مع تكرار عودة الهاربين من جحيم جماعة "الإخوان" الإرهابية وحلفائهم بعد سنوات الهروب الكبير، تحوّلت العودة إلى كابوس يطارد شبكات تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية. لم يأتِ هؤلاء العائدون بذاكرة خاوية، بل حملوا أسرار البنية التنظيمية وملفات المال الحرام والتواطؤ الدولي. وهكذا أصبحت شهاداتهم أشد الضربات التي تلقاها التنظيم في الخارج وبقايا خلاياه النائمة في الداخل.

تصبح الإجابة المنطقية عن تساؤلات الخوف والحيرة التي تضرب شبكات وكيانات الدعم الإرهابي بعد مفاجآت العودة المتكررة: لقد قدَّم العائد الجديد كل ما لديه من أسرار مهمة وخطيرة، ولم يعلن عن عودته إلى مصر إلا بعد أن أفرغ ذاكرة سنوات الهروب من محتواها في جلسات اعتراف طويلة استغرقت أسابيع. وننتظر منه تسريبات موجعة يُعلنها على شاشات الفضائيات المصرية.

لقد حطَّم الهاربون من جحيم "الإخوان" بعد عودتهم إلى مصر خزائن الأسرار. كان كل منهم يحمل في حقائب العودة معاول تهدم بنيان التنظيمات الإرهابية، وتفضح قيادات الخيانة والعمالة ومرتزقة حملات التضليل الممولة. وأقرَّ كل عائد إلى مصر أنه فكر في العودة منذ أن اكتشف حقيقة تجار الدين عملاء الدول الراعية للإرهاب.

اعترف أحد العائدين بأن قيادات الجماعة انتقلوا إلى دول إفريقية ليشاركوا في تنفيذ أحلام دولة داعمة للإرهاب، وفرضت عليهم على مدار أكثر من عشر سنوات تأسيس شركات ومؤسسات اقتصادية لغسل الأموال القذرة. كما فُرض عليهم العمل في منظمات إغاثية لاختراق عدة دول في القارة السمراء.

وكشف أحد العائدين عن شبكة مالية موازية اعتمدت على شركة شحن "وهمية"، كانت تنقل ملايين الدولارات عبر بنك حكومي في دولة حاضنة للتنظيمات الإرهابية باستخدام فواتير مزوّرة. كما جرى استثمار الأموال في مشاريع عقارية بدول أخرى بأسماء قيادات إخوانية لغسل الأموال وضمان تدفق التمويل المشبوه.

واعترف آخر بأنه تم تخصيص نسب من التبرعات "الإنسانية" لتمويل حملات التحريض ومخططات الفوضى والخراب والدمار، كاشفًا عن الوجه الحقيقي للعمل الخيري الذي طالما رفعه التنظيم ستارًا، كما كشف أسرار تمويل قنوات تحريضية على "يوتيوب" عبر شركات إعلانات وهمية. وهكذا كانت الأموال تتدفق لضمان استمرار خطاب التضليل المعادي للدولة المصرية.

كانت "نظرية المجازر الوهمية" التي نسجها التنظيم الإرهابي مع منظمات حقوقية مشبوهة من المعلومات التي كشفها أحد العائدين، واعترف بأنها كانت تقوم على إعادة تدوير لقطات قديمة خرجت من سياقها الحقيقي أو مفبركة وتسويقها كـ "أدلة" على انتهاكات مزعومة، ليظل التنظيم حاضرًا في المشهد الدولي حتى بالافتراء.

ومن المعلومات المهمة التي حملها أحد العائدين، ما كشف عن أن برلمانيين في دول أجنبية حصلوا على رشاوى مقابل توقيع تقارير ضد مصر، فيما تكفلت مكاتب محاماة بتزوير شهادات عن "انتهاكات" وهمية. كما كشفت اعترافاته تورط وكالة إغاثية دولية في تمرير أموال للتنظيم، بينما انكشفت صلات بعضهم بجامعات أوروبية درّبت كوادر إخوانية على حروب المعلومات والتضليل الإلكتروني.

وأقرَّ أحدهم بأن قيادات في جماعة "الإخوان" اكتشفوا أجهزة تنصت زرعتها الدولة الحاضنة داخل مقرات ومكاتب التنظيم وكيانات أخرى، لمتابعة نشاطهم وتسجيل ما يدور في غرف نومهم، هذا بالإضافة إلى اختراق جميع مراسلاتهم واتصالاتهم عبر الإنترنت.

