "من المقلق جدا أن جنديا من لواء جولاني، أسر وهو يرتدي الزي العسكري ومن داخل إسرائيل، يعود إلى بيته بفضل دولة أجنبية وبفضل جواز سفر أجنبي، والدولة الأجنبية هي من أبلغت عائلته بالأمر".

أما الصحفي عميحاي شتاين من i24NEWS فكشف عن تفاصيل مثيرة للقلق نقلا عن الوسطاء، قائلا إنهم قالوا لحماس: "أعطوا ترامب هدية، وهو سيمنحكم هدية أكبر"، وهو ما يثير الشكوك حول أن هناك صفقة أوسع تحاك في الخفاء، "فحماس ليست ساذجة"، بحسب تعبيره.

في المقابل، حاول بعض المسؤولين التخفيف من وقع الانتقادات، حيث قال الوزير آفي ديختر: "نحن لسنا النجمة رقم 51 على العلم الأمريكي، وأهداف الحرب لم تتغير". 

هذا وأعلن مكتب نتنياهو صباح يوم الاثنين، أن إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح سجناء مع حماس، وإنما فقط بتوفير ممر آمن يتيح الإفراج عن عيدان ألكسندر.

فيما كشفت القناة 12 العبرية، أن إسرائيل ستعلق طلعاتها الجوية فوق غزة، وستؤمن ممرا آمنا تمهيدا للإفراج عن عيدان ألكسندر، المتوقع ظهر الاثنين.

وقال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لقناة "إن بي سي" يوم الأحد، بأنه سيتوجه إلى إسرائيل للمشاركة في تأمين عملية الإفراج عن ألكسندر، مضيفا: "نتوقع استلامه غدا بعد مفاوضات مطولة مع عدة أطراف نوجه لها شكرنا. هذه لحظة مهمة يعود الفضل فيها للرئيس ترامب".

اعلان

وأكدت حركة حماس في بيانها استعدادها الفوري للدخول في مفاوضات مكثفة تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى، إلى جانب إدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن الهدوء والاستقرار لسنوات، مع بدء عملية الإعمار وإنهاء الحصار المفروض على القطاع.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب إيران غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب إيران حركة حماس غزة إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب إيران السعودية الاتحاد الأوروبي برشلونة نادي ريال مدريد مجاعة باكستان عیدان ألکسندر الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

3 قضايا ساخنة في رحلة ترامب قد تفجر الخلاف مع نتنياهو

 

 قبل يوم من بدء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، تعيش القيادة الإسرائيلية في حالة قلق غير معتادة.

وبخلاف نبرة الثقة التي تطغى عادة على مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يسود الصمت والتوجس.

وكشفت مصادر مقربة من مكتب نتنياهو لصحيفة هآرتس أن حالة من "عدم اليقين" تسود داخل الدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية، خصوصا مع تكتم فريق ترامب على تفاصيل جدول أعماله.

وقال أحد مساعدي نتنياهو: "في الغالب، لا نعرف ما الذي ينوي الرئيس ترامب فعله أو قوله".

ويبدو أن حالة الغطرسة التي عادة ما تميز سلوك القيادة الإسرائيلية قد تراجعت، لتحل محلها حسابات دقيقة حول كيفية التعامل مع التحركات الأميركية في المنطقة.

وتتضمن الزيارة مؤتمرا اقتصاديا يشارك فيه كبار رجال الأعمال من الولايات المتحدة والسعودية، للإعلان عن استثمارات مشتركة ضخمة، في حين سيعقد ترامب قمة مع زعماء دول الخليج في اليوم التالي، قبل أن يغادر إلى الدوحة، ومن ثم يختتم جولته في أبو ظبي حيث سيتم الكشف عن استثمار ضخم في السوق الأميركي.

خطة المساعدات لغزة: انقسام في الرؤية والتمويل أولى الملفات الحساسة في زيارة ترامب هو ملف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

حيث صاغت إدارة ترامب، بالتنسيق مع إسرائيل، خطة لإنشاء هيئة رقابية تشرف على توزيع المساعدات وتمنع وصولها إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

لكن المعضلة الكبرى تكمن في التمويل. إعلان ويأمل ترامب، المعروف بميله للعزلة وتفضيله لعدم إنفاق أموال أميركية خارجية، أن تقوم دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات وقطر، بتمويل هذه الآلية.

لكن هذه الدول أبلغت واشنطن صراحة أنها ترفض تمويل هيئة جديدة خارج إطار وكالات الأمم المتحدة، وترى أن الحل يكمن في وقف الحرب، لا الالتفاف على جذورها، وفقا لهآرتس.

