دراسة: الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 100 عام لديهم علاقة فريدة مع المرض
تاريخ النشر: 18th, August 2025 GMT
على الرغم من أن العوامل الوراثية ونمط الحياة تعتبر أساسية عند تحليل ظاهرة بلوغ بعض البشر أعمارًا أطول في المتوسط هذه الأيام ، إلا أن العديد من الخبراء يؤكدون أن الجوانب النفسية تلعب أيضًا دورًا مهمًا , فيما لا تزال أسباب بلوغ قلة مختارة من البشر هذه الأعمار لغزاً محيراً للعلماء.
موقع ساينتست أليرت العلمي المتخصص , نشر بحثأ بهذا الشأن , كشف فيه عن وجود عامل قد يكون مفتاحاً لطول العمر الذي يتمتع به المعمرون الذين باتوا يحظون باهتمام كبير من العلماء , لأنهم قد يحملون مفتاح فهم كيفية عيشنا حياة أطول وبصحة أوفر.
وبحسب تقرير الموقع ، فقد وجد الفريق البحثي أن من يعيشون حتى سن المئة يبدو أنهم يمتلكون قدرة خارقة على تجنب الأمراض , ومن الأسئلة التي لطالما تساءل عنها الباحثون: "هل يكمن أحد مفاتيح مرونة المعمرين في قدرتهم على تأجيل الأمراض الخطيرة، أم أنهم ببساطة أكثر قدرة على النجاة منها؟ أم أنهم يتجنبون بعض الأمراض تماماً؟".
المعمرون يُصابون بالأمراض ببطء
ويقول العلماء إن فهم إجابة هذه الأسئلة سيقربنا من تحديد العوامل المحددة التي تُسهم في طول العمر , وبحسب دراستين حديثتين ، قام العلماء بتحليل ومقارنة الأشخاص الذين عاشوا لفترة طويلة وقصيرة العمر والذين وُلدوا في العام نفسه , حيث أظهرت النتائج بأن المعمرين لا يعانون فقط من أمراض أقل عموماً طوال حياتهم، بل يُصابون بها أيضاً ببطء أكبر، كما أنهم أقل عرضة للإصابة بأمراض مميتة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة، مقارنةً بأقرانهم الذين عاشوا لفترات أقصر.
وقام العلماء بحساب مخاطر إصابة كل مشارك بالسكتة الدماغية، والنوبات القلبية، وكسر الورك، وأنواع مختلفة من السرطان، وتمت مقارنة من نجوا حتى سن المئة بنظرائهم الذين عاشوا لفترة أقصر , ووجدوا أن المعمرين لم تكن معدلات إصابتهم بالأمراض أقل في أواخر منتصف العمر فحسب ، بل استمرت هذه المعدلات طوال حياتهم عموماً.
وعلى سبيل المثال، في سن الخامسة والثمانين، لم يُصَب سوى 4 في المئة ممن بلغوا سن المئة بسكتة دماغية , وفي المقابل، أُصِيب حوالي 10 في المئة ممن كادوا أن يبلغوا سن المئة، أي الذين عاشوا بين 90 و99 عاماً - بسكتة دماغية في سن الخامسة والثمانين , ورغم عيشهم لفترة أطول، فإن خطر إصابتهم بمعظم الأمراض طوال حياتهم لم يصل قط إلى مستوى أقرانهم الأقصر عمرا.
وفي سن المئة، أصيب 12.5 في المئة من المعمرين بنوبة قلبية، مقارنةً بما يزيد قليلاً عن 24 في المئة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 80 و89 عاماً , وهو ما يشير إلى أن المعمرين يؤخرون إن لم يكن يتجنبون في كثير من الحالات , الأمراض الرئيسية المرتبطة بالعمر، بدلاً من مجرد النجاة منها بفعالية أكبر.
