في ظل بروز المغرب في السنوات الأخيرة كبلد منشأ وعبور واستقرار للمهاجرين، نُشرت أول دراسة علمية ترصد سمات وخصائص المعالجة الإعلامية للهجرات الأجنبية في المغرب، أعدها الأكاديمي وأستاذ الصحافة والإعلام بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، محمد كريم بوخصاص، ونشرتها الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات، معتمدا على تحليل ما نشرته 31 مؤسسة إعلامية ورقية وإلكترونية حول الموضوع على امتداد 6 أشهر.

وقال معد الدراسة والأستاذ الجامعي محمد كريم بوخصاص، إن الدراسة ركزت على كشف الأبعاد المتدخلة في التغطية الإعلامية والتحيزات المحتملة الكامنة وراءها، مركزة على تحليل التراكم الحاصل في معالجة الإعلام المغربي لقضايا الهجرة، ومتوقفة عند الموضوعات الرئيسية التي تؤطر هذه التغطية، والعوامل المؤثرة فيها.

 

وأوضح بوخصاص في تصريح لـ »اليوم 24″، أن الدراسة كشفت ضعف تغطية قضايا الهجرة الأجنبية في الإعلام المغربي بشكل عام، وتواجدها في ذيل اهتمامات المؤسسات الإعلامية، مشيرا إلى أن هذه المعالجة تقتصر غالبا شكل مواد إخبارية قصيرة مثل التقارير أو الأخبار المختصرة والموضحة، مما يعكس حرص الإعلام المغربي على نقل الأخبار بسرعة وحياد. بالمقابل، تظل المعالجة والاستقصائية والإنسانية محدودة جدا، وتقتصر على مؤسسات إعلامية قليلة.

وأشار بوخصاص أيضا إلى أن التغطية الإعلامية للهجرة تتم في الغالب بنبرة محايدة، وتتركز على النطاق الوطني بشكل أساسي، وتعتمد بشكل كبير على المصادر الرسمية، بينما يأتي المهاجرون أنفسهم في ذيل قائمة المتحدثين، ما يعكس تجاهلا لأصواتهم وتجاربهم. كما لاحظت الدراسة تركيًا أكبر على عرض المشاكل والحلول الممكنة، مع تسجيل وجود صور نمطية وخطابات تمييزية وشبه انعدام للتركيز على النساء المهاجرات والفئات الضعيفة.

ووفق الدراسة، « تبقى نسبة تغطية قضايا الهجرة الأجنبية في الإعلام المغربي ضعيفة بشكل عام، وتأتي في ذيل اهتمامات المؤسسات الإعلامية، لدرجة أن بعض المؤسسات الإعلامية لم تنشر أي تغطية، أو نشرت تغطيات لا تتجاوز اثنتين أو ثلاثة خلال فترة طويلة تمتد إلى سبعة أشهر، ما يعطي صورة واضحة عن مدى الاهتمام المحدود بموضوع الهجرة في الإعلام المغربي ».

وشددت الدراسة على أن « المعالجة الإعلامية للهجرة الأجنبية تتم غالباً بنغمة محايدة، حيث يكتفي الإعلام بنشر البلاغات الرسمية والاعتماد على المصادر الرسمية دون إضافة مصادر أخرى أو تقديم تحليل معمق. كما لوحظ أن هذه التغطية تركز بالأساس على النطاق الوطني، يليه النطاق المحلي، فيما يكون الحضور على الصعيد الإقليمي والدولي محدودا للغاية ».

وأكدت أن « معالجة قضايا الهجرة الأجنبية تتم غالبا على شكل مواد إخبارية قصيرة مثل التقارير أو الأخبار المختصرة والموضحة مما يبرز حرص الإعلام المغربي على التركيز على نقل الأخبار بشكل سريع و محايد. بالمقابل، تبقى المعالجة العميقة التي تعتمد على أنسنة الموضوع أو الاستقصاء أو الاستطلاع ضعيفة جدا، ولا تتبناها سوى مؤسسات إعلامية محددة وبنطاق ضيق جدا ».

وكشفت الدراسة أن المصادر الرسمية والمسؤولين الرسميين هم المتحدثون الأساسيون، بينما يتذيل المهاجرون قائمة المتحدثين رغم أنه من المفترض أن يكونوا في مقدمة المتحدثين نظرا لأنهم الأكثر تأثرا بهذه القضايا. ومع ذلك لا يتم منحهم الفرصة الكافية للتعبير عن آرائهم أو سرد تجاربهم، مما يعكس تجاهلا لصوت الفئات المعنية بشكل مباشر.

وبخصوص أنواع الهجرات، قالت الدراسة، إن « الهجرة غير النظامية هي التي تحظى بالاهتمام الأكبر من قبل الصحافيين، خاصة فيما يتعلق بنشر أخبار توقيف المهاجرين أو التعامل مع القضايا ذات الطابع الأمني أو المرتبطة بالحوادث. ويأتي ذلك على حساب الهجرة النظامية، واللاجئين والمقيمين الذين لا يحظون بتغطية كافية ».

وخلصت الدراسة إلى أن « التغطية الإعلامية تركز بشكل أكبر على المشكلة والحل بينما يبقى موضوع الصراع في ذيل الاهتمامات الإعلامية، مما يعكس توجها واضحا للإعلام المغربي نحو تسليط الضوء على الجوانب الإشكالية والحلول الممكنة، مع التركيز على الأبعاد الأمنية والاقتصادية ».

وترى الدراسة أن « بعض المنابر الإعلامية تقع في فخ التهويل في تصوير المهاجرين على أنهم يشكلون خطرا كبيرا يستوجب الحذر منهم، ويزيد هذا التوجه من استخدام بعض المصطلحات كأداة للوصم الاجتماعي، مما يفاقم من التصورات السلبية حول المهاجرين ويؤدي إلى تعزيز التمييز ضدهم في المجتمع ».

للاطلاع على الدراسة: معالجة وسائل الإعلام المغربية للهجرة الأجنبية – RMJM_Digital

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الإعلام المغربی الهجرة الأجنبیة فی الإعلام فی ذیل

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية ذياب بن محمد بن زايد.. انطلاق النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة

 

تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مركز الشباب العربي، أعلن المركز اليوم عن إطلاق فعاليات النسخة السابعة من برنامج “القيادات الإعلامية العربية الشابة”، أحد أضخم البرامج التدريبية الإعلامية الشابة على مستوى المنطقة، والذي يستمر في دورته الجديدة في ترسيخ مكانته كمبادرة رائدة لصقل مهارات الشباب العربي في قطاع الإعلام وربطهم بالفرص وذلك بمشاركة 55 شابا وشابة يمثلون 18 دولة عربية.
وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تواصل، برؤية قيادتها الرشيدة، الاستثمار في الطاقات والمواهب الواعدة في مختلف المجالات، وعلى رأسها القطاع الإعلامي، مشيراً إلى أهمية دعم وتأهيل الشباب ببرامج تدريبية متخصصة تمكنهم من التميز وابتكار الحلول التي تخدم مجتمعاتهم.
وأضاف سموه أن دولة الإمارات أصبحت، بفضل بيئتها المحفزة، مركزاً إقليمياً ودولياً للإعلام ومقصداً للكفاءات المتميزة، مشيداً بدور الإعلاميين الشباب في تقديم صورة إيجابية تعكس أصالة الهوية الثقافية العربية، وتعزز رسائل التسامح والتواصل بين الشعوب.
من جانبه، قال معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي، إن النسخة الحالية اختارت “الإعلام المجتمعي” عنواناً رئيسيا لها، وذلك للتأكيد على الدور الذي يقوم به في تشكيل وعي المجتمعات والمسؤولية التي يتحملها بالتأثير على حياة الناس ، والشباب هم الركيزة الأساسية والقوة الدافعة لتطور وتنمية المجتمعات وتعزيز نسيجها وتلاحمها والارتباط بلغتها وهويتها.
وأضاف معاليه أن البرنامج قدم على مدار دوراته فرصة لربط الشباب في مرحلة هامّة من بداية مسيرتهم المهنية مع واقع سوق العمل الإعلامي واكتساب المهارات من الخبراء والاستماع إلى تجارب صناع القرار، ونفخر اليوم بوجود المئات من منتسبيه ضمن فرق عمل مختلف المؤسسات والمنصات الإعلامية العربية والدولية؛ وبات اليوم بمثابة مناسبة سنوية لربط المواهب الشابة بالفرص ضمن رؤية شاملة لمركز الشباب العربي لمواصلة تمكين وبناء قدرات الشباب المورد الأكبر والأهم في المنطقة.
وتشمل فعاليات البرنامج في نسخته الحالية مجموعة متكاملة من الدورات المتخصصة وورش العمل، وزيارات ميدانية لكبرى المؤسسات الإعلامية وعدد من المؤتمرات والفعاليات، إضافة للفرص التي يتيحها البرنامج للقاء العديد من الشخصيات الإعلامية والمجتمعية المؤثرة، وقيادات القطاع الإعلامي وصناع القرار.
وسيقدم دورات مكثفة حول مهارات الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى، والإعلام التنموي، إضافةً لمحاور تتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأثرها في مستقبل الإعلام.
ويركز البرنامج في نسخته الحالية على الدور المجتمعي للإعلام، وأهمية تسخير أدواته في دعم المبادرات الاجتماعية والإنسانية، ونقل القصص التي تزرع الأمل وتصنع الأثر، وتعزز الجهود الشبابية في خدمة المجتمعات.
ويحظى البرنامج بشراكات ودعم من نخبة من الشركاء الإعلاميين والأكاديميين، والذين يعملون مع المركز يداً بيد لتدريب وتأهيل 55 شاباً وشابة، وفتح الفرص أمامهم لبناء مسيرات مهنية احترافية في مختلف تخصصات الإعلام، ودعم ريادتهم في مجالاتهم ضمن فرق عمل تلك المؤسسات، فضلاً عن تأهيلهم لإطلاق مشاريعهم الإعلامية الخاصة عبر المنصات الرقمي، والتي باتت تشكّل صوتاً شبابياً واعياً، يعبر عن مجتمعاته ويرتبط بقضاياه الإنسانية والتنموية.
وتأتي النسخة السابعة من برنامج “القيادات الإعلامية العربية الشابة”، لتقدم سرديات عربية جديدة مبنية على إحياء الأمل في نفوس الشباب، والتنوع، والمساهمة الحقيقية في بناء مستقبل أكثر تماسكاً واستدامة.
وتمتد فعاليات البرنامج على مدى ثلاثة أسابيع في كل من أبوظبي، دبي، الشارقة وعجمان، ضمن بيئة إبداعية تتيح للمشاركين العديد من الفرص للتعلم والتطبيق عبر جميع الإمكانيات المتاحة والمهمة لبناء أفضل جيل من الإعلاميين الشباب.وام


مقالات مشابهة

  • تعرف على المواقع الأجنبية المحجوبة في الأردن بسبب الإساءة للدولة ورموزها
  • سفن الصيد الأجنبية في السنغال ترفع معدلات الهجرة إلى إسبانيا.. ما العلاقة؟
  • تحت رعاية ذياب بن محمد بن زايد.. انطلاق النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة
  • خطة النواب توافق على موازنات الهيئات الإعلامية.. وتوصيات بدعم مالي واستثناءات للتعيين لمواجهة التحديات
  • أكاديمية الشرطة تستقبل المشاركين من برنامج القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية
  • الداخلية تستقبل الوفود المشاركة في فعاليات برنامج القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية
  • الداخلية تستقبل الشباب المشاركين في برنامج القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية.. صور
  • انطلاق النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة
  • البديوي: دول مجلس التعاون تتمتع بمكانة مرموقة على الخارطة الإعلامية الإقليمية والدولية