ومع تزايد خطر المجاعة، وعدم توفر خطة بديلة لدى إسرائيل، قد يؤدي فشل الخطة الأميركية إلى تصعيد سياسي داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة مع وجود انقسام واضح بين المتشددين ونتنياهو نفسه حول ملف المساعدات.

صفقة الأسرى وإنهاء الحرب: هل يُقصى نتنياهو؟

القضية الثانية التي قد تُفجر الخلاف بين ترامب ونتنياهو تتعلق بمخطط أميركي لإنهاء الحرب في غزة، يتضمن صفقة للإفراج المرحلي عن الأسرى الإسرائيليين، مقابل وقف تدريجي للعمليات العسكرية، وإنهاء حكم حماس في القطاع.

في أفضل سيناريو، سيعلن ترامب، مدعوما من الدول العربية، عن خطة تؤدي إلى إنهاء الحرب دون القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة فورا.

أما في السيناريو الأسوأ، سترفض إسرائيل أو حماس الخطة، ويتخلى ترامب عن الملف لتستمر الحرب ويموت الأسرى، وهو ما يعتبره بعض مسؤولي الحكومة الإسرائيلية "أفضل سيناريو" لبقاء الحكومة اليمينية الحالية لعام إضافي.

في المقابل، تخشى تل أبيب أن يُقدم ترامب على إعلان مبادرة دون التنسيق المسبق معها، بما يشمل تعهده بإنشاء "دولة فلسطينية بدون حماس"، وهو سيناريو تعتبره القيادة الإسرائيلية تهديدا مباشرا لسياساتها.

الملف الإيراني: صوت إسرائيل لا يُسمع القضية الثالثة والأخطر من وجهة نظر إسرائيل هي الملف النووي الإيراني. فبينما كانت تل أبيب لاعبا رئيسيا في هذا الملف، تبدو الآن خارج دائرة التأثير.

وتسعى إدارة ترامب للتوصل إلى مذكرة تفاهم مؤقتة مع إيران بشأن البرنامج النووي، تتيح للرئيس الأميركي إعلان اتفاق أولي، على أن تستكمل الفرق الفنية التفاصيل لاحقا. 

ورغم تصريحات مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، بأن "إيران يجب ألا يُسمح لها بأي تخصيب لليورانيوم"، إلا أن واشنطن منفتحة على حلول وسط، مثل التخصيب تحت إشراف دولي وفي مواقع محددة فقط.

وفي هذه الأثناء، يبدو موقف نتنياهو أشبه بمن "يصرخ من المدرجات" دون أن يستجيب له أحد، على حد تعبير أحد المراقبين الإسرائيليين.

وتأتي زيارة ترامب في لحظة حرجة، وسط عدوان مستمر على غزة وأزمة إنسانية متفاقمة وفتور في علاقات واشنطن وتل أبيب.

وإذا نجح ترامب في تحريك ملفات غزة والأسرى وإيران، فقد يسجل نقطة مفصلية في ولايته الرئاسية الثانية.

أما إذا فشلت زيارته، فقد تترك المنطقة تغرق في حرب طويلة، وتفجّر انقسامات داخلية في إسرائيل نفسها.

والسؤال الأكثر أهمية يطرح نفسه: هل ستكون هذه الزيارة بداية تحول في السياسات الأميركية تجاه إسرائيل

مقالات مشابهة

  • عائلات الرهائن الإسرائيليين بعد صفقة عيدان ألكسندر: شكرا ترامب.. ونتنياهو خائن
  • 3 قضايا ساخنة في رحلة ترامب قد تفجر الخلاف مع نتنياهو
  • إسرائيل تُعلق عملياتها في غزة.. متى تفرج حماس عن المحتجز الأمريكي عيدان ألكسندر؟
  • عاجل- حماس تعلن الإفراج عن عيدان ألكسندر وسط تعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة
  • ترامب: حماس ستطلق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر
  • عاجل- إسرائيل تستعد لتأمين ممر آمن لخروج عيدان ألكسندر من غزة بالتنسيق مع الصليب الأحمر
  • عاجل- إسرائيل تعلن وقف إطلاق النار في غزة ظهرًا تمهيدًا للإفراج عن عيدان ألكسندر
  • مكتب نتنياهو: لن يكون هناك ثمن لإطلاق الجندي عيدان ألكسندر
  • عاجل- نتنياهو: نعيش أيامًا مصيرية في ملف الرهائن.. وحماس قد تفرج عن عيدان ألكسندر كـ «بادرة حسن نية»