ترامب في ثلاث دول خليجية.. بين الدلالات والرمزية؟ (تحليل)
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
ثمة صورة واضحة مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لدول الخليج هذه المرة، فترتيب الدول من حيث الزيارة: السعودية – قطر – الإمارات له مدلول واضح.
برز دور الجزيرة بشكل كبير في تغطية الزيارة بدءا من السعودية وانتهاء بقطر، لكنه لم يكن حاضرا في تغطية الزيارة للإمارات، ومن وجهة نظر شخصية فذلك يعود لرغبة الإمارات وموقفها وليس عزوف الجزيرة.
نفس الوضع مع قناة العربية لم تفرد تغطية واسعة لزيارة ترامب للإمارات، ولو تابعت تغطية قناة سكاي نيوز الإماراتية للزيارة ستجدها باهتة، سواء من ناحية الضيوف، أو البث المباشر المواكب للتغطية.
يمكن القول أن السعودية ظهرت في هذه الزيارة أكثر نضجا سياسيا قياسا بالزيارة الأولى، بينما ظهرت قطر أكثر تعقلا ورزانة في التعامل، ويغيب البعد الإماراتي في أجندته من هذه الزيارة.
تملك السعودية النفوذ الأكبر، ولدى قطر ما يجعلها أكثر تأثيرا خاصة مع قاعدة العيديد العسكرية التي زارها ترمب، والتقى جنودها هناك، وبعث بعدة رسائل، لكن الإمارات لم تتضح حتى اللحظة معالم الزيارة، رغم وجود أوراق أيضا وثقل لدى أبوظبي.
فيما يتعلق ببرنامج الزيارة، كانت السعودية أكثر إبرازا لتراثها، بينما في قطر ظهرت مستعرضة للفخامة التي تكتسبها، والتي لفتت ترمب، كالقصر الأميري.
بالنسبة للإمارات فقد جعلت مسجد الشيخ زايد محطة ترامب الأولى، ويقول الإعلام الإماراتي أن الهدف من هذا رسالة تعكس التعايش والسلام، وأن المسجد تحول لمعلم بارز للزوار دوليا، ولو استمتعت لتعليق مذيعة سكان نيوز خلال زيارة ترمب ستدرك الفقر في توجيه الرسالة وقراءتها.
بدا مسجد الشيخ زايد خاليا تماما من المصلين، وقت الزيارة، وتجول فيه ترمب وكأنه في متحف، ويتوقف مع مظهر المسجد، وزينته، ما يجعلها زيارة استعراضية لا أكثر.
وبالفعل زيارة ترمب للمسجد هي عملية استعراضية صرفة، ولا يوجد ما يعززها على الواقع، بل إن السياسة الإماراتية هي نقيض دلالات هذه الزيارة، خاصة فيما يتعلق برسائل السلام والتعايش والتسامح، كما يروج إعلام الإمارات.
الفارق في الزيارة للمنطقة هذه المرة، أنها شملت ثلاث دول خليجية، وهي دول تلتقي في ملفات، وتتقاطع في أخرى، ولم تكن مثل المرة الماضية، للسعودية فقط، ومعلوم نتائج تلك الزيارة، وما أحدثته من تداعيات لاحقة، نتج عنها الأزمة الخليجية مع قطر.
بالتالي الزيارة هذه المرة، أشبعت رغبات الدول الثلاث، وكل واحدة تمكنت من استخلاص ما تريد، وبقدر ما يظهر هذا حضور خليجي فاعل في المنطقة، لكنه أيضا يعكس وجود ثلاث قوى خليجية، ولا يخفي وجود تمايز بينها، ومحاولات للتفرد، مع وجود سقف جامع للجميع في إطار مجلس التعاون الخليجي.
ولعل اجتماع قادة الخليج بترمب في الرياض، أعطى إيحاء أوسع على دور الرياض، ومكانتها بين نظرائها من دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما جعل باقي الزيارات لقطر والإمارات تبدو خاصة بهذه الدول، بينما كانت الزيارة للرياض أكثر شمولا لكل دول المجلس، والمنطقة.
ولعل المخرج الأكبر لا يكمن في الاتفاقيات الموقعة، بل بما جنته سوريا من هذه الزيارة، كرفع العقوبات، واليمن كان حاضرا بشكل أكبر، خاصة في الزيارة للرياض، مع ملفات عربية أخرى، لعل في طليعتها الوضع في غزة.
للتذكير هنا فقد كانت زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الأولى خارجيا لدولة مصر، وهو ما عكس حينها وضع مصر كدولة رائدة في المنطقة، وبالتالي فالزيارات الحالية لدول الخليج يوحي بمكانة هذه الدول، ويؤكد تراجع أخرى، وهذا يفرض مزيد من المسؤولية لهذه الدول في تحقيق التوازن بالمنطقة، بمختلف ملفاتها.
غير أن ما سيدو مهما حقا هو النتائج البعيدة والمخرجات القريبة من هذه الزيارة، فحديث ترمب عن اتفاقية إبراهام وعرضها على الرئيس السوري خلال اللقاء، يشير إلى وجود مخرجات غير مرئية الآن وستظهر لاحقا، ولعل في طليعتها العلاقة مع إسرائيل، والتطبيع معها.
وفي كل الأحوال فإن أي خطوات نحو مزيد من الاستقرار والتكامل في المنطقة هو أمر محمود، ونتمنى أن لا تتكرر نتائج الزيارة السابقة لترمب، والتي أنتجت واقعا متأزما ألقى بظلاله على مجمل ملفات المنطقة وقتها، ولاتزال التداعيات قائمة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: أمريكا السعودية قطر الإمارات ترامب هذه الزیارة
إقرأ أيضاً:
“وادي الواحة” يُمكّن الإعلاميين من تغطية زيارة الرئيس الأمريكي عبر بنية تقنية متقدمة
البلاد- الرياض
شكّلت منطقة “وادي الواحة” إحدى المناطق الأساسية في “واحة الإعلام”، التي نظّمتها وزارة الإعلام، مركزًا متكاملًا للخدمات الإعلامية، وقدّمت حلولًا فنية وتقنية متقدمة سهّلت على الإعلاميين المحليين والدوليين تغطية زيارة فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مباشر واحترافي. وجاء تجهيز “وادي الواحة” بدعم مباشر من وزارة الإعلام، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، التي وفّرت بنية تحتية تقنية عالية الكفاءة، شملت إستوديوهات بث مباشر متكاملة، ومواقع DTL مخصصة للظهور التلفزيوني المباشر، إضافة إلى وحدات دعم فني تعمل على مدار الساعة لضمان انسيابية الإنتاج والبث. وقد استفادت كبرى وسائل الإعلام المحلية والأمريكية والدولية من هذه المنظومة، في إعداد ونقل محتواها الإعلامي من قلب الحدث، ضمن بيئة تُمكّن الصحفيين من العمل بسرعة وكفاءة، مع الحفاظ على جودة الصورة والمحتوى بما يتماشى مع أهمية الحدث ومكانته الدولية. ويُعد “وادي الواحة” نموذجًا عمليًا لرؤية وزارة الإعلام في تطوير المنصات الإعلامية الوطنية، وتقديم تجربة متكاملة تسهّل التغطية العالمية وتُظهر جاهزية المملكة في تنظيم وإدارة المحتوى الإعلامي بكفاءة عالية.