هل يغفر الله لمن أكل حقوق الناس قبل الحج؟.. علي جمعة: بشرط
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
لاشك أن كل حاج يرجو أن يعود من حجه بلا ذنوب كيوم ولدته أمه ، وهذا ما يطرح السؤال عن هل يغفر الله لمن أكل حقوق الناس قبل الحج ؟ وهل هذه المغفرة الواسعة تشمل من أكل حقوق الناس قبل الحج ، وهل الحج يُكفر المظالم.
وينبع أهمية هذا السؤال من عِظم هذا الركن فهو أحد أركان الإسلام الخمسة وهو فريضة لا يؤديها إلا من استطاع إليه سبيلا ودعاه الله تعالى إلى بيته ليغفر له ، وفي الوقت ذاته يعد الظلم وأكل حقوق الناس من أشد الذنوب وأخطرها خاصة في الأشهر الحُرم التي يتضاعف فيها الجزاء، من هنا ينبغي معرفة هل من أكل حقوق الناس قبل الحج يغفر الله له ويعود كيوم ولدته أمه، وتُطوى صفحات المظالم.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من أكل حقوق الناس قبل الحج فإذا رجع يجب عليه أن يردها وإلا كان ذنبه أعظم.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: ( هل من أكل حقوق الناس قبل الحج يغفر الله له ويعود كيوم ولدته أمه ؟)، أن الغفران يأتي بالحج، لكن هذا يشمل الذنوب التي سبقت أداء الفريضة أي القديمة وليس الغفران لاحقاً عليها، بمعنى أن الحج يغفر ما سبق وليس ما هو آت.
وأضاف أنه لو رجل اغتصب أرضا ولحد ما رجع لم يعدها فقد بدأ ذنب جديد، فيحسب عليه ذنب طوال منعه الحقوق عن أصحابها، منوهًا بأنه اتغفر له البلوى والمصيبة التي فعلها قبل الحج بأكل مال الناس أو بظلم الناس وما نحوه وبعد عودته من الحج يوم 15 ذي الحجة على سبيل المثال فمن هذا التاريخ بدأ ذنب جديد أعظم مما سبق، لأنه لم يرد الحقوق.
وتابع: فلو أنه بادر برد الحقوق والمظالم حتى وإن بدأ من الصفر فإن الله سبحانه وتعالى يباهي به الملائكة ويعظم أجره” ويكرمه كرمًا ما بعده كرم، مشيرًا إلى أنه كون الحاج يعتقد اعتقادًا جازمًا بالغفران فهذا يحفزه لرد الحقوق لأصحابها فورًا وإلا يبدأ إثم جديد وذنب جديد مع الله سبحانه وتعالى.
وأكد «مُفتي الجمهورية السابق» ، أن الحج يغفر جميع الذنوب، وكذلك يغفر أكل أموال الناس بالباطل، والتعدي على حق الغير، ولكن بشرط إعادة الحقوق إلى أصحابها فور الرجوع من الحج، ويرد الحقوق إلى أصحابها بعد رجوعه من الحج ليبدأ صفحة جديدة مع الله، تاركًا طمع الدنيا فيما سبق حجه.
ونبه إلى أنه صحيح أن الحج يغفر كل الذنوب وأيًا كانت هذه الذنوب، ولكن بشرط أن يرجع فلا يُذنب ويبدأ حياة جديدة بالفعل مع الله سبحانه وتعالى ، مشيرًا إلى أن القضية هي قضية التعامل مع الله عز وجل.
هل الحج يكفر الصلوات الفائتةوأفادت دار الإفتاء المصرية، بـأن هناك مفهومًا خاطئًا لدى كثير من الناس، وهو أن الحج يغني عن الصلاة، ولكن هذا اعتقاد خاطئ فالحج لا يغنى عن الصلاة لأنها فرض على كل مسلم ومسلمة.
وبينت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال «هل تسقط الصلوات الفائتة بأداء مناسك الحج؟»، أن الحج فريضة والصلاة فريضة أخرى ولا تغني فريضة عن فريضة أخرى ولا يشفع للإنسان حجه في التهاون في أداء الصلاة أو التكاسل عنها بل يزيد مسئولية وجوب المحافظة على أدائها في أوقاتها.
وأشارت إلى أن ذلك لأن من حجَّ فقد كمل دينه فيلزمه أن يحافظ على كماله ولا يتهاون في شيء من فرائضه وأركانه حتى يتقبل الله حجه الحج فريضة على المستطيع، وبه يكمل دينه فيلزمه أن يحافظ على كماله ولا يتهاون في شيء من فرائضه وأركانه حتى يتقبل الله حجه.
وأوضحت أن هناك مفهوما خاطئا لدى كثير من الناس، وهو أن الحج يغني عن الصلاة، ولكن هذا اعتقاد خاطئ فالحج لا يغنى عن الصلاة لأنها فرض على كل مسلم ومسلمة، حيث قال الله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا»، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ، وَلَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ؛ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ».