من بين أخطر ما حمله العائدون: فك تشفير أنظمة اتصال استخدمتها خلايا نائمة. هذه الخطوة فتحت الباب أمام ضربات استباقية أجهضت مخططات إرهابية. كذلك سلَّم بعضهم قوائم كاملة بالممولين لفيديوهات التحريض، وأسماء موظفين في منظمات حقوقية تلقوا رشاوى متكررة، وهذا ما فضح منظومة كاملة كانت تعمل لهدم صورة الدولة المصرية.

وما نكتبه اليوم هو قليل من كثير يقدمه العائدون "سرًا وجهرًا" ليكشفوا النظام المالي الموازي للتنظيم. لقد انهارت آليات التشويه الإعلامي، وسقط غطاء التواطؤ الدولي الذي طالما احتمت به الجماعة. ولم يعد الحديث عن "تنظيم عالمي متماسك" سوى وهم، بعدما تحولت الأسرار الداخلية إلى دليل على التصدع والانهيار.

وأخيرًا، وليس آخرًا، يتساءل كل من كان يدعم صاحب الصوت التحريضي الجهوري ويتواصل معه من الداخل والخارج عن موقعه من الاعترافات الجديدة التي أدلى بها قبل أن يظهر في فيديو صادم لجماعة "الإخوان" وحلفائهم ويعلن أنه عاد إلى مصر وحصل على عفو رئاسي يستحق توجيه الشكر للقيادة السياسية؟!

وبعد كل عودة جديدة، يزداد المشهد قتامة بالنسبة لتنظيم "الإخوان" وحلفائهم من الكيانات الإرهابية. والسؤال الذي يفرض نفسه: من سيكون العائد القادم؟ وهل يحمل ما هو أخطر مما كُشف عنه من أسرار؟ المؤكد أن قطار الهروب من جحيم تنظيمات الخيانة والعمالة لن يتوقف، وأن شهادات العائدين أصبحت السلاح الأشد فاعلية في تفكيك شبكات الدعم وكشف أوهام التنظيم الدولي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أحد العائدین إلى مصر من جحیم

إقرأ أيضاً:

لجنة تنظيم وتمويل الواردات: عدد الطلبات المقدمة والموافق عليها بلغت (91) طلباً بأكثر من 39 مليون دولار

أكدت لجنة تنظيم وتمويل الواردات، الأحد، أن عدد الطلبات المقدمة والموافق عليها من قبل اللجنة خلال الفترة من 10 إلى 14 أغسطس 2025م بلغت (91) طلباً، بأكثر من 39 مليون دولار.

 

جاء ذلك خلال إجتماع اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات في اجتماعها، في المقر الرئيسي للبنك المركزي اليمني بالعاصمة المؤقتة عدن، برئاسة نائب رئيس اللجنة، وزير الصناعة والتجارية، محمد الاشول.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن اللقاء استعرض ما تم إنجازه خلال الأسبوع الماضي بشأن استقبال طلبات المصارفة والتغطية الخارجية للواردات السلعية، وفقاً للآلية التنفيذية المبلغة للبنوك وشركات الصرافة، وبحسب الضوابط والإجراءات المحددة.

 

وأوضحت اللجنة في اجتماعها الذي حضره عبر الاتصال المرئي محافظ البنك المركزي رئيس اللجنة، احمد غالب، أن عدد الطلبات المقدمة والموافق عليها من قبل اللجنة خلال الفترة من 10 إلى 14 أغسطس 2025م بلغت (91) طلباً، بإجمالي مبلغ يعادل (39,686,578) دولاراً أمريكياً.

 

واشارت اللجنة، الى ان عدد الجهات المشاركة في تقديم الطلبات بلغ (15) بنكاً و(3) شركات صرافة. 


مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: جماعة الإخوان الإسرائيلية تعمل على تهجير الفلسطينيين.. وقوائم الإرهاب مستمرة
  • أحمد موسى يكشف مفاجأة حول وفاة يوسف القرضاوي.. وسر استمراره على قوائم الإرهاب
  • لجنة تنظيم وتمويل الواردات: عدد الطلبات المقدمة والموافق عليها بلغت (91) طلباً بأكثر من 39 مليون دولار
  • مد إدراج 276 قياديا من تنظيم الإخوان على قوائم الإرهاب لـ 5 سنوات أخرى.. تفاصيل
  • مشير حنفي: الأهلي يمتلك كتيبة نجوم ومواجهته كابوس لفرق الدوري
  • باحث يكشف مصدر قوة جماعة الإخوان الإرهابية في الخارج
  • ماهر فرغلي: هناك عناصر في أمريكا ثبت أنها كانت مع جماعة الإخوان
  • مختار جمعة يحذر من الشائعات: الجماعات الإرهابية لا تنشأ إلا في المجتمعات الضعيفة
  • بالصور: حلفاية الملوك تستقبل العائدين.. ودموع الفرحة تكتب أجمل أغاني الأشواق