يجب على مصر الانتباه.. رئيسة تحرير RT: الإعلام الغربي يستهدف عقول الشباب
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
حذّرت مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة RT الروسية، من خطورة تحكّم الإعلام العالمي في عقول الأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن من يمتلك الميديا يمتلك النفوذ الحقيقي، ليس فقط على الرأي العام، بل على مستقبل الشعوب، خاصة في المجتمعات النامية.
الكرملين: روسيا عازمة على البحث بجدية عن تحقيق تسوية طويلة الأمد في أوكرانيا
مصر ترحب بالجهود الدبلوماسية لعقد مباحثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا
ووجّهت مارجريتا سيمونيان، خلال لقاء لها لبرنامج “بالورقة والقلم”، عبر فضائية “تن”، تحذيرًا ضمنيًا للمجتمعات العربية، وعلى رأسها مصر، قائلة: "يجب أن تنتبهوا لذلك.
وتابعت رئيسة تحرير شبكة RT الروسية، أنه أنا فخورة لأنني ممن يعتمد عليهم الرئيس بوتين في الانتخابات، واعتز بأنه منحني هذه الثقة، هو زعيم قوي وعظيم، عرّفه العالم، ويجسد الثقافة والتاريخ الروسي في أقوى صوره".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرأي العام الميديا الشعوب المجتمعات
إقرأ أيضاً:
القراءة في جلسة واحدة.. أثرها في فهم النص والتماهي معه في زمن السرعة وتشتت الانتباه
استطلاع - بشاير السليمية
تختلف وجهات نظر القراء حول القراءة في جلسة واحدة/دفعة واحدة، مقابل القراءة المتقطعة، وبين أثر كل منهما في فهم النص والتماهي معه، من القراء من يرى أن وحدة الجلسة تمنح الكتاب قوة إضافية في البناء والتأثير، كما يشبه قصي النبهاني هذا الاندماج بمشاهدة فيلم لا يمكن مغادرته قبل نهايته، وبين من يعتبر أن نوعية النص وأسلوب كاتبه هما العاملان الحاسمان كما تقول مزنة السيابية، تتعدد التجارب وتتشعب الرؤى. ويشير صلاح الراشدي، إلى أن اكتمال الفكرة أو تشعبها قد يسمح بالتجزئة أو يمنعها، فيما ترى مديحة الكليبية أن بعض النصوص تؤثر في النفس حتى لو قرئت متقطعة. وتمنح هذه الآراء المتنوعة رؤى مختلفة حول العوامل التي تدفع القارئ لقراءة كتاب في جلسة واحدة، والشعور الذي يعقب هذه التجربة بين الامتلاء والفراغ، وصولا إلى سؤال زمن السرعة اليوم: هل تكفي الكتب القصيرة، أم أن الاكتفاء بها يختصر عمق المعرفة؟
*******************************************************************
دفعة واحدة
قد يختلف تأثير النص حين يقرأ دفعة واحدة عن تأثيره عند قراءته مجزّأ، وصف قصي النبهاني هذه الحالة -التّماهي مع وحدة النص، وعدم الانقطاع عنه - تُشبه من يشاهد الأفلام، وقال: "غالبا المشاهد حين يبدأ متابعة الأفلام لا يقوم من مقعده إلا بعد انتهائه، وربما كان هذا مشروطا بالمتعة والحماسة والتشويق والإثارة التي استطاع الفلم أن يصطاد بها متابعه بِخلاف لو كان خاليا من أي منها. كما أنّ العناصر التي ذكرتها سلفا، هي التي بإمكانها أن تجعل قراءة كتاب في جلسة واحدة مُمكنا، وأضيف إليها رشاقة الأسلوب واللغة المُناسبة".
أما مزنة السيابية، فعزت قراءة النص دفعة أو على دفعات إلى نوعية النص، وميل القارئ، وقالت: "شخصيا بنية النص هي العامل الأول لاندماجي وتناولي للنّص في جلسة واحدة أحيانا، أي أسلوب الكاتب ومعجمه، هل يختلف الأثر؟ لن يختلف الأثر الوشيجة التي تبنى والجسر الذي يرصف بين القارئ وكتابه أقوى من ظرفيّ الزّمان والمكان، لذا الأثر يأخذ عمقه بأي حال من الأحوال".
وقال صلاح الراشدي: "هناك معيار عميق أستطيع فيه قياس مدى اختلاف أثر النص حين يقرأ دفعة واحدة أو قراءته مجزّأ وهي اكتمال الفكرة المطروحة أو تشعب الفكرة، بحيث من الممكن تجزئت الفكرة بدون فقد جودة الفهم، قد تجد نصا طويلا ولكنه يضم أفكارا متعددة من خلالها أستطيع تجزئت النص بحسب قوة الفكرة ومدى استيعابي كقارئ للنص".
