انطلقت فعاليات المؤتمر العلمي السنوي الثاني لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بالتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، بعنوان "الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية في مصر: الطريق إلى نمو مستدام"، ويستمر على مدار يومين بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت رعاية السيد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وإشراف الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وذلك بحضور عدد كبير من المفكرين والخبراء والباحثين وأساتذة الجامعات والطلاب وممثلي الجهات التنفيذية والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية.



وشهدت الجلسة الافتتاحية، إلقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة مُسجّلة تمت إذاعتها في المؤتمر، استهلها بالإعراب عن سعادته بمشاركته بكلمة في "الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي السنوي الثاني لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" والذي يمثل شراكة متميزة ما بين واحدة من أعرق المؤسسات الأكاديمية في مصر وبين مركز فكر حكومي رائد.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار تنعقد في ظرف عالمي دقيق، في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من تباطؤ ملحوظ لمعدلات النمو الاقتصادي؛ نتيجة تزايد التوترات التجارية والارتفاعِ غير المسبـوقِ لمستويات عـدم اليقين بشأن السياسات، وهــو ما ينعكس بشكل كبير على قدرة حكومات دول العالم على التعامل مع تلك التحديات المركبة، مشيرًا إلى أن النظـام الاقتصادي العالمي، الذي عمـلت في إطاره دولُ العالم على مدار الثمانين عاما الماضية، والقائم على أسس التعاون الاقتصادي والتعددية الدولية، يُعادُ تشكيله الآن؛ إيذانًا بدخول الاقتصاد العالمي حقبة جديدة لا تزال ملامحها الاقتصادية غيـر واضحة حتى الآن.

وأضاف رئيس الوزراء، خلال كلمته، أنه من المتوقعِ أن تُسهم جلسات المؤتمر والإسهاماتُ البحثيةُ المتعددةُ التي سيناقشُها في دعم مسيرة الدولة المصرية تجاه تبني سياسات اقتصادية من شأنها التغلب على التحديات والاختلالات التي يُواجهُها الاقتصاد المصري، والمُضي قدمًا باتجاه سياسات اقتصادية أكثر فعالية وكفاءة؛ بهدف دعم مسارات النهضة الاقتصادية لبلدنا الحبيب مصر.

واختتم رئيس الوزراء كلمته بتوجيه خالصِ الشكر والتقدير لجميع القائمين على انعقاد هذا المؤتمر من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وإلى الحضور كافة، معربًا عن تمنياته بالنجاحِ والتوفيقِ لأعمال المؤتمر، مؤكدًا تطلع الحكومة المصرية إلى التوصيات الداعمة لصنعِ القرار، والتي ستنبثق عن هذا المؤتمر.

كما شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كذلك، إلقاء الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، كلمة مُسجّلة تمت إذاعتها، أشارت خلالها إلى أن الدولة المصرية قطعت شوطًا قويًا خلال السنوات الماضية في مسيرة الإصلاح الاقتصادي بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي ومعالجة الاختلالات الهيكلية وتعزيز صلابة الاقتصاد وقدرته على الصمود في مواجهة التحديات، مشيرةً إلى أن تلك المسيرة بدأت تتعمق عامًا بعد عام لتحظى بتقدير متنامً من جانب المجتمع الدولي والمؤسسات الاقتصادية العالمية، حيث بادرت مؤخرًا مؤسسات كبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي برفع توقعاتهم للنمو الاقتصادي خلال عامي 2025 و2026 في الوقت الذي قامت به بتخفيض توقعاتها للنمو في العديد من بلدان العالم نتيجة التعقيدات المتزايدة في المشهد الاقتصادي الدولي، وهو ما يؤكد فاعلية السياسات الإصلاحية التي تتبناها الدولة المصرية وثقة الشركاء الدوليين في مسارها.

