عاجل- إدارة ترامب تدرس صفقة لتزويد الإمارات برقائق ذكاء اصطناعي متقدمة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تدرس عقد صفقة ضخمة لتوريد رقائق ذكاء اصطناعي متقدمة إلى شركة G42 الإماراتية المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس تحولًا ملحوظًا في السياسة التكنولوجية الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي.
مئات الآلاف من الرقائق قد تُسلَّم هذا الأسبوعوبحسب ما نقلته الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة على سير المحادثات، فإن الصفقة المحتملة قد تُبرم هذا الأسبوع، وتشمل إرسال مئات الآلاف من رقائق الذكاء الاصطناعي المصممة أمريكيًا إلى شركة G42، التي سبق أن خضعت للتحقيق من قبل الحكومة الأمريكية بسبب علاقاتها السابقة بالصين.
أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المفاوضات الجارية أثارت انقسامًا داخل إدارة ترامب بين فريقين: الأول يتكوّن من قادة مهتمين بالتكنولوجيا والأعمال ويدفع نحو إتمام الصفقة قبل الزيارة المرتقبة لترامب إلى الخليج هذا الأسبوع، والثاني يتضمن مسؤولين في الأمن القومي الأمريكي يخشون ما وصفته الصحيفة بـ "إساءة استخدام هذه التكنولوجيا الحساسة".
سعي لتعزيز العلاقات التكنولوجية مع الشرق الأوسطوأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تبنّت مؤخرًا نهجًا مباشرًا في عقد صفقات الذكاء الاصطناعي مع مسؤولين من الشرق الأوسط، في إطار سعيها لتعزيز التحالفات التكنولوجية والاقتصادية الأمريكية في المنطقة، كما نقلت عن مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف هويتها.
إشراف محدود على استخدام الرقائقفي سياق المفاوضات، كشفت الصحيفة أن ديفيد ساكس، الملقب بـ "قيصر الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض"، يقود التفاوض على اتفاقية تتيح لشركة G42 الحصول على الرقائق الأمريكية المتطورة، مع إشراف أمريكي محدود على كيفية استخدامها.
وأفادت مصادر بأن جزءًا من هذه الرقائق سيوجه إلى شراكة بين G42 وشركة OpenAI الأمريكية، فيما سيُرسل الجزء الآخر مباشرة إلى G42. ومع ذلك، لا تزال الصفقة غير محسومة حتى الآن.
صفقة موازية مرتقبة مع السعوديةفي سياق متصل، رجّحت "نيويورك تايمز" أن تعلن إدارة ترامب أيضًا عن صفقة تكنولوجية مماثلة مع المملكة العربية السعودية خلال الأسبوع الجاري، حسب مصدرين مطلعين على سير الاتفاق.
وتتضمن الصفقة المحتملة منح الحكومة السعودية وشركتها الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي "هيوماين" إمكانية الوصول إلى عشرات الآلاف من رقائق أشباه الموصلات، إلى جانب دعم تقني مباشر من شركتي Nvidia وAdvanced Micro Devices، وهما من أبرز الشركات الأمريكية المصنعة لرقائق الذكاء الاصطناعي.
دلالات الصفقة وتداعياتهايرى مراقبون أن هذه الخطوات تعكس تحولًا كبيرًا في أولويات الولايات المتحدة التكنولوجية، حيث تسعى واشنطن إلى تقوية تحالفاتها التقنية مع دول الخليج، في وقت تتزايد فيه التحديات العالمية بشأن أمن المعلومات واستخدامات الذكاء الاصطناعي.
وفي حال إتمام الصفقة، ستكون هذه من أكبر الصفقات التقنية بين واشنطن وأبوظبي والرياض، ما يمثل نقلة نوعية في خارطة الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط، ويثير في المقابل تساؤلات حول ضمانات الاستخدام الآمن لهذه التكنولوجيا الحساسة في بيئة جيوسياسية معقدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: إدارة ترامب رقائق الذكاء الاصطناعي شركة G42 الإمارات العلاقات الأمريكية الخليجية الأمن القومي الأمريكي AI في الشرق الأوسط الذکاء الاصطناعی إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
مع تصاعد الطلب العالمي على الطاقة، يزداد الاعتماد على الطاقة النووية، إلا أن إنشاء مفاعلات جديدة أو تمديد تراخيص التشغيل القائمة يتطلب كميات هائلة من الوثائق والإجراءات التنظيمية المعقّدة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قادرة على التعامل بكفاءة مع هذا العبء الورقي الثقيل.
