«معلومات الوزراء» يستعرض تجربة الهند في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التجربة الهندية في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن الهند حددت رؤيتها لأن تصبح اقتصادًا قويًّا بقيمة 10 تريليونات دولار (835.7 تريليون روبية) بحلول عام 2035، حيث يتطلب الهدف تحقيق استثمارات كبيرة في البنية التحتية، وإشراك أصحاب المصلحة المتعددين، ولذلك عمدت الحكومة الهندية إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية، من خلال نموذج الشراكة بين القطاعين في مجالات عديدة، وعلى رأسها قطاع البنية التحتية.
وأشار تقرير مركز المعلومات إلى أنه وفقًا لوزارة الشؤون الاقتصادية الهندية، فقد اتخذت البلاد مسارًا منهجيًّا لإنشاء برنامج قوي للشراكة بين القطاعين العام والخاص لتقديم المرافق العامة والبنية التحتية ذات الأولوية، فمنذ عام 1990 إلى عام 2022 نُفِّذ ما مجموعه 1265 مشروعًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاعات مختلفة - مثل المطارات والكهرباء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والغاز الطبيعي، والموانئ، والسكك الحديدية، والطرق والمياه، والصرف الصحي - إغلاقًا ماليًّا (مصطلح يُستخدم غالبًا في مجال تمويل المشاريع الكبرى، مثل مشاريع البنية التحتية أو الطاقة، وهو يشير إلى المرحلة النهائية من ترتيبات التمويل)، وقد بلغ إجمالي الاستثمار في هذه المشروعات نحو 295.56 مليار دولار (24.70 تريليون روبية).
وأوضح التقرير أن قطاعا الطرق، والطاقة كان الأكثر نشاطًا، حيث شكلا أكثر من 84% من إجمالي عدد المشروعات التي تم الانتهاء من إجراءاتها المالية، واستحوذت الطاقة على أعلى حصة من إجمالي الاستثمارات في مثل هذه المشروعات، تلتها الطرق، والمطارات، والموانئ، والسكك الحديدية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمياه والصرف الصحي.
ويشير الواقع إلى أن النهج الذي تتبناه الهند في التعامل مع الشراكات بين القطاعين العام والخاص هو نهج لا مركزي، يعكس أطر عمل متنوعة عبر الولايات، وقد أنشأت حكومات الولايات والوزارات الإدارية هياكل تنظيمية خاصة بها لتوجيه اختياراتها، وتسريع تطوير البنية التحتية، وعلى المستوى المركزي وضعت حكومة الهند إرشادات وسياسات وأدلة لتعزيز أفضل الممارسات في تطوير وتنفيذ الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومن ناحية أخرى دعمت الحكومة الهندية مشروعات الشراكة بين القطاعين من خلال آليات مباشرة وغير مباشرة عبر مراحل دورة حياة هذه المشروعات.
أشار التقرير إلى أن من أبرز هذه الآليات الحكومية تقديم الدعم المالي، حيث وفرت الحكومة الهندية ما يصل إلى 20% من إجمالي تكلفة المشروع من خلال صندوق التنمية المجتمعية، وبالنسبة للقطاعات المرغوب فيها اجتماعيًّا، يوفر صندوق التنمية المجتمعية ما يصل إلى 30% من تكلفة المشروع، وقد تضيف حكومة الولاية ما يصل إلى 30% من تكلفة المشروع.
علاوة على ذلك، تدعم الهيئات الحكومية، بناءً على طلب كتابي من أصحاب الامتياز، التصاريح الخاصة بالمشروعات، والموافقات، وتوفير المرافق والبنية التحتية، وغيرها من المرافق الضرورية.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن أغلب مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص اعتمدت تقليديًّا على الائتمان المصرفي المحلي، فإن الواقع يشير إلى أن مصادر التمويل البديلة يجري تشجيعها لضمان التمويل الكافي للمشروعات التي تعمل في مجال البنية التحتية، ففي جميع قطاعات البنية التحتية تقريبًا، يُسمح بالاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 100%.
كما تتيح "صناديق الاستثمار في البنية التحتية" وهي صناديق استثمارية متخصصة تهدف إلى جمع الأموال من المستثمرين للاستثمار في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق، والجسور، والمواني، والمطارات، والطاقة المتجددة، والمرافق العامة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الصناديق تهدف إلى تحقيق عوائد طويلة الأجل للمستثمرين من خلال تمويل وتطوير وصيانة مشروعات ذات تأثير اجتماعي واقتصادي طويل الأمد، والمشاركة في مشروعات البنية التحتية من خلال امتلاك وحدات الصندوق. كما تتيح صناديق الاستثمار العقاري الاستثمار في العقارات الكبيرة المُدرة للدخل.
أضاف التقرير أن هناك أيضًا جهود كبيرة لدعم "السندات الخضراء" (Green Bonds)، وهي أداة ذات دخل ثابت لدعم المشروعات المرتبطة بالمناخ والبيئة، والتي قد تأتي مع حوافز ضريبية للمستثمرين.
وفي السياق ذاته، طرحت الدولة الهندية مبادرات رئيسة لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مجال البنية التحتية كمشروعي خط أنابيب البنية التحتية الوطنية لإنشاء خارطة طريق لاستثمار 111 تريليون روبية (1.33 تريليون دولار)، على مدى 5 سنوات، بدءً من السنة المالية 2019- 2020 إلى السنة المالية 2024- 2025 لتطوير البنية التحتية في الهند.، وخط أنابيب النقد الوطني لإنشاء خارطة طريق محددة لتطوير البنية التحتية.
أوضح التقرير أنه على مدار العقود الثلاثة الماضية، شهدت الهند مشاركة نشطة من الرعاة الأجانب، فقد اجتذبت ما يقرب من 260 مشروعًا رعاة أجانب من بلدان مختلفة مثل الإمارات العربية المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وماليزيا، وسنغافورة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، ويشير الواقع إلى أن المشهد المتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في الهند يتسم بطبيعة ديناميكية، مع التدخلات المتكررة لتعزيز بيئة أكثر ملاءمة لمشاركة القطاع الخاص.
وأضاف التقرير أنه في ظل هذه الأوضاع، أشار "بنك التنمية الآسيوي" إلى أن مستقبل الشراكات بين القطاعين العام والخاص في الهند واعد، إذ يساهم بشكل رئيس في تقدم البنية التحتية والتوسع الاقتصادي، ووفقًا للبنك، فإنه من المتوقع أن تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص دورًا مهمًّا في سد فجوة البنية التحتية، ودفع النمو الاقتصادي، وتحقيق أهداف التنمية، وبالتالي المساهمة في تحقيق طموحات النمو في الهند.
كما أكد البنك أن حكومة الهند حافظت على تركيز قوي على نمو البنية التحتية، وأشار إلى أنه يمكن تعزيز قطاع الشراكات بين القطاعين العام والخاص في الهند من خلال ضبط الأطر التنظيمية على مستوى الولاية، ومعالجة القضايا المالية، وتسريع حل النزاعات.
أشار التقرير في ختامه إلى أنه من خلال تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، تساهم الشراكات بينهما في ضمان وصول فوائد تطوير البنية التحتية إلى جميع شرائح المجتمع، مما يعزز التقدم العادل والتنمية المستدامة في جميع أنحاء البلاد.
اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يستعرض بالإنفو جراف جهود الدولة لتوطين صناعة الدواء
معلومات الوزراء يرصد طفرة في القطاع الزراعي وجهود تحقيق الأمن الغذائي
«معلومات الوزراء» يستعرض أبرز نتائج استطلاعات مراكز الفكر العالمية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معلومات الوزراء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الدعم المالي قطاع البنية التحتية المجالات التنموية الشراكة بين القطاعين العام والخاص تجربة الهند القطاع العام والخاص الآليات الحكومية الشراکات بین القطاعین العام والخاص الشراکة بین القطاعین العام والخاص بین القطاعین العام والخاص فی معلومات الوزراء البنیة التحتیة التقریر أن فی الهند من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الإسكان يلتقي وفد مؤسسة اليابان للاستثمار الخارجي في البنية التحتية لبحث أوجه التعاون
التقى الدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وفد من مؤسسة اليابان للاستثمار الخارجي في البنية التحتية للنقل والتنمية الحضارية " Join" بهدف بحث أوجه التعاون والاستثمار بمشروعات المرافق، حيث تعد المؤسسة كصندوق ياباني متخصص في الاستثمار في مشروعات البنية التحتية والنقل والتنمية الحضرية على مستوى العالم، يعمل تحت مظلة وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل والمواصلات والسياحة اليابانية (MLIT).
شارك في اللقاء عدد من مسئولي وزارة الإسكان والجهات التابعة للوزارة ووحدة إدارة المشروعات بوزارة الإسكان (PMU).
وفي بداية اللقاء، رحب نائب وزير الإسكان، بالوفد الياباني الذين أبدوا اهتمامهم بالاستثمار بمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، موضحاً الإطار المؤسسي لقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي بالوزارة وما يتضمنه من جهات تابعة تقوم بتنفيذ المشروعات الجديدة وإدارة وتشغيل وصيانة المحطات والأصول القائمة.
وأشار نائب وزير الإسكان إلى جهود الوزارة بمشروعات مرافق مياه الشرب والصرف الصحي وإدارة الحمأة والاستخدام الأمثل والآمن لها وتنويع مصادر المياه وتحلية مياه البحر وفق الخطة الاستراتيجية لتحلية مياه البحر عام 2050 والمستهدف الوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ حوالي 10 ملايين م3/يوم، بالإضافة إلى المشروعات المطروحة للتنفيذ والتشغيل والصيانة بنظام الشراكة مع القطاع الخاص – PPP.
من جانبه، ثمَّن المدير التنفيذي لمؤسسة اليابان للاستثمار الخارجي في البنية التحتية للنقل والتنمية الحضارية " Join" جهود الدولة المصرية ممثلة في وزارة الإسكان في تعزيز فرص التعاون المستقبلية، واستعرض نبذة عن المؤسسة وسياسة عملها من خلال 3 محاور رئيسية وهي: مشروعات البنية التحتية، والتكنولوجيا والتنمية الحضرية، والنقل، وحجم القيمة الاستثمارية للصندوق والتي تبلغ حوالي 1.9 مليار دولار أمريكي.
وأعرب عن رغبة المؤسسة بالاستثمار بمصر في مجالات عديدة ومنها البنية التحتية، وتحلية مياه البحر، وكذلك مشروعات الإسكان والمدن الجديدة الذكية، مستهدفاً استدامة المشروعات على المدى الطويل.
كما ناقش الدكتور سيد إسماعيل، مع ممثلي المؤسسة اليابانية، الفرص الاستثمارية العديدة لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بجمهورية مصر العربية من خلال عرض مشروعات قطاع المرافق التي يمكن الاستثمار بها، ومنها: مشروعات تحلية مياه البحر وإدارة الحمأة، وتوطين صناعة المهمات الكهروميكانيكية وخاصة الأغشية المستخدمة بمحطات تحلية مياه البحر في إطار جهود الدولة المصرية بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وخلق المزيد من الفرص الاستثمارية في إطار وثيقة سياسة ملكية الدولة، وقانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي رقم 172 لسنة 2025 والذي يُعد بمثابة حوكمة لقطاع المرافق بوزارة الإسكان.
وأكد نائب وزير الإسكان، استعداد الوزارة لتقديم كل الدعم والتعاون من خلال تشكيل مجموعات عمل فنية من كوادر الوزارة لتقديم الدعم الفني وتبادل البيانات الفنية المطلوبة للمشروعات ذات الأولوية المستهدف الاستثمار بها من الجانب الياباني وتوفير كافة سبل التعاون، وكذا حرص وزارة الإسكان على تعزيز التعاون مع الجانب الياباني لتحقيق المنفعة المتبادلة بين الجانبين.