وأضافت "وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي"، أن الدولة المصرية تسعى إلى تحقيق تحول في نموذج الاقتصاد المصري من أجل الوصول إلى النمو المستدام المستند إلى القطاعات القابلة للتبادل التجاري والتصدير من خلال تحفيز الاستثمار وتوطين الصناعة وتنفيذ إجراءات متكاملة من شأنها تعزيز نمو الاقتصاد الوطني وقدرته على امتصاص الصدمات، لافتةً أن الدولة المصرية نفذت عددًا من إجراءات الإصلاح الاقتصادي والهيكلي منذ مارس 2024، وهو ما انعكس على ارتفاع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني من العام المالي 2024/ 2025 حتى وصل إلى 4.3% مقارنة بـ 2.3% في نفس الفترة من العام المالي السابق.

وأكدت "المشاط"، أنه بالرغم من إيجابية المؤشرات إلى أنه الأهم من ذلك هو مكونة هذا النمو والقطاعات التي شهدت نموًا أكبر، حيث جاء النمو في الربع الثاني مدفوعًا بقطاع الصناعات التحويلية غير البترولية والذي سجل معدل نمو 17% خلال الربع الثالث على التوالي مقارنةً بانكماش قدره 11% خلال نفس الفترة في العام المالي السابق، بالإضافة إلى نمو قطاعات النقل والتخزين والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يعكس تأثير الإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى تعزيز الإنتاجية ودعم النمو القائم على الصادرات.

من جهته، أعرب الدكتور/ أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، عن سعادته بافتتاح فعاليات المؤتمر في رحاب العاصمةِ الإداريةِ الجديدةِ، وبالتعاونِ معَ صرحٍ علميٍّ عريقٍّ ممثَّلٍ في كليةِ الاقتصادِ والعلومِ السياسيةِ بجامعةِ القاهرة، مؤكدًا حرص المركزُ بشكلٍ كبيرٍ على توطيدِ شراكاتِهِ البحثيةِ معَ العديدِ من المؤسساتِ الأكاديميةِ؛ بهدفِ دعمِ العملِ البحثيِّ والارتقاءِ بجهودِ الباحثينَ إلى المستوياتِ المرموقةِ دوليًّا، وإعدادِ إسهاماتٍ بحثيةٍ رصينةٍ ذاتِ قيمةٍ مضافةٍ.

وأشار "الجوهري"، إلى أن انعقادُ المؤتمرِ السنويِّ هذا العام بعنوانِ " الإصلاحاتُ الهيكليةُ والمؤسسيةُ في مصرَ: الطريقُ إلى نموٍّ مستدامٍ " يُجسدُ اهتمامَ المركزِ كمركزِ فكرٍ رائدٍ بالإسهاماتِ البحثيةِ التي تستهدفُ تقديمَ توصياتٍ عمليةٍ لصانعِ القرارِ، ودعمِ جهودِ الدولةِ المصريةِ لمواصلةِ مسيرةِ الإصلاحِ على الأصعدةِ كافةً.

ولفت "الجوهري"، إلى أن انعقادُ هذا المؤتمرِ يأتي في توقيتٍ بالغِ الأهميةِ؛ حيثُ تتزايدُ الحاجةُ إلى إصلاحاتٍ هيكليةٍ ومؤسسيةٍ شاملةٍ تعيدُ تشكيلَ أسسِ النموِّ الاقتصاديِّ وتعزِّزُ مناعةَ الاقتصادِ الوطنيِّ أمامَ الصدماتِ المتعاقبةِ، والتي يأتِي على رأسِها، على سبيلِ المثالِ وليسَ الحصرَ، التحدياتُ التي تواجهُ النظامَ الاقتصاديَّ العالميَّ وركائزَهُ التي تمَّ ارساؤُها خلالَ الأربعينياتِ من القرنِ الماضي، وارتفاعُ المعدلِ العالميِّ للتعريفاتِ الجمركيةِ الفعليةِ لمستوياتٍ قياسيةٍ لمْ يشهدْها الاقتصادُ العالميُّ منذُ عقودٍ طويلةٍ، وتباطؤُ وتيرةِ النموِّ الاقتصاديِّ العالميِّ، علاوةً على الارتفاعِ القياسيِّ لمستوياتِ عدمِ اليقينِ، والتي باتَت مُربِكةً إلى حدٍّ كبيرٍ للحكوماتِ ودوائرِ الأعمالِ على حدٍّ سواءٍ، فضلًا عن التحدياتِ الداخليةِ التي تواجهُ الاقتصادَ المصريَّ وبنيتَهُ الهيكليةَ، وسعيُهُ لاستعادةِ توازناتِهِ الداخليةِ والخارجيةِ ودعمِ مستوياتِ النموِّ الشاملِ والمتوازنِ والمستدامِ المحققِ لطموحاتِ الأجيالِ الحاليةِ والمستقبليةِ.