فيما وجدت مديحة الكليبية أن ذلك أمر نسبي، وقالت: "بعض النصوص وإن قرئت بالتجزئة، بسبب انشغالات الحياة، إلا أنها تستولي على الفكر والجوارح، بحيث نكون مسكونين بها طوال فترة قراءتها. ففي غمرة انشغالاتنا يطلُ علينا بطل الرواية خلسة، وفجأة نستذكروا تفاصيل فكرة طرحها المؤلف في كتابه. نؤخذ بما نقرأ وتملأنا الدهشة طوال فترة قراءتنا".
وأضافت أشجان البكرية: "أعتقد أن الأمر منوط بشكل الكتاب وسياقه وسلاسته وسرعة الانتقالات فيه ومدى قوة جذبه للقارئ وحجم تبسيط المعلومة وجودة استيعابها. أما ما يخص هل قراءته مجزّأ أعمق أم متصلا بجلسة واحدة، فالأمر مرهون أيضا بسير الكتاب وتقسيماته وهل هو يضم معنى واحدا أم معاني عديدة".
عوامل مساعدة
وفي سؤال العوامل التي تجعل قراءة كتاب في جلسة واحدة ممكنة، أشارت مزنة السيابية قائلة: "العامل الأول في نظري وكما أُحِب معجم الكاتب وأسلوبه ولغته وأدواتها، ثم يأتي دور الحبكة وقوتها وارتباطها بالقارئ بطريقة أو أخرى؛ أي علاقته المباشرة بقصة الكتاب قد تجعل الكتاب أكثر قربا، وأغزر أثرا".
واختصرها صلاح الراشدي بـ" الفضول المعرفي، الدافع الشعوري، التجربة السابقة في قضاء وقت طويل في القراءة".
ورأت أشجان البكرية أن الكتب السردية والروائية هي الأكثر إمكانية لقراءتها متصلة بجلسة واحدة من الكتب الفلسفية أو العلمية أو الاقتصادية وغيرها من المجالات التي تتطلب انتباها مختلفا عن الانتباه والتركيز الذي تحتاجه الكتب السردية والروائية. بل واحيانا تحتاج تدقيقا وورقة وقلما للتذكر والإضاءة.
امتلاء أم فراغ؟
كيف يصف القراء الشعور بعد الانتهاء من قراءة كتاب في جلسة واحدة ؟ أهو امتلاء أم فراغ؟ أجاب قصي النبهاني قائلا: "أمّا عن امتلائي بكتابٍ أو فراغي منه، فهذا مرهونٌ بمدى نجاحِه في فرضِ فكرتِه وإيصالِها بطريقةٍ مُبتكرة، فلطالما علِقَت بأذهانِنا كُتُبٌ أنهينا قراءتَها في جلسةٍ واحدةٍ أو جلساتٍ قليلة، وذلك لأنّها كانت تعرفُ ما تُريدُ إيصالَه، بعكسِ الكُتُبِ الّتي سُرعانَ ما تُحلِّقُ بعيدًا عنّا بجُمَلِها وكَلِماتِها وعناوينِها، وكأنّها قَطاةٌ مُرَوَّعة؛ خلَتْ مِن كُلِّ إبداعٍ، فكانَ حقًّا عليها ألّا تمكثَ في ذهنِ مَن يَبحثُ عَنِ الإبداع!".
وقالت مزنة السيابية: "غالبًا ما أُفضل الكتب الكبيرة؛ ويقلقني قرب النهاية رغم شوقي للحدث التالي، ومعرفة ما سيحدث تاليا، لذا لحظة النهاية هي وداع محيّر كمن يودّع طيرًا قرر إطلاقه، هناك جرمٌ يتفجر ويظهر من العدم، وآخر يهوي ليصبح ثقبا أسود، أنت مُثقل بالمشاعر الطاغية، والمعارف الجديدة، لكنك خاوٍ وأنت تقنع نفسك أنها رحلةٌ آذنت بالانتهاء وستصبح خبر كان، لذا هو شعور قوي ولا أدري كيف أصفه بغير ذلك".
وعن تجربته يقول صلاح الراشدي: "لدي تجربة واحدة فقط بعد الانتهاء من قراءة كتاب في جلسة واحدة، تشعر بالفراغ بسبب انقطاع اللهفة التي ترجوها لو استمرت حتى تستقي أكثر من لذة القراءة، ولكن هذا يعتمد على أسلوب طرح الكتاب والشغف الذي يدفعك لقراءة الكتاب في جلسة واحدة، الأثر الأعمق بالنسبة لي هو قراءة النص دفعة واحدة وذلك لكسب قوة ربط أدوات الفكرة ذهنيا، وهذا يخلق شعور انتماء وحسا عميقا يعبر عن قراءة حقيقة للنص، كثرة التجربة القرائية تخلق ارتباطا شعوريا وفضولا معرفيا، يزيد من الدافعية والطموح لشق مسار معرفي أكثر وأعمق، من خلالها يعتاد القارئ على قضاء فترة طويلة في البحث أو الاندماج الذي يجعله لا يشعر بالزمن الذي يقضيه في القراءة، فيرتفع مسوى جودة القراءة ليصل إلى درجة قراءة كتاب في جلسة واحدة خاصة إذا كان يصاحب القارئ فضول ودافع شعوري لمعرفة محتوى الكتاب".