وفي الدراسة الثانية التي أجراها العلماء، واستعرضها موقع "ساينس أليرت "، شملت 40 حالة طبية مختلفة، تراوحت هذه الحالات بين الخفيفة والشديدة ، مثل ارتفاع ضغط الدم، وقصور القلب، وداء السكري، والنوبات القلبية وأجريت على 274 ألفاً و108 مشاركاً وُلدوا بين عامي 1920 و1922 وعاشوا في السويد.
حيث تمت متابعة المشاركين لنحو 30 عاماً، إما من سن السبعين حتى وفاتهم أو حتى بلوغهم سن المئة، وبلغ إجمالي عدد المعمرين الذين تجاوزوا المئة عام 4330 شخصاً، أي ما يعادل 1.5 في المئة فقط من المشاركين الذين أجريت عليهم الدراسة.
وحتى بعد تضمين مجموعة أوسع من الأمراض والسماح للمشاركين بالإصابة بأكثر من حالة صحية واحدة في التحليل، توصل الفريق البحثي إلى نفس الاستنتاجات التي تم التوصل إليها في الدراسة الأولى , وهي إصابة المعمرون بأمراض أقل، وبمعدل تراكم أمراض أبطأ على مدار حياتهم.
المعمرون يملكون قدرة أكبر على الصمود
كما وجد الباحثون أن المعمرين كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض تقتصر على جهاز عضوي واحد , وهذا دليل على صحة هذه المجموعة وقدرتها على الصمود ، لأن الأمراض التي تصيب جهازاً عضوياً واحداً أسهل بكثير في العلاج والإدارة على المدى الطويل.
وفي سن الثمانين، شُخِّص حوالي 8 في المئة من المعمرين بأمراض القلب والأوعية الدموية. وبالمقارنة، شُخِّص أكثر من 15 في المئة من الأشخاص الذين توفوا في سن 85 عاماً بأمراض القلب والأوعية الدموية بحلول سن الثمانين. ويبدو أن انخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عامل أساسي في إطالة عمر المعمرين.
كما أظهر المعمرون قدرة أكبر على الصمود في مواجهة الحالات العصبية والنفسية مثل الاكتئاب والخرف طوال حياتهم , وعلى الرغم من أن معظم المعمرين أصيبوا في نهاية المطاف بحالات صحية متعددة، إلا أنهم أصيبوا بها في وقت متأخر من حياتهم مقارنةً بغير المعمرين، وعادةً في سن 89 عاماً تقريبًا.
ومن الجدير بالذكر أن غير المعمرين عادةً ما عانوا من زيادة حادة في عدد الحالات الصحية التي عانوا منها في السنوات الأخيرة من حياتهم , إلا أن المعمرين الذين تجاوزوا المئة عام لم يعانوا من نفس التدهور الحاد في صحتهم، حتى من سن التسعين فصاعدا.
وتشير نتائج هذه الدراسات إلى أنّ طول العمر الاستثنائي لا يقتصر على تأجيل الإصابة بالأمراض فحسب، بل يعكس نمطاً مُميزاً من الشيخوخة , ولكن يبقى من غير المعروف ما إذا كان هذا يُعزى أساساً إلى العوامل الوراثية ، أو نمط الحياة، أو البيئة، أو إلى مزيج من هذه العوامل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة المعمرون تجنب الأمراض امراض الشيخوخة المعمرون تجنب الأمراض المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القلب والأوعیة الدمویة الأشخاص الذین الذین عاشوا فی المئة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أرباح الشركات المدرجة في بورصة قطر بنسبة 2.31 في المئة
ارتفعت الأرباح الصافية للشركات المدرجة في بورصة قطر في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 2.31 في المئة، لتبلغ 26.67 مليار ريال، مقابل 26.07 مليار ريال في نفس الفترة من العام الماضي.
وأوضحت بورصة قطر، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني اليوم، أن جميع الشركات المدرجة في البورصة أفصحت عن نتائجها المالية للفترة المنتهية في الثلاثين من يونيو الماضي، باستثناء شركة الفالح التعليمية القابضة التي ستعلن عن نتائجها في الحادي والثلاثين من أغسطس المقبل.