وأضاف "مساعد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار"، أن أهميةُ المؤتمرِ تنعكسُ كذلكَ من حجمِ المشاركاتِ البحثيةِ المتضمنةِ بهِ سواءٌ من قبلِ السادةِ الباحثينَ أوْ الخبراءِ الاقتصاديينَ المرموقينَ، حيثُ يشاركُ في جلساتِ المؤتمرِ 30 باحثًا و27 أستاذًا جامعيًّا و25 خبيرًا اقتصاديًّا مرموقًا عبرَ ستِّ جلساتٍ بحثيةٍ تتناولُ ستةَ محاورَ من محاورِ الإصلاحاتِ الهيكليةِ والمؤسسيةِ، وخمسِ حلقاتٍ نقاشيةٍ داعمةٍ لأعمالِ المؤتمرِ.

وتابع "الجوهري"، بأن انعقادُ هذا المؤتمرِ، والذي يعدُّ بمثابةِ منصةٍ بحثيةٍ مشتركةٍ تجمعُ الأكاديميينَ بصناعِ القرارِ في مصرَ، يؤكد أهميةَ وجودِ قنواتٍ مستمرةٍ للتواصلِ والتفاعلِ ما بينَ الحكومةِ والمجتمعِ الأكاديميِّ، وليسَ هناكَ أدلُّ على ذلكَ من خروجِ الدورةِ الأولى للمؤتمرِ، والتي جاءت تحتَ عنوانِ "صنعُ السياساتِ في أوقاتِ المخاطرِ وعدمِ اليقينِ" بتوصيات مهمةً على صعيدِ تعزيزِ عمليةِ صنعِ القرارِ في مصرَ في عدة مجالات ذات أولويةٍ لا سيما في أوقاتِ تزايدِ المخاطرِ، وعدمِ اليقينِ، ودعمِ صلابةِ الاقتصادِ المصريِّ وقدرتِهِ على مواجهةِ الأزماتِ، مشيرًا إلى أهمية نتائجِ انعقادِ هذا المؤتمرِ وإعلانِ توصياتِهِ؛ لمساندةِ جهودِ الحكومةِ المصريةِ ومساعِيها لمواصلةِ مسيرةِ الإصلاحِ الهيكليِّ والمؤسسيِّ المتضمنةِ في برنامجِ عملِ الحكومةِ المصريةِ.

وخلال كلمه عبر تقنية الفيديو كونفرانس، قدم الأستاذ الدكتور محمود محي الدين، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030، عرض تقديمي حول آفاق الاقتصاد المصري بعد نهاية برنامج صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أن أولويات ما بعد البرنامج الحالي لمصر مع صندوق النقد الدولي، تتمثل في النمو والتشغيل وتراكم الاستثمار، وتمويل التنمية، وإدارة الدين العام والسيطرة على عجز الموازنة، واستهداف التضخم، وتحقيق نقلة نوعية في التصدير، وتسوية أرض الملعب الاقتصادي والمنافسة العادلة، وتوطين التنمية المستدامة والإسراع بها.

وأضاف "أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030"، أنه لتحقيق نمو مستدام وشامل، فإن الأمر يتطلب تطوير السياسات العامة من خلال تحقيق استقرار اقتصادي كلي بالسيطرة على عجز الموازنة العامة وتفعيل أداء السياسة النقدية من خلال استهداف التضخم وإنجاز أهداف التنمية المستدامة، بجانب التركيز على التراكم عبر الزمن من خلال الاستثمار في البشر والبنية الأساسية التكنولوجية والمادية والاستثمار في الاقتصاد الأخضر، فضلًا عن التمتين الاقتصادي من خلال الاستثمار في تعزيز القدرة على استيعاب الصدمات الاقتصادية والجيوسياسية والتنويع الاقتصادي والتعاون الإقليمي والارتقاء بالقدرة التنافسية.