أما مديحة الكليبية فقالت: "شخصيا لا استطيع قراءة كتاب في جلسة واحدة؛ فالقراءة عندي الاستمتاع والشعور بكل حرف وكلمة، خاصة الكتب العلمية أو الكتب الفلسفية وكتب تطوير الذات. قد اضطر أحيانا إلى تكرار القراءة حتى استوعب وافهم الفكرة. عندما انتهي من كتاب أخذ بتلابيب عقلي وقلبي اشعرُ بالامتلاء، مما يدفعني إلى البحث عن كتاب بذات الزخم حتى يملأ فيني ما ملأه سابقه".
وقالت أشجان البكرية: "الشعور الذي أعيشه حين انهي كتابا بجلسة واحدة هو إغراق في الفضول والتساؤل واستمرارية لعرض أحداث الكتاب واسترجاعها في عقلي لبضع ساعات بعد الانتهاء وكأن الكتاب يطلب المزيد من الوقت لذاته".
الكتب القصيرة
في الحديث عن زمن السرعة وتشتت الانتباه، وخيار الكتب القصيرة، قال قصي النبهاني: "على القارئ، ألّا يستغني عن الكُتُب الثّقيلة والطّويلة، بحجّة ألّا وقتَ لديه، أو أنّه لا يَستطيعُ التّركيز، فتنظيمُ الوقتُ واختيارُ الكتابِ المُناسبِ لكُلِّ ظرف، وسيلةٌ فعّالة لإدارةِ المَعرفة، وترتيبِ الأفكار. الكُتُبُ القصيرة مُفيدةٌ بلا شكّ -إذا اختيرتْ بعناية- ولكنّها لنَ توفّرَ دائما التفصيلَ المُفيدَ الّذي توفّره الكتبُ الكبيرة الطّويلة".
ورأت مزنة السيابية أن: "الكتب الصغيرة تنمي الميل إلى الاختصار؛ كمن يشاهد مقطعًا قصيرًا يختصر وثائقيًا طويلًا، كمن يجري بين المقاطع القصيرة ويقلبها، ميلٌ يختصر حتى الشعور، والفكر، فيتضاءل الارتباط بين الإنسان وأي شيء حقيقي، وتصبح الحياة مجرد اختصارات، في زمن السرعة على من يستطيع أن يجد مساحة خاصة، عالمًا مشتقًا، أقل سرعة، أكثر تمهل، يتهادى مُنكرًا وضع الزمان وانجرافاته، أن يلجأ إلى هذه المساحة! سواء أكانت كتابًا، أم معزوفة قديمة متروّية، أم فيلمًا يُبنى على أقل من المهل، مشهدًا فمشهد، أم لوحة ينقشها بصبره، ينحتها بتأن، حتى تكتمل ملامحها، وفي حالتي الكتب الكبيرة علاج لهذا الاضطراب المحموم!."
وأضاف صلاح الراشدي: "من المميزات التي ينعم بها قارئ الكتاب في زمن السرعة وتشتت الانتباه هو الألفة التي يعيشها ما بينه وبين الورق لمسات شعورية حسية يعرفها من ذاق التجربة، وبالإضافة إلى نوعية الكتب وحجمها هنا المعيار يحكم من هو القارئ ربما يمتلك عقلية فذة تجعله يقرأ كتابا فلسفيا عميقا في جلسة واحدة ويدرك أفكاره أو ربما الخلفية السابقة لها دور في اختبار الكتاب المناسب للقراءة".
فيما وجدت مديحة الكليبية أن المهووسين بفعل القراءة فلن تكفيهم الصفحات القليلة، فهم في نهم مستمر للمزيد والمزيد. وقالت: "بينما يمتعض ممن لا يحب القراءة من منظر الكتب كبيرة الحجم، يُسر القارئ النهم بهذه الكتب ومجرد النظر إليها ولمسها يرفع مستوى الدوبامين إلى أعلى مستوياته".
وقالت أشجان البكرية: "حجم الكتاب ليس ما يهم بل مدى غناه ومواءمته لميولي وتوجهاتي القرائية. وإن جودة الكتاب لا تقاس بحجمه بل بمحتواه. وان كتابا صغيرا دسما لن يحل أزمة التشتت ولا بأي شكل إن كان الشخص يستصعب التركيز. فالحكم بالنسبة لي بالمضمون ومدى اتساق المعنى وجودة التسلسل وخفة اللفظ مع حفظ جزالته ودقة معلوماته".