وطوّرت شركة أتوميك كانيون الناشئة (Atomic Canyon)، بالشراكة مع محطة ديابلو كانيون النووية (Diablo Canyon) في ولاية كاليفورنيا الأميركية، نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة باستخدام الحاسوب الفائق فرونتير (Frontier) في مختبر أوك ريدج الوطني التابع لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة.
وتهدف هذه النماذج إلى تقليص الوقت والجهد والموارد التي ينفقها القطاع النووي في البحث ضمن ملايين الوثائق المتعلقة بالصيانة والهندسة والتقييمات التنظيمية وإجراءات التشغيل.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتوقع الهزّات الارتدادية للزلازل في ثوانٍ
عبء تنظيمي ضخم
تخضع الصناعة النووية لإشراف هيئة التنظيم النووي الأميركية (NRC)، المسؤولة عن الترخيص ومراجعة تصاميم المفاعلات ومراقبة الأثر البيئي وخطط إيقاف التشغيل.
وتوفر محطة ديابلو كانيون الكهرباء لأكثر من 4 ملايين شخص، وتمثل نحو 8% من إجمالي طاقة كاليفورنيا.
وبعد أن كان من المقرر إيقاف المحطة في عام 2025، قررت الولاية في عام 2022 تمديد تشغيلها حتى عام 2030، ما استلزم إعداد طلب ترخيص ضخم تجاوز 3 آلاف صفحة.
وأوضحت مورين زاوليك، نائبة رئيس المحطة، أن الموظفين يقضون نحو 15 ألف ساعة سنوياً فقط في البحث عن الوثائق داخل قواعد بيانات تضم ما يقرب من ملياري صفحة.
الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الملاحة البحرية
ذكاء اصطناعي متخصص
جرّبت الشركة نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة، لكنها أخفقت في التعامل بدقة مع المصطلحات النووية المعقدة، وأنتجت في بعض الحالات معلومات غير دقيقة. لذلك قرر الفريق تطوير نموذج متخصص، وهو ما تطلب قدرات حوسبة هائلة.
ومن خلال برنامج مخصص في مختبر أوك ريدج، حصل المشروع على 20 ألف ساعة تشغيل من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) على الحاسوب العملاق فرونتير، وهي قدرة حوسبية ضخمة تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
واستُخدمت هذه الموارد لتدريب منصة Neutron، التي تعتمد على نماذج تضمين الجمل لفهم المصطلحات النووية وسياقها بدقة، بدل توليد محتوى جديد.
وجرى تدريب هذه النماذج، المعروفة باسم FERMI، على قاعدة بيانات ADAMS الوطنية التابعة لـ(NRC)، والتي تضم أكثر من 3 ملايين وثيقة و53 مليون صفحة توثّق تاريخ المفاعلات النووية الأميركية منذ عام 1980.
الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان
نتائج أولية وخطط مستقبلية
بدأ موظفو المحطة النووية بالفعل ملاحظة تحسّن لافت في سرعة البحث ودقة الوصول إلى المعلومات، سواء من سجلات المحطة أو من قاعدة ADAMS، بحسب ما نقل موقع Tech xplore.
وقال جوردان تايمان، مدير المشروع في ديابلو كانيون، إن الأداة الجديدة ستتيح للمهندسين التركيز على حل المشكلات التقنية بدل الانشغال بالأعباء الإدارية.
وتخطط شركة أتوميك كانيون لتطوير إصدارات إضافية من نماذج FERMI، فيما يعمل باحثو أوك ريدج على دمجها مستقبلاً مع نماذج لغوية توليدية متقدمة.
وفي يوليو الماضي، وقّعت الشركة والمختبر اتفاقية تعاون لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع النووي.
أمجد الأمين (أبوظبي)