وأضاف "محي الدين"، أنه كذلك لتحقيق نمو مستدام وشامل، يتطلب توطين التنمية المستدامة من خلال تبني نهج تنافسي للاستثمارات المحلية في المحافظات، قائم على رفع إنتاجية عوامل الإنتاج وتحسين بيئة الاستثمار للقطاع الخاص، مع دفع الاستثمارات العامة والمشاركات لتطوير التعليم والرعاية الصحية وصيانة المرافق العامة، مع أهمية الحوكمة من خلال تبني إصلاحات مؤسسية وزيادة فرص العمل والارتقاء بجودة النمو.

من جهته، أشار الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، إلى أنه في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تمر بها مصر والدول العربية والعالم أجمع، تبرز الحاجة إلى وجود إصلاحات هيكلية ومؤسسية في العديد من القطاعات، وذلك لمجابهة هذه التحديات وتحقيق الرفاه للشعوب، وكما أكدت الأمم المتحدة ضرورة وجود إصلاحات مؤسسية بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإن الحكومة المصرية قامت بإطلاق البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية في مرحلته الأولى عام 2016، والثانية عام 2021.

وأضاف " رئيس جامعة القاهرة"، أن المؤتمر المشترك بين مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، هو منصة علمية لمناقشة قضايا شديدة الأهمية، حيث يتم تبادل الأفكار والخبرات بين الأكاديميين والباحثين وصناع القرار، ليس هذا فحسب، بل يعد هذا المؤتمر أداة علمية لدعم جهود الإصلاح الوطني، فمن خلال الأوراق البحثية، والجلسات النقاشية، يسعى المؤتمر إلى تقديم توصيات عملية قابلة للتطبيق، مؤكدًا أن أهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه يربط بين الخبرة الأكاديمية التي تمثلها جامعة القاهرة، وبين الدور التطبيقي العملي الذي يقوم به مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار كمؤسسة وطنية رائدة.

فيما أوضحت الأستاذة الدكتورة أمنية حلمي، رئيس المؤتمر وأستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ووكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث سابقًا، أن هذا المؤتمر يهتم بمناقشة الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي والهيكلي والمؤسسي في ظل التحديات العالمية المعقدة والمركبة وغير المسبوقة بدءًا من جائحة كورونا عام 2020 ومرورًا بالحرب الروسية- الأوكرانية في عام 2022 وما ترتب عليها من أزمات في سلاسل الإمداد وارتفاع شديد في الأسعار العالمية للطاقة والغذاء، ثم التوترات الجيوسياسية الإقليمية في الشرق الأوسط وأخطرها حرب غزة عام 2023 والمستمرة حتى الآن، مع تصاعد النزعة الحمائية التجارية التي تمثل تهديدًا صارخًا لمصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف.

وأضافت "رئيس المؤتمر وأستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ووكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث سابقًا"، أن هذا المؤتمر يشارك فيه 30 باحثًا اقتصاديًّا و27 أستاذًا جامعيًّا و25 خبيرًا اقتصاديًّا كرؤساء للجلسات وورش العمل وكمعقبين على الأبحاث من خلال ست جلسات بحثية، وخمس حلقات نقاشية.

في الإطار ذاته، أشارت الأستاذة الدكتورة حنان محمد علي، القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن الشراكة مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، تُعد نموذجًا للتعاون المثمر بين العمل الأكاديمي والممارسات التطبيقية، حيث يُعد مركز المعلومات أحد أهم مراكز الفكر الرائدة في مصر، أما كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فهي الكلية المرموقة، درة تاج جامعة القاهرة، وهي الكلية الحاصلة على الاعتماد المحلي من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد عام 2011 كأول كلية علوم اجتماعية في مصر، والحاصلة أيضا على الاعتماد المؤسسي الدولي عام 2024 من كبرى الهيئات البريطانية التي تمنح الاعتماد الدولي "ASIC"، وذلك بأعلى تصنيف يمكن أن تحصل عليه مؤسسة تعليمية وهو "Premier Institution".