ولفتت إلى أن الحج لا يغني عن الصلاة بل لا بد للحاج أن يحافظ على الصلاة حتى يدخله الله الجنة ويكون قدوة لغيره ثم إن الصلاة فريضة قائمة بذاتها، وقد يسرها الله لكل إنسان في الوضوء أو التيمم إن لم يستطع الوضوء وعند أداء الصلاة يؤديها من قيام، فإن لم يستطع فمن جلوس، فإن لم يستطع فعلى جنبه الأيمن، فإن لم يستطع فعلى جنبه الأيسر.
وتابعت: فإن لم يستطع فبالإيماء ولا تسقط عنه الصلاة بأي حال وهي أفضل الفرائض؛ لأنها فرضت في السماء خمسين صلاة في اليوم والليلة، وما زال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يطلب التخفيف حتى جُعلت خمسًا في العمل وخمسين في الأجر، وباقي الفرائض فرضت في الأرض، ومع ذلك تسقط عند عدم الاستطاعة في الحج وعند عدم المال والزرع إذا لم يبلغ النصاب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحج عن الصلاة یغفر الله من الحج مع الله أن الحج الحج ی إلى أن
إقرأ أيضاً:
أفضل عمل عند الله بعد الصلاة المكتوبة.. تعرف عليه
كشف مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، عن أفضل عمل عند الله بعد الصلاة المكتوبة.
وقال الأزهر للفتوى إن الإحسان إلى الوالدين أفضل عمل عند الله تعالى بعد أداء الصلاة على وقتها.
واستشهد بما جاء عن عَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أنَّه سأل النبي ﷺ فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. [متفق عليه]
وقال تعالى: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا و بالوالدين إحسانًا »، وقوله - عز وجل-: « ووصينا الإنسان بوالديه حسنًا».
1) الدعاء لهما، وهو من أوجب وأحرى الأعمال التي يستطيع الإنسان أن يقدّمها لوالديه، فيدعو لهما بالرحمة والمغفرة، والهداية والصلاح، وتيسير الأمور، وحسن الخاتمة، ورضا الله -تعالى- عليهما.
2) الصدقة عنهما، وقد يكون ذلك في إنشاء وقفٍ خيريٍ باسمهما، وذلك قد يكون ببناء مساجدٍ، أو حفر آبارٍ، أو طباعة مصاحف، وما إلى ذلك، من نشرٍ للخير والعلم، وبذلك ينال الوالدان الأجور المستمرّة حتى بعد وفاتهما، وذلك من عظيم أنواع البرّ بهما.
3) الترويح عنهما، وتقديم شيءٍ من الرفاه لهما، وإن لم يطلبا ذلك. المبالغة في التوقير والاحترام، ومن ذلك؛ تقبيل الرأس واليد تحبّبًا، وتواضعًا لهما.
4) مدحهما وذكر فضلهما، فإنّ الوالدين قدّما لابنهما في حياته الكثير من الأفضال؛ بالمال، والنصح، والإرشاد، والتوجيه، والتحفيز وغير ذلك، فإن مدح المرء والديه وذكّرهما بذلك في كبرهما، كان ذلك من طرق برّهما، وإدخال السرور إلى قلبيهما.
5) تفقّد حاجاتهما وقضائها.
6) مشاورتهما في بعض الأمور الخاصة؛ كالتخصص الجامعي، أو الزواج، أو السفر، والسكن، وغير ذلك. حسن الاستماع إليهما، وإعطائهما الاهتمام إذا تكلّما، وإشعارهما بالتفاعل بما يناسب كلامهما؛ من تحريكٍ للرأس، أو موافقةٍ للكلام، وإظهار الابتسام متى استلزم ذلك.
7) الاتصال بهما إن كانت الزيارات قليلةٌ أو صعبةٌ، فإنّ الاتصال يظهر شيئًا من الودّ والاهتمام، إن كان الحضور صعبًا.
8) التراجع حتى عن اليمين إذا شعر الإنسان أنّ يمينه قد ألحقت ضررًا، أو رأى أنّ مرضاة والديه في سواها، ما لم يكن أمرهما فيه معصيةٌ لله تعالى.
أولًا: استحقاق لعنة الله لمن سب والديه أو لعنهما: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ»،وفي رواية ابن حبان: «وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ».
ثانيًا: تعجيل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا قبل الآخرة: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ».
ثالثًا: عقوق الوالدين من أسباب دخول النار، فيُحرَم العاقُّ لوالديه من دخول الجنة، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «لا يدخل الجنة عاقٌّ، ولا منَّانٌ، ولا مُدمن خمر».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: «آمِينَ آمِينَ آمِينَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ، قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ».
رابعًا:استجابة دعوة الوالد على ولده العاق، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ».
خامسًا:لا يَسلَمُ عاقّ الوالدين من انتزاع البركة من عمره وحياته، وقلّة الرزق، وعدم استجابة دعائه، وحرمانه من رفع أعماله إلى السماء، وهو مخلوف بعقوق أبنائه وذريّته من بعد عقوقه لوالديه.
سادسًا:يفتح عاق والديه على نفسه بابين من أبواب جهنم،عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَنْهُ رَاضِيَانِ، إِلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ، وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَلَيْهِ سَاخِطَانِ، إِلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ».