محمد حسن الشيخ

في 13 مايو 2025، حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار الرياض، في زيارة رسمية تميزت بزخم سياسي واقتصادي غير مسبوق، ومتابعة لحظية من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حول العالم.

لكن خلف مراسم الاستقبال الفارِه، وصفقات الاستثمار الضخمة، برزت حقيقة لا يمكن تجاهلها: أن السعودية باتت اليوم لاعبًا رئيسًا في تشكيل معادلات المستقبل، لا في الشرق الأوسط فقط، بل على مستوى النظام العالمي.

أخبار قد تهمك الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات جديدة تستهدف أفرادا فى إيران والصين 14 مايو 2025 - 10:31 مساءً “هيونداي الشرق الأوسط لصناعة المحركات” -المشروع المشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة هيونداي موتور- تحتفل بوضع حجر الأساس لمنشأتها الجديدة 14 مايو 2025 - 9:42 مساءً

زيارة ترامب حملت في طياتها أكثر من دلالة، فبالإضافة إلى الاستثمارات السعودية التي تجاوزت 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، وصفقة دفاعية تفوق 140 مليار دولار، لفت الأنظار حجم الوفد الأمريكي المرافق، وفدٌ لم يكن فقط سياسيًا، بل تَكوَّن من رموز التقنية والاقتصاد العالمي مثل إيلون ماسك وسام ألتمان وآندي جاسي.. وغيرهم

السعودية، في هذه اللحظة، لم تكن فقط دولة مستقبِلة، بل دولة مُبادِرة، تُبرم صفقات ذكاء اصطناعي مع Nvidia، وتُطلق مشروعات بيانات هائلة الحجم، وتُعلن نفسها شريكًا أساسيًا في الثورة التكنولوجية القادمة.

سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الذي لطالما وصفه الإعلام الغربي بأنه “الأمير الشاب صاحب الرؤية”، ظهر كقائد استراتيجي يعرف كيف يُعيد تموضع بلاده بين القوى الكبرى، ولم يعد السؤال: ماذا يمكن أن تقدم السعودية للعالم؟ بل: كيف سيواكب العالم وتيرة التحول السعودي؟
ولأنه قائد لا ينسى عمقه العربي، لم تغب سوريا عن مشهد الزيارة، ففي لحظة بدت إنسانية قبل أن تكون سياسية، ظهر تأثير الأمير محمد بن سلمان جليًا حين أعلن الرئيس الأمريكي ترامب من الرياض رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.

لم يكن القرار وليد اللحظة، بل نتاج تنسيق سعودي طويل لإعادة سوريا إلى محيطها العربي، ودعم استقرارها في مرحلة ما بعد الحرب، وقد حمل القرار فرحة عربية واسعة، عكستها ردود الفعل من دمشق إلى بيروت، ومن بغداد إلى عمّان.

ولي العهد، كعادته، لا يكتفي بإدارة ملفات الاستثمار والتقنية، بل يضع القضايا العربية في قلب تحركاته الدولية، مؤكدًا أن الدور السعودي الجديد لا يتجاهل التاريخ، بل يعيد صياغته.

الرئيس ترامب، الذي عاد إلى المشهد السياسي وسط استحقاقات انتخابية أمريكية شرسة، وجاء إلى السعودية في أول زيارة خارجية في ولايته الثانية، وغادر مدركًا أن من يقود مفاوضات الاستثمار والتقنية والطاقة في 2025 لم يعد فقط “واشنطن”، بل “الرياض” أيضا.

في المشهد، لم تكن المملكة تستعرض قوتها، بل كانت توثق لحظة من لحظات التحول التاريخي في علاقتها مع العالم، لحظة كانت فيها القيادة السعودية أكثر من شريك… كانت صانعًا للمستقبل.

إعلامي مصري

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الرياض المملكة ترامب

إقرأ أيضاً:

6.4 مليار دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للمملكة خلال الربع الأول من عام 2025  

سجلت تدفقات الاستثمار الأجنبي الداخلة إلى المملكة سجلت 24 مليار ريال (6.4 مليار دولار) خلال الربع الأول من عام 2025، وذلك بارتفاع سنوي قدره 24 %.

وأظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء، أن التدفقات الخارجة وصلت إلى 1.8 مليار ريال، وبذلك يسجل صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى 22.2 مليار ريال.

يأتي ذلك في سياق عوامل جذب المستثمرين التي توفرها المملكة، والتي من بينها التسيهلات المقدمة عبر نظام الاستثمار، الذي يضمن ويعزز حقوق المستثمر، ويضمن المساواة في المعاملة بين المستثمر المحلي والأجنبي ويوفر إجراءات شفافية عالية وعادلة.

المملكةأخبار السعوديةالاستثمار الأجنبيقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • توماس باراك: التحديات في سوريا هائلة لكن الشعب السوري قادر على بناء المستقبل
  • مؤسسة حرير تُنفّذ زيارة إنسانية إلى قرى SOS في سوريا وتُقدّم الدعم النفسي والمعنوي للأطفال
  • الإخوان المسلمون في سوريا المستقبل: بين واقع الحساسية وأفق الانفتاح
  • عاجل. الموفد الأمريكي إلى سوريا: الحرب بين إيران وإسرائيل مهدت لطريق جديد في الشرق الأوسط
  • هدنة على الأبواب.. مصر تقود المسار وترامب يُقدم العفو مقابل التهدئة
  • 6.4 مليار دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للمملكة خلال الربع الأول من عام 2025  
  • السعودية.. الأمير تركي الفيصل يشعل تفاعلا بما قاله عن ضربة إيران وربط مفاعل ديمونا بإسرائيل
  • مقال الأمير تركي الفيصل: على ترامب ألا يتبع معايير مزدوجة
  • “جازين” تُعزِّز حضور القهوة السعودية عالميًا في إصدار “مونوبولي الرياض”
  • 357 منها في الشرقية.. 1488 زيارة على المنشآت الصناعية خلال مايو