وأضافت "القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة"، أن المؤتمر يعد منصة يلتقي من خلالها الأكاديميون والباحثون مع الخبراء والمتخصصون في جلسات بحثية وحلقات نقاشية على مدار يومين لتبادل الخبرات ودراسة المستجدات وتقديم المقترحات في موضوعات وقضايا مهمة وأساسية مثل: إصلاحات المالية العامة، الإصلاحات المؤسسية، إصلاحات التعليم والابتكار وريادة الأعمال، إصلاحات التجارة والصناعة وسوق العمل، إصلاحات السياسة النقدية والتمويل، وإصلاحات الإدارة العامة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المؤتمر العلمي السنوي مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة الاصلاحات الهيكلية النمو المستدام العاصمة الادارية الجديدة مصطفي مدبولي رانيا المشاط محمود محيي الدين محمد سامي عبد الصادق أمنية حلمي حنان محمد علي الاقتصاد المصري برنامج الإصلاح الاقتصادي النمو الاقتصادي الاستثمار التنمية المستدامة السياسات العامة القطاع الخاص التعاون الدولي الاقتصاد الكلى السياسة النقدية التصدير الصناعات التحويلية البحث العلمي صنع القرار الحوكمة التحديات العالمية كورونا الحرب الروسية الأوكرانية حرب غزة التجارة العالمية سوق العمل لمرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التنمیة المستدامة الجلسة الافتتاحیة رئیس مجلس الوزراء فعالیات المؤتمر الدولة المصریة جامعة القاهرة العلمی السنوی هذا المؤتمر أستاذ ا من خلال فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

خفض رسوم الصرف ودعم المسافرين.. تحركات بنكية تعيد الانضباط للعملة وتدعم الاقتصاد الوطني

في خطوة وصفت بـ"الثورية"، أعلن البنك المركزي المصري وعدد من البنوك الكبرى في البلاد عن حزمة قرارات غير مسبوقة، تهدف إلى إحكام السيطرة على حركة النقد الأجنبي وضبط استخدام البطاقات الائتمانية خارج البلاد. هذه القرارات، التي جاءت وسط أجواء اقتصادية دقيقة وتحديات متنامية في سوق الصرف، تسعى إلى إعادة الانضباط إلى السوق، ومحاربة المضاربات، وتعزيز الثقة في الجهاز المصرفي المصري.

وبينما يرى بعض الخبراء أنها ضربة قوية للسوق السوداء، يعتبر آخرون أنها بداية لمرحلة جديدة من الشفافية والانضباط المالي، تضع مصلحة الاقتصاد الوطني في صدارة الأولويات.

البنك المركزي يشدد القواعد... ويلغي شرط إثبات السفر

في أحدث تحرك له، أعلن البنك المركزي المصري تعديل القواعد المنظمة لاستخدام البطاقات الائتمانية خارج البلاد، مؤكّدًا أنه يتابع عن كثب التطورات المرتبطة بعمليات الدفع الدولية.

وجاء القرار الجديد ليلغي البند رقم (2) من الكتاب الدوري الصادر في 29 أكتوبر 2023 (والمعدل في 11 فبراير 2024)، الذي كان يُلزم العملاء المسافرين بتقديم ما يثبت وجودهم خارج مصر مثل أختام المغادرة والوصول أو مستندات الإقامة خلال 90 يومًا من تاريخ تفعيل حدود الاستخدام الخارجي للبطاقات.

لكن هذا الإلغاء لا يعني غياب الرقابة، إذ شدد "المركزي" على أن البنوك ما زالت تملك الحق الكامل في متابعة الاستخدامات، والتأكد من أن المعاملات تمت بالفعل خارج مصر، مع تطبيق الإجراءات المنصوص عليها إذا لم يقدم العميل المستندات الداعمة.

هدف القرار| مرونة أكبر... وانضباط أشد

مصدر مصرفي أوضح أن الهدف من القرار هو تحقيق توازن بين تيسير الخدمات للمسافرين الفعليين، والحفاظ على انضباط السوق المالي. فالرقابة لا تزال قائمة، لكن من دون التعقيدات التي كان يواجهها بعض العملاء، خاصة في الحالات التي يصعب فيها الحصول على المستندات المطلوبة في الوقت المحدد.

كما يأتي هذا التعديل في إطار سياسة شاملة للبنك المركزي لمتابعة حركة الأموال إلكترونيًا، وتقليل فرص إساءة الاستخدام أو تهريب العملة الأجنبية، وهو ما يساهم في حماية الاحتياطي النقدي للدولة.

البنك التجاري الدولي يخفض هامش الصرف على البطاقات

على الجانب الآخر، أعلن البنك التجاري الدولي (CIB) عن خفض الهامش على أسعار صرف العملات الأجنبية على البطاقات الائتمانية إلى 3% فقط، بدءًا من 13 أغسطس 2025، وهي خطوة اعتبرها محللون "رسالة إيجابية للعملاء" لتشجيعهم على التعامل عبر القنوات الرسمية بدلًا من السوق الموازية.

كما كشف البنك عن تفاصيل الاستثمار في صندوق أسواق النقد "أصول" للأفراد، الذي يتيح شراء وبيع الوثائق بسهولة ومرونة، سواء عبر الخدمات المصرفية الإلكترونية أو من خلال الفروع، مع ميزة السيولة اليومية والإعفاء الضريبي الكامل.

ما هو صندوق "أصول" ولماذا يلقى اهتمامًا؟

صندوق "أصول" يعد أحد منتجات الاستثمار منخفضة المخاطر، ويتميز بالعائد التراكمي اليومي والاستثمار في أدوات نقدية قصيرة الأجل. أهم ما يميزه:

سيولة يومية: إمكانية شراء أو استرداد الوثائق حتى الساعة 1 ظهرًا.

إعفاء ضريبي كامل: لكل العملاء سواء أفراد أو شركات.

عائد تراكمي مستقر: يناسب الراغبين في استثمار آمن ومرن.

هذه المزايا جعلت الصندوق خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين في ظل تقلبات السوق، خاصة مع توفيره عبر قنوات مصرفية رقمية متاحة على مدار الساعة.

البنك الأهلي يضرب السوق السوداء في مقتل

في تحرك آخر لا يقل أهمية، أعلن البنك الأهلي المصري عن توفير احتياجات عملائه من النقد الأجنبي بغرض السفر، في حدود المبالغ المصرح بحملها قانونًا، ومن خلال المنافذ الرسمية كالمطارات والموانئ المصرية.

هذه الخطوة تهدف مباشرة إلى سد واحدة من أهم ثغرات السوق السوداء، التي كانت تزدهر على حساب طلب المسافرين على العملة الصعبة. وبهذا، يتم توجيه النقد الأجنبي نحو الاستخدامات المشروعة، بدلًا من المضاربات أو التداولات غير القانونية.

قرارات ثورية لضبط السوق وإغلاق منافذ السوق السوداء
وصف الدكتور عبد الهادي مقبل، رئيس قسم الاقتصاد بكلية حقوق جامعة طنطا، أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها البنوك المصرية بأنها "خطوة جريئة وثورية" تهدف إلى إعادة الانضباط لسوق النقد الأجنبي، وضبط حركة الأموال عبر الحدود بما يتماشى مع أولويات الدولة في المرحلة الراهنة.

ضبط سوق العملة وتقليل المضاربات

أكد مقبل أن إعلان البنك الأهلي المصري توفير احتياجات العملاء من النقد الأجنبي بغرض السفر، ضمن الحدود المسموح بها قانونيًا، يعكس رغبة حقيقية في إغلاق منافذ السوق السوداء التي كانت تستغل طلب المسافرين على العملة الصعبة. مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تسهم في توجيه الموارد النقدية نحو الاستخدامات الفعلية والضرورية، بدلًا من المضاربات أو التداولات غير المشروعة.

إصلاح منظومة الدفع الخارجي

وحول تعديل البنك المركزي المصري للقواعد المنظمة لاستخدام البطاقات الائتمانية خارج البلاد، أوضح مقبل أن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة أكثر صرامة لمتابعة حركة الأموال إلكترونيًا، بما يقلل من فرص إساءة الاستخدام أو تهريب النقد الأجنبي، ويحافظ على الاحتياطي النقدي للدولة. كما اعتبر أن هذه القرارات تساعد في سد الثغرات التي كانت تسمح بخروج مبالغ كبيرة من العملة الأجنبية دون مبررات اقتصادية حقيقية.

تحفيز المعاملات البنكية الرسمية

أما قرار البنك التجاري الدولي بخفض هامش أسعار صرف العملات الأجنبية على البطاقات الائتمانية إلى 3%، فقد وصفه مقبل بأنه رسالة إيجابية للعملاء وتشجيع على استخدام القنوات البنكية الرسمية بدلًا من السوق الموازي. مشيرًا إلى أن هذا التخفيض يخلق بيئة أكثر تنافسية بين البنوك ويعود بالنفع على المستهلكين.

تأثيرات متوقعة على المدى القريب

اختتم مقبل حديثه بالتأكيد على أن هذه القرارات، إذا تم تطبيقها بصرامة مع استمرار الرقابة، ستؤدي إلى استقرار نسبي في سوق الصرف، وتخفيف الضغوط على الجنيه المصري، وزيادة الثقة في الجهاز المصرفي. لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة أن تتزامن هذه الإجراءات مع سياسات اقتصادية أوسع لتعزيز الإنتاج والتصدير وزيادة موارد النقد الأجنبي.

بداية مرحلة جديدة

القرارات الأخيرة للبنك المركزي والبنوك المصرية ليست مجرد تعديلات تقنية، بل هي جزء من رؤية أوسع لإصلاح المنظومة النقدية وحماية الاقتصاد من مخاطر المضاربات والفوضى المالية.

وبينما ينتظر السوق نتائج هذه الإجراءات على المدى القريب، يبقى الرهان الأكبر على قدرة الدولة على الجمع بين الانضباط المالي والتحفيز الاقتصادي، بما يخلق بيئة مستقرة وجاذبة للاستثمار.

في النهاية، قد تكون هذه الخطوات بداية لمرحلة جديدة، تتراجع فيها السوق السوداء، ويعود للجنيه المصري قوته، شرط أن تسير جنبًا إلى جنب مع خطط جادة لزيادة الإنتاج ودعم الصادرات.

طباعة شارك البنك المركزي البنك المركزي المصري السوق الصرف سوق السوداء

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تعلن عن تجنيد إناث من حملة التوجيهي العلمي في كلية الأميرة عائشة للمهن الطبية
  • إطلاق مشروع “سوق النصر” في الباب بريف حلب لتنظيم البسطات ودعم الاقتصاد المحلي
  • المؤتمر السنوي لجراحة المخ والأعصاب بجامعة السويس يوصي بتوسيع التدريب العملي
  • الحويج يفتتح النسخة الأولى لـ«معرض القلعة السنوي للتين والفواكه البعلية»
  • زيد الخير يتحادث مع الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
  • الاقتصاد المصري ينتعش.. تباطؤ التضخم السنوي للشهر الثاني على التوالي
  • خفض رسوم الصرف ودعم المسافرين.. تحركات بنكية تعيد الانضباط للعملة وتدعم الاقتصاد الوطني
  • وسط عبق الأشجار.. سياحة المانجو تجربة بطعم مصر
  • الأردن والاتحاد الأوروبي يعززان شراكتهما لتطوير قطاع التعدين ودعم الاقتصاد الأخضر
  • انطلاق فعاليات «Dry-Run Hackathon» بمكتبة الإسكندرية استعدادًا لهاكاثون الإسكندرية الكمّى